بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
كـان الظلام سائداً على العالم ، وكانت الاصنام تعبد جهراً بفعل الانحرافات الجاهلية ، وكانت البشرية غارقة في الضلالة ، وقوى الاستكبار هي سيدة الموقف في كافة انحاء الارض ، و المستضعفـون يرزحـون تحت نير السلطـات الطـاغية ، و الاقــويــاء والاغنيـاء يفرضـون منطـق القـوة ، وشريعـة الغاب في كل مكـان .
الامبراطوريــة الرومانية كانت تعتنق المسيحية ظاهراً ، والطبقية كانت قد بلغت اوجها .
اما الامبراطورية الفارسية فقد كانت تعج هي الاخرى بالعنصرية والطبقية ، وجماهير الفلاحين والمهنيين ترزح تحت نير الضرائب المتصاعدة .
وفي الجزيرة العربية كان شعار الناس الخوف ، ودثارهم السيف، وحياتهم مليئة بالتعاسة والمآسي
وهنا يتبادر الى الاذهان السؤال التالي : اننا اليوم نعيش في ظروف شبيهة في ابعاد مختلفة للجاهلية التي كانت سائدة قبل الاسلام ، فنحن نشهد الآن الجاهلية المادية الطاغية وهي تسعى اليـوم لتعـم بضلالتها وظلامها الارض ، فكيف ننتفع ونستلهم العبر والدروس من ذكرى مولد الرسول الاعظم ( صلى اللـه عليه وآله) ؟
ان البعض يعتقد - للاسف الشديد - اننا لا نستطيع ان ننتفع بشخصية النبي ( صلى اللـه عليه وآله ) مادام غائبا عنا ، وهذا التصور يتضمن خطأ فظيعا ، فان يكن الرسول غائبا عنا فان الكتاب الذي اوحي الى قلبه الشريف مايزال باقيا ، كما ان سيرته الوضاءة ماتزال بين ايدينا ، وسنحاول فيما يلي الاجابة على السؤال السابق عبر طرح النقاط والملاحظات التالية
استفادة ممكنة :
1- ان الاستفادة من شخصية الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ممكنة من خلال دراسة سيرته ، فمن المعلوم ان رسالته ( صلى الله عليه وآله ) كانت اول رسالة كتبت ، لان الكتابة في عهده كانت منتشرة ، وكان ( صلى الله عليه وآله ) بدوره يؤكد عليها ، وهكذا بقيت سيرته العطرة ذخرا لنا ، فالرسالات السماوية السابقة لم تكتب بتفاصيلها كما كتبت رسالة نبينا الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) ، وعلى سبيل المثال فقد روى لنا التأريخ تفاصيل وجزئيات كاملة عن حياة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ؛ كيف كان ينام ، وكيف كان ينهض ، وكيف كان يأكل ويشرب ويمشي ، واسلوب تعامله مع أهله ، واصحابه ، ... كل هذه التفاصيل وغيرها مثبتة في كتب السيرة بوضوح الى درجة ان هذه الكتب ذكرت لطريقة شرب النبي ( صلى الله عليه وآله ) للماء ثلاثين اربا !
ومــن جهــة أخـرى فان القرآن الكريم يقول في هذا المجال : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ اُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } ( الاحزاب / 21) ، والاسوة تعني ان نستلهم الدروس والعبر من سيرته وكأنه ( صلى اللـه عليه وآله ) يقودنا بالفعل ويعيش بين ظهرانينا ، فعلينا ان نجسده في اذهاننا ، ولو اننا استلهمنا من سيرته العطرة كل التفاصيل وربطناها ببعضها لجسدنا سيرته ، وحينئذ نستطيع ان نتساءل عندما نواجه أي سؤال محير او موقف صعب ، كيف كان يتصرف الرسول ( صلى الله عليه وآله ) في مثل هذه المواقف ؟ كيف كان - مثلاً - يقود الحرب ( علماً اننا بحاجة الى سيرته في الحرب لاننا في حالة جهاد ) ؟ وكيف كان ( صلى الله عليه وآله) يقود الأمة في حياته ، وبأي خلق كان يتفاعل مع المجتمع ، وكيف أدار ذلك المجتمع الجاهلي الغارق في الغفلة ، والعداوات ، والصـراع ؟
ان على كل فرد منا ، وعلى المجتمع كله دراسة سيرة النبي (صلى الله عليه وآله ) بشكل معمق ، وحفظ هذه السيرة ومحاولة اتباعه ( صلى الله عليه وآله ) فيها ، وحينئذ ستكون سيرته هذه رحمة لنا كما كان وجوده رحمة لمن كان حوله .
رمز وحدة الأمة :
2- ان الرســول ( صلى الله عليه وآله ) يمثل راية واحــدة توحد الامـة ، فجميع الخطوط تنتهي الى شخصيته ( صلى الله عليه وآله ) ، ونحن لو اتخذنا منه منطلقا للوحدة والتوحيد وتركيز الجهود ، ولو اتخذنا منه ( صلى الله عليه وآله ) حبلا نعتصم به لأصبحنا امة قوية مقتدرة لا يمكن ان تنال منها مؤامرات الاعــداء .
وعندمـا يقول الله - سبحانه - : { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً } ( آل عمران / 103 ) ، فانه يؤكد في آية سابقة على ان حبل الله يتمثل في اثنيـن ؛ الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، والرسالة اي القرآن الكريم ، فالاعتصام بحبل اللـه - عز وجل - يعني توحيد الصفوف تحت راية النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وهذا مطلب يمكن تحقيقه لان الرسول ( صلى الله عليه وآله ) حاكم فيما بيننا ، والاحتكام الى منهجه وتعاليمه يعد من الفرائض التي اشار اليها القرآن الكريم في قوله :
{ فَــلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُــمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً } (النساء / 65) .
فالتسليـم لمنهج النبي ( صلى الله عليه وآله ) من شأنه ان يوحدنا ، اما ان يعتقد كل فريق بان رسول اللـه ( صلى الله عليه وآله ) ملكه ، وينفي انتماء الآخرين اليه ، فهذا ما سيولد الشقاق والخلاف الذي جعل المسلمين اليوم معرضين للغزو العسكري ، والاقتصادي ، والسياسي ، والثقافي ...
القرآن الناطق :
3- لاشك ان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) متجسد في القرآن الكريم ، فقد كان ( صلى الله عليه وآله ) خلقه القرآن ، كما واثنى عليه الخالق - عز وجل - قائلا : { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } (القلم / 4) .
ولاريب ان كتاب الله موجود بين ايدينـا ، وعلينا الالتصاق اكثر
فأكثر بهذا الكتاب العظيم ، والاستفهام من آياته الكريمة ، والعمل بتعاليمه المقدسة ، احياءاً لسيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، واستنــزالاً لرحمته التي شملت العالمين بأجمعهم ، فقد جاء اليهم بكتــاب هو نـور وهدى ، وفيه بصائر وذكر ، وفيه تفصيل كل شـيء .
اننا نعيش في كل عـــام ذكرى سعيدة هي ذكرى ولادة النبي (صلى الله عليه وآله ) ، ونحن نهنئ انفسنا ، والعالم الاسلامي ، بل البشرية كلها بهذه الذكرى ، ونؤكد ان الرسول ( صلى الله عليه وآله) لم يكن رحمة للمسلمين فقط ، بل كان رحمة للعالمين . وعلينا ان نسعى ونبذل الجهود من اجل هداية البشرية كلها بسيرة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) الوضاءة . فأين دعوتنا هذه من الناس ، ولماذا لانحمل هذا السراج المنير الى جميع ارجاء العالم وخصوصا تلك المناطق التي تبحث عن النور ، والتي عانت ما عانت من الويلات والمآسي بسبب ضلالها ، وابتعادها عن الصراط المستقيم الذي رسمه لها الخالق - عز وجل - ؟
ان الدعوة الآن الى الرسالة التي سبق وان حملها نبينا الأعظم محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، والعمل المنظم والدؤوب من أجل نشرها ، يمثلان واجبا اساسيا نستلهمه من هذه الذكرى ، ومن هذا الحدث الحبيب الى قلوبنا . فالبشرية اليوم هي احوج ما تكون الى من يصحح انحرافاتها ، ويهديها الى سواء السبيل ، وينقذها من اسر المذاهب الوضعية التي لم تجر عليها سوى المزيد من الازمات والمشاكل في مختلف الأصعدة
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
كـان الظلام سائداً على العالم ، وكانت الاصنام تعبد جهراً بفعل الانحرافات الجاهلية ، وكانت البشرية غارقة في الضلالة ، وقوى الاستكبار هي سيدة الموقف في كافة انحاء الارض ، و المستضعفـون يرزحـون تحت نير السلطـات الطـاغية ، و الاقــويــاء والاغنيـاء يفرضـون منطـق القـوة ، وشريعـة الغاب في كل مكـان .
الامبراطوريــة الرومانية كانت تعتنق المسيحية ظاهراً ، والطبقية كانت قد بلغت اوجها .
اما الامبراطورية الفارسية فقد كانت تعج هي الاخرى بالعنصرية والطبقية ، وجماهير الفلاحين والمهنيين ترزح تحت نير الضرائب المتصاعدة .
وفي الجزيرة العربية كان شعار الناس الخوف ، ودثارهم السيف، وحياتهم مليئة بالتعاسة والمآسي
وهنا يتبادر الى الاذهان السؤال التالي : اننا اليوم نعيش في ظروف شبيهة في ابعاد مختلفة للجاهلية التي كانت سائدة قبل الاسلام ، فنحن نشهد الآن الجاهلية المادية الطاغية وهي تسعى اليـوم لتعـم بضلالتها وظلامها الارض ، فكيف ننتفع ونستلهم العبر والدروس من ذكرى مولد الرسول الاعظم ( صلى اللـه عليه وآله) ؟
ان البعض يعتقد - للاسف الشديد - اننا لا نستطيع ان ننتفع بشخصية النبي ( صلى اللـه عليه وآله ) مادام غائبا عنا ، وهذا التصور يتضمن خطأ فظيعا ، فان يكن الرسول غائبا عنا فان الكتاب الذي اوحي الى قلبه الشريف مايزال باقيا ، كما ان سيرته الوضاءة ماتزال بين ايدينا ، وسنحاول فيما يلي الاجابة على السؤال السابق عبر طرح النقاط والملاحظات التالية
استفادة ممكنة :
1- ان الاستفادة من شخصية الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ممكنة من خلال دراسة سيرته ، فمن المعلوم ان رسالته ( صلى الله عليه وآله ) كانت اول رسالة كتبت ، لان الكتابة في عهده كانت منتشرة ، وكان ( صلى الله عليه وآله ) بدوره يؤكد عليها ، وهكذا بقيت سيرته العطرة ذخرا لنا ، فالرسالات السماوية السابقة لم تكتب بتفاصيلها كما كتبت رسالة نبينا الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) ، وعلى سبيل المثال فقد روى لنا التأريخ تفاصيل وجزئيات كاملة عن حياة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ؛ كيف كان ينام ، وكيف كان ينهض ، وكيف كان يأكل ويشرب ويمشي ، واسلوب تعامله مع أهله ، واصحابه ، ... كل هذه التفاصيل وغيرها مثبتة في كتب السيرة بوضوح الى درجة ان هذه الكتب ذكرت لطريقة شرب النبي ( صلى الله عليه وآله ) للماء ثلاثين اربا !
ومــن جهــة أخـرى فان القرآن الكريم يقول في هذا المجال : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ اُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } ( الاحزاب / 21) ، والاسوة تعني ان نستلهم الدروس والعبر من سيرته وكأنه ( صلى اللـه عليه وآله ) يقودنا بالفعل ويعيش بين ظهرانينا ، فعلينا ان نجسده في اذهاننا ، ولو اننا استلهمنا من سيرته العطرة كل التفاصيل وربطناها ببعضها لجسدنا سيرته ، وحينئذ نستطيع ان نتساءل عندما نواجه أي سؤال محير او موقف صعب ، كيف كان يتصرف الرسول ( صلى الله عليه وآله ) في مثل هذه المواقف ؟ كيف كان - مثلاً - يقود الحرب ( علماً اننا بحاجة الى سيرته في الحرب لاننا في حالة جهاد ) ؟ وكيف كان ( صلى الله عليه وآله) يقود الأمة في حياته ، وبأي خلق كان يتفاعل مع المجتمع ، وكيف أدار ذلك المجتمع الجاهلي الغارق في الغفلة ، والعداوات ، والصـراع ؟
ان على كل فرد منا ، وعلى المجتمع كله دراسة سيرة النبي (صلى الله عليه وآله ) بشكل معمق ، وحفظ هذه السيرة ومحاولة اتباعه ( صلى الله عليه وآله ) فيها ، وحينئذ ستكون سيرته هذه رحمة لنا كما كان وجوده رحمة لمن كان حوله .
رمز وحدة الأمة :
2- ان الرســول ( صلى الله عليه وآله ) يمثل راية واحــدة توحد الامـة ، فجميع الخطوط تنتهي الى شخصيته ( صلى الله عليه وآله ) ، ونحن لو اتخذنا منه منطلقا للوحدة والتوحيد وتركيز الجهود ، ولو اتخذنا منه ( صلى الله عليه وآله ) حبلا نعتصم به لأصبحنا امة قوية مقتدرة لا يمكن ان تنال منها مؤامرات الاعــداء .
وعندمـا يقول الله - سبحانه - : { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً } ( آل عمران / 103 ) ، فانه يؤكد في آية سابقة على ان حبل الله يتمثل في اثنيـن ؛ الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، والرسالة اي القرآن الكريم ، فالاعتصام بحبل اللـه - عز وجل - يعني توحيد الصفوف تحت راية النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وهذا مطلب يمكن تحقيقه لان الرسول ( صلى الله عليه وآله ) حاكم فيما بيننا ، والاحتكام الى منهجه وتعاليمه يعد من الفرائض التي اشار اليها القرآن الكريم في قوله :
{ فَــلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُــمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً } (النساء / 65) .
فالتسليـم لمنهج النبي ( صلى الله عليه وآله ) من شأنه ان يوحدنا ، اما ان يعتقد كل فريق بان رسول اللـه ( صلى الله عليه وآله ) ملكه ، وينفي انتماء الآخرين اليه ، فهذا ما سيولد الشقاق والخلاف الذي جعل المسلمين اليوم معرضين للغزو العسكري ، والاقتصادي ، والسياسي ، والثقافي ...
القرآن الناطق :
3- لاشك ان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) متجسد في القرآن الكريم ، فقد كان ( صلى الله عليه وآله ) خلقه القرآن ، كما واثنى عليه الخالق - عز وجل - قائلا : { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } (القلم / 4) .
ولاريب ان كتاب الله موجود بين ايدينـا ، وعلينا الالتصاق اكثر
فأكثر بهذا الكتاب العظيم ، والاستفهام من آياته الكريمة ، والعمل بتعاليمه المقدسة ، احياءاً لسيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، واستنــزالاً لرحمته التي شملت العالمين بأجمعهم ، فقد جاء اليهم بكتــاب هو نـور وهدى ، وفيه بصائر وذكر ، وفيه تفصيل كل شـيء .
اننا نعيش في كل عـــام ذكرى سعيدة هي ذكرى ولادة النبي (صلى الله عليه وآله ) ، ونحن نهنئ انفسنا ، والعالم الاسلامي ، بل البشرية كلها بهذه الذكرى ، ونؤكد ان الرسول ( صلى الله عليه وآله) لم يكن رحمة للمسلمين فقط ، بل كان رحمة للعالمين . وعلينا ان نسعى ونبذل الجهود من اجل هداية البشرية كلها بسيرة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) الوضاءة . فأين دعوتنا هذه من الناس ، ولماذا لانحمل هذا السراج المنير الى جميع ارجاء العالم وخصوصا تلك المناطق التي تبحث عن النور ، والتي عانت ما عانت من الويلات والمآسي بسبب ضلالها ، وابتعادها عن الصراط المستقيم الذي رسمه لها الخالق - عز وجل - ؟
ان الدعوة الآن الى الرسالة التي سبق وان حملها نبينا الأعظم محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، والعمل المنظم والدؤوب من أجل نشرها ، يمثلان واجبا اساسيا نستلهمه من هذه الذكرى ، ومن هذا الحدث الحبيب الى قلوبنا . فالبشرية اليوم هي احوج ما تكون الى من يصحح انحرافاتها ، ويهديها الى سواء السبيل ، وينقذها من اسر المذاهب الوضعية التي لم تجر عليها سوى المزيد من الازمات والمشاكل في مختلف الأصعدة
تعليق