إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

:مَدخلٌ قُرآني إلى معرفة النبي مُحمّد:صلى اللهُ عليه وآله وسلَّم: :القسم 3:

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • :مَدخلٌ قُرآني إلى معرفة النبي مُحمّد:صلى اللهُ عليه وآله وسلَّم: :القسم 3:


    :مَدخلٌ قُرآني إلى معرفة النبي مُحمّد:صلى اللهُ عليه وآله وسلَّم: :القسم 3:
    ====================================
    : المنهجُ والأهداف :
    ===========
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين

    بعد أنْ فرغنا من بيان مفهومي البشير والنذير في القسم الثاني وتوضّحَ لنا حقيقة إمكان بقاء المفهوم شأناً
    بعد إن كان وصفاً فعليّاً متعلقاً بحال النبي محمد:ص: في حياته الشريفة .
    ولاحظنا إنحفاظ الترتب الوصفي في ماهية النبي :ص: ثبوتاً وتحققا
    بحيث قدّمَ القرآن الكريم وصف الشاهد على وصفي البشير والنذير
    مراعاةً لإنحفاظ المنهج والهدف ترتبا وغرضا
    وبياناً لمنطقية النبوة وغايتها الدَعويّة والإصلاحية

    سنشرع في بيان مفهومي الداعِي إلى الله والسراج المنير
    في قوله تعالى توصيفا لحال النبي محمد:ص:

    وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً{46}الأحزاب
    بمعنى:
    يا أيها النبي محمد:ص: إنّا أرسلناك داعيًا إلى توحيد الله سبحانه وتعالى وعبادته وحده بأمره إيَّاك
    وسراجًا منيرًا لمن استنار بكَ
    وهذا تعبير كنائي يرمزُ إلى أنَّ النبي محمد:ص:
    هو مَن سيتمكّن من إزاحة الكفر والشرك والجهل والفساد والضلال بإقامة البرهان الساطع على وجود الله تعالى ووحدانيته بالعلم والبيِّنة والهدى ببركة وجوده الفعلي أو الشأني من بعده.

    فالنبي محمد :ص: كان كالمصباح الزاهر الذي يُسرج في الليل ليكشف الدجى واقعا.
    وأمْره ظاهرٌ فيما جاءَ به من الحق كالشمس في إشراقها وإضاءتها, لا يجحدها إلاّ معاند .

    وإنَّ في توصيف الله تعالى لنبيه محمد:ص: بالداعي إلى الله حصراً وبإذنه تعالى وقرن ذلك الوصف بالسراج المنير
    لمزيد بيان وإهتمام بضرورة توفر مادة الدعوة تحديدا وظهورا وإقتدارا
    وهذا يعني أنَّ الإنسان الداعي والمنادي إلى التغيير الصالح والعادل يجب أن تتوفر دعوته على موضوع واضح وبيِّن
    مع وجود رؤية علميّة ومعرفية قادرة على الدفاع عن الموضوع وغرضه في حركة التحقق والصيرروة والنتيجة .

    لذا إختزنتْ هذه الآية الشريفة هذا المعنى في ترتبها المنطقي والواقعي
    فحصرت دعوة النبي محمد:ص: بالله تعالى
    ووصفته بكونه :ص: سراجاً منيرا

    والملحَظُ الرئيس هنا هو واقعيّة توفر الأمرين معاً
    الموضوع :الدعوة إلى الله تعالى حصراً:
    والمنهج والرؤية العلمية وهي :السراج المنير :
    في شخصيّة النبي محمد:ص: الفعليَّّة وحتى الشأنيَّة من بعده

    وهذا الملحَظُ قد بيّنه القرآن الكريم نصاً
    في قوله تعالى
    {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125

    أي : ادعُ -أيها الرسول الأكرم محمد :صلى اللهُ عليه وآله وسلّم- أنتَ ومَنِ اتبعك إلى دين ربك وطريقه المستقيم عقيدةً وشريعةً ومنهاجا .
    بالطريقة الحكيمة التي أوحاها الله إليك في الكتاب والسنة
    وخاطِب الناس بالأسلوب المناسب لهم, وانصح لهم نصحًا حسنًا يرغبهم في الخير, وينفرهم من الشر
    وجادلهم بأحسن طرق المجادلة من الرفق واللين.
    فما عليك إلاّ البلاغ, وقد بلَّغْتَ ما أُمِرتَ به فعلاً
    أما هدايتهم فعلى الله وحده, فهو أعلم بمن ضلَّ عن سبيله
    وهو أعلم بالمهتدين .

    إذاً يتضح أنَّ الموضوع ومادة الدعوة التغييرية والإصلاحية كانت
    واضحٌة وظاهرةٌ واقعاً ومقترنة بفن الحكمة والتعاطي مع المتلقي أو المدعو بصورة متزنة وبرهانية ومقنعة ومقبولة عقلائيا .

    وهذا يفرض علينا لزوم الأخذ مما ترك الرسول الأكرم :ص:
    من بيان الموضوعات والمسائل ومنهج التعاطي معها دعوةً وتطبيقاً وإعتقادا .

    كما يظهر ذلك في قوله تعالى إرشاداً إلى هذا المعنى الشأني والقيمي في حكم التعاطي مع الداعي إلى الله تعالى حصرا
    وهو النبي محمد:ص: في واقعه الفعلي والشأني معاً
    إيجاباً أو سلبا .

    قال تعالى:
    {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ }الأحقاف31
    {وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }الأحقاف32

    مما ينتج غايةً صالحة فيما لو تمكنا من إتقان فن ومنهج النبي
    محمد:ص:
    في التعاطي مع الموضوع ووسائله الدعوية والتطبيقية
    ذلك كون فن الحكمة وإدارة الموضوع هي مفتاح الفوز والظفر بتحقيق المطلوب
    قال تعالى
    {يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ }البقرة269

    ثمََّ إنَّ التحديد والتوصيف القرآني للنبي محمد:ص:
    بكونه داعيا إلى الله تعالى وسراجاً منيرا
    يحكي عن ذاتيين رئيسيين قد تكوَّنتْ منها ماهيّة النبي المعصوم: محمد:ص:
    وهما العقل النظري أو الحكمة النظرية في مستوى المُساوقة المفهومية
    والعقل العملي أو الحكمة العملية في المساوقة المفهومية أيضا

    واللذان بهما تنوجد العدالة المُطلقة مفهوما وتطبيقا
    في ماهيّة النبي المعصوم:ص:
    وهو ما يُسمى عندنا إعتقاداً بالعصمة الإختيارية والمنصوصة إلهيّا

    فالعقل النظري أو الحكمة النظرية عند النبي محمد:ص:
    قد ظهرتْ في صورة دعوته الحقة حصراً إلى الله تعالى

    إذ أنه :ص: قد أدرك عقلا وواقعا وجود الله تعالى وتوحيده الخالص بحيث عرفَ حق المولوية الإلهيّة المُستلزمة لطاعته سبحانه وتعالى
    ليستلزم ذلك منه :ص: أن يُيلِّغ الناس ما أدركه واقعا ووجودا
    قال تعالى
    ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى{8}
    فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى{9}
    فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى{10}
    مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى{11} النجم

    وأما العقل العملي عنده:ص: فهو ما يدرك به :ص:
    حسن وقبح الأشياء وخيرها وشرها
    وفضائل الأمور ورذائلها .
    ليكون بواسطة عقله العملي مُدرِكاً تماماً لما ينبغي فعله وإيقاعه
    أو ما ينبغي تركه وتجنبه
    كما هو الحال في إدراك العقل البشري لحسن العدل ولقبح الظلم وترتب الأثر العملي عليهما فعلاً.

    وفي النتيجة يحصل عندنا قطع عقدي وعقلي
    بعصمة النبي محمد:ص: واقعاً
    ولشهادة الله تعالى له بذلك نصاً .

    مما يمدنا بمزيد وعي ومعرفة بضرورة الوقوف عند منهج النبي محمد:ص: وأهدافه وغاياته والتي تحقق منها ما تحقق والمُنتَظرُ تحققه تباعا .

    وممكن أن يرتسم لنا هذا الوعي والتعرف في ضرورته الحياتية
    بالتحرك الناضج في نطاق العقل النظري والعقل العملي
    بعد إدارك مفهوميهما ذهنيا والعمل على تطبيق أثريهما عمليا
    وتثقيف الناس على هذا الأساس طلباً لسرعة التغيير ونوعيته المُنتجة والفاعلة مجتمعيا

    وهذا المعنى الممكن قد أشار إليه القرآن الكريم مرارا
    كما في قوله تعالى
    {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125

    والحكمة التي دعا بها النبي محمد:ص: إلى سبيل ربه في واقعه الفعلي آنذاك
    هي مُطلقة في مشموليتها للعقل النظري والعملي معاً .

    هذا من جانب النبي محمد:ص:

    وأما من جانبنا في صورة التعاطي
    فالقرآن الكريم لم يترك ذلك بل بيّنه جليا
    قال تعالى
    فَبَشِّرْ عِبَادِ{17}
    الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ{18} الزمر

    وقد حذرََّ الله تعالى من سوء عاقبة التخلي عن منهج النبي محمد:ص: وأهدافه
    حتى أّنها تجعل صاحبها في ضلال مبين

    قال تعالى
    {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ }آل عمران164
    {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }الجمعة2

    وكيف ما كان ينبغي بنا أن ندرك أيضاً أنَّ دعوة النبي محمد:ص: إلى الله تعالى لم تقف في حركتها عند ختم النبوة الشريفة له:ص:
    لا بل تحوَّلتْ إلى واقعها الشأني المعصوم والمُتمثِّل وجوداً من بعده ببقيّة أهل بيته المعصومين :عليهم السلام:
    وإمامتهم المجعولة ربانيا .
    قال تعالى
    {بَقِيَّةُ اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ }هود86
    {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً }مريم76

    {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }التوبة33

    {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً }الفتح28

    {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }الصف9

    ومعلومٌ أنَّ الدين الإسلامي إلى آلان لم يكتمل ظهورا وعلوا
    على غيره
    مما تطلّب ذلك وجود بقيّة معصومة تتمثل بالأئمة المعصومين :ع:
    إكمالاً وإظهاراً للدين كله
    ببركة بقاء القرآن الكريم حجةً ونفوذا
    وببركة بقاء الإمام المعصوم:عليه السلام:
    وعدم خلو الأرض من حجة لله تعالى قائم .

    وهذا هو عين ما نص عليه :صلى اللهُ عليه وآله وسلّم :
    بياناً وإبلاغا للناس أجمعين

    فقال :ص:
    : إنيِّ قد تركتُ فيكم أمرين لن تضلوا بعدي ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وعترتي أهل بيتي
    فإنَّ اللطيف الخبير قد عهد إليَّ أنهما لن يفترقا حتى يردا
    علي الحوض كهاتين - وجمع بين مسبحتيه - ولا أقول كهاتين - وجمع بين المسبحة
    والوسطى - فتسبق إحداهما الأخرى
    فتمسكوا بهما لا تزلوا ولا تضلوا ولا تقدموهم فتضلوا :
    :الكافي : الكليني :ج2:ص415:

    وهذا الحديثُ مشهورٌ ومتواتر ومتفقٌ عليه وصحيح متناً وسندا .

    والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته

    مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف

  • #2
    سلمت لنا وسلمت اناملك الولائية فيما ابدعت وسطرت

    راجيا قبول مروري................

    تعليق


    • #3
      سلّمكمُ اللهُ تعالى أخي الفاضل وشكرا لكم

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X