ليس الإنسان كأيٍ من المخلوقات يهيمُ في الأرض كما تهيم ، لكنه مميز عنها بأن منحه الله العقل الذي يفرق فيه بين الصواب و الخطأ و بين النافع و الضار و يعرف به ما يريده و ما لا يريده .
هذا العقل متى ما استغله الإنسان استغلالا حسناً جيداً آتى ثماره المنتظرة منه ، و عندما يُهملْه فلا يكون للإنسان أيةُ ميزة .. فما الفرق بعدها بينه وبين البهيمه
. قال تعالى واصفاً الذين لا يحكمون عقولهم : (( إن هم كالأنعام بل أضل سبيلا ))
فالعقل الإنساني له قيمة كبيرة في التمييز بين الأشياء ، و له قيمته في كونه جوهر منزلة الإنسان بين المخلوقات ، و لعله يكون هو الإنسان لا ذاك الجسد اللحمي ، ففي الحيـوانـات من هو شبيه بالإنسان لكنه دون عقل ، فالعقل هو القيمة الحقيقية للإنسان .
القرآن يدعو لتشغيل وإستخدام هذه النعمة الكبرى وهي العقل
قال تعالى : {ومايذكر إلا أولوا الألباب } [البقرة: 269].
وقال عز وجل: {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب } [يوسف: 111].
وقال عز وجل: {ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون } [العنكبوت: 35].
تقديس العقل:
أ ـ قال الإمام أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): حجة الله على العباد النبي والحجة فيما بين العباد وبين الله العقل...).
ب ـ قال الإمام أبو جعفر (عليه السلام) : لما خلق الله العقل، قال له: أقبل فأقبل، ثم قال له: أدبر فأدبر، فقال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أحسن منك، إياك آمر، وإياك أنهى، وإياك أثيب، وإياك أعاقب .
ج ـ قال الإمام أبو عبد الله (عليه السلام): إن أول الأمور ومبدأها وقوتها وعمارتها التي لا ينتفع شيء إلا به العقل الذي جعله الله زينة لخلقه، ونورا لهم، فبالعقل عرف العباد خالقهم، وأنهم مخلوقون وأنه المدبر لهم، وأنهم المدبرون، وأنه الباقي، وهم الفانون واستدلوا بعقولهم على ما رأوا من خلقه في سمائه وأرضه، وشمسه وقمره، وليله ونهاره، وبان له ولهم ـ أي للعقل و للعباد ـ خالقا ومدبرا لم يزل، ولا يزول، وعرفوا به الحسن من القبيح وأن الظلمة في الجهل، وأن النور في العلم، فهذا ما دلهم عليه العقل.
وقيل للإمام: فهل يكتفي العباد بالعقل دون غيره؟
فأجاب:
إن العاقل لدلالة عقله الذي جعله الله قوامه، وزينته، وهدايته علم أن الله هو الحق، وأنه هو ربه، وعلم أن لخالقه محبة وأن له كراهة، وأن له طاعة، وأن له معصية، فلم يجد عقله يدله على ذلك وعلم أنه لا يوصل إليه إلا بالعلم وطلبه، وأنه لا ينتفع بعقله إن لم يصب ذلك بعلمه، فوجب على العاقل طلب العلم والأدب الذي لا قوام إلا به .هذا العقل وماله تأثير ونعمه على الانسان
ويقول امير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام
{النساء ناقصات العقول والأيمان والحظوظ}
إن الأمام علي عليه السلام لم ينقص من عقل المراة ولاينقص من قيمتها حاشاه من ذلك بل بين أن المرأة هذه الصفات بها حقيقه ولاتنقص من قدرها وسأبين لكم معنى الحديث
أن النساء نواقص العقول والإيمان والحظوظ، فهو يؤكد ما ذكرناه أيضاً لأن الحديث يتحدث عن طبيعة المرأة ككيان إنساني خاص له ظروفه وخصائصه، ولذا فسر هذا الحديث بما يلي:
1) نواقص العقول: في مقابل شدة العواطف الجياشة التي تختزنها نفس المرأة ومشاعرها.. وهو ما يؤيده الوجدان الخارجي فإن غلبة العواطف على تصرفات المرأة وسلوكياتها جعل الإحساس والحرارة والدفء والحنان هو الغالب عليها لا العقل.. كما أن المنطلقات التي تنطلق منها المرأة في الغالب لدى الحكم على الأشياء توافقاً أو تخالفاً هو العاطفة في الغالب لا العقل، وهذا ليس عيباً في النساء بل هو كمال لما أودعه الله سبحانه فيهن لتكاملية أدوار الحياة بين الرجال والنساء كما هو واضح..
نواقص الإيمان: في مقابل الحالات البدنية الخاصة التي تتعرض لها المرأة كالنفاس وغيرها.. الأمر الذي يبعدها شيئاً ما عن الطاعات والعبادات قياساً مع الرجل، الذي هو في معزل عن هذه الأمور. ومنه يفهم أن المراد من الإيمان هنا ليس الاعتقاد بل الإيمان العملي، وهذا ليس بعيب أو نقص أيضاً بل هو أمر حقيقي واقعي لما في جسم المرأة ودورها الوظيفي من خصوص