اشكالية تحديد اسماء الله بتسعة وتسعين واطلاق اسماء في نهج البلاغة ليست منها .
بسم الله الرحمن الرحيم
ثمة اسماء استعملت على انها من اسماء الله تعالى في نهج البلاغة والحال ان اسماء الله تعالى قد حصرت في تسعة وتسعين كما هو مشهور من الحديث الوارد في هذا الشأن ، فمنها على سبيل المثال لا الحصر ما جاء في نهج البلاغة من اطلاق اسم " العارف " في قوله : ( عالما بها قبل ابتدائها محيطا بحدودها وانتهائها عارفا بقرائنها وأحنائها ) . فكيف نوفق بين حصر اسماء الله بتسعة وتسعين من جهة وبين اطلاق هذه الاسماء غير الواردة فيها من جهة اخرى ؟
يقول ابن ميثم البحراني في شرحه للنهج ج 1 ص 138مقررا الاشكال ومجيبا عنه ما نصه :
فإن قلت : إطلاق اسم العارف على اللَّه تعالى لا يجوز لقول النبيّ صلى اللَّه عليه وآله : إنّ للَّه تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنّة ، وإجماع علماء النقل على أنّ هذا الاسم ليس منها.
قلت : الأشبه أنّ أسماء اللَّه تعالى تزيد على التسعة والتسعين لوجهين :
أحدهما قول النبيّ صلى اللَّه عليه وآله أسئلك بكلّ اسم سميّت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علَّمته أحدا من خلقك واستأثرت به في علم الغيب عندك فإنّ هذا صريح في أنّه استأثر ببعض الأسماء .
الثاني أنّه صلى اللَّه عليه وآله قال في رمضان : إنّه اسم من أسماء اللَّه تعالى وكذلك كان الصحابة يقولون فلان أوتي الاسم الأعظم وكان ذلك ينسب إلى بعض الأنبياء والأولياء وذلك يدلّ على أنّه خارج من التسعة والتسعين ، فإذا كان كذلك كان كلّ الكلام في قوله صلى اللَّه عليه وآله إنّ للَّه تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنّة قضيّة واحدة معناها الإخبار بأنّ من أسماء اللَّه تعالى تسعة وتسعين من أحصاها يدخل الجنّة ويكون تخصيصها بالذكر لاختصاصها بمزيد شرف لا يكون لباقي الأسماء وهي كونها مثلا جامعة لأنواع من المعاني المنبئة عن الكمال بحيث لا يكون لغيرها لا لنفي أن يكون اللَّه تعالى اسم غيرها ، وإذا كان كذلك جاز أن يكون العارف من تلك الأسماء . لا يقال : إنّ الاسم الأعظم غير داخل فيها لاشتهارها واختصاص معرفته بالأنبياء والأولياء وإذا كان كذلك فكيف يصدق عليها أنّها أشرف الأسماء . لأنّا نقول : يحتمل أن يكون خارجا منها ويكون شرفها حاصلا بالنسبة إلى باقي الأسماء الَّتي هي غيره ويحتمل أن يكون داخلا فيها إلَّا أنّا لا نعرفه بعينه ويكون ما يختصّ بهالنبيّ أو الوليّ إنّما هو تعيينه منها .اهـ
والحمد لله رب العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم
ثمة اسماء استعملت على انها من اسماء الله تعالى في نهج البلاغة والحال ان اسماء الله تعالى قد حصرت في تسعة وتسعين كما هو مشهور من الحديث الوارد في هذا الشأن ، فمنها على سبيل المثال لا الحصر ما جاء في نهج البلاغة من اطلاق اسم " العارف " في قوله : ( عالما بها قبل ابتدائها محيطا بحدودها وانتهائها عارفا بقرائنها وأحنائها ) . فكيف نوفق بين حصر اسماء الله بتسعة وتسعين من جهة وبين اطلاق هذه الاسماء غير الواردة فيها من جهة اخرى ؟
يقول ابن ميثم البحراني في شرحه للنهج ج 1 ص 138مقررا الاشكال ومجيبا عنه ما نصه :
فإن قلت : إطلاق اسم العارف على اللَّه تعالى لا يجوز لقول النبيّ صلى اللَّه عليه وآله : إنّ للَّه تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنّة ، وإجماع علماء النقل على أنّ هذا الاسم ليس منها.
قلت : الأشبه أنّ أسماء اللَّه تعالى تزيد على التسعة والتسعين لوجهين :
أحدهما قول النبيّ صلى اللَّه عليه وآله أسئلك بكلّ اسم سميّت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علَّمته أحدا من خلقك واستأثرت به في علم الغيب عندك فإنّ هذا صريح في أنّه استأثر ببعض الأسماء .
الثاني أنّه صلى اللَّه عليه وآله قال في رمضان : إنّه اسم من أسماء اللَّه تعالى وكذلك كان الصحابة يقولون فلان أوتي الاسم الأعظم وكان ذلك ينسب إلى بعض الأنبياء والأولياء وذلك يدلّ على أنّه خارج من التسعة والتسعين ، فإذا كان كذلك كان كلّ الكلام في قوله صلى اللَّه عليه وآله إنّ للَّه تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنّة قضيّة واحدة معناها الإخبار بأنّ من أسماء اللَّه تعالى تسعة وتسعين من أحصاها يدخل الجنّة ويكون تخصيصها بالذكر لاختصاصها بمزيد شرف لا يكون لباقي الأسماء وهي كونها مثلا جامعة لأنواع من المعاني المنبئة عن الكمال بحيث لا يكون لغيرها لا لنفي أن يكون اللَّه تعالى اسم غيرها ، وإذا كان كذلك جاز أن يكون العارف من تلك الأسماء . لا يقال : إنّ الاسم الأعظم غير داخل فيها لاشتهارها واختصاص معرفته بالأنبياء والأولياء وإذا كان كذلك فكيف يصدق عليها أنّها أشرف الأسماء . لأنّا نقول : يحتمل أن يكون خارجا منها ويكون شرفها حاصلا بالنسبة إلى باقي الأسماء الَّتي هي غيره ويحتمل أن يكون داخلا فيها إلَّا أنّا لا نعرفه بعينه ويكون ما يختصّ بهالنبيّ أو الوليّ إنّما هو تعيينه منها .اهـ
والحمد لله رب العالمين