إعـــــــلان

**مجاهد منعثر منشد** · 19-10-2012, 09:49 PM

قال تعالى وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَبِّكُمْ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكفُرْ إِنَّآ أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا).
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: افضل أعمال أمتي انتظار الفرج.
أذن الانتظار عقيدة من العقائد الاسلامية المؤثرة على نفوسنا وسلوكياتنا .
ومن صميم العقيدة قوة وتحسين العلاقة بين الإنسان وخالقه. وإن الله سبحانه قريب منا.
فكيف أصل لهذه القوة والتحسين ؟
وماهو المعرقل لمسألة القوة والتحسين ؟
لاشك بان الوصول متعلق بعشق الله تعالى ,والتطبيق العملي لهذا العشق .
والمعرقل العقل الغافل ,والاحاسيس المحدودة ,ومن جرائهما يتجه الانسان نحو الهاوية والحجب ,والابتعاد عن لطف الله تعالى ورحمته .
يقول الامام السجاد (عليه السلام): وإنك لا تحتجب عن خلقك إلا أن تحجبهم الأعمال دونك.
فواقعا الاعمال هي الحاجب عن العشق .
ونحن الان نريد الوصول لله تعالى ؟
أذن نعشق كل مايوصلنا لله سبحانه .
قال تعالى : (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ * وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الاَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُـمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَاُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وءَاتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الاَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ).
فالمطلوب اولا أن نعشق الامام الحجة (صلوات الله عليه وعجل الله فرجه الشريف ) لانه الواسطه الاساسية لعلاقتنا بالله تبارك وتعالى ,فهو حجته ووكيله في الارض .
وكيف لي ان ادخل دارا ,وجدارها المحيط لاحدود له ,فلكي ادخل الدار لابد لي من الدخول من الباب .
وهكذا لايتحقق عشقي لله عزوجل الا بعشق الامام المهدي (روحي وارواح العالمين له فداء ) .
السؤال الان هل هذا العشق لهجة بلسان ,أوفي الحبر على ورق ,او ماذا ؟
فلكي نصل الى العشق الحقيقي لابد من العمل على تربية نفوسنا اولاً، ثم المبادرة إلى تغيير الواقع الفاسد الذي نعيشه .
فالانسان حاكم في محكمة صغيرة ,وربما في كل يوم يمر عليه موقف معين قد يحكم فيه حكما ظالما على بني جلدته ,ويعتبر حكمه صواب ,وفي الحقيقة كان حكمه حكما ظالما ,فعلى سبيل المثال مدرس أو معلم يصحح أوراق الامتحان للطلبة ,فيرفع درجات من هم محسوبين عليه ,ويعامل الاخرين بتعامل اخر ,ففي حكمه وقراره هذا ارتكب عدة ظلامات ليس الان محلها ,وهكذا الطبيب ,ورب الاسرة ...الخ .
وبدل قتل الشيطان في نفوسنا نصادقه بالسر ,ويؤثر حتى على سلوكنا ونلعنه بالعلن , فان لم نقتل الشيطان في مملكة العقل والقلب لانستطيع ان نحضر الامام في نفوسنا وسلوكياتنا.
واذا لم ننظم سلوكنا الاجتماعي مع الآخرين ومع أنفسنا والأقربين منا على ضوء ما يريده الإمام منا من تنظيم لسلوكياتنا وعلاقاتنا الاجتماعية.,فمحال ان نظهر الامام في نفوسنا وسلوكياتنا.
إن الإمام موجود معنا وقريب منا، ولكن الأعمال السيئة والمنكرات هي التي تحول بيننا وبينه ليكون ضميرنا .
وكيف نريد الامام حاضرا فينا ,ونحن نبتعد عن نهج أئمتنا (عليهم السلام) ,وقد ورد في الحديث الشريف: أولنا محمد، أوسطنا محمد، آخرنا محمد، فكل الأئمة (عليهم السلام) يمثلون اتجاها واحداً، وشخصية واحدة.
فهل قد عشقنا أبواب الله تعالى من قبل ,لنصل الى عشق أخرهم ؟
الائمة المعصومين (عليهم السلام)سلم للصعود لله تعالى .
فهل يستطيع المرء أن يعبر السلم ليصل الى أخر سلم بسهولة ؟
أن قصور الفكروغفلة وسذاجة العقل تجعلنا نخرج عن وضوح الصورة الحقيقية التي نظهر الامام في نفوسنا وسلوكياتنا.
ولنقرأ المهدي عجل الله فرجه السلام في كل صباح ومساء، ولندع له. ففي هذا الدعاء، وتلك التحية كل البركة والخير.
ولنجدد العهد معه كل يوم وإن طالت، وتعقّدت مشاغلنا الحياتية، ولنبايعه في كل يوم جمعة عندما نقرأ دعاء الندبة قائلين: اين معزّ الأولياء ومذّل الأعداء، أين قاصم شوكة المعتدين؟