لاشك ان اساليب التعامل لها دور فعّال في حياةالفرد والمجتمع، وان أغلب الخلافات والصراعات تكون بسبب فشل اسلوب التخاطب، وفظاظةالحديث، قال الله سبحانه وتعالى: (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوامِنْ حَوْلِكَ). ومن الملاحظ ازدياد نسبة الفظاظة في حديثنا اليومي، وحتى الطلبات أخذتتميل الى لهجة الأوامر دون كلمات الاسترخاص... فكم جميل ذاك الحارس العسكري الذييفتشني كل صباح، لكنه يرضيني بكلمة (من رخصتك) اشعر انه قدم احترامه لي، ولنفسه،ولوظيفته، وحوّل الصيغة العسكرية الى صيغة انسانية رائعة... بينما الكثير من أحاديثنااليوم خلت من روح المجاملة والتلطف الى بعضنا، وازدادت مفردات (شتريد، وشسويله، وإذا،وشنو يعني) لقد شخّص الأستاذ (اياد الزهيري) تشخيصا آخر للمشكلة، وقال: ان اللهجةالعراقية فيها الجفاف والقسوة، وثمة من ينادي الآخرين وكأنه ينادي قطيعا من الغنم حسبتعبيره؟! وربط هذه الظاهرة بالوعي الثقافي، ويرى: ان لهجة ابن البادية اكثر خشونة منلهجة ابن الريف... ويذهب الى ابعد من هذا حين يقارن لهجتنا العراقية مع اللهجات الأخرىفهو يرى: ان اللهجة الدمشقية اكثر طراوة من اللهجة العراقية، او يرى ان اللهجةالبيروتية أرق وألين أي انه ماثل بين مفردات اللهجة الغاضبة عند العراقيين مع لينوترف اللهجات العربية الأخرى في المنطوق الحواري اليومي. فهو قد تناسى الكثير منالمفردات العراقية الجميلة، وغمط حق أرق مفردة في العالم تجري على لسان العراقيينبميانة يقل نظيرها عند العالم كله (عيوني) وما اجملها وما ارقها (اغاتي، مولاي، عزيزي،بيك خير وتدلل، خادم زغير...) هذه مفردات الشارع العراقي، واذا عرجنا على مفرداتالتعامل النسوي فسترى العراقيات ينفردن (سودة عليه، فدوة اروحله، يا يمه، عمت عيني،ولخاطركم...). لكنه يعود عقب هذاالكلام كله ليقول: (لدينا لغة مليئة بالمفردات والتي لو استعملناها لملئت الدنيالطفا ووداعة ومحبة) وحتى هذه الالتفاتة نعتبرها مؤاخذة عليه؛ فالشارع العراقي رغمما اصابته من ويلات ودمار ما زال الى الآن يحتفظ بمفردات التسامح والعفو والاخوة، ولوتم ذكر سلبيات بعض الحالات المتشنجة دون المقارنة مع لهجات الشعوب العربية لكانتاكثر عقلانية ورونقا، وأما ان يلجأ الكاتب الى انتقاء استفزازي يقلل قيمة انسانيةشعب وامة، فذلك امر غير مقبول وكفانا نكالا بأهلنا وناسنا يا ايها الكتّاب الأعزاءمع المودة.
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
أساليب التعامل بين اللهجة والتطبع
تقليص