إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

علاقة العبد بربه

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علاقة العبد بربه

    إن لعلاقة العبد بربه صورا مختلفة، فنحن عندما ننظر إلى النور الأبيض من خلال زجاجة معينة، نلاحظ أن هذا اللون الواحد يتحلل إلى ألوان الطيف المعروفة.. وكذلك علاقة الأنس برب العالمين أيضا لها صور، ومن هذه الصور:
    - علاقة المحبة: وهي علاقة الحب العميق، فأفضل مثل يضرب للدلالة على العلاقة المتميزة، هي علاقة الأمومة، إذ أن علاقة الأم بولدها هي أرقى علاقة، حتى في الحيوانات الوحشية!.. ولا ننسى أن الأم برمتها: بوجودها الفسيولوجي، والمادي؛ كل ذلك من خلق الله عز وجل، هو الذي أودع هذه المحبة في قلوب الأمهات الرواحم، فكما جعل المودة والرحمة بين الزوجين، جعل الحب في قلب الأم. وعليه، فإنه من الطبيعي أن المنبع الذي وهب هذا الحب للأم الذي له ما له من المعاني، بإمكانه أيضا أن يقذف درجة أعلى وأعلى من هذا الحب في قلوب عباده المؤمنين.. فالذي جعل المودة الزوجية، والذي جعل مودة الأمومة، ما المانع أن يجعل ما لا يقاس بذلك في قلب المؤمن؟.. ففي حياة النبي وآل النبي (ص) هذه العلاقة كانت تصل إلى درجة أنهم يستبشرون في التضحية في مجال القرب إلى الله عز وجل.. شاء الله -عز وجل- أن يرى الحسين قتيلا وشهيدا، ومن هنا كلما اشتدد عليه البلاء أشرق لونه؛ لأنه يرى أن هذا البلاء في مرضاة رب العالمين، وهو الذي ختم حياته المباركة في المناجاة الحسينية: (إلهي!.. رضا بقضائك، وتسليما لأمرك؛ لا معبود لي سواك). - علاقة البهت: أي الوجوم والتحير.. فالمؤمن -بعض الأوقات- وهو أمام الكعبة، أو أمام الطبيعة، أو في المشاهد المشرفة؛ يعيش حالة: التحير، والبهت، وانشغال الفؤاد بالعظمة الإلهية، إلى درجة يُسلب فيها الحديث والمناجاة مع رب العالمين. - علاقة الخوف: لا مانع أبدا أن تجتمع المحبة مع الخوف؛ لا الخوف من الانتقام، فالمحبوب لا ينتقم من حبيبه.. بل الخوف الذي كان يؤرق مضاجع الأولياء طوال التاريخ، ألا وهو: الخوف من مقام رب العالمين، {مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ}؛ والخوف من سلب حالة الإقبال، والخوف من وضع حجاب بينه وبين العبد. - المراقبة المستمرة: أي أن الإنسان يستشعر وجود ربه معه دائما: (ألغيرك من الظهور ما ليس لك، حتى يكون هو المظهر لك؟!.. متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك؟!.. أو متى بَعُدتَ حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك)؟!.. هو يرى بأن الله أقرب إليه من حبل الوريد ومن نفسه، فيعيش هذه العلاقة المتصلة.. وهذا الإحساس هو نعم الضمانة لعدم الاقتراب من المعصية، هل رأيتم إنسانا في محضر السلطان يعصي أوامره؟.. نعم، قد يعصيه إن غاب عن عينه؛ ولكن إذا كان السلطان في قصر رئاسته، وهذا الإنسان يرى أن السلطان مهيمن على كل حركاته وسكناته، هل يفكر في معصيته؟..
    الســلام عــليــك ياكافــل الحــوراء



    sigpic

  • #2

    وانا افقد كلماتي هنا
    حيث لا اجد كلمة تكفي للشكر على هذا الطرح الرائع من معاني جميلة
    موضوع جميل ويستحق النظر اليه

    تعليق


    • #3
      جزيل الشكر على هذا المرور المبارك واقدم الامتنان والاحترام الى جنابكم الكريم على هذا الرد الجميل واتنمى لكم التوفيق
      الســلام عــليــك ياكافــل الحــوراء



      sigpic

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X