يتمتع التراث الشعري لاتباع اهل البيت عليهم السلام بمقدرة كبيرة على التماهي مع المبادىء النهضوية والتي تمثل الانتماء الاحتفائي برموز اهل البيت عليهم السلام ، ولابد لكل منشور يمثل الهوية الايمانية ان يسعى جاهدا في نشر هذا الموروث الابداعي ، ومجلة رياض الزهراء قدمت منجزها الأدبي عبر العديد من الصفحات وتمحورت صفحة ( مناهل ثقافية ) بين الخطاب والقصيدة الموروثة والمعاصرة فنشرت في احدى اعداد ها قصيدة ولادة الزهراء عليها السلام للشاعر السيد محمد جمال الهاشمي ، عالم ديني وشاعر امتلك منزلة رفيعة ولد في النجف الاشرف سنة 1914 م واشتغل في تفسير القرآن والدراسات الدينية وكانت له حلقة يلقي فيها دروس التفسير وهو شاعر مرموق حار به النظام المنهار وسجن واضطهد حتى مات عن عمر يناهز الستين سنة ،
( شعت فلا الشمس تحكيها ولا القمر
زهراء من نورها الاكوان تزدهر
بنت الخلود لها الأجيال خاشعة
أم الزمان اليها تنتمي العصر )
ولو تأملنا في مفردات هذه القصيدة لوجدناها تتطابق توافقيا مع المعنى الكلي لوجود الزهراء عليها السلام من حيث اللفظ والمعنى ، فدخل الشاعر باستهلاليته لمفردات تضمينية ( شعت / الشمس / القمر/ النور ) بعدها يصل الى مكونات الانتماء الابهى الا وهي
( مجبولة من جلال الله طينتها
يرف لطفا عليها الصون والخفر )
ومثل هذه الظواهر الغيبية لاتمثل اطراءا يشبه اطراءات الملوك ومديح السلاطين بل ينشر لارتكازات الايمان الاعتقادي في المكونات المعنوية للزهراء عليها السلام ، والنفع الوحيد للشاعر هو سعيه لنيل الشفاعة والرضى
( في عيد ميلادها الاملاك حافلة
والحور في الجنة العليا لها سمر)
وتقدم القصيدة تفاعلات تفيض في عوالم غيبية لايمكن ان ترى النور دون الشرط الانتمائي الموالي / مهما امتلك شاعرها قدرة النظم وانما الشعور اليقيني هو الذي يسمو بالقصيدة فنقرأ قصيدة ( ملحمة عيد الغدير ) للشاعر ( بولس سلامة ) شاعر لبناني ولد في 1910م درس الحقوق وعمل قاضيا وله دراسات أدبية وفكرية وهو من الشعراء الذين اشتهروا بكتابة قصائدهم في أهل البيت عليهم السلام مديحا ورثاءا حتى اطلقوا على ديوانه ( عيد الغدير ) تسمية الملحمة ويقال ان هذه القصيدة كتبها بايعاز من السيد شرف الدين تناول فيها سيرة اهل البيت منذ الجاهلية وحتى واقعة كربلاء وهذا الانتماء المعرفي يقودنا الى شمولية الفكر الانساني الملهم ، أي خاصية المشاركة الشعورية الانتماء العاطفي والشعوري ، فالمناسبة الغديرية هي قضية ضمير قبل ان تكون حدثا تاريخيا ، من حق الانسان باي هوية كان وفي اي زمان ومكان ان يسأل كيف يهدر حق له مائة الف شاهد ، فنصرة هذه القضية انتماء فكري كونه وقف بمواجهة الانتماءات القبلية المتآمرة على هذا الحدث الضميري فيبدأ الشعر يسرد الوصية النبوية ويتابع حدث الغدير منذ نداء النبي (ص)
أيها الناس انما الله مولاكم
ومولاي ناصري ومجيري
ثم أني اليكم منذ كان الدهر
طفلا حتى زوال الدهور
يا الهي من كنت مولاه حقا
فعلي مولاه غير نكير )
والانتماء لأهل البيت انتماء عام فهو لايختص برمز مقدس دون سواه بل جميع هذه الرموز تتوحد في قيمة النصرة وبالمقابل بقيمة الشفاعة ، جميعهم يمثلون روح الانتماء الرسالي ، وفي المنهل الشعري لرياض الزهراء نشرت قصائد متنوعة ومنها قصيدة (كاظم الغيظ ) للشاعر السيد ( صالح القزويني ) وهو السيد صالح البغدادي وليس الحسيني القزويني الذي ولد في مدينة الحلة فهناك تشابه كبير في حياة الاثنين والبغدادي من ولادة النجف وانتقل الى بغداد ليتصدر زعامتها الدينية فكان عالما وشاعرا معروفا ..
( اعطف على الكرخ من بغداد وابك بها
كنزا لعلم رسول الله مخزونا
موسى بن جعفر سر الله والعلم ال
مبين في الدين مفروضا ومسنونا )
ويعبر هذا الانتماء عن علاقات متنامية متطورة ينهل بعضها من الواقع التاريخي اي ان هناك شعر ينسب لأهل البيت عليهم السلام ، وهذه القصيدة التي نشرت في رياض الزهراء وجدت الكثير من المصادر تؤكد انها لزينب عليها السلام
(على الطف السّلام وساكنيه *** وروح الله في تلكَ القباب
نُفوسُ قدّست في الأرض قدساً *** وقد خُلقت من النطف العذاب
مضاجعُ فتية عبدوا فناموا *** هجوداً في الفدافد والروابي
عَلتهم في مضاجعهم كعاب *** باردات منعّمة رطاب
وصيّرت القبور لهم قصوراً *** مناخاً ذات أفنية رحاب)
وقد ارتكزت هذه القصائد على رواية الحدث اي سردية القص شعريا ، تروي حوادث واقعية قامت وعرفت تاريخيا كقصة ( بشر بن حذلم ) مع أم البنين عليها السلام للشاعر ( سيد محمد كاظم الكفائي ) هو مؤرخ واديب وشاعر و له تجارب علمية في مصر والسودان والمغرب وباكستان والهند وله كتب كثيرة مثل الزهراء في السنة / والتاريخ والادب ، ومدارس الامام الجواد عليه السلام ، مسند الامام الصادق عليه السلام / وهؤلاء انصار الحسين /
( لما أتى بشر الى يثرب
يحل اذ ذاك النداء الحزين
وجئت كالليث اما م الجميع
أوقفت بشرا منه تستعلمين )
وقصائد اخرى تنتمي الى هذا الولاء القادر على خلق الطمأنينة والآمان وحث الناس على الألفة والمودة كونها تستذكر مآثرا تضحوية لرموز الطف ، نشرت قصيدة تحت عنوان ( سماه عباسا ) وهذه القصيدة نشرت تحت اسم الكاتب محمد ناصر واعتقد انه بعثها للمشاركة فهي نشيد تابع لفرقة الراية اللبنانية حسب علمنا ،
( نور تالق في السماء محلقا
ضاهى شعاع الشمس حين تألقا
وكسا الوجود بهالة من ضوئه
في الكون مسار مغربا ومشرقا )
ويرى بعض اهل الراي ان الانتماء هو الذي يبعث الولاء والشخصيات المؤمنة تسعى لتبث هذا الوعي الانتمائي برؤى شعرية تحمل مضامين روحية ، والشاعر الكويتي ( علي نوح المهنا ) نشرت له قصيدة (ليس بحرك ينفد )
( وثبت اليك مدائحي تتودد
من جمرة في قلبها تتوقد
وتلج في بحر الفضائل تارة
وتموج فيها تارة فتبدد )
وقصائد اخرى لشعراء مهمين كقصيدة الشاعر الخطيب مزهر الملقب العلوي لكثرة ما يمدح ويصدح إشادة بآل البيت النبوي وبأمير المؤمنين علي عليه السلام
( سلام وريث العلم ما حدث الفكر
فانت شعاع المجد وألي والذكر
سقيت ربيع المكرمات فضائلا
فشعت بما تلقاه لم يثنها وعر )
ومثل هذه الانتقاءات في منشور ملتزم يمثل قيمة الارادة للنهوض بقيم الانتماء المباركة
( شعت فلا الشمس تحكيها ولا القمر
زهراء من نورها الاكوان تزدهر
بنت الخلود لها الأجيال خاشعة
أم الزمان اليها تنتمي العصر )
ولو تأملنا في مفردات هذه القصيدة لوجدناها تتطابق توافقيا مع المعنى الكلي لوجود الزهراء عليها السلام من حيث اللفظ والمعنى ، فدخل الشاعر باستهلاليته لمفردات تضمينية ( شعت / الشمس / القمر/ النور ) بعدها يصل الى مكونات الانتماء الابهى الا وهي
( مجبولة من جلال الله طينتها
يرف لطفا عليها الصون والخفر )
ومثل هذه الظواهر الغيبية لاتمثل اطراءا يشبه اطراءات الملوك ومديح السلاطين بل ينشر لارتكازات الايمان الاعتقادي في المكونات المعنوية للزهراء عليها السلام ، والنفع الوحيد للشاعر هو سعيه لنيل الشفاعة والرضى
( في عيد ميلادها الاملاك حافلة
والحور في الجنة العليا لها سمر)
وتقدم القصيدة تفاعلات تفيض في عوالم غيبية لايمكن ان ترى النور دون الشرط الانتمائي الموالي / مهما امتلك شاعرها قدرة النظم وانما الشعور اليقيني هو الذي يسمو بالقصيدة فنقرأ قصيدة ( ملحمة عيد الغدير ) للشاعر ( بولس سلامة ) شاعر لبناني ولد في 1910م درس الحقوق وعمل قاضيا وله دراسات أدبية وفكرية وهو من الشعراء الذين اشتهروا بكتابة قصائدهم في أهل البيت عليهم السلام مديحا ورثاءا حتى اطلقوا على ديوانه ( عيد الغدير ) تسمية الملحمة ويقال ان هذه القصيدة كتبها بايعاز من السيد شرف الدين تناول فيها سيرة اهل البيت منذ الجاهلية وحتى واقعة كربلاء وهذا الانتماء المعرفي يقودنا الى شمولية الفكر الانساني الملهم ، أي خاصية المشاركة الشعورية الانتماء العاطفي والشعوري ، فالمناسبة الغديرية هي قضية ضمير قبل ان تكون حدثا تاريخيا ، من حق الانسان باي هوية كان وفي اي زمان ومكان ان يسأل كيف يهدر حق له مائة الف شاهد ، فنصرة هذه القضية انتماء فكري كونه وقف بمواجهة الانتماءات القبلية المتآمرة على هذا الحدث الضميري فيبدأ الشعر يسرد الوصية النبوية ويتابع حدث الغدير منذ نداء النبي (ص)
أيها الناس انما الله مولاكم
ومولاي ناصري ومجيري
ثم أني اليكم منذ كان الدهر
طفلا حتى زوال الدهور
يا الهي من كنت مولاه حقا
فعلي مولاه غير نكير )
والانتماء لأهل البيت انتماء عام فهو لايختص برمز مقدس دون سواه بل جميع هذه الرموز تتوحد في قيمة النصرة وبالمقابل بقيمة الشفاعة ، جميعهم يمثلون روح الانتماء الرسالي ، وفي المنهل الشعري لرياض الزهراء نشرت قصائد متنوعة ومنها قصيدة (كاظم الغيظ ) للشاعر السيد ( صالح القزويني ) وهو السيد صالح البغدادي وليس الحسيني القزويني الذي ولد في مدينة الحلة فهناك تشابه كبير في حياة الاثنين والبغدادي من ولادة النجف وانتقل الى بغداد ليتصدر زعامتها الدينية فكان عالما وشاعرا معروفا ..
( اعطف على الكرخ من بغداد وابك بها
كنزا لعلم رسول الله مخزونا
موسى بن جعفر سر الله والعلم ال
مبين في الدين مفروضا ومسنونا )
ويعبر هذا الانتماء عن علاقات متنامية متطورة ينهل بعضها من الواقع التاريخي اي ان هناك شعر ينسب لأهل البيت عليهم السلام ، وهذه القصيدة التي نشرت في رياض الزهراء وجدت الكثير من المصادر تؤكد انها لزينب عليها السلام
(على الطف السّلام وساكنيه *** وروح الله في تلكَ القباب
نُفوسُ قدّست في الأرض قدساً *** وقد خُلقت من النطف العذاب
مضاجعُ فتية عبدوا فناموا *** هجوداً في الفدافد والروابي
عَلتهم في مضاجعهم كعاب *** باردات منعّمة رطاب
وصيّرت القبور لهم قصوراً *** مناخاً ذات أفنية رحاب)
وقد ارتكزت هذه القصائد على رواية الحدث اي سردية القص شعريا ، تروي حوادث واقعية قامت وعرفت تاريخيا كقصة ( بشر بن حذلم ) مع أم البنين عليها السلام للشاعر ( سيد محمد كاظم الكفائي ) هو مؤرخ واديب وشاعر و له تجارب علمية في مصر والسودان والمغرب وباكستان والهند وله كتب كثيرة مثل الزهراء في السنة / والتاريخ والادب ، ومدارس الامام الجواد عليه السلام ، مسند الامام الصادق عليه السلام / وهؤلاء انصار الحسين /
( لما أتى بشر الى يثرب
يحل اذ ذاك النداء الحزين
وجئت كالليث اما م الجميع
أوقفت بشرا منه تستعلمين )
وقصائد اخرى تنتمي الى هذا الولاء القادر على خلق الطمأنينة والآمان وحث الناس على الألفة والمودة كونها تستذكر مآثرا تضحوية لرموز الطف ، نشرت قصيدة تحت عنوان ( سماه عباسا ) وهذه القصيدة نشرت تحت اسم الكاتب محمد ناصر واعتقد انه بعثها للمشاركة فهي نشيد تابع لفرقة الراية اللبنانية حسب علمنا ،
( نور تالق في السماء محلقا
ضاهى شعاع الشمس حين تألقا
وكسا الوجود بهالة من ضوئه
في الكون مسار مغربا ومشرقا )
ويرى بعض اهل الراي ان الانتماء هو الذي يبعث الولاء والشخصيات المؤمنة تسعى لتبث هذا الوعي الانتمائي برؤى شعرية تحمل مضامين روحية ، والشاعر الكويتي ( علي نوح المهنا ) نشرت له قصيدة (ليس بحرك ينفد )
( وثبت اليك مدائحي تتودد
من جمرة في قلبها تتوقد
وتلج في بحر الفضائل تارة
وتموج فيها تارة فتبدد )
وقصائد اخرى لشعراء مهمين كقصيدة الشاعر الخطيب مزهر الملقب العلوي لكثرة ما يمدح ويصدح إشادة بآل البيت النبوي وبأمير المؤمنين علي عليه السلام
( سلام وريث العلم ما حدث الفكر
فانت شعاع المجد وألي والذكر
سقيت ربيع المكرمات فضائلا
فشعت بما تلقاه لم يثنها وعر )
ومثل هذه الانتقاءات في منشور ملتزم يمثل قيمة الارادة للنهوض بقيم الانتماء المباركة
تعليق