إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كونوا أحرار في دنياكم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كونوا أحرار في دنياكم



    بسم الله الرحمن الرحيم
    (( اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ))


    س : ما معنى قول الإمام الحسين – عليه السلام –


    (فكونوا أحراراً في دنياكم)؟


    ج / في يوم عاشوراء, وعندما أصبح الإمام الحسين – عليه السلام – وحيداً فريداً يقاتل أولئك الفجرة الكفرة, جاء شمر في جماعة من أصحابه فحالوا بين الإمام الحسين وبين رحله الذي فيه ثقله وعياله, فصاح الحسين – عليه السلام-

    (ويلكم يا شيعة آل سفيان, إن لم يكن لكم دين, وكنتم لا تخافون يوم المعاد, فكونوا أحراراً في دنياكم [هذه]. وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عرباً كما تزعمون).

    فناداه شمر:ما تقول يا ابن فاطمة؟

    فقال: أقول إني أقاتلكم وتقاتلونني, والنساء ليس عليهن جناح.

    فامنعوا عتاتكم وجهالكم وطغاتكم من التعرض لحرمي ما دمت حياً.

    فقال شمر: لك ذلك يا ابن فاطمة- ثم صاح- إليكم عن حرم الرجل واقصدوه بنفسه, فلعمري هو كفؤ كريم. فقصدوه بالحرب.

    المصادر : أعيان الشيعة 1: 609 , بحار الأنوار 45: 51.

    توضيح المعنى :

    توضيح المعنى :


    هنا أربعة مراجع للإنسان في سلوكه وتصرفاته:


    المرجع الأول : الدين وأحكامه والخوف من يوم المعاد:

    هنا الإنسان إذا أراد أن يقوم بأفعال – لا سيما العظيمة – يتجنب مخالفة أحكام الدين لئلا يعذب يوم المعاد.
    نعم قد يغفل الإنسان أو يتغافل عن كون بعض الأفعال معصية, ولكن عند تذكيره بالمعاد وتوضيح عظم هذا الفعل وحرمته, يرجع الإنسان عما قصده من المعصية.

    قال الله تعالى : (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) [النساء : 93] ,

    فكيف بمن يقتل ابن رسول الله – صلى الله عليه وآله - وسيد شباب أهل الجنة ؟

    لا شك أن ذلك الجيش لم يراع أبسط الأحكام الإسلامية, إذن هم ليسوا أصحاب دين, ولا يخافون يوم المعاد. فكل من يخاف يوم المعاد لا يفكر في اقتراف هذه الجريمة وبهذه الوحشية فضلاً عن تنفيذها بيده والمشاركة فيها.

    ولهذا يقول عمر بن سعد – لعنه الله - :

    فوالله ما أدري وأني لحائر * أفكر في أمري على خطرين

    أأترك ملك الري والري منيتي * أم أرجع مأثوماً بقتل حسين

    حسين ابن عمي والحوادث جمة * لعمري ولي في الري قرة عين

    ألا إنما الدنيا بخير معجل * فما عاقل باع الوجود بدين

    وأن إله العرش يغفر زلتي * ولو كنت فيها أظلم الثقلين

    يقولون إن الله خالق جنة * ونار وتعذيب وغل يدين

    فإن صدقوا فيما يقولون أنني * أتوب إلى الرحمان من سنتين

    وإن كذبوا فزنا بدنيا عظيمة * وملك عقيم دائم الحجلين

    المرجع الثاني

    المرجع الثاني : العادات والتقاليد:

    كثيراً ما تكون العادات والتقاليد والقوانين الاجتماعية مانعاً من اقتراف الإنسان بعض الأفعال, ومن القوانين العربية – منذ زمن الجاهلية- عدم القتال في الشهر الحرام, وعدم التعرض للنساء والأطفال بالتخويف والترويع لا سيما مع حياة الرجل صاحب النساء. ولكن تلك الطغمة لم ترع حتى القوانين والأحكام العربية.

    أنكر الإمام - عليه السلام - عليهم أن يكون ما ارتكبوه وأبدوه من النفسيات القاسية من شناشن ذوي الأحساب، أو مشابهاً لما يؤثر من صفات العرب من النخوة والشهامة وحماية الجار والدفاع عن النزيل والاحتفاء بالشرفاء ورعاية الحرمات وحفظ العهود وخفر الذمم.

    المرجع الثالث : الشرافة والحرية الذاتية:

    كثير من الأفعال أو الأقوال يتركها الإنسان الشريف – حتى ولو لم ينه عنها الدين أو المجتمع- , ولهذا نرى بعض الأفراد كانت تمتنع عن شرب الخمر أو الزنا في زمن الجاهلية.

    إذن الإنسان هنا يفكر بحرية ليرى الحق من الباطل, ليميز بين الخير والشر, بين الصواب والخطأ, لذا نراها يترفع عن كثير من المساوئ والعيوب.

    أما ذلك الجيش فلم يلتزم بأي مبدأ أو شعور إنساني, فأي إنسان يقبل منع الماء عن عدوه, فضلاً عن منع النساء والأطفال الرضع من شرب الماء.

    وأي إنسان يقبل بأن يطء صدر ميت برجله فضلاً عن سحقه تحت سنابك الخيل!!!!.

    المرجع الرابع : العبودية للغير:

    هنا يصبح الإنسان عبداً لغيره ولا يرفض له طلباً ولا يسمح لنفسه بالتفكير في صحة ما يقوم به أو خطأه, بل طمس على قلبه فلا يرى ولا يسمع ولا يعقل أي شيء ما عدا أوامر سيده, سواء كان سيده هو يزيد أو قطام أو ملك الري أو غير ذلك.


    والحاصل :


    إن لم يكن الإنسان ذا دين ويخاف يوم المعاد, فلا يصبح عبداً لغيره يسيره كيف يشاء ويشتهي فيفقد كل شيء حتى إنسانيته وشرفه واستقلاله, ولا أقل من تحكيم العقل والفطرة ليتخذ القرار الصحيح والنهج السليم في حياته الدنيوية, ولا أقل من المحافظة على العادات والتقاليد الحسنة القومية
    sigpic
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X