إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ولاية علي ابن ابي طالب علية السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ولاية علي ابن ابي طالب علية السلام

    ذكر ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) و على الأئمة من ولده الطاهرين :

    قال الله عز و جل إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ . و روينا عن أبي جعفر محمد بن علي ( عليه السلام ) أن رجلا قال له يا ابن رسول الله إن الحسن البصري حدثنا أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال إن الله أرسلني برسالة فضاق بها صدري و خشيت أن يكذبني الناس فتواعدني إن لم أبلغها أن يعذبني قال له أبو جعفر : فهل حدثكم بالرسالة قال لا قال أما و الله إنه ليعلم ما هي و لكنه كتمها متعمدا قال الرجل يا ابن رسول الله جعلني الله فداك و ما هي فقال إن الله تبارك و تعالى أمر المؤمنين بالصلاة في كتابه فلم يدروا ما الصلاة و لا كيف يصلون فأمر الله عز و جل محمدا نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يبين لهم كيف يصلون فأخبرهم بكل ما افترض الله عليهم من الصلاة مفسرا و فرض الصلاة في القرآن جملة ففسرها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في سنته و أعلمهم بالذي أمرهم به من الصلاة التي فرض الله عليهم و أمر بالزكاة فلم يدروا ما هي ففسرها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و أعلمهم بما يؤخذ من الذهب و الفضة و الإبل و البقر و الغنم و الزرع و لم يدع شيئا مما فرض الله من الزكاة إلا فسره لأمته و بينه لهم و فرض عليهم الصوم فلم يدروا ما الصوم و لا كيف يصومون ففسره لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و بين لهم ما يتقون في الصوم و كيف يصومون و أمر بالحج فأمر الله نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يفسر لهم كيف يحجون حتى أوضح
    لهم ذلك في سنته و أمر الله عز و جل بالولاية فقال إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ ففرض الله ولاية ولاة الأمر فلم يدروا ما هي فأمر الله نبيه (عليه السلام) أن يفسر لهم ما الولاية مثل ما فسر لهم الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج فلما أتاه ذلك من الله عز و جل ضاق به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذرعا و تخوف أن يرتدوا عن دينه و أن يكذبوه فضاق صدره و راجع ربه فأوحى إليه يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ فصدع بأمر الله و قام بولاية أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب ( عليه السلام ) يوم غدير خم و نادى لذلك الصلاة جامعة و أمر أن يبلغ الشاهد الغائب و كانت الفرائض ينزل منها شي‏ء بعد شي‏ء تنزل الفريضة ثم تنزل الفريضة الأخرى و كانت الولاية آخر الفرائض فأنزل الله عز و جل الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً قال أبو جعفر يقول الله عز و جل لا أنزل عليكم بعد هذه الفريضة فريضة قد أكملت لكم هذه الفرائض . و روينا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال : أوصي من آمن بالله و بي و صدقني بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فإن ولاءه ولائي أمر أمرني به ربي و عهد عهده إلي و أمرني أن أبلغكموه عنه . و روينا أيضا عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أنه قال لما أنزل الله عز و جل : وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بني عبد المطلب على فخذ شاة و قدح من لبن و أن فيهم يومئذ عشرة ليس منهم رجل إلا يأكل الجذعة و يشرب الفرق و هم بضع و أربعون رجلا فأكلوا حتى صدروا و شربوا حتى ارتووا و فيهم يومئذ أبو لهب فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يا بني عبد المطلب أطيعوني
    تكونوا ملوك الأرض و حكامها إن الله لم يبعث نبيا إلا جعل له وصيا و وزيرا و وارثا و أخا و وليا فأيكم يكون وصيي و وارثي و وليي و أخي و وزيري فسكتوا فجعل يعرض ذلك عليهم رجلا رجلا ليس منهم أحد يقبله حتى لم يبق منهم أحد غيري و أنا يومئذ من أحدثهم سنا فعرض علي فقلت أنا يا رسول الله فقال نعم أنت يا علي فلما انصرفوا قال لهم أبو لهب لو لم تستدلوا على سحر صاحبكم إلا بما رأيتم أتاكم بفخذ شاة و قدح من لبن فشبعتم و رويتم و جعلوا يهزءون و يقولون لأبي طالب قد قدم ابنك اليوم عليك . و قد روى كثير من العامة عن أسلافهم في تأويل قول الله عز و جل : إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ أنها أنزلت في علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) و ذلك أن سائلا وقف به و هو راكع فرمى إليه بخاتمه و الآية فيه و في الأئمة من ولده صلوات الله عليه و عليهم أجمعين و أمر غدير خم و مقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيه بولاية علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) معروف و مشهور لا يدفعه ولي و لا عدو . و أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) لما صدر عن حجة الوداع و صار بغدير خم أمر بدوحات فقممن له و نادى بالصلاة جامعة فاجتمع الناس و أخذ بيد علي فأقامه إلى جانبه و قال أيها الناس اعلموا أن عليا مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي و هو وليكم بعدي فمن كنت مولاه فعلي مولاه ثم رفع يديه حتى رئي بياض إبطيه فقال اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله و أدر الحق معه حيث دار . فأي بيعة تكون آكد من هذه البيعة و الولاية . و قد روينا عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أن قوما سألوه فقالوا يا أمير المؤمنين
    أخبرنا بأفضل مناقبك فقال : أفضل مناقبي ما لم يكن لي فيه صنع قالوا و ما ذلك يا أمير المؤمنين قال إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما قدم المدينة أمر ببناء المسجد فما بقي رجل من أصحابه إلا نقب بابا إلى المسجد فجاءه جبرئيل (عليه السلام) فأمره أن يأمرهم أن يسدوا أبوابهم و يدع بابي فبعث إليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) معاذ بن جبل فأتى أبا بكر فأمره أن يسد بابه فقال سمعا و طاعة فسد بابه ثم بعث إلى عمر فأمره أن يسد بابه فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال يا رسول الله دع لي بقدر ما أنظر إليك بعيني فأبى عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فسد بابه ثم بعثه إلى طلحة و الزبير و عثمان و عبد الرحمن و سعد و حمزة و العباس فأمرهم بسد أبوابهم فسمعوا و أطاعوا فقال حمزة و العباس يأمرنا بسد أبوابنا و يدع باب علي فبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال قد بلغني ما قلتم في سد الأبواب و الله ما أنا فعلت ذلك و لكن الله فعله و إن الله أوحى إلى موسى أن يتخذ بيتا طهرا لا يجنب فيه إلا هو و هارون و ابناه يعني لا يجامع فيه غيرهم و إن الله أوحى إلي أن أتخذ هذا البيت طهرا لا ينكح فيه إلا أنا و علي و الحسن و الحسين و الله ما أنا أمرت بسد أبوابكم و لا فتحت باب علي بل الله أمرني به قالوا يا أمير المؤمنين زدنا فقال إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أتاه حبران من أحبار النصارى فتكلما عنده في أمر عيسى فأنزل الله عز و جل عليه هذه الآية إِنَّ مَثَلَ عِيسى‏ عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ إلى آخر الآية فدخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخذ بيدي و بيد
    الحسن و الحسين و فاطمة ثم خرج للمباهلة و رفع كفه إلى السماء و فرج بين أصابعه و دعاهم إلى المباهلة فلما رآه الحبران قال أحدهما لصاحبه و الله إن كان نبيا لنهلكن و إن كان غير نبي كفاناه قومه فكفا و انصرفا قالوا يا أمير المؤمنين زدنا قال إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعث أبا بكر و معه براءة إلى أهل الموسم ليقرأها على الناس فنزل جبرئيل (عليه السلام) فقال يا محمد لا يبلغ عنك إلا علي فدعاني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و أمرني أن أركب ناقته العضباء و أن ألحق أبا بكر فآخذ منه البراءة فأقرأها على الناس بمكة فقال أبو بكر أ سخطة هي فقلت لا إلا أنه نزل عليه أن لا يبلغ عنه إلا رجل منه فلما قدمنا مكة و كان يوم النحر بعد الظهر و هو يوم الحج الأكبر قمت قائما ثم قلت و قد اجتمع الناس ألا إني رسول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إليكم و قرأت عليهم بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ عشرين من ذي الحجة و المحرم و صفر و شهر ربيع الأول و عشرا من شهر ربيع الآخر و قلت لا يطوفن بالبيت عريان و لا عريانة و لا مشرك و لا مشركة ألا و من كان له عهد عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و على أهل بيته و سلم فمدته هذه الأربعة الأشهر قال و الأذن هو اسمي في كتاب الله عز و جل لا يعلم ذلك أحد غيري قالوا يا أمير المؤمنين زدنا .


    قال كنت أنا و العباس و عثمان بن شيبة في المسجد الحرام ففخرا علي فقال عثمان بن شيبة أعطاني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) السدانة يعني مفاتيح الكعبة و قال العباس بن عبد المطلب أعطاني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و على أهل بيته السقاية و هي زمزم قالا و لم يعطك شيئا يا علي فأنزل الله عز و جل أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَ رِضْوانٍ وَ جَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ خالِدِينَ فِيها أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ قالوا زدنا يا أمير المؤمنين قال إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما قفل من حجة الوداع متوجها إلى المدينة نزل بغدير خم فأمر بشجرات فكسح له عنهن و جمع الناس ثم أخذ بيدي فرفعها إلى السماء و قال أ لست أولى بكم من أنفسكم قالوا بلى قال فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه . و روينا عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ( عليه السلام ) أنه قال في قول الله عز و جل : أَ فَمَنْ كانَ عَلى‏ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ قال الذي هو على بينة من ربه هاهنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و الشاهد الذي يتلوه منه علي ( عليه السلام ) يتلوه إماما من بعده و حجة على من خلفه من أمته . و روينا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال : علي مني و أنا منه و هو ولي كل مؤمن و مؤمنة بعدي .

    و هذا أيضا من مشهور الأخبار و هو من قول الله عز و جل أَ فَمَنْ كانَ عَلى‏ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ يعني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) علي مني و أنا منه فدل ذلك على أنه الشاهد الذي يتلوه شاهد على أمته و حجة عليهم من بعده و إمام مفترض الطاعة و وصيه من بعده كوصي موسى في قومه و لا يقتضي قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) أنت مني بمنزله هرون من موسى إلا أنه خليفته في أمته كما قال موسى لهارون اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي و الأخبار و الحجة في هذا الباب تخرج عن حد هذا الكتاب و لو أنا استقصينا ما يدخل في كل باب لاحتجنا له إلى إفراد كتاب إنما شرطنا أن نذكر جملا من القول يكتفي بها ذوو الألباب و الله الموفق للصواب . ذكر ولاية الأئمة من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه و عليهم أجمعين :

    قال الله عز و جل يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ . و روينا عن أبي جعفر محمد بن علي ( عليه السلام ) أن سائلا سأله عن قول الله عز و جل : أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فكان جوابه أن قال أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَ الطَّاغُوتِ وَ يَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدى‏ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا فقال يقولون الأئمة الضلال و الدعاة إلى النار هؤلاء أهدى من آل محمد سبيلا أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَ مَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ


    لَهُ نَصِيراً أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ يعني الإمامة و الخلافة فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً نحن الناس الذين عنى الله هاهنا و النقير النقطة التي رأيت في وسط النواة أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى‏ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ نحن هاهنا الناس المحسودون على ما آتانا الله من الإمامة دون خلق الله جميعا فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً أي جعلنا منهم الرسل و الأنبياء و الأئمة إلى قوله ظِلًّا ظَلِيلًا ثم قال إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى‏ أَهْلِها وَ إِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كانَ سَمِيعاً بَصِيراً ثم قال إيانا عنى بهذا أن يؤدي الأول منا إلى الإمام الذي يكون بعده الكتب و العلم و السلاح وَ إِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إذا ظهرتم أن تحكموا بالعدل الذي في أيديكم ثم قال للناس يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لجميع المؤمنين إلى يوم القيامة أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ إيانا عنى بهذا فقال له السائل فقوله عز و جل إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ قال إيانا عنى بهذا قال فقوله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ قال نحن الصادقون و إيانا عنى بهذا قال فقوله عز و جل وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ قال إيانا عنى بقوله قال فقوله وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً قال نحن الأمة الوسط و نحن شهداء الله على خلقه و حججه في
    أرضه قال فقوله في آل إبراهيم وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً قال الملك العظيم أن جعل الله فيهم أئمة من أطاعهم أطاع الله و من عصاهم عصى الله فهذا الملك العظيم فكيف يقرون به في آل إبراهيم و ينكرونه في آل محمد ( عليهم السلام ) قال فقوله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَ جاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ إلى آخر السورة قال إيانا عنى بذلك نحن المجتبون بملة أبينا إبراهيم و الله سمانا المسلمين من قبل في الكتب و في هذا القرآن ليكون الرسول شهيدا عليكم فرسول الله الشهيد علينا بما بلغنا عن الله و نحن الشهداء على الناس فمن صدق يوم القيامة صدقناه و من كذب كذبناه قال فقوله بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ قال إيانا عنى بهذا و نحن الذين أوتينا العلم قال فقوله قُلْ كَفى‏ بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ قال إيانا عنى و علي أولنا و أفضلنا و خيرنا بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال فقوله وَ إِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَ لِقَوْمِكَ وَ سَوْفَ تُسْئَلُونَ قال إيانا عنى نحن أهل الذكر و نحن المسئولون قال فقوله إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ قال المنذر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و في كل زمان إمام منا يهديهم إلى ما جاء به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأول الهداة بعده علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ثم الأوصياء من بعده عليهم أفضل السلام واحد بعد واحد قال فقوله وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أفضل الراسخين في العلم قد علمه الله جميع ما أنزل عليه من التنزيل و التأويل و ما كان ينزل عليه شي‏ء إلا يعلم تأويله ثم الأوصياء من بعده الراسخون في العلم يعلمون تأويله
    كله قال فقوله ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ قال إيانا عنى بهذا و السابق منا الإمام و المقتصد العارف بحق الإمام و الظالم لنفسه الشاك الواقف منا . و العامة تزعم أنها هي التي عنى الله عز و جل بقوله ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا و لو كان كما زعموا لكانوا كلهم مصطفين و لكانوا كلهم في الجنة كما قال الله عز و جل جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها و كذلك قالوا في تأويل الآية التي بدأنا بذكرها في أول الباب قولين قال بعضهم أولو الأمر الذين أمر الله عز و جل بطاعتهم هم أمراء السرايا و قال آخرون هم أهل العلم يعنون أصحاب الفتيا منهم و كلا هذين القولين يفسد على التحصيل أما قول من زعم أنهم أمراء السرايا فقد جعل لهم بذلك الفضل على أئمتهم الذين أخرجوهم في تلك السرايا و أوجب طاعتهم لهم و أوجب لهم طاعة جميع المؤمنين لأن قول الله عز و جل يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا يدخل فيه كل مؤمن و لا يجب أن يستثنى من ذلك مؤمن دون مؤمن إلا بحجة من الكتاب أو بيان من الرسول الذي أمر بالبيان و لن يجدوا ذلك و هم لا يوجبون طاعة صاحب السرية على غير من كان معه فبطل ما ادعوه لهم على ألسنتهم و أما قول من قال إنهم العلماء و عنى علماء العامة و هم مختلفون و في طاعة بعضهم عصيان بعض إذا أطاع المؤمن أحدهم عصى الآخر و الله عز و جل لا يأمر بطاعة قوم مختلفين لا يعلم المأمور بطاعتهم من يطيعه منهم و هذا قول بين الفساد يغني ظاهر فساده عن الاحتجاج على قائله و أحق بهذا الاسم و من قيل لهم أولو الأمر
    تأليف :
    القاضي أبو حنيفة النعمان بن محمد التميمي ، المتوفى 363 هـ
    sigpic
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X