من نبلاء الشيعة /10
سليم بن قيس الهلالي
سليم بن قيس الهلالي
وكان عمره عند وفاة رسول الله صلی الله عليه و اله اثنتي عشرة سنة،
و يعدّ من التابعين لأنه لم ير رسول الله صلى الله عليه وآله ، وإنَّما عاش سليم في المدينة مِن حدود سنة 27 إلى آخر عهد عثمان أي سنة 35،
وكان سُلَيْم يلتقي كثيرًا بأمير المؤمنين عليه السلام وسلمان وأبي ذر والمقداد. و سُلَيْم هو أحد العلماء الذين تتلمذوا على يد أئمة أهل البيت (عليهم السلام)،
فقد ذكر علماء الرجال بأنه كان من خواص أمير المؤمنين والإمام الحسن والإمام الحسين والإمام زين العابدين عليهم السلام،
وقد أدرك الإمام الباقر عليه السلام أيضًا.
وقد كان سليم من خُلَّص أصحاب أمير المؤمنين (ع) والفدائيين في سبيله،
وشهد سليم مع أمير المؤمنين عليه السلام جميع حروبه،
فقد شارك معه في وقعة الجمل وقعة صفين ، وكان مِن شرطة الخميس المتقدمين في الحرب، وشارك في وقعة النهروان ،
ولأجل اشتهاره بذلك هرب مِن الحجّاج خائفاً منه حين قدم الكوفة واليًا عليها في سنة 75 ، فطلبه ليقتله،
فهرب منه إلى البصرة ثم إلى فارس، ووصل إلى مدينة (نوبندجان)،
فاختفى منه في دار أبان بن ابي عيّاش ولم يلبث كثيرًا في نوبندجان حتى مرض، ولما حضرته الوفاة، دعا أبان واعطاه كتابه، وأجاز له نقل ما اورده فيه ممّا رواه عن عليّ عليه السلام ،
وقال أبان في حديثه: وكان (سُلَيْم بن قيس شيخا متعبدا ، له نور يعلوه. وقال: فلم أرَ رجلا كان أشدّ إجلالًا لنفسه، ولا أشد إجتهاداً، ولا أطول حزنا، ولا أشد خمولاً لنفسه، ولا أشد بغضًا للشهرة نفسه منه).
وأول كتاب ظهر للشيعة كتاب سليم بن قيس الهلالي الذي رواه أبان عنه. وقيل: هو من أوائل المصنفين في الاسلام
وفي روايات عديدة تصديق أبي محمد السجاد والباقر (عليهما السلام) سُلَيْماً، على ما رواه أبان بن أبي عياش ،
وقال العلامة الأميني في كتابه الغدير: (هو ممن يحتج به وبكتابه عند الفريقين).
كانت وفاة سليم في سنة 76 من الهجرة عن 78 سنة بعد أن صرف أكثر من 60 سنة من عمره الشريف في سبيل إحياء أمر أهل البيت عليهم السلام.
تعليق