: علم الثقافات المُقارن: الأثنولوجيا : Ethnology: والمَهدويَّة :
==================================
: وحدةُ موضوعٍ وهدف :
==============
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
إنَّ إختلاف الثقافات الإنسانية في ماهيتها وسلوكها
هو واقع فرضته ظروف معيّنة لها علاقة بالتكوين الخَلقي والخُلقي
من أول نشأة الإنسان وتمرحله عبر الزمان والمكان حياتيا
لكن هذا لاينفي إمكان وقوع التقارن والتقارب بل
وحتى التوحد في ماهية المهدوية المُنتَظرَة بوصفها ثقافة إنسانية ودينية خاتمة ومُمَنهجة وهادفة تختزن الإسلام حدوثاً وبقاءا .
لطالما كان الإختلاف والتباين في اللغة والثقافة في صورتها الصالحة وحتى اللون هو صنيعة الإبداع الإلهي الحكيم
مما يتطلَّب منا الوقوف عند هذا موقفا نضيجاً في فكره وسلوكه وخياره .
لذا قال اللهُ تعالى تنبيهاً على ذلك .
{وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ }الروم22
وإذا قبلنا بهذه الحقيقة الثقافية الإنسانية وجوديا
فعلينا أن نقبل بالتقارن والتمازج مع الآخر بصورة تحفظ الأصالة القيَميَّة عندنا
وتتفاعل مع الحداثة منهجاً متجددا في وسائل الحياة المُعاصرة والمستقبلية .
وتكسبُ الحداثويين المختلفين معنا آيدويولوجيا في تصوراتهم عن الكون والحياة والإنسان ومصيره كسباً إقناعيا .
ذلك إنَّ إمكان التقارن أوالتمازج مع الآخر المُناظر لنا في الخَلق والمُختلِف معنا في ثقافته
هو غاية مطلوبة عقلائيا عند الجميع بفعل نظام الإجتماع البشري القائم على بُعد الإحتياج إلى الآخر في ضرورات التعايش الحياتي.
بل حتى أنَّ القرآن الكريم قد أثار مفردة التواصل والتعارف مع الآخر في ضرورةٍ تفرضها طبيعة التنوع البشري خَلقيا ولغويا وثقافيا وآيديولوجيا
قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13
والمَلحَظُ الأساسُ في هذا النص القرآني الحكيم
هو مخاطبة الناس كافة بوصفهم خَلقاً إلهيّا
قد تساوا في الأصل وتنوعوا عنه شعوبا وقبائلا
وربما إختلفوا بفعل ذلك في ألسنتهم وألوانهم وحتى ثقافاتهم
وفي النتيجة يبقى خيار التعارف مُنحفظاً ثقافيا
في مطلوبيته ومحبوبيته
طالباً التحققَ واقعيا ووجوديا في ساحة الحياة لامحالة
وهذا ما يمكن أن تنتهي إليه الأثنولوجيا الجديدة والمهدوية الأصيلة في حركتهما الإصلاحية التغييرية في المجتمع البشري .
من هنا إتفق الأنثروبولوجيون على تقسيم الأنثروبولوجيا الثقافية إلى ثلاثة أقسام أساسية هي
:علم الآثار
وعلم اللغويات
وعلم الثقافات المُقارن :الأثنولوجيا :
والقسم الأخير هذا يدرسُ
: خصائص الشعوب اللغوية و الثقافية والسلاليَّة.
:الأنثروبولوجيا العامة:اسماعيل قباري محمد:ص460
مما يجعله مُتقارباً بنسبة كبيرة لما طرحه القرآن الكريم
من مادة موضوعية واقعية
تصفُ الإنسان بوحدة الأصل أولاً
وتنبهه إلى طبيعيَّة التنوع في الجنس واللغة والثقافة ثانيا .
وبالتالي تشترك معه في الهدف والغاية إصلاحا وتطويرا وتقارنا وتفاعلا وتعايشا.
إنَّ إهتمام الأثنولوجيا ب
: دراسة الثقافة على أسس مقارنة وفي ضوء نظريات وقواعد ثابتة بقصد استنباط تعميمات عن أصول الثقافات وتطوّرها
وأوجه الاختلاف فيما بينها، وتحليل انتشارها تحليلاً تاريخياً :
:الإنسان في المرآة : كلوكهون كلايد : ص 31 :كتاب مترجم:
يُثير نقطة بحثيّة تتمحور حول حكمة مقبولة عقلائيا
وهي التحليل والمقارنة بقصد التقارب والتجانس الثقافي إنسانيا
من دون أن يكتنف ذلك منزع الإستعلاء على الآخر
أو الهيمنة الآيديولوجية أو إلغاء أرثه المعرفي والثقافي السليم
هذا ما تجلى وضوحاً وقصدا عند بعض الأثنولوجيين في أوربا وخاصة إنكلترا حيثُ
دعمتْ دراسات هرسكو فيتز
فكرة النسبية الثقافية
حيث تساءل :
كيف يمكن أن نطلق أحكاماً تقييميّة على الثقافة البدائية
تلك الثقافة التي لا تعرف الكتابة؟
وأنّ كل فرد ينتمي إلى هذه الثقافة، يفسّر الحياة الإنسانية في حدود ثقافته الخاصة؟
ولذلك، فمن الخطأ أن تسعى الثقافة الغربية
(الأمريكية أو الأوروبية)
لإطلاق أحكام مسبقة على الثقافات الأخرى
وتتّخذ من هذه الأحكام مبرّراً أساسيّاً للممارسات الإستعمارية على أهل تلك الثقافات:
: قصة الأنثروبولوجيا: فهيم حسين : ص 149:
ونتيج إهتمام علم الثقافات المقارن :الأثنولوجيا:
بدراسة مكونات الثقافة الإنسانية والعلاقة المُتبادلة بينها
برزتْ نظريتان رئيستان في دراسة الثقافة الإنسانية كليّاً.
وهي :
:1:
-نظرية الإتصال الثقافي :التثاقف والمثاقفة :
شغلَتْ مسألة تعريف كلمة التثاقف :المثاقفة :
وتحديد نطاق العمل الذي تنطبق عليه، مكان الصدارة منذ عام 1935م
حيث قدّمت لجنة :مجلس البحث الاجتماعي: تعريفاً لها كجزء من مذكرة أعدتها لتكون دليلاً في البحث عن التثاقف.
وينصّ التعريف على أنّ
: التثاقف يشمل الظواهر التي تنجم عن الإحتكاك المباشر والمستمرّ، بين جماعتين من الأفراد مختلفتين في الثقافة
مع ما تجرّه هذه الظواهر من تغيّرات في نماذج الثقافة الأصلية، لدى إحدى المجموعتين أو كلتيهما :
:أسس الأنثروبولوجيا الثقافية: هرسكوفيتز : ص 221:
وهذا التعريف يعني أنّ التثاقف :المُثاقفة:
هو تأثّر الثقافات بعضها ببعض، نتيجة الإتّصال بين الشعوب والمجتمعات
مهما كانت طبيعة هذا الاتّصال وأهدافه
وإن كانت معظم دراسات الإتصال الثقافي ركّزت بالدرجة الأولى، على نوع معيّن من عمليات التغيير
وهو التغيير الاجتماعي أو تغيير الحياة الاجتماعية، وانعكاس ذلك التغيير على الثقافة .
ويوجد ثمةّ مفهوم آخر مرادف لكلمة :المثاقفة:
وهو :المناقلة الثقافية Transculturation:
الذي ظهر للمرّة الأولى في عام 1940.
حيُث علّل الباحث الكوبي أورتيزOrtiz استعمال هذا المفهوم
بقوله
: إنّني أؤيّد الرأي بأنَّ كلمة المناقلة الثقافية:
تعبّر بشكل أفضل من مراحل سياق الانتقال المختلفة، من ثقافة إلى ثقافة أخرى.
لأنّ هذا السياق لا يشتمل فقط على اكتساب ثقافة أخرى
بل يتضمّن أيضاً بالضرورة، فقدان مقدار ما من ثقافة سابقة، أي الانتزاع منها.
وهو ما يمكن تعريفه
: بالتجريد الثقافي Deculturation:
أضف إلى ذلك، أنّه يقود بالتالي إلى فكرة ظاهرة نشأة ثقافة جديدة، وهو ما يمكن تسميته : التثقيف الجديد :
:أسس الأنثروبولوجيا الثقافية: هرسكوفيتز: ص227:
وطبقا لهذه النظرية الرئيسة في علم الأثنولوجيا سيكون التغيير الإجتماعي
مرهوناً بالتغيير الثقافي في منحاه الفكري والسلوكي بحيث يأخذ صفة الشمولية وصفاً واقعيا ممتداً عموديا وأفقيا
بمعنى أنَّ التغيير القادم للإنسان يجب أن يتحدد في تصحيح علاقته عموديا مع خالقه سبحانه وتعالى
وأفقيا مع الناس أجمعين تصحيحا عادلاً .
هذا ما سينتجه التواصل المشروع والهادف أثراً وغرضا
بين مختلف الثقافات الإنسانية بفعل قانون التأثر والتأثير .
لذا من الضروري توظيف هذه الرؤيا الثقافية في نسبيتها في العمل على مباشرة التغيير الثقافي في مجتمعنا الإسلامي
خاصة من يعتقد بالإمام المهدي :عليه السلام: إماماً خاتما ومُصلحا .
ذلك كون التغيير الثقافي في منحاه الصالح سينتج جيلاً مهدويا مُهذبا وواعيا
يستطيع أن يترك أثره السلوكي والتربوي نتاجاً مؤثِّرا في هذه الحياة .
مما يجعل الحراك الإجتماعي حراكاً ثقافيا سينتهي يقيناً إلى الوصول عند مستقرٍ إنساني كبير
وهو ما نُسميه بعصر الظهور الشريف والقيام المهدوي الحق
فالتواصل الثقافي أو المُناقلة الثقافية أيّا كانت التسميات
كُلها تؤمن بالتغيير المُرتقب إيجايبا
هذا ما توفّرت عليه نظرية الإتصال الثقافي حيثُ أذعنت بمفردة إكتساب الثقافة الصالحة أو الإيجابية بحسب مبناهم
وفقدان المقدار النسبي من الثقافة تصحيحاً أو تقويما.
وصولاً إلى ثقافة جديدة يقبلها الجميع
بحسب تعبير الباحث الكوبي أورتيز الذي آمن بنظرية المناقلة الثقافية
وأيّدَ أنَّ التجريد الثقافي يقود بالتالي إلى فكرة ظاهرة نشأة ثقافة جديدة، وهو ما يمكن تسميته : التثقيف الجديد :
:2:
-النظرية التطوّرية الجديدة :
: ظهر في نهاية النصف الأول وبداية النصف الثاني من القرن العشرين، عدد من الأنثروبولوجيين الذين بدأوا يضعون نظرية خاصة لدراسة المجتمعات الإنسانية ومراحل تطوّرها، وموقع التغيير الثقافي في ذلك.
وكان من أبرز هؤلاء، عالم الآثار الإنكليزي :جوردن تشايلد : والأميريكيان : جوليان ستيوارد: و : ليزلي هوايت:
الذي دعا إلى عدم استخدام النظم الأوروبية
كأساس لقياس التطوّر، وضرورة إيجاد محكّات أخرى يمكن قياسها وتقليل الأحكام التقديرية بشأنها .
فقد أكّد : هوايت : في كتابه : علم الثقافة: المنشور عام 1949م
على
: أنّ من المهمّ ألاّ تقتصر النظرية التطوريّة على تحديد مراحل معيّنة لتسلسل النمو الثقافي
وإنّما لا بدّ من إبراز العامل أو العوامل التي تحدّد هذا التطوّر. ويمثّل عامل : الطاقة : في رأيه، المحك الرئيس لتقدّم الشعوب.
أي أنّ المضمون التكنولوجي في ثقافة ما، يحدّد كيانها الاجتماعي واتّجاهاتها الأيديولوجية.
:قصة الأنثربولوجيا : فهيم حسين :ص203:
إنَّ المُتفحِّص في هذه النظرية بدقة يبرز وينقدح في وعيه
أنَّ معيار التغيير والتطوير لم يقف عند مقياسٍ واحد حصراً
وإنما يجب إبراز عامل أو عوامل أخرى متعددة بغض النظر عمّا سموه الأثنولوجيون في معيارهم .
ذلك ما عناه الباحث الأمريكي
: ليزلي هوايت:
الذي دعا إلى عدم استخدام النظم الأوروبية
كأساس لقياس التطوّر، وضرورة إيجاد محكّات أخرى يمكن قياسها وتقليل الأحكام التقديرية بشأنها .
وهذا يدعو إلى الإنطلاق والتنافس الثقافي مع الآخر مهما كان متفوقا في معياره الثقافي بحسب ما يعتقد هو
طاقةً كان المعيار للتطور أم غيره.
إذ المهم أنَّ سبيلنا في التعاطي مع الآخر الثقافي مفتوح
وغير متحدد بمعيار واحد .
من هنا قد انقسم هذا الاتّجاه الثقافي التطوّري
إلى ثلاث مدارس تنادي كلّ منها بمجموعة من القضايا العامة :
:1:
المدرسة الأولى :
: تأخذ بالمُسلَّمة القائلة بأنَّ التاريخ إنّما يتجه في تتابع وحيد حين تتطوّر النظم والعقائد، استناداً إلى مبدأ الوحدة السيكولوجية لبني البشر. ومن هنا تتطوّر الثقافة في العالم الإنساني، حيث تتشابه الظروف العقلية والتاريخيّة :
إنَّ أصحاب هذه المدرسة الأولى مقتنعون تماماً
بحتميّة إتفاق الناس على الغايات في النهاية بحيث يبلغ بهم التطور
حد التوافق والتواطىء النفسي والعقلي والتأريخي مهما إختلفوا مفهوميا ومصداقياً في سبل التطور والتغيير الإطلاقي المُنتَظر
أو المُرتَقَب إنسانيا .
وهذه المُسلّمَة الأثنولوجية تفرض علينا تقعيد المقدمات الثقافية في منظومتنا المهدوية الشريفة تقعيداً متيناً
ترتكز عليه البنية العقدية والسلوكية في مناشطها التوعوية مجتمعيا عند المُنتَظرين للإمام المهدي :عليه السلام:
إذ أننا نعاني اليوم من وجود مجموعات بشرية تؤمن بالنتيجة الجاهزة ثقافيا أو دينيا
دون الإرتكاز على المقّدمات المتينة مما يجعل النتائج عرضة للإنهيار في أي لحظة صراع ثقافي مع الآخر.
ولئن تقعيد المقدمات الثقافية في منزعها المهدوي يقوم
على أساس اليقين والجزم فسينتج يقيناً قاراً غير قابل للزوال .
لذا نحن بأمس الحاجة إلى تأمين ثقافة برهانية
المقدمات والنتائج
بحيث تتجلى فيها الحجة الفاصلة والبيّنة على الآخر فتخصمه ثقافيا .
طبقاً لما قاله الله تعالى في محكم كتابه العزيز
{وَنَزَعْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ }القصص75
والنص القرآني الشريف هذا هو الآخر يضعنا في أعلى رتبة من الضرورة بوجود إمام الزمان الشهيد على أعمالنا
وملازمة المنهج والثقافة المُبرهنة حقا.
وأنَّ الحق لله تعالى مطلقا مهما كان الباطل .
:2:
المدرسة الثانية :
: تأخذ بالمنهج المُقارن حين تعالج هذا التتابع التطوّري للنظم والمعتقدات الإنسانية، بعقد المقارنات المنهجيّة المنظّمة بين الشعوب والثقافات، في سائر المراحل المبكرة لأطوار الثقافة، بحثاً عن المصادر الأثنولوجية للسمات الثقافية :
إنَّ هذا الإتجاه الثاني والذي هو تطوير للإتجاه الأول في تتابعات وتطورات النظم والعقائد
تحيَّث بأثنولوجيته الثقافية التقارنية قاصداً الوصول إلى المتفق الثقافي العام إنسانيا
فهو الآخر أيضاً يُمهد السبيل لنا في عرض ثقافتنا المهدوية بوجهها الحق من منظار التقارن مع الآخر .
وبوصفها طوراً أخيرا وخاتماً للثقافات الإنسانية في نهاية الأمر
:3:
المدرسة الثالثة :
تأخذ بفكرة البقايا أو المخلّفات والرواسب الثقافية، على اعتبار أنّ هذه البقايا القائمة في المجتمع
إنّما هي شواهد من الناحية المنطقيّة، وأنّ المجتمع قد مرّ في مراحل أقلّ تطوّراً ومراحل أكثر تركيباً وتطوّراً:
:مدخل إلى علم الإنسان (الأنثروبولوجيا) :اتحاد الكتّاب العرب على شبكة الأنترنت :ص154:
في هذا الإتجاه الثالث تتبلور مفردة التعاطي مع الآخر بواقعية ومنطقية
بإعتبار أنّ ما تدين به الشعوب والمجتمعات من بقايا ثقافية قائمة في حراكها الحياتي له جذوره الدينية والمنطقية
بغض النظر عن حقانيته وصوابيته
وإنما النظر المهم يتركز على مراحليّة وتطورية الثقافة في إمكانها الوقوعي
بمعنى أنَّ التغيير ممكن والنمو الثقافي مستمر في سيره
فما موجود عند الشعوب من بقايا ثقافات هو قابل للتبديل
أو التصحيح وإن مثّلَ في مضمونه تراثاً أوإكتسابا ما .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :
تعليق