إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مظاهر الرحمة المحمّدية في المهدي (عليه السلام)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مظاهر الرحمة المحمّدية في المهدي (عليه السلام)

    بسم الله الرحمن الرحيم


    إن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) كان خلقه رحمة، يقول القرآن الكريم: (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) (آل عمران: 159)، حيث كان (صلى الله عليه وآله وسلم) قطعة من التواضع، والألفة، والمحبّة، والقرآن يصف خلقه، قال تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم: 4)، وهذه الصورة الجميلة الرائعة لشخصية النبيّ نفسها تتصوَّر وتتجسَّد في المهدي المنتظر (عليه السلام)، فإنَّ بعضهم يتصوَّر أنَّ المهدي إنسان عابس، إنسان عنيف، والصحيح أنَّ المهدي كجدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صورة مبتسمة، صورة جذّابة، صورة ملؤها التواضع، وملؤها الخلق الجذّاب، تماماً كجدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، لذلك ورد في الرواية عن الصادق (عليه السلام): (يسير في الناس كسيرة جدّه)(1)، وفي الرواية عن الصادق (عليه السلام) في تفسير قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ) (المائدة: 54)، قال الإمام الصادق (عليه السلام): (نزلت في القائم (عليه السلام) وأصحابه)(2).
    ومن المظاهر المحمّدية التي تجسَّدت في شخصية المهدي المنتظر (عليه السلام) هي الرحمة العامّة.
    فقد كان النبيّ رحيماً بالمطيعين وبالعصاة، وهكذا المهدي كجدّه رسول الله حنانه ورحمته على العصاة لا تقلّ عن رحمته بالمؤمنين وبالمطيعين، فإنَّ المهدي فيض من الرحمة على العصاة وعلى المطيعين كما كان جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم), فعن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: (ومحمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) صبر في ذات الله عز وجل فأعذر قومه إذ كذب، وشرّد، وحصب بالحصا، وعلاه أبو لهب بسلا ناقة وشاة، فأوحى الله تبارك وتعالى إلى جابيل ملك الجبال، أن شقّ الجبال وانته إلى أمر محمّد، فأتاه فقال: إنّي أمرت لك بالطاعة فإن أمرت أن أطبق عليهم الجبال فأهلكتهم بها، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إنَّما بعثت رحمة، ربّ اهد قومي فإنَّهم لا يعلمون)(3)، كان رحيماً بالكافرين، كذلك المهدي أيضاً هو على خلق جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد ورد ذلك في كتب الفريقين، ففي (مسند أحمد) عن أبي سعيد الخدري، عن النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم): (أبشّركم بالمهدي يبعث في أمّتي على اختلاف من الناس وزلازل فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسّم المال صحاحاً)، فقال له رجل: ما صحاحاً؟ قال: (بالسوية بين الناس)، قال: (ويملأ قلوب أمّة محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) غنى ويسعهم عدله)(4)، وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) في رواية أخرى: (فتنعم أمّتي في زمانه نعيماً لم ينعموا مثله قطّ، البرّ منهم والفاجر)(5)

    ، فالمهدي بشارة والمهدي رحمة والمهدي خلق والمهدي حنان ورأفة على العصاة والمنحرفين فضلاً عن المطيعين والمؤمنين.


    الهوامش :

    1) عن عبد الله بن عطاء المكّي، عن شيخ من الفقهاء - يعني أبا عبد الله (عليه السلام) -، قال: سألته عن سيرة المهدي كيف سيرته؟ فقال: (يصنع كما صنع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، يهدم ما كان قبله كما هدم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر الجاهلية، ويستأنف الإسلام جديداً). (الغيبة للنعماني: 236/ باب 13/ ح 13).
    وعن محمّد بن مسلم، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن القائم عجَّل الله فرجه إذا قام بأيّ سيرة يسير في الناس؟ فقال: (بسيرة ما سار به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتَّى يظهر الإسلام)، قلت: وما كانت سيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: (أبطل ما كان في الجاهلية واستقبل الناس بالعدل، وكذلك القائم (عليه السلام) إذا قام يبطل ما كان في الهدنة ممَّا كان في أيدي الناس ويستقبل بهم العدل). (تهذيب الأحكام 6: 154/ باب سيرة الإمام (عليه السلام)/ ح 270/1).

    2 تفسير القمي 1: 170.

    3 الكافي 2: 173 و174/ باب حقّ المؤمن على أخيه/ ح 11 و13.

    4 الاحتجاج 1: 315.

    (5 مسند أحمد 3: 37.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X