قد يرى المرء في بعض الأحيان حالات بين الأحباب تنم عن قوة العلاقة ومتانة الأواصر التي تربطهم لما يشاهده من مشاعر جياشة بينهم تجعل أحد الاطراف يتفانى لأجل الآخر ويقدم ما يستطيع تقديمه له مما يملكه .....
ولكن توجد علاقة من نوع آخر كون روابطها أقوى واواصرها امتن علاقة نشأت وشائجها منذ الطفولة وراحت تزداد كلما تقدم المرء في عمره
الا وهي علاقة الموالين والمحبين بأئمتهم وساداتهم من اهل بيت النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله)
علاقة الشيعة بالحسين (عليه السلام)
هذه العلاقة التي تفيض سيولاً من المشاعر الجياشة كفيضان السيول البشرية التي تزحف نحو قبره الشريف
ملايين من الناس تزحف الى نقطة واحدة ...... كأنها مركز الكون .........
انها كربلاء قبلة الثائرين ومقصد المحبين .....
ما الذي حفز هذه الحشود المليونية الى السعي الى تلك البقعة الطاهرة ؟!
لا شك انه الحب والولاء الذي لا يمكن للكلمات ان تصفه ولا العبارات ان تعبر عنه
يسير هؤلاء المحبون بنفوس ظمأى من شوق الفراق لا يرويها الا معين بحر الحسين (عليه السلام)
يسيرون وهم يحملون بين جوانهم (حب صادق) وفي قلوبهم مشاعر مستعرة ونيران مسجرة لا يطفأ لهبها الا لثم القبر الشريف ولا يسكن لوعتها الا عبرات الوالهين ولا يخمد جمرها الا دموع العاشقين
تركوا الأهل وعافوا الاوطان وسلكوا طريق الايمان لأجل الوصول الى باب الجنان والفوز برضا الرحمن
فوصلوا الى كربلاء العز والشموخ فاستنشقوا منها عبير الشهادة وتسنّموا مراقي المجد والسعادة
ففاضت منهم المشاعر والآهات واطلقوا الزفرة والحسرات
وأمطروا القبر الشريف بدموع الشوق ممزوجة بمشاعر الحب والولاء التي لا يمكن للكلمات ان تصفها او تصورها !!!
تعليق