إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف نصلي على محمد وال محمد

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف نصلي على محمد وال محمد

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم واهلك اعدائهم من الجن والانس من الاولين والاخرين

    س1/ كيف يمكننا أن نحول الصلاة على النبي (ص) من شعار إلى شعور ؟..
    إذا أردنا أن نأخذ إحصائية في عالم الأذكار والأوراد ، فإنه من الأذكار المتكثرة أو الشائعة في حياة المؤمنين كافة -بكل أصنافهم- ، هي الصلاة على النبي وآله.. يلهج بها الإنسان في كل المناسبات ، سواءً كان عند قبره الشريف ، أو كان في أماكن بعيدة ، أو في صلاته ، أو في قيامه.. فسيد الأذكار التوسلية -إن صح التعبير- الصلاة على النبي وآله ، كما أن سيد الأذكار التوحيدية كلمة التهليل.. ولا إله إلا الله سيد كل الأذكار ، وخاصة أن هذا الذكر فيه خاصية الخفاء ، فبإمكان الإنسان أن يهلل ولا يفتح شفتيه ، ليكون الأمر بينه وبين ربه. إن الصلاة على النبي وآله (ص) سنة متفشية وسارية في حياة المؤمنين طوال التأريخ ، ولكن المشكلة أن الذكر أو الورد عندما يتكرر في حياة الإنسان ، فإنه يفقد في بعض الحالات المغزى المعنوي ، ويتحول من محطة تأمل وتدبر ، إلى لقلقة لسان.. ونحن نعتقد -كما هو الاعتقاد الصحيح عند جميع العلماء- أنه الذكر من صفات القلب.. الاستغفار من صفات القلب.. في الكتاب الفقهي المعروف (العروة الوثقى) ، صاحب الكتاب عندما يصل إلى الاستغفار ، يقول : هذا عمل قلبي.. ويطرح فرع فقهي بعد ذلك : أنه هل حقيقة التوبة متوقفة على الاستغفار اللفظي أم لا ؟.. فينتهي إلى القول : أن الأحوط استحباباً أن نضم الذكر اللساني إلى التوبة ، وإلا فالتوبة متحققة بمجرد الندامة والعزم على عدم العود. فإذن، كيف نحول الصلاة على النبي وآله من شعار إلى شعور ؟.. الأمر يحتاج إلى حركة باطنية ، حركة مع النفس.. إن الصلاة على النبي وآله شعار عظيم ، وما يؤكد ذلك ، أنه يستحب رفع الصوت بالصلاة على النبي (ص) ، وقد ورد أن ذلك يذهب بالنفاق : قال رسول الله (ص) : (ارفعوا أصواتكم بالصلاة عليّ ، فإنها تذهب بالنفاق).. فهذه حركة شعارية مباركة ، ولكن -كما قلنا- بشرط أن لا نُفقد هذه الحركة جوهرها الباطني.. فينبغي للمؤمن قبل أن يصلي على النبي وآله ، أن يحاول أن يقف هنيئة مع نفسه ، ويستجمع فكره ؛ ليصلي على النبي وآله صلاة حقيقية ، فيها معنى ، وفيها مغزى.
    س2/ الصلاة على النبي وآله ، كثيراً ما تتردد على الألسن ، فكيف يمكننا أن نجمع بين الكم والكيف ؟..
    إن هذه المشكلة في كل الأذكار والأوراد !.. فالذي يتخذ لنفسه ذكراً أو ورداً معيناً ، من الممكن أن يقع في ذوبان ، أو أن يكون الجانب الكيفي فيه باهتًا..
    وهنا أولاً أقول لإخواني : إذا أردنا أن نتخذ ذكراً أو ورداً في حياتنا اليومية ، فلابد أن نراجع النصوص المأثورة في هذا المجال.. نحن من دعاة الالتزام بالمأثور ؛ لا أن يخترع الإنسان لنفسه ذكراً ، ويلتزم به ، ويُلزم الآخرين به !.. وقد رأينا -مع الأسف- هذه الأيام البعض يرّوج لدعاء أو لعمل صالح ، والدعاء لا ضير فيه ، ولكن نقل من خلال منام : رآه إمام مسجد ، أو رآه شخصية معينة -كما يُنقَل- ، ويهدد من لا ينشر هذا لدعاء بكذا وكذا !.. فهذا أسلوب لا يتناسب مع روح الشريعة أبداً !.. أن يروج الإنسان لما لم يثبت يقينه أولاً ، وثم يهدد من لا يروج لذلك ، بأنه سيبتلى بالعقوبات !.. هذه طريقة بعيدة عن روح الشريعة.. إذا أردنا أن نتخذ ورداً أو ذكراً ، فلابد أن نلجأ إلى الكتاب والسنة.. ومن المناسب حفظ أو تسجيل الآيات القرآنية التي ابتدأت : بـ(ربنا) أو (يا ربي) ؛ فإنها عبارات جداً جميلة وراقية ، ومن الممكن الاستفادة منها في الطواف ، وفي القنوت ، وفي مشاهد المعصومين (ع) مثل قوله تعالى : {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا..} ، {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا..} ، {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} ، {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ..}.. هذه الآيات التي بدأت : بـ(ربنا) أو (يا ربي) ، نِعم الذكر ونِعم الورد في هذا المجال.ومن المناسب هذه الاستغفار -للذي يحب أن يتخذ لنفسه ذكراً يومياً- : (استغفر الله الذي لا إله إلا هو ، الحي القيوم ، الرحمن الرحيم ، بديع السماوات والأرض ، من جميع ظلمي وجرمي ، وإسرافي على نفسي ، وأتوب إليه).. وقد ورد أنه من يلتزم به كل يوم أربعمئة مرة لمدة شهرين ، فإنه يرزق علماً أو مالاً ، وكلاهما خير للمؤمن.الذي يلزم نفسه بهذا الذكر المأثور ، فمن الطبيعي أنه عندما يذهب من مكان إلى مكان ، أو عندما يكون خالياً أو وحيداً ، أو عندما يكون في ملأ متشاغل بالباطل ؛ أنه يحب أن يكمل ذكره..أضف إلى أن الإنسان الذي يلزم نفسه بذكر معين ، فإن ذلك من موجبات أن يبحث عن فراغ ، حتى يقوم بهذا الأمر ، وبالتالي فإنه يتحول إلى إنسان كما في دعاء أمير المؤمنين في دعاء كميل : واجعل لساني بذكرك لهجا.. الإنسان المؤمن من صفاته أن لسانه لهج بذكر الله عزوجل.. وقد ورد عن الإمام الباقر (ع) أنه قال : (ورطّب شفتيك بالاستغفار)..أي لا توقف لسانك عن ذكر الله عزوجل.. والنبي الأكرم (ص) هو سيد الذاكرين ، وسيد الذين لهجوا بذكر الله عزوجل : ورد عن الإمام الصادق (ع) : (إنّ رسول الله (ص) كان لا يقوم من مجلس - وإن خفَّ- حتى يستغفر الله عزّوجلّ خمسا وعشرين مرة).
    س3/ الكثير من علمائنا الأفاضل يقول : أن الدعاء لا يتحقق إلا من خلال الصلاة على النبي (ص) ، في بداية الدعاء ، وفي ختام الدعاء.. فهل الصلاة على النبي (ص) من مصاديق الدعاء ؟..
    بلا شك، ليس من مصاديق الدعاء فحسب ، بل هو أشرف الأدعية.. لأنه نحن عندما ندعو ، فإنه يغلب على دعائنا الجانب الفردي ، والحوائج الفردية والشخصية ، أي قلّما الإنسان يدعو لحوائجه المعنوية أولاً.. وخصوصاً في المشاهد الشريفة.. نحن إذا أردنا أن نأخذ إحصائية في الحوائج التي ندعو لأجلها ، فإن الأمر لا يتجاوز -عادةً- شفاء المرضى ، وأداء الديون ، ورفع بعض المشاكل الاجتماعية... تقريباً حوائج الناس تدور في هذا الفلك.. والحال بأنه الحوائج المعنوية ، أحوج أن نُصِّر عليها بين يدي الله عزوجل.. هل هناك إنسان ذهب إلى الحج أو العمرة ، أو زار ، أو وقف تحت قبة الحسين (ع) ؛ وأخذ يشكو الله عزوجل حسده الباطني مثلاً ؟.. أو يشكو الله عزوجل كِبره الباطني ؟.. أو أنه إنسان لا يمكنه أن يُخلص في عمله ؟.. هذه حوائج سنية وحوائج قيمة ، وينبغي للمؤمن أن لا يستهين بهذه الحوائج الباطنية.
    الصلاة على النبي وآله قبل الدعاء وبعد الدعاء ، من موجبات الاستجابة قطعاً ؛ لأن العبد يطلب من الله عزوجل حاجة تعود إلى حبيبه المصطفى وآله ، ليست هنالك حاجة شخصية في هذا المجال ، ورب العالمين أجلَّ وأكرم من أن يستجيب الطرفين ويهمل الوسط. الصلاة على النبي وآله دعاء ، ومن هنا نقول : أنه مادام الأمر من مصاديق الدعاء ، فإنه ينبغي أن نلتزم بآداب الدعاء.. والدعاء له آداب ظاهرية مثلاً : كون الإنسان في المسجد متطيباً ، وبثياب نظيفة طاهرة.. ومن أهم الآداب الباطنية للدعاء : الالتفات للمدعو.. الإنسان الداعي إذا لم يلتفت إلى الله عزوجل ، والساهي الذي لا يرى مدعواً ، فهذا الإنسان كيف يتحقق في حقه الدعاء ؟.. إن حقيقة الدعاء كالبيع ، وكالمعاملة.. فالبيع فيه مشتري ، وبائع.. أرأيت إنساناً يبيع ، وهو في غرفة مغلقة ، وليس هنالك من مشتري ، ولا من سلعة ، ولا من ثمن ، ولا من مُثمَن ؟.. فالدعاء عبارة عن طلب من جهة معينة ؛ وإذا الإنسان لا يلتفت لهذه الجهة ، ولا يخشع لها ، ولا يتوجه لها ؛ فلا شك أن هنالك خلل في أصل تحقق مفهوم الدعاء. فعليه، الداعي قبل أن يقول : (اللهم) ، عليه أن يعلم أنه في محضر الله عزوجل.. ومن المعلوم أن كلمة (اللهم) أصلها في اللغة (يا الله) ، أي أن فيها خطاب لله عزوجل ، وبالتالي فإنه عندما يقول : (يا الله) وهو ملتفت إلى برنامج تلفازي مثلاً ، أو يقول : (اللهم) وهو يحك رأسه مثلاً ؛ فإن هذا ليس فيه أدب الدعاء. وهنالك بحث علمائي يتناول هذه المسألة ، وهي : أن الدعاء اللفظي الذي فيه خطاب ، أي فيه كلمة : (اللهم) ، إذا إنسان -مثلاً- يصلي على النبي وآله كثيراً ، أو أي دعاء آخر ، ولكنه غير ملتفت للمضمون ، هل يؤجر عليه أم لا ؟.. يعني هذا أول الكلام.. وأنا أعتقد شخصياً -والله العالم- أن رب العالمين لا يهمل شيئاً.. الآن الإنسان دعا بلقلقة اللسان ، فإنه يعطى شيئاً ما ، ولكن الأثر الأكبر والأهم للصلاة على النبي وآله ، أن يكون بشرط التوجه والإقبال.
    س4/ لماذا التأكيد في الصلوات على آل النبي (ص) ؟..
    نحن نقول كلمة يتفق عليها معي جميع المسلمين : أولاً آل النبي المقصود بهم : هم الذين أمُرنا بمودتهم.. فليس من دأب الأنبياء السلف ، أنهم يطلبون لأنفسهم أجراً ، بل كانوا هم يصرحون كما في قوله تعالى : {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ} ، فرب العالمين أعطاهم ما أعطاهم ، فلا يتوقعون شيء في هذا المجال.. والنبي الأكرم (ص) من بين الأنبياء جميعاً.. كما هو المعروف -إن كانت هذه الإحصائية مطابقة للواقع- أنه لدينا مئة وأربعة وعشرون ألف نبي .. النبي الأكرم (ص) طلب أجراً على الرسالة ، وهي المودة في القربى : {قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} ، أمن المعقول أن النبي الأكرم (ص) يطلب الأجر من الأمة ، ويكون هذا الأجر : محبة عمومته ، وأبناء عمه ، أو مثلاً أقربائه ؟.. ما هذا الطلب ؟!.. الطلب لابد أن يكون معقولاً.. الأجر على الرسالة ، لابد أن يكون في طريق تأييد الرسالة.. فهنا المراد بآل النبي : هم الذين حملوا دعوته بعده (ص) ، وعلى رأس الآل -كما نعرف- تلك الشخصية الكبرى التي خصها النبي (ص) بمزايا لم تحصل لأحد من المسلمين ، حيث زوجه ابنته ، وآخى بينه وبينه ، والأهم من ذلك أنه نقل إليه علمه من خلال حديث مدينة العلم.. فعليه، آل النبي : هم الذين حفظوا تراث النبي ، كما هو حقه.. والمثل يقول : أهل البيت أدرى بما في البيت.وإن ذكر الآل ، من باب الوفاء لآل النبي (ص).. فإن رب العالمين من صفاته أو من أسمائه أنه وفي ، ورب العالمين هو من أوفى الأوفياء.. ومما يشير إلى ذلك ، قوله تعالى في هذه الآية : {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.. {يُصَلُّونَ} : فعل مضارع ، والفعل المضارع يدل على الاستمرار.. أي أن رب العالمين وفاءً لحبيبه المصطفى (ص) ، لا يمر آن من أنات الوجود إلا ولله عزوجل على نبيه صلوات منه.. ويا له من فخر !.. أنا لا أدري عندما هذه الآية نزلت على النبي (ص) ، ماذا كان حال النبي (ص) ؟!.. أنا أعتقد أنه ذهب كل تعبه في الحياة ، عندما نزلت هذه الآية.. أنه يا رسول الله ، نحن نصلي عليك إلى الأبد.. وأنا أعتقد أن الصلاة على النبي وآله من الله عزوجل وملائكته ، هذه الصلوات لا تنقطع حتى في الجنة ، لأنه ما ذكر نهاية لهذه الصلوات ، ما قال أيام حياتك ، ولا أيام حياة الدنيا ، ولا في البرزخ ، ولا في القيامة.. فيا له من مكسب عظيم ، أن النبي (ص) إلى أبد الآبدين -إلى الأبدية- ، والصلوات الإلهية تنهمر عليه في كل آن !.. ومن المعلوم أن حقيقة الصلوات الإلهية على نبيه ، لا يفهمها أحد إلا الله عزوجل ، هو أدرى بفعله..فعليه، أرجع وأقول أنه الصلاة على النبي وآله من صفات الله عزوجل ، ولهذا نحن نستن بهذه الصفة ، كما أمرنا الله عزوجل : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.. أي أنتم أيضاً تخلقوا بأخلاقي ، وصلوا عليه وسلموا تسليما.
    س5/ هل يمكننا القول بأننا نتأسى بالله سبحانه وتعالى من خلال الصلاة على النبي وآله النبي (ص) ؟..
    نعم، نتأسى به ، من خلال الصلاة على النبي وآله.. ومعنى صلوات الله على النبي ، أي مباركته للنبي ولآل النبي ، ومن مصاديق هذه المباركة : أن الله عزوجل جعل ذكر النبي (ص) مع ذكره : في الأذان ، وفي الإقامة ، وفي التشهد.. وفي إعلان الإسلام : إذا أراد الإنسان أن يسلم ، لابد أن يشهد بالنبوة كما شهد بالتوحيد.. هناك بحث طريف في ذيل هذه الآية : {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} : أنه هل المراد أن نقول : اللهم صلِّ وسلم على النبي وآله ؟.. ومن الملاحظ في بعض البلاد أن المؤمنين يلتزمون بهذه الصيغة من الصلوات ، أي يقولون : اللهم صلِّ وسلم على محمد وآل محمد.. البعض يقول : المراد هنا قد يكون معنى أرقى من السلام اللفظي : {صَلُّوا عَلَيْهِ} : أي صلوا عليه بهذه الصلوات.. أما {سَلِّمُوا تَسْلِيمًا} : قد يكون -والله العالم- المراد هو التسليم الفعلي ، وليس المراد فقط السلام القولي.. أي كما أنكم تصلون على النبي وآله -وهذا أمر جيد- ، ولكن أثر الصلوات : أن يكون الإنسان في مقام العمل مسلِّماً ومستسلِماً في كل شؤون الحياة.
    س6/ هل يمكننا نحن البشر أن نصل إلى مرحلة ، أن الله تعالى وملائكته سيصلّون علينا ؟..
    هذا سؤال مهم وطريف وجميل !.. نعم، من الممكن أن يصل العبد إلى مرحلة ، لا هو يصلي على النبي وآله فقط ، ولكن الله وملائكته يصلون عليه.. وهذا مما نفهمه من القرآن الكريم ، في قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا}.. وإنها لآية رهيبة في القرآن الكريم !.. أن الإنسان يصل إلى درجة ، يصبح كالنبي ، لا في كل الخصوصيات ، ولكن في أن الله عزوجل يصلي عليه.وأثر هذه الصلاة على الإنسان المؤمن ، أن الإنسان يخرج من الظلمات إلى النور.. والخروج هنا ليس خروجاً قهرياً ، بمعنى الخروج التكويني ؛ أي أن رب العالمين يهيئ الأسباب للمؤمن ، من خلال الربط على القلب -على الفؤاد- ، في أن يخرج من الظلمات إلى النور.. وأنا أعتقد -والله العالم- أن هنالك مناسبة أكيدة بين الإكثار من الصلاة على النبي وآله ، وبين صلوات الله على عبده.. فالذي يكثر من الصلاة على النبي وآله ، فإن جائزته في هذه الحياة الدنيا ، أن يصلي رب العالمين عليه. لو أن الإنسان صلى على النبي وآله في حياته مليون مرة مثلاً -وقد يكون أكثر من ذلك ، في كل الحياة- ، ولكن إحدى هذه الصلوات استجيبت ، لَماذا سيحدث ؟.. الذي سيحدث -طبعاً من خلال التصور- لو أن الله عزوجل أمر نبيه المصطفى وآله (ص) ، أن يتحولوا في عالم البرزخ من درجة من درجات النعيم الأخروي إلى درجة أرقى ، ويقال له : يا رسول الله ، ويا آل رسول الله ، هذه الرفعة -هذا الانتقال- من بركات صلوات فلان عليك.. فلان في هذه الساعة ، كان في الروضة النبوية ، ودعا بالصلوات -لا صلى فقط- ؛ فاستجيبت الدعوة ، وأنت الآن ارتفعت درجتك.. ولك أن تتصور ماذا سيكون حال النبي وآل النبي تجاه هذا الإنسان ، الذي بفعل صلواته فاز النبي (ص) وآله بهذه الجائزة الكبرى !.. ومن هنا ينبغي أن يحاول الإنسان أن يتقن الصلاة على النبي وآله ، من خلال الالتفات إلى كلمة (اللهم) ، فلما يقول : كلمة (اللهم) يكون في توجه.ومن المناسب للإنسان الذي لا توجه له بشكل كامل ، أن يتحول من الإنشاء إلى الإخبار ، أي بدلاً من أن يقول : اللهم صلِّ على النبي وآله ، ويحتاج إلى خطاب مع الله عزوجل ، يستعمل هذه الصيغة الجميلة المروية عن الإمام الصادق (ع) : (صلوات الله ، وصلوات ملائكته ، وأنبيائه ورسله ، وجميع خلقه ، على محمد وآل محمد ، والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته).. فمن الملاحظ أن الصيغة أجمع صيغة ، والكيفية أفضل كيفية ، أي السلام والرحمة والبركات على النبي وآله من الله والملائكة ، ومن الخلق أجمعين.
    اسالكم الدعاء
    اذا اعددت جيشك يامهدي للثورة
    وسارت خلفك الثوار والصحراءوالغبره
    فضع اسمي كجندي وضع من خلفه سطرا
    لتبصم اصبعي عشرا ويبصم منحري عشرا



  • #2

    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم


    بارك الله تعالى فيكم.......وثقل ميزانك بما تنشره من
    مجهود
    تقبل مني مرورا متواضعا
    وأسأل الله تعالى أن يجازيك علي عملك هذا خير الجزاء..
    لك جل تقديري واحترامي





    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X