إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ثمن الشهادة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ثمن الشهادة

    ثمن الشهادة
    (( ومن المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا))[1]
    واقعة الطف تلك الملحمة الخالدة التي رفعت قوم مؤمنون نحو العلى وأنزلت قوم كفرة إلى أسفل سافلين ...وما هي درجة الإيمان واليقين التي تجلت في أصحاب الإمام الحسين (ع) في واقعة الطف ...؟؟؟ لنصل إلى الحقائق لا بد لنا من أن نذكر مثلا لذلك فلو دعوت عدد من أصدقائك عددهم ما بين 70- 100 شخص ( حسب اختلاف الروايات ) ووضعتهم بنفس الظروف التي مر بها أصحاب الإمام الحسين (ع) من عطش وحصار وموت أكيد فانك لن تستطيع أن تضمن عدم استسلام عدد منهم في لحضات الضعف وحتى في زمن الرسول الكريم (ص) وزمن الصحبة الأولى فان الصحابي عمار بن ياسر قد ضعف تحت التعذيب وذكر آلهة قريش بخير حتى وان كان تقيتا .. قال العقاد في أصحاب الإمام الحسين (ع) : (( لم يخطر لأحد منهم أن يزين له العدول من رأيه إيثارا لنجاتهم ونجاته ولو خدعوا أنفسهم قليلا لزينوا له التسليم ))[2] فلم لم يضعف أي من أصحاب الإمام ولم يستسلم بل أنهم جميعا كانوا من السباقين للاستشهاد بين يديه رغم إنهم مختلفي الأهواء والميول والطباع فمن زهير بن القين الذي كان عثماني الهوى إلى الحر بن الرياح وهو من رجال السلطة الأموية إلى جون العبد الخادم إلى حبيب بن مظاهر شيخ القبيلة . فلا بد إن هؤلاء الصفوة قد وصلوا إلى درجة من الإيمان واليقين وكشف الحجب ليبصروا ما اعد لهم في الآخرة من مكانه ومنزلة ليتمسكوا هذا التمسك في الاستشهاد بين يدي أبي عبد الله الحسين (ع) فقد كانوا يبصرون مصارعهم أمامهم ويتقدمون نحوها فرحين مستبشرين فليس غريبا أن يتقدم عابس بجنون حبا وشوقا للموت وهو يرى مكانه ومنزلته في الآخرة بين الأنبياء والأولياء والصالحين . وقد حرر الإمام الحسين (ع) أصحابه من البيعة التي بأعناقهم له وخيرهم بين تركه والذهاب سالمين وبين البقاء معه والموت لكنهم تمسكوا بالآخرة على الدنيا وليس ابلغ من جواب زهير بن القين حين قال للإمام الحسين (ع) : (والله يا بن رسول الله لوددت إني قتلت فيك ثم نشرت حتى اقتل فيك ألف مرة وان الله قد دفع القتل عنك وعن هؤلاء الفتية من أخوتك وولدك وأهل بيتك )[3] فقد كانوا والله نعم الصحبة ونعم السند وقال الإمام الحسين (ع) في حقهم : ( فأني لا اعلم أصحابا أصلح منكم ..)[4] و ( فاني لا اعلم أصحابا أولى ولا خير من أصحابي )[5] و( لست اعلم أصحابا اصبر منكم )[6]. ولو تصفحنا قصص القران الكريم لصحبة الأنبياء من أصحاب موسى (ع) الذين عبدوا العجل إلى أخوة يوسف(ع) الذين باعوه بدراهم قليلة إلى أصحاب رسولنا محمد (ص)الذين حاول بعضهم قتله وغيروا بعده ما غيروا .. فلن تجد أبدا أصحابا كأصحاب الحسين(ع) فقد فدوه بأرواحهم وأنفسهم وأموالهم وولدهم فهنيئا لهم منزلتهم في الدنيا فلا يمر الزائر لزيارة قبر الإمام الحسين (ع) إلا ويعرج على مرقدهم ومكانهم في الآخرة في أعلى عليين .
    فسلام عليهم يوم ولدوا ويوم استشهدوا ويوم يبعثوا أحياء
    عادل جبار

    [1] الأحزاب آية 33

    [2] أبو الشهداء

    [3] مقتل المقرم والخوارزمي

    [4] مقتل الخوارزمي

    [5] مقتل المقرم

    [6] مقتل أبي مخنف


المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X