إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خطباء المنبر الحسيني في ذاكرة المحرم (نابغة الخطباء السيد صالح الحلي (ره))

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خطباء المنبر الحسيني في ذاكرة المحرم (نابغة الخطباء السيد صالح الحلي (ره))





    نابغة الخطباء السيد صالح الحلي (ره)



    هو أبو مهدي السيد صالح بن السيد حسين بن السيد محمد حسيني النسب حليّ المحتد والمولد .

    ولد سنة 1289 هـ في الحلة وهاجر منها إلى النجف 1308 هـ . وهو في التاسعة عشرة من عمره

    أنخرط في صفوف طلبة العلوم الإسلامية ، وانتسب للحوزة العلمية طالباً مجداً متفوقاً وأشرف على تدريسه نخبة من اجلاء
    الأساتذة ، وفضلاء الحوزة وقطع شوطاً كبيراً ومساحة واسعة من التوغل في علوم آل محمد ثم اتجه إلى منبر الحسين
    (عليه السلام) ليكون نابغة الخطباء ومفخرة المنابر الحسينية .



    الخطابة موهبة تنمى وفق الأسس العلمية والممارسة العملية فكيف إذا انبثقت من الأساس العلمي المتين ، وانطلقت من
    القواعد الثقافية الرصينة ، تعضدها الكفاءة والاستعداد ، وتسندها الجرأة وقوة الشخصية وتخالطها العبقرية والنبوغ ،
    إضافةإلى الصوت الهادر المجلجل ، والحنجرة المؤثرة النافذة إلى الأعماق ، فلابد لهذه الشخصية أن تقفز بخطوات سريعة
    واثقة مراقي المجد والإبداع .



    لقد انبثقت خطابة السيد الحلي من منابع العلم والفضل ، وحلقت في سماء الكفاءة والاقتدار ، لذلك قيل فيه إنه (خطيب
    العلماء وعالم الخطباء ) .



    وفوق كل ذلك عناية الله وتوفيقه ورعايته وتسديده والنوايا المخلصة والمقاصد الشريفة ونزاهة السرائر وطهارة الضمائر
    من أهم العوامل الأساسية في نجاح الخطيب وتفوقه وتقديم مسيرته أو كما اشتهر عن السيد المترجم قوله :
    إن الخطيب يحتج إلى ثلاث حاءات (الحس والحظ والحفظ) .


    لذلك بعد أن نال حظه من العلم وجّه طاقته شطر الخطابة وتوجه تلقاء المنبر الحسيني ، بكل ثقله العلمي وإمكانياته الهائلة
    حفظاً وتركيزاً واطلاعاً واعداداً ، فعكف أولاً على حفظ الخطب الغرر والتقاط الجوهر والدرر من كتاب نهج البلاغة وراح
    يتفاعل مع خطب الخطيب الأول في الإسلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام ) وكان من حسن حظه أن أشرف
    على توجيهه وارشاده العلامة القدير السيد باقر الهندي (رضوان الله عليه) الذي سخى بخبرته العلمية وسهر على بناء شخصيته
    الخطابية بما كان يرسم له من هياكل البحوث المنبرية ، وأصول الخطابة الحسينية ، حتى لمع نجمه وحلّق وبرع بفنّه وتفوّق .



    وخطيبنا الأديب المترجم قرض الشعر بقسميه الفصيح والدارج منذ دور الصبا وعهد الفتوة ، وقد جمع له تلميذه المبرز
    الخطيب الشهير المرحوم السيد حسن الشخص شتات ديوانه الشعري المعنون بالباقيات الصالحات .



    وأما عن جهاده فقد انبرى عند أحتلال الأنكليز للبصرة كالأسد الهصور والليث الغاضب بخطبه الحماسية في تعبئة
    المقاتلين وتحريض الجماهير على الالتحاق بجبهات القتال وميادين الشرف وتقرير المصير ، داعياً إلى النفير العام
    والزحف المقدس ، باعثاً روح الحماس والاستبسال يشحذ الهم ، ويوقظ المشاعر بما أوتي من قوة جنان ورباطة جأش ،
    ومنطق بليغ ، وبقي الخصم المناوئ العنيد والعدو المجالد اللدود للاستعمار طيلة حياته .



    ولما انفجر بركان الغضب العراقي واندلعت ثورة العشرين ضد الاحتلال الإنكليزي الغاشم عام 1920م طفق السيد
    يخوض غمارها مجلجلا هادراً ببيانه ، ثابتاً كالطود الأشم في محاربة المحتل المعتدي وأذنابه ، يقول السرانولد ويلسن في
    كتابه الثورة العراقية : وكان من العاملين على إضرام الثورة في جهات ديالى السيد صالح الحلي والسيد محمد الصدر .



    فكان يصول ويجول ويخطب ويحرض في بغداد وضواحيها حتى وصل إلى مدينة بعقوبة وتوغل في أريافها وقراها
    لمواصلة جهاده المقدس ، ترصدت له عناصر الشر وألقت القبض عليه ، وانشبت مخالبها فيه ، وأصبح في قبضة
    حكومة الاحتلال فحكمت بنفيه وابعاده إلى الهند عن طريق البصرة والمحمرة ، وجيء به مخفوراً حتى مر على قصر
    الشيخ خزعل خان بالفيلية فرفع صوته واخزعلاه ولاخزعل لي اليوم ، فأغاثه وآواه وانقذه من مخالب السلطة البريطانية .


    بعد رحلة العمر التي استغرقت سبعين عاماً رحل إلى رضوان الله ورقد في روضة خالدة ، بعد صراع مع المرض ألزمه
    الفراش عشرة شهور في داره بجسر الكوفة ، فحمل جثمانه على الرؤوس إجلالاً وتعظيماً في آخر شهر شوال من
    عام 1359 هـ إلى مثواه الأخير في مقام المهدي بوادي السلام في النجف الأشرف تنفيذاً لوصيته .



    وانطوت بموته صفحة من صفحات العلم والفصاحة والجهاد ، وسكت لسانه الهادر وتوقف جنانه النابض ، وبقي منبره
    خالياً ، ومكانه موحشاً .



    التعديل الأخير تم بواسطة الصادق; الساعة 10-12-2012, 10:33 AM.

  • #2
    جعلك الله من الموالين

    تعليق


    • #3
      أخي الفاضل
      محمد السوداني
      أشكرك على مرورك الكريم
      دمت في حفظ الرحمن

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X