بسم الله الرحمن الرحيم
السفير لغة:
السفير في اللغة:- بالفتح الرسول والتابع والمصلح بين القوم ,وكذا السفارة والجمع السفراء[1]. وقيل:السفير:الرسول والمصلح بين القوم .والجمع سفراء,وقد سفر بينهم يسفر سفرا وسفارة أصلح ,وفي حديث علي(عليه السلام) انه قال لعثمان :ان الناس قد استسفروني بينك وبينهم.أي جعلوني سفيراً.وهو الرسول المصلح بين القوم .يقال سفرت بين القوم .إذا سعيت بينهم في الإصلاح[2].وقيل:السفير مأخوذ من السفر بمعنى كشف الغطاء ، ومنه يطلق السفير على المصلح بين القوم ؛ لأنه يستكشف ما في قلب كل من الطرفين ليصلح بينهم . ويطلق أيضا على الرسول ؛ لأنه يظهر ما أمر به ، والذي يظهر من إمعان النظر أن إطلاقه على الرسول والرسول المصلح إنما هو لكشفه الغطاء عن حقيقة ما بين الطرفين[3] .
السفير والسفارة في المصطلح الكلامي
السفير:- من نص عليه التوقيع من الإمام سلام الله عليه،ليكون الواسطة بين الامام وشيعته بمعنى أن الإمام ينص على شخص معين يقول هذا وكيلي وقوله قولي ،وينقل عن الامام مباشرة.وهم من:- (محمد بن عثمان بن سعيد العمري إلى ... أبو الحسن علي بن محمد السمري ) ولم يقم أحد بعد السفير الرابع وذلك بنص من قبل صاحب الأمر عليه السلام
قال الطبرسي (وأما الأبواب المرضيون والسفراء الممدوحون في زمان الغيبة: فأولهم الشيخ الموثوق به أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري ، نصبه أولاً أبو الحسن علي بن محمد العسكري ثم ابنه أبو محمد الحسن عليهما السلام فتولى القيام بأمورهما حال حياتهما صلى الله عليه وآله ، ثم بعد ذلك قام بأمر صاحب الزمان عليه السلام وكانت توقيعاته وجواب المسائل تخرج على يديه ، فلما مضى لسبيله قام ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان مقامه وناب منابه في جميع ذلك . فلما مضى هو قام بذلك أبو القاسم حسين بن روح من بني نوبخت . فلما مضى قام مقامه أبو الحسن علي بن محمد السمري . ولم يقم أحد منهم بذلك إلا بنص عليه من قبل صاحب الأمر عليه السلام ، ونصب صاحبه الذي تقدم عليه ، ولم تقبل الشيعة قولهم إلا بعد ظهور آية معجزة تظهر على يد كل واحد منهم من قبل صاحب الأمر عليه السلام تدل على صدق مقالتهم وصحة بابيتهم . فلما حان سفر أبي الحسن السمري من الدنيا وقرب أجله قيل له: إلى من توصي؟ فأخرج إليهم توقيعاً نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك ، فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام ، فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة التامة فلا ظهور إلا بعد إذن الله تعالى ذكره ، وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جوراً . وسيأتي إلى شيعتي من يدعي المشاهدة ، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذابٌ مُفتر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . فنسخوا هذا التوقيع وخرجوا فلما كان اليوم السادس عادوا إليه وهو يجود بنفسه . فقال له بعض الناس: من وصيك من بعدك؟ فقال: لله أمر هو بالغه ، وقضى ، فهذا آخر كلام سمع منه .([4]
في معاني الوكالة والوكيل
الوكالة في اللغة
الوكالة لغة:- بالفتح هو الحفظ والاعتماد[5].وقال ابن منظور:الوكالة ووكيل الرجل:الذي يقوم بأمره ,سمي وكيلاً لان موكلهّ قد وكل اليه القيام بأمره فهو موكول اليه الأمر.والوكيل على هذا القول فعيل بمعنى مفعول .اللهم لاتكلنا إلى أنفسنا .وفي الدعاء اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين فاهلك .وفي الحديث من توكل بما بين لحييه ورجليه توكلت له بالجنة,قيل بمعنى توكل[6]. وعرفه المشكيني :الوكالة:-فتحا وكسرا في اللغة اسم من التوكيل بمعنى تفويض الأمر إلى الغير وتسليمه له,ووكل يكل وأوكل يوكل ووكّل يوكّل ,بمعنى الايكال والتفويض[7],وفي المفردات:التوكيل ان تعتمد على غيرك وتجعله نائباً عنك,والوكيل فعيل,بمعنى المفعول[8].انتهى وحقيقة الوكالة تنزيل شخص منزلةاخر,ويترتب عليه تنزيل العمل الصادر منه منزلة عمله[9].
الوكالة اصطلاحا
الوكالة:- تفويض التصرف في أمر شرعي إلى غيره ,أي إقامة الغير مقام نفسه في التصرف ممن يملك التصرف[10].
((الفروق بين الوكيل والسفير))
فمن الفروق بينهما هي:-
أولًا:- أن السفير يواجه الإمام المهدي (ع) مباشرة ويعرفه شخصياً ويأخذ التوقيعات منه والبيانات .على حين أن الوكلاء ليسوا كذلك بل يكون اتصالهم بالمهدي (ع) عن طريق سفرائه ، ليكونوا همزة الوصل بينهم وبين قواعدهم الشعبية.
ثانيا :-إن مسؤولية السفير في الحفاظ على إخوانه في الدين وقواعده الشعبية عامة وشاملة .على حين نرى مسؤولية الوكيل خاصة بمنطقته على ما سنسمع تفاصيله[11].
ثالثاً:- ان السفير مصطلح لم يكن شائع ومألوف في زمن الائمة (عليهم السلام) بخلاف الوكيل فان الائمة كانوا يوكلون بعض أصحابهم لشراء العبيد والجواري ونحوها وكذا في تبليغ بعض المسائل و إيصال الا موال إلى شيعتهم .
رابعاً:- ان السفير لا يكون آلافي الأمور الخطيرة(العظيمة) كما في سفارة مسلم ابن عقيل (عليه السلام) والسفراء الأربعة,بخلاف الوكيل فانه يوكل في الأمور والمسائل اليسيرة كالشراء ونحوه. ومن هنا تعلم عظمة المعارف التي يحمله جبرائيل (عليه السلام )لأنه سمي السفير بين الله وأنبيائه
خامساً:- الوكيل قد يكون له ارتباط مباشر بالإمام وقد يكون بالواسطة,والسفير له ارتباط مباشر.
سادساً:- مجرد توكيل بعض المعصومين لرجل لا يثبت عدالة ذلك الرجل ما لم يكن للوكالة جهة مشروطة بها[12],بل لا تدل بمجردها على شيء،اللهم إلا أن تكون الوكالة على جهة معتد بها أي بالعدالة [13]، بخلاف السفارة فانه بنفسه حاكية عن التوثيق والعدالة.
في معاني النيابة والنائب
النيابة في اللغة
الاستنابة لغة:-مصدر استناب,بمعنى:أناب,و هومن ناب .يقال:ناب عنه فلان في الأمر:اذاقام مقامه[14]والنيابة(ناب فلان عني قام مقامي وناب الوكيل عني في كذا ينوب نيابة فهو نائب)[15],ومثله في تاج العروس[16]
والنائب :- هومن ينوب يقال ناب فلان في الأمر عن زيد اي قام فيه مقامه فهو نائب والأمر منوب فيه وزيد منوب عنه [17].يقول الشيخ الأنصاري وحقيقة النيابة : تنزيل الفاعل نفسه منزلة شخص آخر فيما يفعله [18].
ومن هنا عرف الفقهاء الوكالة بالنيابة أو الاستنابة والغالب في استعمال النيابة هو فيما كان مورد النيابة محدود مقيد أي ان النائب ينوب عن المنوب عنه في متعلق محدود معين واما اذا كان المورد غير محدود وذو شؤون عديدة فذلك نحومن اعطاء الولاية من المنوب عنه إلى النائب فيقال ولاه أو نصبه واليا في كذا وإذ اتسعت الدائرة أكثر من ذلك فيقال استخلاف وقد جعل خليفة,وعلى أية حال في موارد النيابة والوكالة المتعلق يكون محدود ومعين[19].
الفرق بين النائب والسفير
كما عرفنا سابقا الفرق بين الوكيل والسفير لابد من التميز بين السفير والنائب عن الامام (عليه السلام )السفارة كما قرأنا توقيع من الإمام سلام الله عليه ، بمعنى أن الإمام ينص على شخص معين يقول هذا وكيلي وقوله قولي ، هذا المعنى انتهى بالنائب الرابع وهو السمري ، أما في زماننا يعبر نائب ، قلنا النائب العام ، المقصود بالعمومية هنا عمومية دليل التعيين ، يعني دليل التعيين ما جاء باسم شخص ، يقول فلان وكيلي ، إنما جاء ببيان النوع ، أعطى عنوانا عاما فقال : " وأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا لهواه مطيعا لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه " ([20]) ، وإن كان هذا الكلام يرويه الإمام العسكري سلام الله عليه عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) . وورد في التوقيع : " أما الحوادث الواقعة فارجعوا إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله " ([21]) ، هذا عنوان عام . فالمقصود بالنائب في زماننا هو عبارة عن الفقيه العادل الجامع للشرائط الذي يقوم مقام الإمام سلام الله عليه في تبليغ أحكام الدين وفي إدارة شؤون المسلمين وحفظ بيضة الإسلام . هذا هو المقدار المقصود ، ولا يدعي هذا النائب(الفقيه) بأنه ينقل عن الإمام مباشرة ، ولا يوجد عندنا نائب اليوم من النواب ولا فقيه من الفقهاء أو عالم من العلماء يقول أنا أنقل لكم قول الإمام مباشرة ، أنا سمعت من الإمام مباشرة ، وإنما نرى علماءنا يستندون إلى مصادر التشريع المتعارفة ، مصادر الاستنباط ، الكتاب والسنة والإجماع والعقل ، ولو كان هناك رؤية للإمام ( عليه السلام ) مباشرة لاستغنى هذا النائب عن مراجعة بعض هذه المصادر [22]. نعم ربما تطلق كلمة(النائب) ويراد منه السفير ولكن لابد من إضافة قيد الخاص(النائب الخاص) ومنشئ اللابدية هو التمييز بين النائب العام والنائب الخاص.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
(1) دائرة المعارف الشيعية: 10/416 .
(2) لسا ن العرب :6 /279
(3) معجم مصطلحات الرجال والدراية:75
(4) الإحتجاج:2/291 .
(5) دائرة المعارف الشيعية :18/337 .
(6) لسان العرب :15 / 388 .
(7) المصطلحات الفقهية للمشكيني:570,
(8) مفردات ألفاظ القران :882.
(9) المصطلحات الفقهية للمشكيني:570,بتصريف
(10) دائرة المعارف الشيعية :18/337 .
(11) تاريخ الغيبة الصغرى :609 ,تصريف.
(12) حاوي الأقوال ، ج 1 ، ص 101 ,معجم مصطلحات الرجال والدراية:191.
(13) نهاية الدراية ، ص 417 ؛ جامع المقال ، ص 27 .
(14) انظر:ترتيب كتاب العين ناب)والصحاح ولسان العرب.
(15) مجمع البحرين:2/ ص 178.
(16) تاج العروس:4/315.
(17) دائرة المعارف الشيعية :18/6.
(18) رسائل فقهيه للشيخ الأنصاري:205
(19) دعوى السفارة في الغيبة الكبرى:30.
(20) الاحتجاج 2 : 511 ح 337 .
(21) كمال الدين : 484 ح 4 ، الغيبة للطوسي : 291 ح 247 .
(22) الغيبة الصغرى والسفراء الأربعة:67بتصريف.
السفير لغة:
السفير في اللغة:- بالفتح الرسول والتابع والمصلح بين القوم ,وكذا السفارة والجمع السفراء[1]. وقيل:السفير:الرسول والمصلح بين القوم .والجمع سفراء,وقد سفر بينهم يسفر سفرا وسفارة أصلح ,وفي حديث علي(عليه السلام) انه قال لعثمان :ان الناس قد استسفروني بينك وبينهم.أي جعلوني سفيراً.وهو الرسول المصلح بين القوم .يقال سفرت بين القوم .إذا سعيت بينهم في الإصلاح[2].وقيل:السفير مأخوذ من السفر بمعنى كشف الغطاء ، ومنه يطلق السفير على المصلح بين القوم ؛ لأنه يستكشف ما في قلب كل من الطرفين ليصلح بينهم . ويطلق أيضا على الرسول ؛ لأنه يظهر ما أمر به ، والذي يظهر من إمعان النظر أن إطلاقه على الرسول والرسول المصلح إنما هو لكشفه الغطاء عن حقيقة ما بين الطرفين[3] .
السفير والسفارة في المصطلح الكلامي
السفير:- من نص عليه التوقيع من الإمام سلام الله عليه،ليكون الواسطة بين الامام وشيعته بمعنى أن الإمام ينص على شخص معين يقول هذا وكيلي وقوله قولي ،وينقل عن الامام مباشرة.وهم من:- (محمد بن عثمان بن سعيد العمري إلى ... أبو الحسن علي بن محمد السمري ) ولم يقم أحد بعد السفير الرابع وذلك بنص من قبل صاحب الأمر عليه السلام
قال الطبرسي (وأما الأبواب المرضيون والسفراء الممدوحون في زمان الغيبة: فأولهم الشيخ الموثوق به أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري ، نصبه أولاً أبو الحسن علي بن محمد العسكري ثم ابنه أبو محمد الحسن عليهما السلام فتولى القيام بأمورهما حال حياتهما صلى الله عليه وآله ، ثم بعد ذلك قام بأمر صاحب الزمان عليه السلام وكانت توقيعاته وجواب المسائل تخرج على يديه ، فلما مضى لسبيله قام ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان مقامه وناب منابه في جميع ذلك . فلما مضى هو قام بذلك أبو القاسم حسين بن روح من بني نوبخت . فلما مضى قام مقامه أبو الحسن علي بن محمد السمري . ولم يقم أحد منهم بذلك إلا بنص عليه من قبل صاحب الأمر عليه السلام ، ونصب صاحبه الذي تقدم عليه ، ولم تقبل الشيعة قولهم إلا بعد ظهور آية معجزة تظهر على يد كل واحد منهم من قبل صاحب الأمر عليه السلام تدل على صدق مقالتهم وصحة بابيتهم . فلما حان سفر أبي الحسن السمري من الدنيا وقرب أجله قيل له: إلى من توصي؟ فأخرج إليهم توقيعاً نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك ، فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام ، فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة التامة فلا ظهور إلا بعد إذن الله تعالى ذكره ، وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جوراً . وسيأتي إلى شيعتي من يدعي المشاهدة ، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذابٌ مُفتر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . فنسخوا هذا التوقيع وخرجوا فلما كان اليوم السادس عادوا إليه وهو يجود بنفسه . فقال له بعض الناس: من وصيك من بعدك؟ فقال: لله أمر هو بالغه ، وقضى ، فهذا آخر كلام سمع منه .([4]
في معاني الوكالة والوكيل
الوكالة في اللغة
الوكالة لغة:- بالفتح هو الحفظ والاعتماد[5].وقال ابن منظور:الوكالة ووكيل الرجل:الذي يقوم بأمره ,سمي وكيلاً لان موكلهّ قد وكل اليه القيام بأمره فهو موكول اليه الأمر.والوكيل على هذا القول فعيل بمعنى مفعول .اللهم لاتكلنا إلى أنفسنا .وفي الدعاء اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين فاهلك .وفي الحديث من توكل بما بين لحييه ورجليه توكلت له بالجنة,قيل بمعنى توكل[6]. وعرفه المشكيني :الوكالة:-فتحا وكسرا في اللغة اسم من التوكيل بمعنى تفويض الأمر إلى الغير وتسليمه له,ووكل يكل وأوكل يوكل ووكّل يوكّل ,بمعنى الايكال والتفويض[7],وفي المفردات:التوكيل ان تعتمد على غيرك وتجعله نائباً عنك,والوكيل فعيل,بمعنى المفعول[8].انتهى وحقيقة الوكالة تنزيل شخص منزلةاخر,ويترتب عليه تنزيل العمل الصادر منه منزلة عمله[9].
الوكالة اصطلاحا
الوكالة:- تفويض التصرف في أمر شرعي إلى غيره ,أي إقامة الغير مقام نفسه في التصرف ممن يملك التصرف[10].
((الفروق بين الوكيل والسفير))
فمن الفروق بينهما هي:-
أولًا:- أن السفير يواجه الإمام المهدي (ع) مباشرة ويعرفه شخصياً ويأخذ التوقيعات منه والبيانات .على حين أن الوكلاء ليسوا كذلك بل يكون اتصالهم بالمهدي (ع) عن طريق سفرائه ، ليكونوا همزة الوصل بينهم وبين قواعدهم الشعبية.
ثانيا :-إن مسؤولية السفير في الحفاظ على إخوانه في الدين وقواعده الشعبية عامة وشاملة .على حين نرى مسؤولية الوكيل خاصة بمنطقته على ما سنسمع تفاصيله[11].
ثالثاً:- ان السفير مصطلح لم يكن شائع ومألوف في زمن الائمة (عليهم السلام) بخلاف الوكيل فان الائمة كانوا يوكلون بعض أصحابهم لشراء العبيد والجواري ونحوها وكذا في تبليغ بعض المسائل و إيصال الا موال إلى شيعتهم .
رابعاً:- ان السفير لا يكون آلافي الأمور الخطيرة(العظيمة) كما في سفارة مسلم ابن عقيل (عليه السلام) والسفراء الأربعة,بخلاف الوكيل فانه يوكل في الأمور والمسائل اليسيرة كالشراء ونحوه. ومن هنا تعلم عظمة المعارف التي يحمله جبرائيل (عليه السلام )لأنه سمي السفير بين الله وأنبيائه
خامساً:- الوكيل قد يكون له ارتباط مباشر بالإمام وقد يكون بالواسطة,والسفير له ارتباط مباشر.
سادساً:- مجرد توكيل بعض المعصومين لرجل لا يثبت عدالة ذلك الرجل ما لم يكن للوكالة جهة مشروطة بها[12],بل لا تدل بمجردها على شيء،اللهم إلا أن تكون الوكالة على جهة معتد بها أي بالعدالة [13]، بخلاف السفارة فانه بنفسه حاكية عن التوثيق والعدالة.
في معاني النيابة والنائب
النيابة في اللغة
الاستنابة لغة:-مصدر استناب,بمعنى:أناب,و هومن ناب .يقال:ناب عنه فلان في الأمر:اذاقام مقامه[14]والنيابة(ناب فلان عني قام مقامي وناب الوكيل عني في كذا ينوب نيابة فهو نائب)[15],ومثله في تاج العروس[16]
والنائب :- هومن ينوب يقال ناب فلان في الأمر عن زيد اي قام فيه مقامه فهو نائب والأمر منوب فيه وزيد منوب عنه [17].يقول الشيخ الأنصاري وحقيقة النيابة : تنزيل الفاعل نفسه منزلة شخص آخر فيما يفعله [18].
ومن هنا عرف الفقهاء الوكالة بالنيابة أو الاستنابة والغالب في استعمال النيابة هو فيما كان مورد النيابة محدود مقيد أي ان النائب ينوب عن المنوب عنه في متعلق محدود معين واما اذا كان المورد غير محدود وذو شؤون عديدة فذلك نحومن اعطاء الولاية من المنوب عنه إلى النائب فيقال ولاه أو نصبه واليا في كذا وإذ اتسعت الدائرة أكثر من ذلك فيقال استخلاف وقد جعل خليفة,وعلى أية حال في موارد النيابة والوكالة المتعلق يكون محدود ومعين[19].
الفرق بين النائب والسفير
كما عرفنا سابقا الفرق بين الوكيل والسفير لابد من التميز بين السفير والنائب عن الامام (عليه السلام )السفارة كما قرأنا توقيع من الإمام سلام الله عليه ، بمعنى أن الإمام ينص على شخص معين يقول هذا وكيلي وقوله قولي ، هذا المعنى انتهى بالنائب الرابع وهو السمري ، أما في زماننا يعبر نائب ، قلنا النائب العام ، المقصود بالعمومية هنا عمومية دليل التعيين ، يعني دليل التعيين ما جاء باسم شخص ، يقول فلان وكيلي ، إنما جاء ببيان النوع ، أعطى عنوانا عاما فقال : " وأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا لهواه مطيعا لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه " ([20]) ، وإن كان هذا الكلام يرويه الإمام العسكري سلام الله عليه عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) . وورد في التوقيع : " أما الحوادث الواقعة فارجعوا إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله " ([21]) ، هذا عنوان عام . فالمقصود بالنائب في زماننا هو عبارة عن الفقيه العادل الجامع للشرائط الذي يقوم مقام الإمام سلام الله عليه في تبليغ أحكام الدين وفي إدارة شؤون المسلمين وحفظ بيضة الإسلام . هذا هو المقدار المقصود ، ولا يدعي هذا النائب(الفقيه) بأنه ينقل عن الإمام مباشرة ، ولا يوجد عندنا نائب اليوم من النواب ولا فقيه من الفقهاء أو عالم من العلماء يقول أنا أنقل لكم قول الإمام مباشرة ، أنا سمعت من الإمام مباشرة ، وإنما نرى علماءنا يستندون إلى مصادر التشريع المتعارفة ، مصادر الاستنباط ، الكتاب والسنة والإجماع والعقل ، ولو كان هناك رؤية للإمام ( عليه السلام ) مباشرة لاستغنى هذا النائب عن مراجعة بعض هذه المصادر [22]. نعم ربما تطلق كلمة(النائب) ويراد منه السفير ولكن لابد من إضافة قيد الخاص(النائب الخاص) ومنشئ اللابدية هو التمييز بين النائب العام والنائب الخاص.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
(1) دائرة المعارف الشيعية: 10/416 .
(2) لسا ن العرب :6 /279
(3) معجم مصطلحات الرجال والدراية:75
(4) الإحتجاج:2/291 .
(5) دائرة المعارف الشيعية :18/337 .
(6) لسان العرب :15 / 388 .
(7) المصطلحات الفقهية للمشكيني:570,
(8) مفردات ألفاظ القران :882.
(9) المصطلحات الفقهية للمشكيني:570,بتصريف
(10) دائرة المعارف الشيعية :18/337 .
(11) تاريخ الغيبة الصغرى :609 ,تصريف.
(12) حاوي الأقوال ، ج 1 ، ص 101 ,معجم مصطلحات الرجال والدراية:191.
(13) نهاية الدراية ، ص 417 ؛ جامع المقال ، ص 27 .
(14) انظر:ترتيب كتاب العين ناب)والصحاح ولسان العرب.
(15) مجمع البحرين:2/ ص 178.
(16) تاج العروس:4/315.
(17) دائرة المعارف الشيعية :18/6.
(18) رسائل فقهيه للشيخ الأنصاري:205
(19) دعوى السفارة في الغيبة الكبرى:30.
(20) الاحتجاج 2 : 511 ح 337 .
(21) كمال الدين : 484 ح 4 ، الغيبة للطوسي : 291 ح 247 .
(22) الغيبة الصغرى والسفراء الأربعة:67بتصريف.
تعليق