إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حقيقة وقائع قصّة داود (عليه السلام) مع 99 نعجة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حقيقة وقائع قصّة داود (عليه السلام) مع 99 نعجة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمدُ للهِ كما هو أهله
    وصلّى الله على النبي مُحمّد وعلى آله الطاهرين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    قال تعالى في محكم كتابه في سورة ص:

    وَهَلْ أَتَـكَ نَبَؤُا الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الِْمحْرَابَ
    (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لاَ تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْض فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلاَ تُشْطِطْ وَاهْدِنَآ إِلَى سَوَآءِ الصِّرَطِ(22)إِنَّ هَـذَآ أَخِى لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِىَ نَعْجَةٌ وَحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِى فِى الْخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ الْخُلَطَآءِ لَيَبْغِى بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْض إِلاَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّـلِحَـتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّـهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ (24)فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مئَاب (25)

    فكثيراً ما حريتني هذه الآيات الكريمات، ومايحير اكثر هو سماع بعض القصص الخرافية والتي تسيء الى عصمة النبي داوُد عليه السلام وبعد الاستفسار حول مصادر هذه القصص ظهر انها متواجدة لدى اليهود في كتبهم وتوراتهم المحرفة بحسب اهوائهم،بكون ان النعجة الواحدة هي امرأة اوريا الحتي الضابط الذي كان لدى داوُد وبأن النبي احبها وغيرها من الافتراءات التي جعلت بعض المفسرين يحكمون بشيء غير مقبول، ويقولون ما لا يليق بهذا النّبي الكبير.
    ولكن مايزيد العجب انها منتشرة لدى اغلبية المسلمين ومصرين عليها وخاصة العجائز الكبار الذين لم ينالوا حظهم من التعليم والتفقه،
    فأردت ان اطرح حقيقة هؤلاء الخصمان اللذان تسورا محراب داوُد عليه السلام وما السبب الذي دعا النبي داوُد عليه السلام الى الاستغفار.

    ما هي حقيقة وقائع قصّة داود؟


    الذي وضّحه القرآن المجيد في هذا الشأن لا يتعدّى أنّ شخصين تسوّرا جدران محراب داود (عليه السلام) ليحتكما عنده، وأنّه فزع عند رؤيتهما، ثمّ إستمع إلى أقوال المشتكي الذي قال: إنّ لأخيه (99) نعجة وله نعجة واحدة، وإنّ أخاه طلب منه ضمّ هذه النعجة إلى بقيّة نعاجه، فأعطى داود (عليه السلام) الحقّ للمشتكي، وإعتبر طلب الأخ ذلك من أخيه ظلماً وطغياناً، ثمّ ندم على حكمه هذا، وطلب من الله سبحانه وتعالى أن يعفو عنه ويغفر له، فعفا الله عنه وغفر له.
    وهنا تبرز مسألتان دقيقتان أيضاً: الاُولى مسألة الإمتحان، والثانية مسألة الإستغفار.
    القرآن الكريم لم يفصّل الحديث بشأن هاتين المسألتين، إلاّ أنّ الدلائل الموجودة في هذه الآيات والروايات الإسلامية الواردة بشأن تفسيرها تقول: إنّ داود كان ذا علم واسع وذا مهارة فائقة في أمر القضاء، وأراد الله سبحانه وتعالى أن يمتحنه، فلذا أوجد له مثل تلك الظروف غير الإعتيادية، كدخول الشخصين عليه من طريق غير إعتيادي وغير مألوف، إذ تسوّرا جدران محرابه، وإبتلائه بالإستعجال في إصدار الحكم قبل الإستماع إلى أقوال الطرف الثاني، رغم أنّ حكمه كان عادلا.
    ورغم أنّه إنتبه بسرعة إلى زلّته، وأصلحها قبل مضيّ الوقت، ولكن مهما كان فإنّ العمل الذي قام به لا يليق بمقام النبوّة الرفيع، ولهذا فإنّ إستغفاره إنّما جاء لتركه العمل بالأولى، وإنّ الله شمله بعفوه ومغفرته.
    والشاهد على هذا التّفسير إضافة إلى ما ذكرناه قبل قليل ـ هو الآية التي تأتي مباشرةً بعد تلك الآيات، والتي تخاطب داود (عليه السلام): (ياداود إنّا جعلناك خليفةً في الأرض فاحكم بين الناس بالحقّ ولا تتبع الهوى فيضلّك عن سبيل الله). وهذه الآية تبيّن أنّ زلّة داود كانت في كيفية قضائه وحكمه.
    وبهذا الشكل فإنّ الآيات المذكورة أعلاه لا تذكر شيئاً يقلّل من شأن ومقام هذا النّبي الكبير.


    الامثل في تفسير كتاب الله

    التعديل الأخير تم بواسطة رحيق الزكية; الساعة 17-09-2012, 11:25 AM.
    اللهمّ اجْعَلْني عِنْدَكَ وَجِيهاً بِالحُسَيْنِ عَلَيهِ السَّلأم فِي الدُّنْيا وَالاخِرَةِ



  • #2
    الأحاديث الإسلامية وقصّة داود (عليه السلام)

    الرّوايات والأحاديث الإسلاميّة كذّبت بشدّة تلك القصص الخرافية والقبيحة الواردة في التوراة.
    ومن جملة تلك الأحاديث، ما ورد عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)يقول فيه: «لا اُوتي برجل يزعم أنّ داود تزوّج امرأة أوريّا إلاّ جلدته حدّين حدّاً للنبوّة وحدّاً للإسلام»
    لماذا، لأنّ المزاعم المذكورة تتّهم من جهة إنساناً مؤمناً بإرتكاب عمل محرّم، ومن جهة اُخرى تنتهك حرمة مقام النبوّة، ومن هنا حكم الإمام بجلد من يفتري عليه(عليه السلام) مرّتين (كلّ مرّة 80 سوطاً).
    كما ورد حديث آخر لأمير المؤمنين (عليه السلام) يعطي نفس المعنى، جاء فيه «من حدّثكم بحديث داود على ما يرويه القصّاص جلدته مئة وستّين»
    وفي حديث آخر نقله الشيخ الصدوق في كتاب (الأمالي) عن الإمام الصادق(عليه السلام) قال: «إنّ رضا الناس لا يملك، وألسنتهم لا تضبط، ألم ينسبوا داود إلى أنّه اتّبع الطير حتّى نظر إلى امرأة أوريّا فهواها، وأنّه قدّم زوجها أمام التابوت حتّى قتل ثمّ تزوّج بها!»
    وأخيراً، ورد حديث في كتاب (عيون الأخبار) في باب مجلس الرضا عند المأمون مع أصحاب الملل والمقالات قال الرضا (عليه السلام) لابن الجهم: «وأمّا داود فما يقول من قبلكم فيه»؟
    قال: يقولون: إنّ داود كان يصلّي في محرابه إذ تصوّر له إبليس على هيئة طير أحسن ما يكون من الطيور، فقطع داود صلاته وقام يأخذ الطير إلى الدار فخرج في أثره فطار الطير إلى السطح فصعد في طلبه فسقط الطير في دار أوريّا بن حيان.
    فأطلع داود في أثر الطير فإذا بامرأة أوريّا تغتسل؟ فلمّا نظر إليها هواها،

    وكان قد أخرج أوريّا في بعض غزواته فكتب إلى صاحبه أن قدّم أوريّا أمام التابوت فقدّم فظفر أوريّا بالمشركين فصعب ذلك على داود، فكتب إليه ثانية أن قدّمه أمام التابوت فقدّم فقتل أوريّا وتزوج داود بامرأته.!
    قال: فضرب الرضا (عليه السلام) يده على جبهته وقال: «إنّا لله وإنّا إليه راجعون، لقد نسبتم نبيّاً من أنبياء الله إلى التهاون بصلاته حتّى خرج في أثر الطير ثمّ بالفاحشة، ثمّ بالقتل».فقال: يا ابن رسول الله، ما كانت خطيئته؟فقال: «ويحك إنّ داود (عليه السلام) إنّما ظنّ أنّه ما خلق الله خلقاً هو أعلم منه، فبعث الله عزّوجلّ إليه الملكين فتسوّرا المحراب فقال: (خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحقّ ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط، إنّ هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال اكفلنيها وعزّني في الخطاب) فعجّل داود على المدّعى عليه فقال: (لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه) ولم يسأل المدّعي البيّنة على ذلك، ولم يقبل على المدّعي عليه فيقول له: ما تقول؟ فكان هذا خطيئة رسم الحكم لا ما ذهبتم إليه، ألا تسمع الله عزّوجلّ يقولياداود إنّا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحقّ) إلى آخر الآية.فقال: يا ابن رسول الله، فما قصّته مع أوريّا؟قال الرضا (عليه السلام): «إنّ المرأة في أيّام داود كانت إذا مات بعلها أو قتل لا تتزوّج بعده أبداً، فأوّل من أباح الله عزّوجلّ له أن يتزوّج بامرأة قتل بعلها داود (عليه السلام)فتزوّج بامرأة أوريّا لمّا قتل وإنقضت عدّتها، فذلك الذي شقّ على الناس من قتل أوريّا»يستفاد من هذا الحديث أنّ مسألة أوريّا كانت لها جذور حقيقيّة بسيطة، وأنّ داود نفّذ ما جاء في الرسالة الإلهيّة، إلاّ أنّ أعداء الله من جهة، والجهلة من جهة خرى، إضافةً إلى مؤلّفي القصص الخيالية الذين يكتبون دائماً قصص عجيبة وكاذبة من جهة ثالثة، إختلقوا سيقاناً وأغصاناً وأوراقاً لهذه القصّة كي ينفّروا الإنسان من داود.فأحدهم قال: لا يمكن أن يتمّ هذا الزواج ما لم تكن هنالك مقدّمات له؟والآخر قال: يحتمل أنّ بيت أوريّا كان مجاوراً لبيت داود!وأخيراً لكي يؤكّدوا أنّ داود (عليه السلام) شاهد زوجة (أوريّا) إصطنعوا قصّة الطير، وفي النهاية اتّهموا أحد أنبياء الله الكبار بإرتكاب مختلف أنواع الذنوب الكبيرة والمخزية، وتناقلتها ألسنة الجهلة والبلهاء ولولا انّها مذكورة في الكتب المعروفة لكان من الخطأ ذكرها والتعرّض لها.وبالطبع، فإنّ هذه الرواية لا تختلف عن حديث أمير المؤمنين (عليه السلام)، لأنّ حديثه يشير إلى أنّها قصّة كاذبة مزيّفة تنسب إرتكاب الزنا وغيرها من المحرّمات ـ نعوذ بالله ـ إلى أحد الأنبياء الكبار.
    اللهمّ اجْعَلْني عِنْدَكَ وَجِيهاً بِالحُسَيْنِ عَلَيهِ السَّلأم فِي الدُّنْيا وَالاخِرَةِ


    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..



      انّ أغلب الروايات التي تطعن بعصمة الأبياء عليهم السلام هي روايات موضوعة واسرائلية..
      فبُثت هذه الروايات في كتب المسلمين وتناقلها ممن لا يخاف لله ولأنبيائه حرمة لأغراض سياسية وأهواء معروفة مسبقاً..
      ويريدون أن يثبتوا هذا الطعن حتى يحلّلوا لأنفسهم ما هو محرّم في أصل الشريعة، مثلما كتبوا على نبينا صلّى الله عليه وآله الكثير من النقائص حتى يبيحوا لساداتهم بما يتناسب وأهواءهم..
      وما نراه اليوم من اساءات ضد الاسلام والنبي الأكرم صلّى الله عليه وآله ما هو إلاّ بسبب تلك الخلفيات التي تركوها في أمهات كتبهم الموبوءة..


      الأخت القديرة رحيق الزكية..
      جعلكم الله من الذابّين عن حرمة الدين فتحشرون في أعالي الجنان...

      تعليق


      • #4
        شكرا لك اختي الكريمة على هذا الايضاح والشرح الوافي
        وهناك طعون كثيرة ترد على الانبياء ابتداء من ادم عليه السلام وانتهاء الى نبينا محمد عليه الصلاة والسلام
        وما ان نرجع الى احاديث وروايات اهل البيت عليهم السلام الصحيحة الا ونرى رايهم الحقيقي في ذلك
        ويشجبون كل من يمس قداسة الانبياء والاولياء فهم منزهون عن كل معصية



        اشكرك مرة ثانية وتقبلي مروري.............

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
        x
        يعمل...
        X