إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عالج روحك بالبكاء على الامام الحسين صلوات الله عليه

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عالج روحك بالبكاء على الامام الحسين صلوات الله عليه

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وصل اللهم على محمد وآله الطيبين الطاهرين
    السلام علي الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
    السلام على المرمل بالدماء ، السلام على المهتوك الخباء ، السلام على خامس أصحاب أهل الكساء ، السلام على غريب الغرباء ، السلام على شهيد الشهداء ، السلام على قتيل الأدعياء ، السلام على ساكن كربلاء ، السلام على من بكته ملائكة السماء


    البكاء.. الدموع.. هذا السائل السحري العجيب الذي يخرج من العيون نتيجة مشاعر وأحاسيس ما، قد تكون للفرح وقد تكون للحزن، وبلا شك لم يخلقها الله سبحانه وتعالى عبثاً فأبسط ما قد يقال فيها إنها أحد أنواع التعبير الإنساني لبني آدم وهذا أمر معروف لدى الجميع.
    هذه الدموع يراها البعض ضعفا مهينا، ويراها آخرون تنفيساً وترويحاً ويحسبها البعض في عيون المسنين انكسارا وتسليما، هذه الدموع لعل بها أسراراً كثيرة اكتشفها العلماء وأسراراً أخرى مازالت طي الخباء تنتظر أن يطلقها المستقبل.
    ومن الأخطاء الشائعة أن تكون الدموع مؤشرات لضعف شخصية الإنسان برغم من أنها عمليه طبيعية تحصل للإنسان نتيجة رده فعل تجاه أمر ما حالها حال أي عملية حيوية في الجسم.
    كثيراً ما تكلم العلماء عن فوائد البكاء كعلاج، بل وينصح العلماء بالتعبير والإفصاح عن الأفعال وعدم كبتها، حيث وجدوا أن البكاء يريح الإنسان من الضغوط التي يتعرض لها،و يُخلِّص الجسم من الكيماويات السامة التي تكونت نتيجة الضغوط والانفعالات.
    فالدموع تغسل العين وتنظفها من كل جسم غريب وضار بها، فهي تعمل كأحد أنظمة طرح النفايات خارج الجسم.
    أما كبت الدموع وعدم إظهار الانفعالات فإنها تؤدى إلى الكثير من الأمراض... مثل الطفح الجلدي أو إصابة الجهاز التنفسي أو الجهاز المعوي أو المعدي مثل قرحة المعدة أو إصابة القولون.. ودعونا نقول من لا يعبر عن مشاعره بالبكاء لطرد الشحنات الضارة والطاقة السلبية من جسده نقول له أبشر بكثرة الأدوية والأمراض!
    والخوف في ذلك على الرجال في مجتمعاتنا الذين تربوا وبل تبرمجوا على أن الرجل الذي يبكي هو ضعيف متشبه بالنساء فأصبح الرجال يصارعون من أجل أن لا يظهر بريق الدموع في عيونهم حتى لا تسقط دمعه ليبقوا أبطالاً.. وهذا وللأسف الشديد من الأخطاء الفادحة الذي يرتكبها الرجل في حق نفسه! فهل البكاء عيب
    !
    ماعلاقة البكاء بإرتقاء الروح؟ وماعلاقه علاج الروح بالبكاء!
    إنها حقيقة لاجدال فيها وهي إنه كلما ارتقى الإنسان بعباداته وتقربه لله عزوجل ازدات روحه رقياً، والتقرب من الله سبحانه وتعالى دليل الخشية منه سبحانه، دليل السمو النفسي.
    وقد مدح الله تعالى البكائين من خشيته، وأشاد بهم في كتابه الكريم بقوله تعالى: ﴿ إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا • ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا. ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ﴾ [1] .
    إن للبكاء من خشية الله فضلا عظيما، فهي سمة من سمات المؤمنين والخاشعين وتكسب القلب رقة وليناً وتعد طريقاً للفوز بجنات النعيم، وقد ذكر الله تعالى بعض أنبيائه وأثنى عليهم ثم عقب بقوله عنهم: ﴿ إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا ﴾ [2] .
    وقد بكى نبي الله يعقوب عليه على نبينا يوسف حتى ابيضت عيناه حزناً عليه، وبكى الرسول في مواضع عده ومنها بكاءه على ابنه الإمام الحسين منذ أن نزل عليه جبرائيل وأخبره بما يجري عليه من مصائب في كربلاء.
    وأرى أن في البكاء على الإمام الحسين مجموعة من القيم السامية ففيها تجتمع نبذ الظلم والثورة على الطغيان وغسيل للروح وطهارة للنفس وخشية الله كيف لا وعرش الرحمن قد اهتز لمصابه ، وإن الذين يتساءلون دائماً بقولهم «سنوات وأنتم تجددون العزاء والبكاء على حادثة استشهاد الإمام الحسين»، نقول لهم إن من يستنكر هذا الأمر يكون لم يتذوق طعم البكاء على الإمام من طاقة عاليه تكسب الروح كل معاني الإيجابية.
    كثيراً ما يحصل أن نذهب إلى المجالس الحسينية ونحن متضايقين من أمر ما وبمجرد أن يصرخ القارئ «ياحسين» ويذكر مصابه تنسى ما كان بك من ضيق وتلتفت لما يقوله القارئ وتبكي حسيناً بحرقة، وبعد أن ينتهي المجلس تجد نفسك وقد نقيت روحك وازددت ولاءً لأهل البيت .
    إذاً البكاء ما هو إلا محصلة حتمية لمجموعة من التفاعلات النفسية والبدنية والتي تنتاب الإنسان ذكراً وأنثى، وهو شعور يلازم المرء كلما كان شديد التأثر بالحدث. ولما كانت كربلاء الشهادة قد تخضبت أرضها بدماء الزكية من آل بيت رسول الله بما فيها دماء أطفالهم البريئة الطاهرة دون أن يكون لهم أي ذنب اقترفوه نجد أن الإنسان أمام وقع ذلك لا يجد بدال من البكاء والتأثر لما جرى لهم من ظلم وطغيان.
    فالإنسان بفطرته التي فطره الله عليها يأبى الظلم والعدوان ويعشق العيش بكرامة حتى وان كلفه ذلك أغلى ما يملك. ولما كان الحسين قد رسم للبشرية بدمائه الطاهرة طريق العزة والكرامة نجد أنه يجب على كل من يريد أن يسلك نفس الدرب أن يستخدم نفس السبل لتحقيق ذلك. فيجب عليه أن يكون حسينيا في كل نواحي حياته وليس فقط في ميادين القتال. فالحسين قد أعطى في كربلاء دروس عديدة في مختلف ميادين الحياة. فكربلاء يجب أن تكون مدرسة لكل الأجيال وهذا ما كان بالفعل. فنجده ينصح أعداءه مستخدما كل الوسائل السلمية لتحقيق ذلك على الرغم من علمه مسبقا بأنهم لن يستمعوا له. ونجده يعطي أروع الأمثلة في النبل عندما يأمر بسقاية جيش أعداءه أولا رغم علمه أنه سوف يقتلوه عطشانا هو وأنصاره كما أخبره جده المصطفى وغيرها من الدروس والعبر والتي يمكن للإنسان أن يتعلمها من ملحمة كربلاء. فالبكاء الأسمى هو الذي يوصل الإنسان إلى أن يكون متخلقا ببعضاً من خلق الحسين فيكون بحق من عشاقه ويضيف اسمه في قائمة أنصار الحسين الكربلائيون.
    أفبعد كل هذا لا تتفاعل مشاعرنا مع قضية مولانا ونذرف الدموع دهراً من أجله رجالاً ونساءً وأطفالاً وكهولاً!
    فضل البكاء على الإمام الحسين:
    عن سيدنا وإمامنا الصادق ، عن آبائه قال: قال أبي عبد الله الحسين : «أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلا استعبر».
    وعن الإمام الرضا قال: «ومن تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا كان معنا في درجتنا يوم القيامة، ومن ذكر مصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون ومن جلس مجلساً يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب».
    وعن الإمام زين العابدين في ثواب البكاء على الإمام الحسين حيث قال: «أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين دمعة حتى تسيل على خدّه بوّأه الله بها في الجنة غرفاً يسكنها أحقاباً، وأيما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خده فينا لأذى مسنا من عدونا في الدنيا، بوّأه الله بها في الجنة مبوأ صدق».
    وقال الإمام الباقر : «رحم الله عبداً اجتمع مع آخر فتذاكرا في أمرنا، فإن ثالثهما ملك يستغفر لهما، وما اجتمع اثنان على ذكرنا إلا باهى الله بهما الملائكة، فإذا اجتمعتم فاشتغلتم بالذكر فإن اجتماعكم ومذاكرتكم إحياءنا، وخير الناس بعدنا من ذاكر بأمرنا ودعا إلى ذكرنا».
    وقال الإمام الصادق للفضيل بن يسار: «يا فضيل؛ أتجلسون وتتحدثون؟ قال: نعم جعلت فداك. قال الإمام: إني أحب تلك المجالس، فأحيوا أمرنا يا فضيل، فرحم الله من أحيا أمرنا». قال الإمام الصادق : «من ذُكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر».
    وأخيراً عالج روحك بالبكاء على الإمام الحسين:
    واقعة كربلاء وقصة عاشوراء واستشهاد الإمام الحسين يلزم أن تبقى حية وفاعلة، فهي مدرسة فيها من العبر ما لا يحصى، والبكاء وإظهار الحزن هي أحد أسباب بقائها في ثقافة عاشوراء سلاح جاهز على الدوام يمكن رفعه عند الحاجة بوجه الظالمين. الدموع هي لغة القلب، والبكاء هو صرخة عصر المظلومية.
    الدموع، مطلع فصل المحبة والمودّة ونابعة من العشق الذي أودعه الله في قلوب الناس وجعلها تنجذب للحسين بن علي . وطبقاً للحديث الوارد عن رسول الله أنّه قال: «أنّ لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا..».
    واليوم فإن إتباع نهجه والبكاء عليه هي الصلة مع الحسين ، ونحن نجلس على مائدة الحسين ونترّبى في مدرسته بفضل ما نسكبه من دموع. وهذا يعني أننا قد أطعمنا هذه المحبة مع حليب أمهاتنا، وهي لا تخرج منا إلاّ مع خروج أرواحنا ففيها الدواء والعلاج لروحنا وانتصار في زمن الاستبداد.
    السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أصحاب الحسين وعلى الأرواح التي حلت بفناء الحسين عليكم مني سلام الله مابقيت وبقي الليل والنهار


    --------------------------.
    [1] سورة الإسراء 107-109
    [2] سورة مريم: 58.
    المصادر:
    - القرآن الكريم.
    - بحار الأنوار.
    - وسائل الشيعة.
    - ميزان الحكمة.
    - جامع أحاديث الشيعة.
    - كتاب الشهيد - للشهيد مطهري
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X