إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قول النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم): علي أخي ووصيّي وخليفتي من بعدي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قول النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم): علي أخي ووصيّي وخليفتي من بعدي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    لا يخفى أن النبيّ صلوات الله عليه وآله، كان منذ أوّل دعوته إلى الاسلام قد اتّخد له وزيراً ووصيّاً، ونصب لاُمّته خليفة من بعده ووليّاً، وذلك في بدء الدعوة التي اختصّها الله عزّوجلّ بالاقربين من أهل بيته، كما قال عزّ من قائل حكيم: (وأنذر عشيرتك الاقربين)(الشعراء: 214) فجمع(صلى الله عليه وآله وسلم) في بيت عمّه أبي طالب أربعين رجلاً يزيدون رجلاً أو ينقصونه ـ وفي رواية: ثلاثين ـ كما رواه أصحاب السنن والسير، منهم:
    حسام الدين المتقي في منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد بن حنبل (5: 41) عن علي، قال: لمّا نزلت هذه الاية على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) (وأنذر عشيرتك الاقربين) دعاني رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: يا علي إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الاقربين، فضقت بذلك ذرعاً، وعرفت أنّي مهما اُناديهم بهذا الامر أرى ما أكره، فصمتّ عليها حتّى جاءني جبريل، فقال: يا محمّد إنّك إن لم تفعل ما تؤمر به يعذّبك ربّك، فاصنع لي صاعاً من طعام واجعل عليه رجل شاة، واجعل لنا عسّاً من لبن، ثمّ اجمع لي بني عبد المطلّب، حتّى اُكلّمهم وأبلغ ما اُمرت به.
    ففعلت ما أمرني به، ثمّ دعوتهم، وهم يومئذ أربعون رجلاً، يزيدون رجلاً أو ينقصونه، فيهم أعمامه أبو طالب، وحمزة، والعبّاس، وأبو لهب، فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعته لهم، فجئت به. فلمّا وضعته تناول النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) حزبة من اللحم، فشقّها بأسنانه، ثمّ ألقاها في نواحي الصحفة، ثمّ قال: كلوا بسم الله، فأكل القوم حتّى نهلوا عنه، ما نرى إلاّ آثار أصابعهم، والله إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل مثل ما قدّمت لجميعهم، ثمّ قال: اسق القوم يا علي، فجئتهم بذلك العسّ، فشربوا منه حتّى رووا جميعاً، وايم الله إن كان الرجل منهم ليشرب مثله.
    فلمّا أراد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) أن يكلّمهم بدره أبو لهب إلى الكلام، فقال: لقد سحركم صاحبكم، فتفرّق القوم، ولم يكلّمهم النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم).
    فلمّا كان الغد،، فقال(صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي، إنّ هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول، فتفرّق القوم قبل أن اُكلّمهم، فعد لنا مثل ما صنعت بالامس من الطعام والشراب، ثمّ اجمعهم لي، ففعلت، ثمّ جمعتهم، ثمّ دعاني بالطعام فقرّبته، ففعل مثل ما فعل بالامس، فأكلوا وشربوا حتّى نهلوا.
    ثمّ تكلّم النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: بابني عبد المطلّب، انّي والله ما أعلم شابّاً في العرب جاء قومه بأفضل ما جئتكم به، إنّي قد جئتكم بخير الدنيا والاخرة، وقد أمرني الله ان أدعوكم إليه، فأيّكم يوازرني على أمري هذا؟ فقلت وأنا أحدثهم سناً، وأرمصهم عيناً، وأعظمهم بطناً، وأحمشهم ساقا: أنا يا نبيّ الله أكون وزيرك عليه، فأخذ برقبتي، وقال: إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا، فقام القوم يضحكون، ويقولون لابي طالب: قد أمرك أن تسمع وتطيع لعلي.
    وروى إمام الحنابلة في مسنده (1: 159) مسنداً عن علي، ولفظه: قال: جمع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بني عبد المطلّب فيهم رهط، كلّهم يأكل الجذعة ويشرب الفرق، قال: فصنع لهم مدّاً من طعام، فأكلوا حتّى شبعوا. قال: وبقي الطعام كما هو كأنّه لم يُمسّ، ثمّ دعا بغمر فشربوا حتّى رووا، وبقي الشراب كأنّه لم يمسّ أو لم يشرب، فقال(صلى الله عليه وآله وسلم): يا بني عبد المطلّب، إنّي بعثت لكم خاصّة، والى الناس عامة، وقد رأيتم من هذه الاية ما رأيتم، فأيّكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي؟ فلم يقم إليه أحد، قال علي(عليه السلام): فقمت إليه وكنت أصغر القوم. قال: فقال(صلى الله عليه وآله وسلم): اجلس، قال ثلاث مرّات، كلّ ذلك أقوم إليه، فيقول لي اجلس، حتّى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي.
    وروى أيضاً في (1: 111) بالاسناد عن علي(عليه السلام)، بلفظ: قال لمّا نزلت هذه الاية (وأنذر عشيرتك الاقربين) جمع النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) من أهل بيته، فاجتمع ثلاثون، فأكلوا وشربوا، قال: فقال لهم: من يضمن عني ديني ومواعيدي، ويكون في الجنّة، ويكون خليفتي في أهلي؟ فقال رجل لم يسمّه شريك: يا رسول الله أنت كنت بحراً، من يقوم بهذا؟ قال: ثمّ قال الاخر، قال: فعرض ذلك على أهل بيته، فقال علي(عليه السلام): أنا.
    وروى إمام المعتزلة إبن أبي الحديد في شرح النهج (3: 263) في ردّ أبي جعفر الاسكافي على الجاحظ، قال: وروي في الخبر الصحيح أنّه كلّفه في مبدأ الدعوة قبل ظهور الاسلام وانتشاره بمكّة، أن يصنع له طعاماً، وأن يدعو له بني عبد المطلب، فصنع له طعاماً ودعاهم له، فخرجوا ذلك اليوم، ولم ينذرهم النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)لكلمة قالها عمّه أبو لهب، فكلّفه اليوم الثاني أن يصنع مثل ذلك الطعام، وان يدعوهم ثانية، فصنعه ودعاهم، فأكلوا ثمّ كلّمهم(صلى الله عليه وآله وسلم) فدعاهم إلى الدين، ودعاه معهم لانّه من بني عبد المطلّب.
    ثمّ ضمن لمن يوازر منهم وينصره على قوله أن يجعله أخاه في الدين، ووصيّه بعد موته، وخليفته من بعده، فأمسكوا كلّهم، وأجابه هو ـ يعني عليّاً ـ وحده، وقال(عليه السلام): أنا أنصرك على ما جئت به، واُوازرك واُبايعك، فقال لهم لمّا رأى منهم الخذلان ومنه النصر، وشاهد منهم المعصيه ومنه الطاعة، وعاين منهم الاباء ومنه الاجابة: هذا أخي ووصيّي وخليفتي من بعدي، فقاموا يسخرون ويضحكون، ويقولون لابي طالب: أطع ابنك وقد أمّره عليك.
    وأورده الامام شرف الدين الموسوي في كتابه النفيس المراجعات (ص187 وفي طبعة ص123) في المراجعة العشرين برقم التاسع، وقال أخيراً: أخرجه بهذه الالفاظ من حفظة الاثار النبويّة، كابن اسحاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، وأبي نعيم، والبيهقي في سننه وفي دلائله، والثعلبي، والطبري في تفسير سورة الشعراء من تفسيريهما الكبيرين، وأخرجه الطبري أيضاً في تأريخه (2: 217 )بطرق مختلفة، وأبو الفداء في تاريخه (1: 111) وابن الاثير في الكامل (2: 22)، والامام أبو جعفر الاسكافي في نقض العثمانية، والحلبي في سيرته (1: 381).
    وأخرجه بهذا المعنى مع تقارب الالفاظ غير واحد من أثبات السنّة وجهابذة الحديث، كالطحاوي، والضيائي المقدّسي في المختارة، وسعيد بن منصور في السنن، وحسبك ما أخرجه أحمد بن حنبل، والحاكم في المستدرك (3: 132 )والذهبي في تلخيصه معترفاً بصحّته، والمتقي في منتخب الكنز، وحسبنا هذا ونعم الدليل، والسلام.
    وصرّح في المراجعة الثانية والعشرين في السبب الذي حمل البخاري ومسلماً ومن نحا نحوهما على الاعراض عن الحديث المذكور، فقال: لانّهم رأوه يصادم رأيهم في الخلافة، وهذا هو السبب في إعراضهم عن كثير من النصوص الصحيحة، لخوفهم أن تكون سلاحاً للشيعة، فكتموها وهم يعلمون.
    وإنّ كثيراً من شيوخ أهل السنّة ـ عفا الله عنهم ـ كانوا على هذه الوتيرة، يكتمون كلّ ما كان من هذا القبيل، ولهم في كتمانه مذهب معروف، نقله عنهم الحافظ ابن حجر في فتح الباري، وعقد البخاري لهذا المعنى باباً في أواخر كتاب العلم من الجزء الاول (ص25) فقال «باب من خصّ بالعلم قوماً دون قوم» ومن عرف سيرة البخاري تجاه أمير المؤمنين وأهل البيت ... إلى أن قال: لا يستغرب إعراضه عن هذا الحديث
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X