إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من سيرة شهداء الطف ( 33) برير بن خضير الهمداني المشرفي رضى الله عنه

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من سيرة شهداء الطف ( 33) برير بن خضير الهمداني المشرفي رضى الله عنه








    برير بن خضير الهمداني المشرفي رضى الله عنه :


    منالشيعة المخلصين وكان سيد القراء في الكوفة كانت له مواقف جليلة أيام عاشوراء حتىاستشهاده رضوان الله عليه .

    برير بن خضير الهمداني المشرقي ( وبنو مشرق بطن من همدان )

    كان برير شيخا تابعيا ناسكا ، قارئا للقرآن ، من شيوخ القراء ، ومن أصحاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ،
    وكان من أشراف أهل الكوفة من الهمدانيين ،
    وهو خال أبي إسحاق الهمداني السبعي (1).
    قال أهل السير :
    أنه لما بلغ خبر الحسين ( عليه السلام )
    سار من الكوفة إلى مكة ليجتمع بالحسين ( عليه السلام )
    فجاء معه حتى استشهد .
    وقال السروي :
    لما ضيق الحر على الحسين ( عليه السلام )
    جمع أصحابه فخطبهم بخطبته التي يقول فيها : " أما بعد ،
    فإن الدنيا قد تغيرت الخ " (2) .
    فقام إليه مسلم ونافع فقالا ما قالا في ترجمتيهما ،
    ثم قام برير فقال : والله يا بن رسول الله لقد من الله بك علينا أن نقاتل بين يديك ،
    تقطع فيك أعضاؤنا ، حتى يكون جدك يوم القيامة بين أيدينا شفيعا لنا ، فلا أفلح قوم ضيعوا ابن بنت نبيهم ،
    وويل لهم ماذا يلقون به الله ، وأف لهم يوم ينادون بالويل والثبور في نار جهنم .
    وقال أبو مخنف : أمر الحسين ( عليه السلام ) في اليوم التاسع من المحرم بفسطاط فضرب ، ثم أمر بمسك فميث في جفنة عظيمة فأطلى بالنورة ،
    وعبد الرحمن بن عبد ربة ،وبرير على باب الفسطاط تختلف مناكبهما (3) ،
    فازدحما أيهما يطلي على أثر الحسين ( عليه السلام ) ،
    فجعل برير يهازل عبد الرحمن ويضاحكه ،
    فقال عبد الرحمن :
    دعنا ، فوالله ما هذه بساعة باطل !
    فقال برير : والله لقد علم قومي أني ما أحببت الباطل شابا ولا كهلا ،
    ولكني والله لمستبشر بما نحن لاقون ، والله إن بيننا وبين الحور العين إلا أن نحمل على هؤلاء فيميلون علينا بأسيافهم ، ولوددت أن ملوا بها الساعة (4) !
    وقال أيضا ، روى الضحاك بن قيس المشرقي -
    وكان بايع الحسين على أن يحامي عنه ما ظن أن المحاماة تدفع عن الحسين ( عليه السلام ) فإن لم يجد بدا فهو في حل
    - قال : بتنا الليلة العاشرة ،
    فقام الحسين وأصحابه الليل كله يصلون ويستغفرون ويدعون يتضرعون ،
    فمرت بنا خيل تحرسنا ، وإن الحسين ليقرأ * ( ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين * ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ) * (5)
    فسمعها رجل ( 6) من تلك الخيل فقال :
    نحن ورب الكعبة الطيبون ، ميزنا منكم .
    قال : فعرفته ،
    فقلت لبرير : أتعرف من هذا ؟
    قال : لا . قلت : أبو حريث (7) عبد الله بن شهر السبيعي -
    وكان مضحاكا بطالا ، وكان ربما حبسه سعيد بن قيس الهمداني في جناية - فعرفه برير ، فقال له : أما أنت فلن يجعلك الله في الطيبين
    ! فقال له : من أنت ؟ قال : برير .
    فقال : إنا لله عز علي !
    هلكت والله ، هلكت والله يا برير !
    فقال له برير : هل لك أن تتوب إلى الله من ذنوبك العظام !
    فوالله إنا لنحن الطيبون وأنتم الخبيثون ،
    قال : وأنا والله على ذلك من الشاهدين ، فقال ويحك أفلا تنفعك معرفتك !
    قال : جعلت فداك !
    فمن ينادم يزيد بن عذرة العنزي ؟ هاهو ذا معي .
    قال : قبح الله رأيك أنت سفيه على كل حال (8) .
    قال : ثم انصرف عنا .
    وروى بعض المؤرخين أنه لما بلغ من الحسين ( عليه السلام )
    العطش ما شاء الله أن يبلغ استأذن برير الحسين ( عليه السلام )
    في أن يكلم القوم فأذن له ، فوقف قريبا منهم ،
    ونادى : يا معشر الناس ، إن الله بعث بالحق محمدا بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ، وهذا ماء الفرات تقع فيه خنازير السواد وكلابها ،
    وقد حيل بينه وبين ابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أفجزاء محمد هذا ؟
    فقالوا : يا برير ، قد أكثرت الكلام فاكفف ،
    فوالله ليعطشن الحسين ( عليه السلام ) كما عطش من كان قبله ،
    فقال الحسين ( عليه السلام ) اكفف يا برير ، ثم وثب متوكئا على سيفه ،
    فخطبهم هو ( عليه السلام ) بخطبته التي
    يقول فيها : " أنشدكم الله هل تعرفوني . . . الخ " .
    وروى أبو مخنف عن عفيف بن زهير بن أبي الأخنس
    قال : خرج يزيد بن معقل من بني عميرة بن ربيعة
    فقال : يا برير بن خضير ، كيف ترى صنع الله بك ؟
    قال : صنع الله بي والله خيرا ، وصنع بك شرا ،
    فقال : كذبت ، وقبل اليوم ما كنت كذابا ،
    أتذكر وأنا أماشيك في سكة بن دودان (9) وأنت
    تقول : إن عثمان كان كذا ، وإن معاوية ضال مضل ،
    وإن علي بن أبي طالب إمام الحق والهدى ؟
    قال برير : أشهد أن هذا رأيي وقولي ،
    فقال يزيد : فإني أشهد أنك من الضالين ،
    قال برير : فهل لك أن أباهلك ،
    ولندع الله أن يلعن الكاذب ، وأن يقتل المحق المبطل ،
    ثم أخرج لأبارزك .

    قال : فخرجا فرفعا أيديهما بالمباهلة إلى الله ،
    يدعوانه أن يلعن الكاذب وأن يقتل المحق المبطل ،
    ثم برز كل واحد منهما لصاحبه فاختلفا ضربتين ،
    فضرب يزيد بريرا ضربة خفيفة لم تضره شيئا ،
    وضرب برير يزيد ضربة قدت المغفر وبلغت الدماغ ،
    فخر كأنما هوى من حالق ، وإن سيف برير لثابت في رأسه ، فكأني أنظر إليه ينضنضه من رأسه ، حتى أخرجه وهو يقول :

    أنا برير وأبي خضير * وكل خير فله برير

    ثم بارزالقوم فحمل عليه رضي بن منقد العبدي ، فاعتنق بريرا
    ، فاعتركا ساعة ، ثم إن بريرا صرعه وقعد على صدره ،
    فجعل رضي يصيح بأصحابه : أين أهل المصاع والدفاع ؟
    فذهب كعب بن جابر بن عمرو الأزدي يحمل عليه ،
    فقلت له : إن هذا برير ابن خضير القارئ الذي كان يقرئنا القرآن في المسجد !
    وحمل عليه بالرمح حتى وضعه في ظهره ،
    فلما وجد برير مس الرمح برك على رضي فعض أنفه حتى قطعه ،
    وأنفذ الطعنة كعب حتى ألقاه عنه ،
    وقد غيب السنان في ظهره ، ثم أقبل يضربه بسيفه حتى برد ،
    فكأني أنظر إلى رضي قام ينفض التراب عنه ،
    ويده على أنفه وهو يقول : أنعمت علي يا أخا الأزد نعمة لا أنساها أبدا .
    فلما رجع كعب ، قالت له أخته (10)
    النوار بنت جابر : أعنت على ابن فاطمة ،
    وقتلت سيد القراء ، لقد أتيت عظيما من الأمر ،
    والله لا أكلمك من رأسي كلمة أبدا .
    فقال كعب في ذلك :

    سلي تخبري عني وأنت ذميمة * غداة حسين والرماح شوارع

    ألم أت أقصى ما كرهت ولم يخل * علي غداة الروع ما أنا صانع

    معي يزني لم تخنه كعوبه * وأبيض مخشوب الغرارين قاطع

    فجردته في عصبة ليس دينهم * بديني وإني بابن حرب لقانع

    ولم تر عيني مثلهم في زمانهم * ولا قبلهم في الناس إذ أنا يافع

    أشد قراعا بالسيوف لدى الوغى * ألا كل من يحمي الذمار مقارع

    وقد صبروا للطعن والضرب حسرا * وقد نازلوا لو أن ذلك نافع

    فابلغ عبيد الله إما لقيته * بأني مطيع للخليفة سامع

    قتلت بريرا ثم حملت نعمة * أبا منقذ لما دعا : من يماصع ؟

    قال : فبلغت أبياته رضي بن منقذ ، فقال مجيبا له يرد عليه :

    فلو شاء ربي ما شهدت قتالهم * ولا جعل النعماء عند ابن جابر

    لقد كان ذاك اليوم عارا وسبة * تعيره الأبناء بعد المعاشر

    فيا ليت أني كنت من قبل قتله * ويوم حسين كنت في رمس قابر (11)

    وفي برير أقول : جزى الله رب العالمين مباهلا * عن الدين كيما ينهج الحق طالبه

    وأزهر من همدان يلقي بنفسه * على الجمع حيث الجمع تخشى مواكبه

    أبر على الصيد الكماة بموقف * مناهجه مسدودة ومذاهبه

    إلى أن قضى في الله يعلم رمحه * بصدق توخيه ويشهد قاضبه

    فقل لصريع قام من غير مارن * عذرتك إن الليث تدمى مخالبه














المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X