إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

آثار وبركة الدعاء .

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • آثار وبركة الدعاء .

    بسم الله الرحمن الرحيم

    روى محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن احمد بن محمد بن ابي نصر قال : قلت لابي الحسن (ع)
    : جعلت فداك اني قد سألت الله حاجة منذ كذا سنة وقد قلبي دخل من ابطائها شيء
    فقال (ع) : يااحمد اياك والشيطان أن يكون له عليك سبيلا حتى يقنطك , إن ابا جعفر ( صلوات الله عليه )
    كان يقول : ان المؤمن يسأل الله عز وجل حاجة فيؤخر عنه تعجيل اجابته حباً لصوته واستماع نحيبه

    ثم قال : والله ما أخر عز وجل عن المؤمنين ما يطلبون من هذه الدنيا خير لهم مما عجل لهم فيها واي شيء الدنيا , إن ابا جعفر (ع) كان يقول : ينبغي للمؤمن ان يكون دعاؤه في الرخاء محواً من دعائه في الشدة ليس إذا اعطي فتر فلا تمل الدعاء فإنه من الله عز وجل بمكان وعليك بالصبر وطلب الحلال وصلة الرحم وإياك ومكاشفة الناس فإنا اهل البيت نصل من قطعنا ونحسنالى من اساء الينا , فنرى و الله في ذلك العاقبة الحسنة , إن صاحب النعمة في الدنيا إذ سأل فاعطى طلب غير الذي سأل وصغرت النعمة في عينه فلا يشبع من شيء واذا كثرت النعم كان المسلم من ذلك على خطر للحقوق التي تجب عليه وما يخاف من الفتنة

    اخبرني عنك لو اني قلت لك قولاً أكنت تثق به مني ؟

    فقلت له : جعلت فداك إذا لم اثق بقولك فبمن اثق وانت حجة الله على خلقه ؟

    قال : فكن بالله اوثق فإنك على موعد من الله أليس الله عز وجل يقول (( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان )) وقال (( لا تقنطوا من رحمة الله ))

    وقال (( والله يعدكم مغفرة منه وفضلا )) فكن بالله عز وجل اوثق منك بغيره ولا تجعلوا في انفسكم إلا خيراً فإنه مغفور لكم (1).

    هذه الرواية المباركة فيها العديد من الفوائد والنقاط المضيئة المتعلقة بموضوع الدعاء وبيان حالات وصفات المؤمن

    وسنركز الكلام حول مسألة الدعاء .

    الدعاء هو المناداة للطلب والترجي , وهو طلب الادنى الفعل من الاعلى على جهة الخضوع والاستكانة , وهو اظهار الحاجة واعلان الفقر امام الباري تعالى.

    ان الدعاء يعد من افضل النعم الالهية علينا فعن الامام زين العابدين (ع) (( ومن اعظم النعم علينا جريانُ ذكركَ على ألسنتنا وإذنك لنا بِدُعائك ))(2)

    وفوق هذا وافضل منه ان منّ سبحانه علينا بنعمة الاجابة المضمونة (( ادعوني استجب لكم )) (3)

    ومن هنا ينبغي علينا معرفة الدعاء , واهميته , وادابه , وشروطه , وموانعه التي تحجب استجابته , ونتائجة في الحياة .

    والانسان يحتاج الى مجموعة امور منها حسن الاخلاق وحسن السمعة ومنها التوفيق الالهي ومنها الدعاء .

    والدعاء هو حركة قلبية فيها التجاء وفيها انابة وفيها معرفة بالرب فيخاطب العبد ربه ويتحدث معه متى ما اراد وهي نعمة الهيه كبيرة أذن بها الرب الكريم الغني لعبده .

    ان الدعاء وسيلة من وسائل الارتباط والتعامل بين العبد وبين ربه سبحانه , وهو قسم من اقسام العبادة بل روي عن النبي (ص) (( افضل العبادة الدعاء )) (4)
    (( الدعاء مخ العبادة )) (5)

    حيث ان حقيقة الدعاء الاتصال والارتباط بالمبدأ والترابط الروحي معه فالانسان عندما يدعو انما يدعو ليكمل الله له نقصاً وهذا معناه ان العبد يشعر بنقص ويريد ان يتصل بالله الكامل , وبالمبدأ الذي لانهاية لعظمته وقدرتة حتى يرفع نقصه فهذا الشعور من العبد هو عبادة وهذه فلسفة الدعاء .


    ان مسألة الدعاء يحتاجها الانسان دائماً فإنه بمرور الزمن تحصيل حالة الرين والصدأعلى القلب كما ان الحديد يصدأ بمرور الزمن - نتيجة الانشغال بعالم الدنيا والمغريات , وفي هذه الاجواء المفتوحة تحصل حالة على القلب والنفس وخوفاً هذه من الحالة من الصدأ ولغرض ازالتها يحتاج المؤمن بين فتره واخرى الى ما يزيل ذلك القران الكريم والتدبر فيه ومراجعة احاديث المعصومين وتذوقها والعيث معها واقراءة الادعية .

    فان عيش حالة الدعاء يجعل الحالة المعنوية وحالة الارتباط بالله عز وجل حالة جيدة , و ليكن الدعاء لتكميل النفس
    عن الامام علي عليه السلام
    (
    الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)

  • #2
    التأكيد على الدعاء)



    لا يخفى ان الدعاء منه ما يكون صادراً لدى الاضطرار وبعد بذل الجهد كما ورد سورة النمل (( أمن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء )) فيكون المراد هنا هو طلب تهئية الاسباب والعوامل الخارجة عن دائره قدرة الانسان , ومن الدعاء ما يردده المؤمن حتى فيما اقتدر عليه من الامور ليعبر به عن عدم استقلال قدرته عن قدرة الباري تعالى ليؤكد ان العلل والعوامل الطبيعية انما هي منه تعالى الا ان الدعاء نوع من التوعية وايقاظ القلب والعقل على كل حال والقرآن الكريم أكد على قضية الدعاء فلاحظ الايات التالية

    (( وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين )) (6)

    (( ادعوا ربكم تضرعا وخفية )) (7)

    (( قل ما يعبؤا بكم ربي لولا دعاؤكم )) (8)

    (( واذا سالك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يَر شُدُون )) (9)

    (( ...... إن ربي لسميعُ الدعاء )) (10)

    وكذلك اكدت السنة الشريفة على ذلك فقد روي انه : افضل العبادة , وانه : مخ العبادة

    عن النبي (ص) : الدعاء سلاح المؤمن , وعمود الدين , ونور السماوات والارض (11)

    وعن امير المؤمنين (ع) : واحب الاعمال الى الله عز وجل في الارض الدعاء (12)

    وعن الامام الصادق (ع): الدعاء أنفذ من اسنان الحديد

    وعن الامام الرضا (ع) انه كان يقول لاصحابه : عليكم بسلاح الانبياء ,فقيل : وما سلاح الانبياء ؟ قال : الدعاء (13)

    وعن حماد بن عثمان قال سمعته يقول : ان الدعاء يرد القضاء , ينقضه كما ينقض السلك وقد ابرم ابراما (14)

    وعن الامام الباقر (ع) انه قال لبرير بن معاوية وقد سأله : كثرة القراءة افضل ام كثرة الدعاء ؟

    فقال : كثرة الدعاء افضل ثم قرأ (( قل ما يعبؤا بكم ربي لولا دعاؤكم )) (15)

    وغير ذلك من الروايات

    ( اثار الدعاء )

    وقد تسأل : ما هي اثار الدعاء ؟

    والجواب :

    1-ثقافة الدعاء هي عملية تقرر للنفس تبعيتها المطلقة للكمال المطلق وهو الله تعالى وهذا الشعور بالبتعية لله من شأنه كسر الطغيان والتكبر

    الدعاء في الاسلام تعبير حي عن شعور الانسان بحاجته الدائمة الى الله نعالى في جميع اموره , ثقافة الدعاء تقوم على اساس الشعور بالفقر والحاجة (( ياايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد )) (16) الى من بيده الامور وبملاحظة دعاء الامان تتضح العلاقة مع الله تعالى

    2-توفير اجواء روحية لصاحب الدعاء وبث الطمأنينة في النفس فالبحث العلمي يخاطب العقول ولكن الدعاء يخاطب الروح ويخاطب العاطفة فهناك علاقتان رابطتان احدهما علمية والاخرى روحية وعاطفية (17)

    3-الدعاء يشعر الانسان بعظيم نعمة الله عز وجل حيث الانسان يغفل عن كثير من النعم فيأتي الدعاء يشعره بتلك النعم

    4-الدعاء يربينا على الرجوع الى الله تعالى والاستعانه به فقول الانسان في دعاءه ( ارزقني ) تنبيه على ان الرازق هو الله تعالى وهو الذي يوفر لي اسباب الرزق وهذه الاسباب لا تنتج شيئا إلا بعونه سبحانه (( افرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه ام نحن الزارعون )) (18)

    5-اناط الله تعالى بالدعاء اثاراًرنبوية واخويه وقد دلنا على ذلك الكتاب الكريم والاحاديث مثلاً (( فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا )) (19)

    روي عن النبي (ص) :- ........ اذا قللوا الدعاء نزل البلاء .....

    وروي انه سئل الامام (ع) يا رسول الله ما تقول في الحديث القائل لا يرد القضاء الا الدعاء فقال (ع) ان الدعاء من القضاء وهذا معناه ان الدعاء قضاء يتفرع عن قضاء وفوقهما القاضي وهو الله تعالى رب القدر ورب القضاء , أي قانون يحكم قانون , انه اذا لم تكن حكمة الله اقتضت ان يكون الشيء ثابتاً فهو قابل التغيير((يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب )) (20) وتقدم سابقاً ان الدعاء يرد القضاء , ينقضه كما ينقض السلك وقد ابرم ابراما

    وعلى أي حال اثار الدعاء ونتائجه وبركاته كثيرة : زيادة المعرفة بالله تعالى , الاطمئنان النفسي , اكتشاف الذات , الانعتاق في الازمات , الحصول على النعم الالهية , اكتساب القرب من الله تعالى , شفاء الامراض , دفع البلاء , محق الذنوب , ......

    اذن ما دام للدعاء هذه الاثار والفوائد فلا يستخفنبه احد , ومن يستخف به فهو مسلوب التوفيق , ومن اسباب سلب التوفيق ارتكاب المعاصي

    وفي دعاء ابي حمزة : اللهم اني كلما قلت قد تهيأت وتعبأت وقمت للصلاة بين يديك وناجيتك القيت عليّ نعاساً اذا انا صليت وسلبتني مناجاتك اذا انا ناجيت .

    الانسان يناجي لكن مناجاة بلا روح وبلا عطاء فكلما يناجي هو مسلوب التوفيق وهذا نتيجة تكدس الحجب.

    منقول

    المصادر
    1 الكافي 1/ 488 – باب من ابطأت عليه الاجابة – ح1 , ونقلها الحر العاملي في الوسائل 7/56 باب تحريم القنوط وإن تأخرت الاجابة ح 1 .
    ( لابي الحسن ع) : الرضا (ع) ( آت )
    ( ا نابا جعفر (ع) ): الباقر (ع) (آت )
    2 عن البحار : 94/105
    3 غافر : 60
    4 الوسائل : 7/31
    5 ن م 7/28 .
    *ذكر ا ن الدعاء لغة : النداء واصطلاحاً طلب الادنى للفعل من الاعلى على حهة الخضوع الاستكانة
    6 غافر / 60
    7 الاعراف /55
    8 الفرقان /77
    9 البقرة / 186 . روي في سبب النزول ان رجلاً سأل رسول الله (ص) عن الله سبحانة أهو قريب ليناجيه بصوت خفي ام بعيد ليدعوه بصوت مرتفع ؟ فنزلت الاية وروي ان الله تعالى اقرب مما تتصورون , اقرب منكم اليكم بل ((ونحن اقرب اليه من حبل الوريد)) ق / 16
    10 ابراهيم / 39 . على لسان النبي ابراهيم (ع)
    11 عن الكافي : 2 468 ح 1 وعن كنز العمال 2/62ح 3117
    12 عن الكافي 2/ 467 ح 8
    13 عن الكافي : 2/ 468 , 469 ح 7 ,ح5
    14 الكافي : 2/ 469
    15 الوسائل : 7/ 31
    16 فاطر :15
    17 أنت مثلاً رابطتك مع ولدك فيها جانب قانوني ينظمه قانون وفيها جانب وبعد عاطفي روحي لا ينظمه قانون , يقول امير المؤمنين (ع)
    : بني وجدتك بعضي بل وجدتك كلي حتى ...... اصابك اصابني 0
    18 الواقعة : 64
    19 نوح :12
    20 الرعد : 39
    عن الامام علي عليه السلام
    (
    الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      موضوع اكثر من رائع وذو فائدة وقيمة معنوية ونسالكم الدعاء
      .... مع تحياتي ....

      تعليق


      • #4
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        أحسنتم أختنا الفاضلة على هذا الانتقاء الهادف والنقل الموفق




        ان للدعاء آثار متعددة منها استشعار الذل والانكسار أمام المولى جل وعلا

        وهذا الحالة اي حالة التذلل تعمق الخشوع والخضوع لله تعالى في نفس الداعي

        فتكون أحدى الأمور التي من الممكن أن تردع عن المعصية وارتكاب الذنوب

        وبهذا يكون الاستمرار في الدعاء من الضمانات التي تبقي الانسان في دائرة الطاعة ..




        بارك الله تعالى بكم - أختنا الفاضلة - وثقّل موازينكم يوم القيامة





        عن عبد السلام بن صالح الهروي قال :
        سمعتُ أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) يقول
        :


        " رَحِمَ اللهُ عَبداً أَحيا أمرَنا "

        فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟

        قال (عليه السلام) :

        " يَتَعَلَّمُ عُلومَنا وَيُعَلِّمُها النّاسَ ، فإنَّ النّاسَ لوَ عَلِموا مَحاسِنَ كَلامِنا لاتَّبَعونا "


        المصدر : عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - للشيخ الصدوق (رحمه الله) - (2 / 276)


        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
        x
        يعمل...
        X