إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

يُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ

    وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ(204)وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ(205)



    قال الباقر (ع): بئس العبد عبد يكون ذا وجهين وذا لسانين ، يطري أخاه شاهدا ويأكله غائبا ، إن أُعطي حسده ، وإن ابتلي خذله .ص. 203
    المصدر: معاني الأخبار ص185 ، أمالي الصدوق ص203

    قال الله تبارك وتعالى لعيسى: إني أحذرك نفسك ، وكفى بي خبيراً ، لا يصلح لسانان في فم واحد ، ولا سيفان في غمد واحد ، ولا قلبان في صدر واحد ، وكذلك الأذهان.ص207
    المصدر: الكافي 2/343
    إن المقصود الحقيقي ، والغرض الأصلي للقلب لا يكون إلا واحدا ، ولا تجتمع فيه محبتان متضادتان ، كحب الدنيا والآخرة ، وحب الله وحب معاصيه والشهوات التي نهى عنها ، فمن اعتقد أنه يحب الله تعالى ويتبع الهوى ويحب الدنيا ، فهو كذي اللسانين الجامع بين مؤالفة المتباغضين ، فإن الدنيا والآخرة كضرتين ، وطاعة الله وطاعة الهوى كالمتباغضين ، فقلبه منافق ذو لسانين: لسان منه مع الله ، والآخر مع ما سواه ، فهذا أولى بالذّمّ من ذي اللسانين.ص207
    وتحقيقه : أن بدن الإنسان بمنزلة مدينة كبيرة لها حصن منيع هو القلب ، بل هو العالم الصغير من جهة والعالم الكبير من جهة أخرى والله سبحانه هو سلطان القلب ومدبره ، بل القلب عرشه ، وحصّنه بالعقل والملائكة ، ونوّره بالأنوار الملكوتية ، واستخدمه القوى الظاهرة والباطنة والجوارح والأعضاء الكثيرة .
    ولهذا الحصن أعداء كثيرة من النفس الأمّارة ، والشياطين الغدّارة ، وأصناف الشهوات النفسانية ، والشبهات الشيطانية ، فإذا مال العبد بتأييده سبحانه إلى عالم الملكوت ، وصفي قلبه بالطاعات والرياضات عن شوك الشكوك والشبهات ، وقذارة الميل إلى الشهوات ، استولى عليه حبه تعالى ومنعه عن حب غيره ، فصارت القوى والمشاعر وجميع الآلات البدنية مطيعة للحق منقادة له ، ولا يأتي شيء منها بما ينافي رضاه .
    وإذا غلبت عليه الشقوة ، وسقط في مهاوي الطبيعة ، استولى الشيطان على قلبه ، وجعله مستقر ملكه ، ونفرت عنه الملائكة ، وأحاطت به الشياطين ، وصارت أعماله كلها للدنيا ، وإراداته كلها للهوى ، فيدّعي أنه يعبد الله ، وقد نسي الرحمن وهو يعبد النفس والشيطان .
    فظهر أنه لا يجتمع حب الله وحب الدنيا ، ومتابعة الله ومتابعة الهوى في قلب واحد ، وليس للإنسان قلبان حتى يحب بأحدهما الرب تعالى ويقصده بأعماله ، ويحب بالآخر الدنيا وشهواتها ويقصدها في أفعاله ، كما قال سبحانه وتعالى :
    { ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه } ، ومثّل سبحانه لذلك باللسان والسيف ، فكما لا يكون في فم لسانان ، ولا في غمد سيفان ، فكذلك لا يكون في صدر قلبان



المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X