إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل ألقى الحسين عليه السلام بنفسه الى التهلكة؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل ألقى الحسين عليه السلام بنفسه الى التهلكة؟

    هل ألقى الحسين عليه السلام بنفسه الى التهلكة؟ اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	لسيد.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	773.3 كيلوبايت 
الهوية:	850556)
    أول الشبهات التي ترد على ذهن السامع أو القارئ لمصرع الحسين عليه السلام هي شبهة أن الحسين بعمله هذا قد ألقى بنفسه إلى التهلكة التي نهى الله تعالى عنها بقوله ﴿وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ... والقيام بمثل ذلك العمل الانتحاري يعتبر غريبا من مثل الحسين عليه السلام العارف بشريعة الاسلام والممثل الشرعي لنبي الاسلام جده محمد صلى الله عليه واله. لذا فالجواب عن هذه الشبهة يتوقف على تقديم مقدمة للبحث في الآية الكريمة والتعرف على معنى التهلكة المحرمة ومتى تصدق وهل ينطبق ذلك على عمل الحسين عليه السلام وننظر هل يصدق عليه صلوات الله عليه أنه ألقى بنفسة إلى الهلكة والتهلكة أمل لا..؟

    قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين.
    التهلكة... يعني الهلاك وهو كل أمر شاق ومضر بالانسان ضررا كبيرا يشق تحمله عادة من فقر أو مرض أو موت.

    والآيه الكريمة أمرت أولا بالانفاق في سبيل الله أي التضحية والبذل فيما يرضي الله تعالى ويقرب الانسان إلى الله ثم نهت عن الالقاء بالنفس إلى التهلكة وذلك بترك الانفاق في سبيل الله. ثم قالت وأحسنوا أي كونوا محسنين في الانفاق والبذل إذ أنه ليس كل تضحية حسنة وشريفة ولا كل بذل هو محبوب وحسن عند الله. وإلا لكانت تضحيات المجانين والسفهاء أيضا شريفة وفي سبيل الله.

    فالتضحية الشريفة المقدسة والتي هي في سبيل الله تعالى تعرف بتوفر شروط فيها وتلك الشروط نلخصها فيما يلي:
    الشرط الاول: أن تكون التضحية والبذل والانفاق في سبيل شيء معقول محبوب عقلا وعرفا أي في سبيل غرض وهدف عقلاني. وإلا خرجت عن كونها تضحية عقلائية ودخلت في عداد الأعمال الجنونية أو اللاإرادية.

    الشرط الثاني: أن يكون المفدى والمضحى له أشرف وأفضل من الفداء والضحية لدى العقلاء والعرف العام كأن يضحى بالمال مثلا لكسب العلم أو الصحة أو يضحى بالحيوان لتغذية الانسان. وهكذا كلما كانت الغاية أفضل وأثمن كانت التضحية أشرف وأكمل.

    هذان العنصران هما الشرطان الرئيسيان من الشروط التي لا بد منها في كل بذل وانفاق وتضحية حتى تكون حسنة وشريفة وفي سبيل الله. وعلى هذا يظهر جليا وبكل وضوح أن ثورة الحسين عليه السلام كانت في سبيل الله مئة بالمئة وأن كل ماقدم فيها وأنفق من مال وبنين ونفس ونفيس وغال وعزيز كان انفاقا حسنا وبذلا شريفا وتضحية مقدسة يستحق عليها كل إجلال وتقديس وشكر. بداهة توفر الشرطين الآنفين في ثورته عليه السلام على أتم صورهما حسبما نعرف ذلك مفصلا فيما يأتي..

    وكذلك يتضح زيف وبطلان الهراء والتهريج القائل أن الحسين عليه السلام بنهضته تلك ألقى بنفسه إلى التهلكة لأنه قام بدون عدة وعدد كافيين في وجه قوة تفوقه عدة وعدداً بأضعاف مضاعفة.

    إنا نقول لهم لقد قام قبل الحسين عليه السلام كثير من الأنبياء والرسل في وجه أعداء لهم أقوى عدة وعددا وقام كثير من الصلحاء وهم عزل في وجه الطغاة الأقوياء ولاقوا صنوفا من العذاب والأذى والقتل فهل كان كل اولئك على خطأ وباطل في مواقفهم؟

    أما استدلالهم بفعل أمير المؤمنين عليه السلام مع معاوية حيث قبل الصلح أو التحكيم وكذلك فعل الحسن الزكي عليه السلام حيث صالح معاوية وقبل ذلك كله فعل النبي صلى الله عليه واله مع المشركين عام الحديبية...

    فإنه استدلال فاسد وقياس مع الفارق حيث صالح هؤلاء أعداءهم لأنهم ايقنوا بعدم جدوى الحرب والقتال وعدم الوصول إلى الغاية المطلوبة مع الاستمرار في الحرب وهي ظهور الحق وإزهاق الباطل. بل بالعكس ظهرالحق بصبرهم ومهادنتهم أكثر وأكثر. فصلح الحديبية مثلا أظهر عطف الرأي العام العربي نحو محمد صلى الله عليه واله وأظهر حسن نواياه للعرب وأنه رجل سلام وداعية حب ومودة لا رجل حرب. وبالتالي مهد ذلك الصلح لفتح مكة بدون قتال ثم لدخول الناس في دين الله أفواجا. وأما قبول علي عليه السلام للتحكيم في صفين وصلح الحسن مع معاوية فلم يكن عن شعور بالعجز عن المقاومة ولا بدافع قلة العدد وكثرة العدو بل لغرض فضح نوايا معاوية وكشف مؤامراته العدوانية أمام أعين البسطاء الذين كانوا فد خدعوا بنفاقه ودجله. وكذلك سكوت علي عليه السلام عن حقه بعد وفاة النبي صلى الله عليه واله كان لعلمه عليه السلام أن استعمال السيف لا يجدي نفعا لمصلحة الاسلام بل يعرض ذلك لخطر أعظم وضرر أشد وفساد أكبر.

    والخلاصة: أن آية التهلكة لا تشمل مطلق الاقدام على الخطر ولا تحرم التضحية بالنفس والنفيس إذا كانت لغاية أعظم وأفضل وهدف أنبل وأشرف كالذي قام به الحسين عليه السلام بثورته الخالدة وحيث توفرت في تضحياته كل شروط التضحية الشريفة والفداء المقدس على أكمل وجه لأنه عليه السلام ضحى وفدى وبذل وأنفق في سبيل أثمن وأغلى شيء في الحياة مطلقا ألا وهو الاسلام دين الله وشريعة السماء ونظام الخالق للمخلوق ودستور الحياة الدائم؛ الذي لولا تضحيات الحسين عليه السلام لدفن تحت ركام البدع والتشويهات والانحرافات التي خلفتها عهود الحكم السابقة كما دفنت الديانات السابقة على الاسلام تحت ترسبات البدع والتحريف حتى لم يبق منها أثر حقيقي حيث لم يقيض لها حسين فيستخرجها ويزيل عنها المضاعفات كالذي فعله الحسين بن علي بالنسبة إلى الديانة الاسلامية الخالدة.
    وهنا قد يرد سؤال وجيه يجدر بنا التعرض له والاجابة عليه.
    sigpic
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X