إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خطبة السيدة زينب (عليه السلام ) في الكوفه

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خطبة السيدة زينب (عليه السلام ) في الكوفه





    السلام على الزهراء البتول الطاهره وعلى ابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها

    السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين

    وعلى اخيه وحامل لوائه ابا الفضل العباس

    وعلى اخته وشريكته بالمصاب ام الحزن زينب

    وعلى اصحاب الحسين وعلى انصار الحسين


    "الحمدلله ربّ العالمين وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الأوّلين والآخرين.
    اللّهمّ العن أوّل ظالم ظلم حق محمد وآل محمد وآخر تابع له على ذلك...
    اللهمّ العن العصابة التي جاهدت الحسين (عليه السلام) وشايعت وبايعت وتابعت على قتله...
    اللهم العنهم جميعاً".
    قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديث ولادة الصديقة الصغرى زينب بنت أمير المؤمنين (عليهما السلام)- مخاطباً أمّها الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السلام):
    ... يا بضعتي وقرّة عيني، إنّ من بكى عليها- يعني السيدة زينب (عليها السلام)- وعلى مصائبها يكون ثواب بكائه كثواب من بكى على أخويها...
    [1]
    لقد عاشت عقيلة الطالبيين ولبوءة الهاشميين كلّ ما جرى على أصحاب الكساء الخمسة من مصائب ومحن... ولكنها صبرت!

    سجدَ البلاءُ لزينبَ مستسلم
    ولصبرها ألقى القيادَ وأسلَم

    تطاولوا على جدّها الرسول (صلى الله عليه وآله) وكفروا وصادروا نبوته في آخر ساعة من عمره الشريف فقالوا: إنه يهجُر...

    وزينب (عليها السلام) تسمع وترى ولكنها صبرت!
    وعدوا على أبيها أمير المؤمنين (عليه السلام) فغصبوه الخلافة وقيّدوه بحمائل سيفه...
    وزينب (عليها السلام) تسمع وترى، ولكنها صبرت!
    هتكوا حرمة بيت أمّها وغصبوا حقها وخمسها وإرثها، وأحرقوا عليها دارها، وكسروا ضلعها وأسقطواجنينها، وضربوها -على رؤوس الأشهاد- حتى احمرّت عينها وبقي أثر السوط في عضُدها كالدُّملج..
    فقضت نحيلة تئن من آلامها وأشجانها...

    وزينب (عليها السلام) تسمع وترى، ولكنها صبرت!
    ... قتلوا سبط النبي (صلى الله عليه وآله) -جهاراً نهاراً- فمضى أخوها المحسن الشهيد (عليه السلام) إلى ربه مخضباً بدمه، وبعدُ أكفانُ النبي (صلى الله عليه وأله) لم تجف...
    وزينب (عليها السلام) تسمع وترى، ولكنها صبرت!
    وتجرّعت الغصص مع أبيها (عليهما السلام) يوم خرج عليه الناكثون والقاسطون والمارقون...
    ووقفت تنتظر أباها الذي قلع باب خيبر وجبّن الشجعان وجندل الأبطال، وهو محمول على الأكفّ وقد خضبت شيبته الكريمة من دم رأسه المقدّس، والسماء تصرخ والأرض ترتجف وأبواب الكوفة تصطفق..

    وزينب (عليها السلام) تسمع وترى، ولكنها صبرت!
    ورجعت مع أخيها السبط الأكبرالحسن المجتبى (عليه السلام) وقد خلفت وراءها ذكريات الأسى والشجى في الكوفة لتستقبل ذكريات المدينة بما فيها من أحزان جدّها وأمّها وأبيها...
    ولتودع أخاها الإمام الحسن (عليه السلام) وهو يرحل إلى الآخرة مظلوماً مسموماً مسلوباً مجروحاً شهيداً...

    وزينب (عليها السلام) تسمع وترى، ولكنها صبرت!
    وأخيراً... جاءت كربلاء... ورجعت مرّة أخرى الى العراق لترى من آيات ربّها الكبرى في سيد الشهداء ومن كان معه...
    وزينب (عليها السلام) تسمع وترى، ولكنها صبرت!
    وفي الكوفة! اجتمع الناس بين شامت ونادم، وتغطرس اللئيم ابن زياد فشمت وتكبّر وعتا عتوا كبيراً... وزينب (عليها السلام) تسمع ولم تر إلا جميلاً، فصبرت ولكنها نطقت!! فكانت تفرغ على لسان أمير المؤمنين (عليه السلام).
    وفي الشام... هز القرد الأموي أعطافه جذلان مسروراً، وظنّ أنه قد أخذ بثار آبائه وأجداده، ومزق نحر الحسين (عليه السلام) -ريحانة النبي (صلى الله عليه وآله)- فقطع صوت التوحيد وأباد رجال الحقّ، فلم يبق من حماة الدين أحد... فتعدّى طوره وانتفخ فوق حجمه وتجاسر وطغى وعتا عتوّاً كبيراً...

    وزينب (عليها السلام) تسمع وترى... فصبرت
    ، ولكنها نطقت!! فكانت تفرغ على لسان النبي الأمين (صلى الله عليه وآله) يوم الغدير، ولسان فاطمة الزهراء (عليها السلام) سيدة نساء العالمين يوم صرخت في وجه الظالمين، ولسان امير المؤمنين (عليه السلام) يوم هدر بالشقشقية، ولسان الحسن المجتبى (عليه السلام) يوم دخول معاوية الكوفة، ولسان سيّد الشهداء (عليه السلام) يوم أقام الحجة على العالمين ولسان سيد الساجدين (عليه السلام) يوم أخرس يزيد اللعين..
    صرخت السيّدة -أخت الحسين (عليهما السلام)-، فأرخت بلغتها وبلاغتها لقيام سيّد شباب أهل الجنة، وكانت الكلمة الأخيرة في القيام الحسيني -في مرحلة القتال- لها (عليه السلام)...
    فلنتصور الجوّ الذي نطقت فيه عقيلة الهاشميّين، وشريكة الحسين (عليهما السلام)... ثمّ لنستمع إلى ما تقول... ثمّ لنحفظ...
    السيد علي السيد جمال أشرف
    25/4/1431

    خطبة السيدة زينب (عليها السلام) في الكوفة
    روى الطبرسي في "الاحتجاج" عن حذيم بن شريك الأسدي. وابن طيفور في "بلاغات النساء" عن الصادق عن آبائه (عليهم السلام) قال:
    لما أتى علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) بالنسوة من كربلاء، وكان مريضاً. وإذا نساء أهل الكوفة ينتدِبنَ مشقَّقات الجيوب، والرّجال معهن يبكون!
    فقال زين العابدين (عليه السلام) بصوت ضئيل. وقد نهكته العلة:
    "إن هؤلاء يبكون علينا! فمن قتلنا غيرهم؟!"
    فأومأت
    [2] زينب بنت علي بن أبي طالب (عليهم السلام) إلى الناس بالسكوت.
    قال حذيم الأسديّ: لم أر –والله- خفِرَة
    [3] قطّ أنطق منها. كأنها تنطق وتفرغ [4] على لسان علي (عليه السلام). وقد أشارت إلى الناس بأن أنصتوا، فارتدت الأنفاس. وسكنت الأجراس.
    ثمّ قالت -بعد حمد الله تعالى والصلاة على رسوله (صلى الله عليه وآله)-:
    أمّا بعد.
    يا أهل الكوفة، يا أهل الختل
    والغدر[6]والخذل[7]،ألا فلا رقأت[8]العبرة[9]،ولا هدأت الزفرة[10]،إنما مَثلُكم كمثل التي {نقضَت غزلَها مِن بعدِ قوّةٍ أنكاثاً تتخذونَ أيْمانَكمدخَلاً بينَكم.{
    هل فيكم إلا الصّلَفُ والعُجبُ والشَّنْفُ والكذبُ. وملَقُالإماءِ. وغمزُ
    [11]الأعداءِ. أو كمرعى على دِمنة. أو كفضة على ملحودة[12]،ألا بئس ما قدمت لكم أنفسكم أن سخِط الله عليكم. وفي العذاب أنتم خالدون.
    أتبكون أخي؟!
    أجل! والله فابكوا. فإنكم أحرى
    [13] بالبكاء. فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً، فقد اأبليتُم بعارها، ومُنيتم[14] بشنارها[15]، ولن ترحَضُوها[16] أبداً.
    وأنى ترحَضون قتلَ سليل خاتم النبوة، ومعدن الرسالة، وسيد شباب أهل الجنة، وملاذ حربكم، ومعاذ
    [17] حزبكم ومقرّ سلمكم، وآسي كلْمِكم[18]، ومفزع نازلتكم[19]، والمرجع إليه عند مقاتلتكم ومَدَرَة[20] حججكم،ومنار محجتكم[21].
    ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم. وساء ما تزرون
    [22] ليوم بعثكم.
    فتَعساً تَعساً.
    [23]
    ونَكساً نَكساً،
    [24]
    لقد خاب السعي، وتبت
    [25] الأيدي، وخسرت الصفقة، وبؤتم[26] بغضب من الله وضربت عليكم الذلة والمسكنة.
    أتدرون -ويلكم- أي كبد لمحمد (صلى الله عليه وآله) فرثتم؟!
    [27]

    وأي عهد نكثتم؟!
    وأي كريمة له أبرزتم؟!
    وأي حرمة له هتكتم؟!
    وأي دم له سفكتم؟!


    "لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً{89} تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً {90}" (سورة مريم)
    لقد جئتم بها شوْهاءَ
    [28] صلعاءَ[29] عنقاءَ[30] سوداءَ فقماءَ[31] خرقاءَ[32]، كطلاع الأرض[33]، أو ملءِ السماء.
    أفعجِبتُم أن تمطرَ السماء دماً {ولَعذابُ الآخرةِ أخزى وهُم لا يُنصرونَ}.
    فلا يستخفَّنَّكم
    [34] المَهَلُ[35]، فإنه عزوجل لا يَحفَزُه[36] البِدار[37]، ولا يخشى عليه فوتُ الثارِ، كلا إن ربك لنا ولهم لبالمرصاد.
    ثمّ أنشأت (عليها السلام) تقول:

    ماذا تقولونَ إذ قال النبي لكم
    ماذا صنعتُم وأنتم آخرُ الأمم
    بأهل بيتي وأولادي وتكرمتي
    منهم أسارى ومنهم ضُرِّجوا بدم
    ما كان ذاك جزائي إذ نصحتُ لكم
    أن تخلُفوني بسوء في ذوي رحمي
    إني لأخشى عليكم أن يحِلَّ بكم
    مثل العذاب الذي أوْدى على إرم

    ثمّ ولت (عليها السلام) عنهم.
    قال حذيمٌ:
    فرأيت الناس حيارى قد ردّوا أيديهم في أفواههمْ. فالتفت إلي شيخٌ في جانبي يبكي. وقد اخضلِّت لحيته بالبكاء. ويده مرفوعة إلى السماء. وهو يقول:
    "بأبي وأمي، كهولُكم خيرُ كهول. ونساؤكم خيرُ نساء. وشبابكم خيرُ شباب. ونسلكم نسلٌ كريمٌ. وفضلكم فضلٌ عظيمٌ."
    ثم أنشد:

    كهولكم خيرُ الكهول ونسلُكم
    إذا عدّ نسلٌ لا يبور ولا يخزى

    فقال عليّ بن الحسين (عليهما السلام): "يا عمة، اسكتي ففي الباقي من الماضي اعتبارٌ. وأنت بحمد الله عالمة غيرُ معلمة، فهِمة غير مفهَّمة"
    [38]...

    ______________________

    [1]ناسخ التواريخ/ السيدة زينب (عليها السلام): 47.
    [2]أومات إليه: أي أشرت.
    [3]الخفر: شدّة الحياء، وامرأة خفرة:حيية.
    [4]الفرغ: السعة والسيلان، ويفرغ: يصبّ.
    [5]الختل: التخادع عن غفلة، والمراوغة.
    [6]الغدر: ترك الوفاء ونقض العهد.
    [7]الخذل: ترك الإعانة والنصرة.
    [8]رقاً الدمع والدم: انقطع بعد جريانه.
    [9]العبرة: الدمعة
    [10]الزفير: خروج الهواء من الرئتين، وهو عكس الشهيق الذي هو إدخال النفس حتى تنتفخ الضلوع منه. والاسم الزفرة، والزفر من شدة الأنين وقبيحه.
    الصلف: مجاوزة قدر الظرف والبراعة والادعاء فوق ذلك. وصلِفٌ: ثقيل الروح، والصلَف: قلة الخير.
    [11]الغمز: الاشارة بالعين والحاجب والجفن، والغميز والغميزة: ضعف في العمل وجهلة في العقل. ورجل غمز أي ضعيف. والغميزة:العيب، والمغموز:المتهم. والمغمز: المطمع.
    [12]الملحود كاللحد صفة غالبة، واللحد: الشق الذي يكون في جانب القبر موضع الميت.
    [13]الحري: الخليق والجدير.
    [14]منيت بكذا: ابتليت.
    [15]الشنار: العيب والعار.
    [16]الرحض: الغسل، أي لن تغسلوها.
    [17]عاذ يعوذ ومعاذاً: لاذ به ولجاً إليه واعتصم.
    [18]أي مداوي جرحكم.
    [19]النازلة: الشديدة من شدائد الدهر تنزل بالقوم.
    [20]المدرة: زعيم القوم وخطيبهم والمتكلم عنهم، والذي يرجعون إلى رأيه، والميم زائدة.
    [21]المحجة بفتح الميم: جادة الطريق.
    [22]الوزر بالكسر فالسكون: الحمل والثقل، وكثيراً ما يطلق في الحديث على الذنب والإثم.
    [23]التعس: أن لا ينتعش العاثر من عثرته، وأن ينكس في سفال، والتعس: الانحطاط والهلاك.
    [24]النكس: قلب الشيء على رأسه، نكسه ينكسه نكساً، ونكس رأسه إذا طأطأه من ذل.
    [25]التباب: الخسران والهلاك، وتبت الأيدي: أي خسرت.
    [26]بؤتم: أي رجعتم.
    [27]الفرث: تفتيت الكبد بالغم والأذى. وفي بعض النسخ: "فريتم".
    [28]الشوهاء:قبيحة المنظر.
    [29]الصلعاء: الداهية الشديدة، والصلع: ذهاب الشعر من مقدّم الرأس إلى مؤخره.
    [30]عنقاء: مرتفعة طويلة، والعنقاء: بينة العنق أيضاً.
    [31]الفقماء: المائلة الحنك، والفقم:هو أن يخرج أسفل اللحي ويدخل أعلاه، ثم كثر حتى صار كل معوج أفقم، وقيل الفقم في الفم أن تتقدم الثنايا السفلى فلا تقع عليها العليا إذا ضمّ الرجل فاه.
    [32]امرأة خرقاء: مثقوبة الأذن ثقباً واسعاً، وناقة خرقاء: لا تتعهد مواضع قوائمها. وريح خرقاء: لا تدوم على جهتها في هبوبها، وقيل: الخرقاء: امرأة غير صناع ولا لها رفق، فإذا بنت بيتاً انهدم سريعاً.
    [33]طلاع الأرض: ملؤها.
    [34]لا يستخفنك: لا يستفزنك ولا يستجهلنك، واستخفه الفرح إذا ارتاح لأمر.
    [35]المهل: الانظار والتأجيل وعدم المعاجلة.
    [36]الحفز: الحث والإعجال.
    [37]بدرت إلى الشيء أبدر بدوراً: أسرعت، ويقال: ابتدر القوم أمراً وتبادروه أي بادر بعضهم بعضاً إليه أيهم يسبق إليه فيغلب عليه، وبادر فلان فلاناً مولياً ذاهباً في فراره.
    [38]الاحتجاج: 2/109، بلاغات النساء: 37، الأمالي للطوسي: 91 مج 3 ح 51، الأمالي للمفيد: 320 مج 38، اللهوف: 146، المناقب لابن شهر آشوب: 4/115.





    التعديل الأخير تم بواسطة حسين الابراهيمي; الساعة 27-11-2012, 10:41 PM.












  • #2
    السلام على سيدتنا ومولاتنا زينب الحوراء السلام على من سبيت في كربلاء موضوع في قمة الروعه

    لطالما كانت مواضيعك متميزة

    لا عدمنا التميز و روعة الاختيار

    دمت لنا ودام تالقك الدائم حسين الابراهيمي مبدع دائما

    تعليق


    • #3


      شكرا لكي اختي الفاضلة كرم الزهراء
      ولتواصلكي الذي ان دل يدل على ذوقكي وخدمتكي العالية لاهل البيت عليهم السلام جعلكي الله من مان ينالا شفاعة زينب عليهاء السلام












      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X