إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العباس وسقايته

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العباس وسقايته


    اللهم صل على محمد وآل محمد
    لعبّاس (عليه السّلام) وسقايته الأولى

    نعم ، إنّ السِّقاية هي عمل الأبرار والصالحين ، ودأب ذوي المكانات والمروءات ، ولها أجر عظيم وثواب جزيل ، وقد نال شرفها وحصل على أرفع
    وسام فيها أبو الفضل العبّاس (عليه السّلام) .
    ففي التاريخ : أنّه لمّا كتب ابن زياد إلى ابن سعد بأن يمنع الماء عن الإمام الحسين (عليه السّلام) ، ويحرّمه عن أهل بيته ، قلّ الماء في الخيام وعند معسكر الإمام الحسين (عليه السّلام) ، فاستدعى (عليه السّلام) أخاه العبّاس وضمّ إليه عشرين فارساً وأرسله إلى الفرات ليستقي لهم ، والظاهر أنّ هذا الاستقاء كان في مساء يوم السابع من المحرّم ، أي ليلة الثامن منه .
    فأقبل العبّاس (عليه السّلام) بهم نحو الفرات ، وكان الوقت ليلاً والظلام قد طبق الكون ، وغطّى بأجنحته السوداء كلّ مكان ، وكان ما بين الفرسان العشرين هلال بن نافع البجلي ، وكان بينه وبين الموكّل على الفرات عمرو بن الحجاج قرابة وصداقة ، فتقدّم هلال الفرسان واقتحم الفرات فأحسّ به عمرو فصاح : مَنْ الوارد ؟ أجاب هلال : أنا واحد من أولاد عمّك ، جئت لأشرب الماء ، فعرفه عمر وقال له : اشرب هنيئاً مريئاً .
    هنا انتهز هلال الفرصة ليقدّم نصيحته لابن عمّه عمرو ويأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر ، ولذلك قال له : يا عمرو ، أتأذن لي بشرب الماء وتمنعه من ابن بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته وهم عطاشى ؟!
    هزّ هذا الكلام كيان عمرو وأوقفه على سوء فعله وشناعة أمره ، لكنه سرعان ما غضّ عنه بصره ، وأغفل عن وقعه قلبه ، وأخذ يوجّه موقفه غير الإنساني بقوله : صحيح كلامك ، ولكن ما أفعل والأمر ليس بيدي ، وإنّما أنا مأمور وعليّ التنفيذ .
    قرأ هلال عبر هذا الكلام كلّ ما يدور في نفس عمرو من تسويلات الشيطان ، وكل ما يحمل في ذهنه من مكائد النفس والهوى ؛ ولذلك أعرض عن جوابه وتوجّه نحو فرقة السِّقاية وقال : هلمّوا واملؤوا أوعيتكم من الماء .
    اقتحمت فرقة السِّقاية وفي مقدّمتها أبو الفضل العبّاس (عليه السّلام) الفرات وملؤوا أوعيتهم ، وذلك بعد أن انقسموا إلى فرقتين : فرقة تقاتل الأعداء وتشغلهم بذلك ، وفرقة يملؤون أوعيتهم ، حتّى إذا فرغوا من ملء أوعيتهم واتّجهوا نحو الخيام
    تركت الفرقة الثانية القتال وأحاطوا بالفرقة الأولى وساروا معاً نحو المخيّم ، وكان حصيلة هذه المهمّة قتل عدّة من جيش العدو , وجرح عدّة آخرين من محافظي الشريعة الذين كانوا يبلغون أربعة آلاف تحت قيادة عمرو بن الحجاج ، ووصول أبي الفضل العبّاس (عليه السّلام) ومَنْ معه بالماء إلى المخيّم سالمين .
    وعلى إثر هذه المهمّة عُرف أبو الفضل العبّاس (عليه السّلام) حيث أوصل الماء بسلامة إلى الخيام بـ (السّقاء) ، ولُقّب بساقي عطاشى كربلاء .
    وكانت هذه السِّقاية التي قام بها أبو الفضل العبّاس (عليه السّلام) هي أُولى سقاياته في كربلاء بعد منع الماء عنهم وتحريمه عليهم ، ومنها عُرف بالسّقاء . ولكن لم تكن هي الأولى والأخيرة ، وإنّما كانت هناك سقايات اُخرى قام بها أبو الفضل العبّاس (عليه السّلام) في كربلاء أيام ضرب الحصار عليهم ، نذكر منها ما يلي :
    السِّقاية الثانية
    جاء في هامش منتهى الآمال للمحدّث القمّي ، عن كتاب المحاسن والمساوئ للبيهقي في ورود الإمام الحسين (عليه السّلام) وأهل بيته وأصحابه بكربلاء ما مضمونه : أنّه كان بين معسكر الإمام الحسين (عليه السّلام) والفرات فاصلة قريبة ، فحال الأعداء بين الإمام الحسين (عليه السّلام) ومنعوا أصحابه من الوصول إليه ، فصاح الشمر فيهم قائلاً : انظروا إلى هذا الماء كيف يجري كبطون الحيّات ، لا ندعكم تذوقون منه شيئاً حتّى تردوا الحامية .
    عندها التفت أبو الفضل العبّاس (عليه السّلام) إلى أخيه الإمام الحسين (عليه السّلام) وقال : ألسنا على الحقّ ؟ فأجابه الإمام الحسين (عليه السّلام) : (( بلى والله ، نحن على الحقّ )) .
    فاستلهم أبو الفضل العبّاس (عليه السّلام) من جواب أخيه الإمام الحسين (عليه السّلام) الإذن في الاستقاء ، وطلب الماء للنساء والأطفال الذين أضرّ بهم
    العطش في الخيام فحمل عندها على القوم الموكّلين بالفرات حملة أزالهم عن الماء وكشفهم عن الشريعة ، وخلّى الطريق بين معسكر الإمام الحسين (عليه السّلام) وبين الفرات حيث تسنّى للإمام الحسين (عليه السّلام) وأصحابه أن يشربوا من الماء ، ويحملوا منه معهم إلى النساء والأطفال ، وكانت هذه السِّقاية على الظاهر في اليوم التاسع من المحرّم ؛ وذلك بعد ورود الشمر في كربلاء .
    السِّقاية الثالثة
    ثمّ لمّا كان يوم عاشوراء وبدأ ابن سعد القتال ، وشنّ الحرب على آل رسول الله (صلى الله عليه وآله) كثر القتلى في صفوف الإمام الحسين (عليه السّلام) ، وبان الانكسار فيهم ، عندها أخذ الإمام الحسين (عليه السّلام) ينادي ؛ إتماماً للحجّة ودفعاً للعذر : (( أما من مغيث يغيثنا ! أما من ذابّ يذبّ عن حرم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ! )) .
    فلمّا سمع ذلك أبو الفضل العبّاس (عليه السّلام) أقبل إلى أخيه الإمام الحسين (عليه السّلام) ؛ فقبّل ما بين عينيه واستأذنه في البراز فلم يأذن له ، وطلب منه الاستقاء للأطفال , فودّعه ممتثلاً أمره ، وحمل القربة واتّجه نحو الفرات .
    فلمّا أراد أن يقتحم الشريعة أحاطوا به ليمنعوه ، ففرّقهم وهو يقول : أنا العبّاس بن علي ، أنا ابن أُختكم الكلابيّة ، أنا عطشان وأهل بيت محمّد (صلّى الله عليه وآله) عطاشى ، وهم يذادون عن الماء وهو مباح على الخنازير والكلاب ! ثمّ دخل الفرات وملأ القربة وخرج بالماء نحو المخيّم ، فاعترضه الموكّلون بالشريعة ليمنعوه من إيصال الماء إلى المخيّم ، فقاتلهم وهو يقول :
    أنا الذي اُعرفُ عند الزمجرهْ بـابنِ عـليٍّ المسمّى iiحيدرهْ
    إن أثـبتوا اليوم لنا يا iiكفرهْ

    فقتل منهم كلّ مَنْ اعترضه حتّى قتل مئة فارس من فرسانهم ، وأوصل الماء بسلامة إلى المخيّم ، ففرح الأطفال بوصول الماء إليهم وتواسوا به ولم يرووا .
    وكانت هذه السِّقاية ـ على ما روي ـ هي السِّقاية الثالثة لأبي الفضل العبّاس (عليه السّلام) ، وقد وقعت في يوم عاشوراء .
    وهناك لأبي الفضل العبّاس (عليه السّلام) سقاية رابعة انجرّت إلى مصرعه ، وأدّت إلى شهادته ، وهي السِّقاية المعروفة في يوم عاشوراء .
    sigpic
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X