إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

( مناهل رياض الزهراء الثقافية ....... ج2 المنهل الخطابي )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ( مناهل رياض الزهراء الثقافية ....... ج2 المنهل الخطابي )



    لكل شكل من اشكال التعبير مفاهيم وادوات وتعابير وله خصائص مميزة ، والاشتغال بالاشكال المتنوعة تؤمن لنا امكانية تجسيد افضل الدلالات اذ تغوص في العمق الوجداني المحفز على الفعل الايجابي ، ومهما كان الشكل فهو لا يقيد المحتوى وهذا التنوع بين الشعر والخطابة والحكمة وشيء من ملخصات البحوث كلها ابواب تجريبية تسعى بها مجلة رياض الزهراء لخلق تمكنها و( الخطب ) هي خلاصة تجارب تحمل مواصفات تاريخية تبرز اولا قيمة الموروث وتشخص لنا بؤر التاريخ ، وانتقاء خطبة من الخطب يعني انتقاء سبيل توصيلي خاص وعندما يختص هذا الانتقاء بعوالم المقدس سيمتلك زمام المؤثر الوجداني ، والخطبة عند العر ب هو الكلام المؤثر المسجع ، ، عبارة عن مجموعة قوانين قادرة على الاقناع الممكن لجذب المتلقي للتسليم بصحة وصواب الفعل والتأثير به ، وهو الكلام المؤلف الذي يتضمن وعظا وابلاغا ، ، ولخطب النبي (ص) اساليب متعددة في خطابه اذ ينقل المتلقي من دور الاستماع ــــ الى الانصات ــــ الادراك ـــ الاقتناع ، نلاحظ في الخطبة المنشورة في احد الاعداد انه (ص) كان يخاطب الناس خطابا مباشرا ( ايها الناس ) ويتم التر كيز على المخاطبة مع التكرار على جمل التخاطب المباشر ، ويرى النقاد ان النبي(ص) استخدم تقنيات خطابية اسلوبية عالية القيمة تنفذ بسهولة الى روحية المتلقي بواسطة اساليب التوكيد ، والولوج الى العمق النصي مع التوسع بمتعلقات البنى المختلفة ، فخطبة النبي (ص) في استقبال شهر رمضان المبارك تعطينا نوعية التحرك نحو الارشادات والوصايا التي تحمل تلك الطاقة التأثيرية الشعورية ، ( ايها الناس انه قد اقبل اليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة ) ليتوسع الى المتعلقات الوجدانية ـ تصدقوا على فقرائكم / ارحموا صغاركم / صلوا ارحامكم / توبوا الى الله ، نجد ان استخدامات الاسلوبية تاخذنا نحو مفردات اخرى ، كالحمد / الاجراءات الطلبية / التوكيد / النفي / النهي ـ ونلاحظ انه كان يتجنب السجع ، من المؤكد ان مثل هذه العوالم تشكل القيمة التربوية للنشر ، مواعظ نبوية مؤثرة ـ نصائح تشكل الخلاصة الفكرية وفيها ما يستند عليه كحجة لوصاية امير المؤمنين علي عليه السلام
    ( ومن انكر امامتك فقد انكر نبوتي ، ياعلي انت وصيي وخليفتي على امتي وبعد موتي )وكذلك نجد في خطبة الامام الصادق عليه السلام والتي تتميز اسلوبيا بالوضوح حيث سلاسة لفظية من تكامل جملي وايقاعات داخلية مؤثرة يظهر التأثر القرآني واضحا ، فهو عليه السلام يرى ان بعث الرسالة السماوية هي مكرمة الهية فيها الرحمة والاكرام ولهذا سيجتاز الاختيار بالمصداقية والانتقاء الانسب حتى وصف الحياء شيمة والسخاء طبيعة ووجود النبي ورسالته دلالة نجاة ، وفي توجه آخر نشرت مجلة رياض الزهراء خطبة الامام علي عليه السلام خالية من حرف الالف ، ، ولخطب الامام علي امكانية توظيف قدرات اللغة والنفاذ الى احتواء القصدي ، والتاثير وليحقق اهداف التمايز في عصر يشتغل على البلاغة واساليبها ، وركز المؤرخون على مسألة مهمة هي ان جماعة حضروا لدى الامام عليه السلام وتذاكروا في فضل الخط وما فيه ، فقالوا ليس في الكلام اكثر من الالف ويعذر النطق بدونها ، فولدت الخطبة ارتجالية دون تحضير واشتغالات قصدية بل على السجية ، و عفوية السليقة وامكانياتها ، وللتأمل في الاسلوب نجده اشتغل على السجع الذي كان يبتعد عنه الرسول ( ص) في خطبه لإبعاد تهمة الشعر عن مسعاه ، واما الامام علي عليه السلام فتناول الاشتغالات السجعية ،
    ( حمدت من عظمت منته وسبغت نعمته وسبقت غضبه رحمته وتمت كلمته ونفذت مشيئته ...الخ ) ولم يكن الاشتغال على منحى الغاء حرف الالف للفوز برهان لغوي بل كان تناول لعوالم التقوى والعرفان والعبادة والفلسفة والموعظة والمغيبات والتوحيد وذكر صفات المخلوقات وكانت اغلب جمل الطرح باسلوب الغائب هو ، ونادرا ما استخدم المخاطب المباشر في هذه الخطبة ، وهناك مساحة اشتغال رائعة للنظر والتأمل في استخدامات الفعل الماضي والفعل المضارع لمتابعة موقع الاستخدام الامثل لهذه الافعال ومكانتها ، ونجد في خطبة الزهراء ،هناك حرية التحرك اللغوي نتيجة التمكن البلاغي لكن هذا الموضوع فيه خصوصية التناول الانطباعي من قبل الكاتبة ( نكال عبد القادر ) والمعمار الفني في خطب الزهراء عليها السلام يقوم على التآلف بين عناصر متوافقة متماسكة متكاملة متنامية ولنتابع مفردات مثل ( المقالي ، الملفوظ ، السأم ، القبح ، الخطل ، الخور ، السخط ، الشنآن ، الجدع ) جميعها تختص بمسار مضموني واحد وترى الكاتبة نكال ان الموقف الاعتزالي الفاطمي لم يكن خاليا من التأثير كونه كان يحمل جواذب استفزت الصمت المهلك عند الناس وهذا ما اثار انتباه الناس اليه ، ونجد ان اعتزال سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام كان يعد احتجاجا ضدهم ، وهي التي تمتلك حضورا بهيا يتوج هامة المجتمع بالعزة والوقار ، وهذا التتويج لاتستحقه المجتمعات الخاملة ، ويذهب البعض على انها عليها السلام اعتبرت هذا الصمت خنوعا لابد ان يواجه ، وهناك مسألة لابد من التنويه عنها وهي مسألة اختيارات اللفظ المناسب بما تمثله المكانة العظيمة للزهراء عليها السلام لنقرأ هذه الجملة ( فانتهزت فاطمة الزهراء عليها السلام الفرصة واستغلت اجتماع النساء عندها ) هناك مفردات اكثر الفة واحتواءا للمعنى مثل مفردة استثمرت اجتماع النساء عندهن ، وحتى مفردة انتهزت كان يمكن ان تكون احتوت ـ رأت .. وغيرها الكثير مما يطابق هذه السياقات المضمونية ، واما اشتغال الكاتبة ( نكال عبد القادر ) يحمل التميز بجهد مبارك ، ونشرت مجلة رياض الزهراء في عدد اخر من اعدادها خطبة زينب عليها السلام في الكوفة ، اشتغالات اسلوبية متنوعة مثل الاسلوب الاسترجاعي ـ الاسلوب الاستذكاري وغالبا ما يحمل اللوم على ماض غدر في يوم صفين عند قضية التحكيم واستخدمت بعض المفردات التوبيخية مثل الختل والخذلان و الغدرلغدرهم بالحسين عليه السلام واعترضت على البكاء لكونه لايتوافق مع ما قدمت الكوفة من فعل جرمي ، واعتبرت هذا البكاء نوعا من انواع التلون والنفاق ، فنجدها استخدمت الاسلوب الانتقائي كل حالة لها ما يماثلها جوهريا ، نجد مثلا ان الخطبة الزينبية في الكوفة كانت تأخذ اسلوب التوبيخ والشجب ، اما خطبتها في الشام كانت تأخذ المرتكز التعريفي على اساس انهم لايعلمون كيف جرت الامور ، ونجد ان الارتكاز على المرجع القرآني الذي قدم فعل ( ريطة بنت عمرو بن كعب ) التي كانت تغزل الصوف وثم تنفض ما غزلت للتمثيل والتماثل ، وهذا تشبيه استثمرته السيدة زينب عليها السلام ( انما مثلكم كمثل التي نفضت غزلها من بعد قوة انكاثا . تتخذون ايمانكم دخلا بينكم ) لو تاملنا في بعض المفردات واوجه تفسيرها لعرفنا معنى البلاغة مثل مفردة الصلف ـ مدح الانسان لنفسه بما ليس عنده ، ويرى البعض انه البغض والمقت ، او لنتأمل في جملة ( كمرعى على دمنة)المرعى محل العشب والدمنة المكان الوسخ ، وتعتبر هذه الخطبة في ذروة الفصاحة وقوة البيان ، ونجد ان مثل هذه الانتقاءات تعني ، تقديم المؤهل الثقافي ـ الانتقاء والاحساس الجماعي المبني على المواقف الفكرية وصوت تخطى الاعتبارات التأريخية والاجتماعية ليعيش فتيا حيا ترفعه مجلة رياض الزهراء قيمة من قيم وجودها الفني والثقافي والفكري والانساني

  • #2
    سلمت اناملك استاذي الكريم


    البعيد عن العين بعيد عن القلب


    الحب أعمى




    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X