تويت
أخلاقنا في عاشوراء…
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد عظم الله حرمة هذا الشهر فجعله من الأشهر الحرم ولكن رغم ذلك انتهكت حرمة الله تعالى فيه فكأن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يوص بالعترة بل أوصى بإيذائهم وقد جسد القوم وصية الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في أهل بيته واحد تلو الآخر. في هذا الشهر احياء وادامة للدين الإسلامي الحنيف وتجسدت أروع الامثال التي كانت سراجاً ينير درب رفض العبودية والخنوع في هذا الشهر الحرام سقي الإسلام بكأس لولاه لمات ضمأ ولكن الكأس كان من دماء ثلة طاهرة وانتهاك حرمات عظمت على الله وعلى رسوله. نعم لقد ضحى الحسين (عليه السلام) بكل غالٍٍ وثمين ثمَّ ضحى بنفسه ثمَّ بتخدير عائلته من بعده هذا الحسين (عليه السلام) الذي قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيه: (حسين مني وأنا من حسين) فكيف يكون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الحسين (عليه السلام)؟
الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بدأ بالدعوة والحسين جعلها تستمر إلى يومنا هذا...
الحسين الذي هو سفينة النجاة وهو المصباح الذي أنار الطريق إلى الحق بشهادة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
هذا الشهر عظيم على الله وعلى رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى الأئمة (عليهم السلام) وعلى المؤمنين لأن فيه حرمات الله تعالى قد انتهكت فحري بنا ونحن ننتمي ـ ان شاء الله تعالى ـ إلى هذه السفينة ان نرد بعض الدين ونقتدي بأئمتنا (عليهم السلام) وأعمالهم في هذا الشهر
فقد كان الأئمة (عليه السلام) تظهر عليهم علائم الحزن والمصيبة عند طلوع هلال شهر محرم الحرام ويتغير حالهم حتى ان الإمام الكاظم (عليه السلام) لم يرَ ضاحكاً في أيام شهر محرم وكذلك بقية الأئمة.
فينبغي لأولياء آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بحكم الولاية والوفاء والإيمان بالله العلي العظيم والرسول الكريم ان يتغير حاله في العشر الأول من المحرم فيظهر في قلبه وهيئته آثار الحزن والتفجع من هذه المصائب الجليلة والرزايا الفجيعة ويترك بعض لذاته لا محالة في مطعمه ومشربه بل حتى في منامه وكلامه ويكون بمثابة من أصيب في والده أو ولده ولا يكون حرمة ناموس الله جلّ جلاله وحرمة رسوله العزيز (صلى الله عليه وآله وسلم) وحرمة إمامه (عليه السلام) أهون عنده من حرمة نفسه وأهله ويكون حبه لنفسه وولده وأهله أقل وأدون من حبه لربه ونبيه وإمامه، والله تعالى يقول: (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) (التوبة:24).
وكذلك يجب ان لا نترك زيارة عاشوراء في العشرة الأولى.
والمأتم الحسيني من الأمور المهمة فيجب
حضور المآتم وإحياء الشعائر ـ بعيداً عن الرياء والعجب فان داء الأعمال الرياء والعجب. هذا لمن لا يستطيع ان يقيم في بيته مأتماً وليتذكر أن أول من أقام مآتم على الحسين (عليه السلام) هو آدم (عليه السلام) فما أعظم هذا المصاب الذي منذ بدأ الخليقة أخبر الله به أولياءه وأنبياءه (عليهم السلام).
ويجب أن يكون بكاؤنا وحزننا مواساة لأهل البيت (عليهم السلام) ولنحرص أن يكون حزنناً صدقاً ونتمنى لو كنا نحن مكان الحسين (عليه السلام) ننال القتل والعطش.
نعم لو كنا مع الحسين (عليه السلام) لفزنا فوزاً عظيماً، لذلك نرى أصحاب الحسين (عليه وعليهم السلام) جسدوا أروع مثال للتضحية فنجد أحدهم يؤكد أنه لو قطع وذري وأميت ثمَّ يُحيي ويفعل به ذلك سبعين مرة لا يترك الإمام (سلام الله عليه) والآخر يلقي بالدرع الذي على صدره ويستقبل الحجارة والسهام والسيوف بجسده ويقول حب الحسين اجنني والآخر وهو في آخر لحظات حياته لا يوصي بأهله واولاده بل يوصي بالحسين (عليه السلام)!!!
الحسين الذي كان يقول: (مرحباً بالقتل في سبيل الله)، ويقول: (إني لا أرى الموت إلاّ سعادة والحياة مع الظالمين إلاّ برماً) و (هونّ ما نزل بي أنه بعين الله).
أما يوم عاشوراء:
وينبغي لنا في يوم عاشوراء الإمساك عن السعي في حوائج الدنيا والتفرغ لإحياء مراسيم عاشوراء ونكون مصداقاً للآية المباركة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) والإمساك عن الطعام والشراب من دون نية الصوم حتى العصر ويكون افطارنا مثل أهل المصيبة بشيء من الخبز واللبن أو غيره.
وتكرار اللعن لقتلة الحسين (عليه السلام) وكذلك زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) ويقال ان أحد الأشخاص كان يراقب عمل النمل ولكن في يوم تفقد النمل فلم يجدها تعمل ـ وهو خلاف عادة النمل ـ فبحث واستقصى تبين له أنه كان يوم عاشوراء،
فأيها المؤمنون لم يقف العزاء والمواساة على الناس فقط بل حتى على دواب الأرض بل حتى على الجمادات كما ينقل ان في يوم عاشوراء ما رفع حجر ومدر إلاّ وجد تحته دماً عبيطاً وكذلك امطرت السماء دماً وآيات كثيرة في هذا اليوم تنم عن عظم وجلالة هذا اليوم على الله تعالى وعلى كل الوجود وما ذلك إلاّ من عظم راعي هذا اليوم وهو الإمام الحسين (عليه السلام) تلك المصيبة التي هونت على كل ذي مصيبة مصيبته فكأنما غطت كل المصائب التي مضت ولذلك نجد ان الأئمة (عليهم السلام) دائماً يقولون: (لا يوم كيومك أبا عبد الله).
اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد وآخر تابع له على ذلك، اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين (عليه السلام) وشايعت وتابعت على قتله اللهم العنهم جميعاً.
يقول السيد الحميري (رحمه الله):
أمرر على جدث الحسين فقل لأعظمه الزكيـة
يا أعظماً لا زلـت مـن مطفاء سـاكبة روية
وإذا مـررت بقبـــره فأطل به وقف المطية
وأبـك المُطهـر للمطهَر والمُطهـــرة التقية
كبكـاء مُعولـة أتــت يوماً لواحدها المنيـة
منقول
لقد عظم الله حرمة هذا الشهر فجعله من الأشهر الحرم ولكن رغم ذلك انتهكت حرمة الله تعالى فيه فكأن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يوص بالعترة بل أوصى بإيذائهم وقد جسد القوم وصية الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في أهل بيته واحد تلو الآخر. في هذا الشهر احياء وادامة للدين الإسلامي الحنيف وتجسدت أروع الامثال التي كانت سراجاً ينير درب رفض العبودية والخنوع في هذا الشهر الحرام سقي الإسلام بكأس لولاه لمات ضمأ ولكن الكأس كان من دماء ثلة طاهرة وانتهاك حرمات عظمت على الله وعلى رسوله. نعم لقد ضحى الحسين (عليه السلام) بكل غالٍٍ وثمين ثمَّ ضحى بنفسه ثمَّ بتخدير عائلته من بعده هذا الحسين (عليه السلام) الذي قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيه: (حسين مني وأنا من حسين) فكيف يكون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الحسين (عليه السلام)؟
الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بدأ بالدعوة والحسين جعلها تستمر إلى يومنا هذا...
الحسين الذي هو سفينة النجاة وهو المصباح الذي أنار الطريق إلى الحق بشهادة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
هذا الشهر عظيم على الله وعلى رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى الأئمة (عليهم السلام) وعلى المؤمنين لأن فيه حرمات الله تعالى قد انتهكت فحري بنا ونحن ننتمي ـ ان شاء الله تعالى ـ إلى هذه السفينة ان نرد بعض الدين ونقتدي بأئمتنا (عليهم السلام) وأعمالهم في هذا الشهر
فقد كان الأئمة (عليه السلام) تظهر عليهم علائم الحزن والمصيبة عند طلوع هلال شهر محرم الحرام ويتغير حالهم حتى ان الإمام الكاظم (عليه السلام) لم يرَ ضاحكاً في أيام شهر محرم وكذلك بقية الأئمة.
فينبغي لأولياء آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بحكم الولاية والوفاء والإيمان بالله العلي العظيم والرسول الكريم ان يتغير حاله في العشر الأول من المحرم فيظهر في قلبه وهيئته آثار الحزن والتفجع من هذه المصائب الجليلة والرزايا الفجيعة ويترك بعض لذاته لا محالة في مطعمه ومشربه بل حتى في منامه وكلامه ويكون بمثابة من أصيب في والده أو ولده ولا يكون حرمة ناموس الله جلّ جلاله وحرمة رسوله العزيز (صلى الله عليه وآله وسلم) وحرمة إمامه (عليه السلام) أهون عنده من حرمة نفسه وأهله ويكون حبه لنفسه وولده وأهله أقل وأدون من حبه لربه ونبيه وإمامه، والله تعالى يقول: (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) (التوبة:24).
وكذلك يجب ان لا نترك زيارة عاشوراء في العشرة الأولى.
والمأتم الحسيني من الأمور المهمة فيجب
حضور المآتم وإحياء الشعائر ـ بعيداً عن الرياء والعجب فان داء الأعمال الرياء والعجب. هذا لمن لا يستطيع ان يقيم في بيته مأتماً وليتذكر أن أول من أقام مآتم على الحسين (عليه السلام) هو آدم (عليه السلام) فما أعظم هذا المصاب الذي منذ بدأ الخليقة أخبر الله به أولياءه وأنبياءه (عليهم السلام).
ويجب أن يكون بكاؤنا وحزننا مواساة لأهل البيت (عليهم السلام) ولنحرص أن يكون حزنناً صدقاً ونتمنى لو كنا نحن مكان الحسين (عليه السلام) ننال القتل والعطش.
نعم لو كنا مع الحسين (عليه السلام) لفزنا فوزاً عظيماً، لذلك نرى أصحاب الحسين (عليه وعليهم السلام) جسدوا أروع مثال للتضحية فنجد أحدهم يؤكد أنه لو قطع وذري وأميت ثمَّ يُحيي ويفعل به ذلك سبعين مرة لا يترك الإمام (سلام الله عليه) والآخر يلقي بالدرع الذي على صدره ويستقبل الحجارة والسهام والسيوف بجسده ويقول حب الحسين اجنني والآخر وهو في آخر لحظات حياته لا يوصي بأهله واولاده بل يوصي بالحسين (عليه السلام)!!!
الحسين الذي كان يقول: (مرحباً بالقتل في سبيل الله)، ويقول: (إني لا أرى الموت إلاّ سعادة والحياة مع الظالمين إلاّ برماً) و (هونّ ما نزل بي أنه بعين الله).
أما يوم عاشوراء:
وينبغي لنا في يوم عاشوراء الإمساك عن السعي في حوائج الدنيا والتفرغ لإحياء مراسيم عاشوراء ونكون مصداقاً للآية المباركة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) والإمساك عن الطعام والشراب من دون نية الصوم حتى العصر ويكون افطارنا مثل أهل المصيبة بشيء من الخبز واللبن أو غيره.
وتكرار اللعن لقتلة الحسين (عليه السلام) وكذلك زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) ويقال ان أحد الأشخاص كان يراقب عمل النمل ولكن في يوم تفقد النمل فلم يجدها تعمل ـ وهو خلاف عادة النمل ـ فبحث واستقصى تبين له أنه كان يوم عاشوراء،
فأيها المؤمنون لم يقف العزاء والمواساة على الناس فقط بل حتى على دواب الأرض بل حتى على الجمادات كما ينقل ان في يوم عاشوراء ما رفع حجر ومدر إلاّ وجد تحته دماً عبيطاً وكذلك امطرت السماء دماً وآيات كثيرة في هذا اليوم تنم عن عظم وجلالة هذا اليوم على الله تعالى وعلى كل الوجود وما ذلك إلاّ من عظم راعي هذا اليوم وهو الإمام الحسين (عليه السلام) تلك المصيبة التي هونت على كل ذي مصيبة مصيبته فكأنما غطت كل المصائب التي مضت ولذلك نجد ان الأئمة (عليهم السلام) دائماً يقولون: (لا يوم كيومك أبا عبد الله).
اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد وآخر تابع له على ذلك، اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين (عليه السلام) وشايعت وتابعت على قتله اللهم العنهم جميعاً.
يقول السيد الحميري (رحمه الله):
أمرر على جدث الحسين فقل لأعظمه الزكيـة
يا أعظماً لا زلـت مـن مطفاء سـاكبة روية
وإذا مـررت بقبـــره فأطل به وقف المطية
وأبـك المُطهـر للمطهَر والمُطهـــرة التقية
كبكـاء مُعولـة أتــت يوماً لواحدها المنيـة
منقول
تعليق