إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لماذا الحسين (ع)؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا الحسين (ع)؟

    عدة طوائف من المسلمين يتعاملون مع شخصيات وحوادث تاريخية ربما تكون متناقضة في توجهاتها ومواقفها حيال مباديء الإسلام والمسلمين، منهم من يعتقد بالإمام الحسين عليه السلام بأنه إمام مفترض الطاعة وهو يمثل الإسلام الحقيقي حيث أنه الصائن لنفسه الحابس لها في ذات الله الذي لا يريد من نهضته ضد يزيد سوى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإصلاح في أمة جدّه وأبيه. اضف الى ذلك موقفه مع الحر الرياحي حينما اعترضه بالطريق وكان من السهولة قتله خصوصا ان زهير بن القين توجه لقتل الحر ولكنه سلام الله عليه منعه من ذلك، وكذلك في منعه لمسلم بن عوسجة من قتل شمر بن ذي الجوشن معللا ذلك بكرهه ان يبدأهم بقتال، وغيرها من المواقف التي وصلت الى حد الدخول بمفاوضات مع ابن سعد في اليوم السابع والتي لم تثمر حتى انه استخدم الحجة لمنع القوم من القتال واوقفهم في آخر لحظة سبقت المعركة سائلا اياهم عن اسباب قتاله فهل عن سنة قد غيرها ام قد بدلها، وغيرها من الحجج التي استخدمها سلام الله عليه حتى وصل به الحال الى البكاء على القوم الذين سيقتلونه لعلمه أنهم سيدخلون النار بقتله، وهو بحق لا يريد لهم ذلك، ولكن كانت تلك ارادتهم وكانوا مصرّين عليها أيّما إصرار. والبعض يعتقد إن يزيد بن معاوية ومن بسطت يداه في الحكم هو الخليفة لرسول الله وله الولاية على سائر المسلمين وكل من يخرج عليه كأنما خرج على إمام زمانه وهو مخطأ في نظرهم حتى لو كان ذلك الإمام الحسين عليه السلام وإن كان يزيد شاربا للخمور وراكبا للفجور ولاعبا بالقرود وقاتلا للنفس المحترمة ومادام هو خليفة فهو مفروض الطاعة حتى لو شيدت خلافته على جماجم المستضعفين!!. وطائفة ثالثة يعتقدون إن الإمام الحسين عليه السلام ويزيد بن معاوية كلاهما على صواب وكلاهما قد رضى الله عنهما وكلاهما صحابيان مفترضان الطاعة، وهذا هو أغرب المواقف كيف يجتمع النقيضان في الموقف والمباديء في خانة المحبة والأسوة، فهل يمكن الاقتداء بتقوى ونبل ومباديء الإمام الحسين عليه السلام وفي الوقت نفسه الاقتداء بمجون وانحراف وكفر يزيد بن معاوية؟! وقد قيل في محله استحالة اجتماع النقيضين في وقت واحد ومكان واحد. وانعكست مواقف كل من الإمام الحسين عليه السلام ويزيد بن معاوية على معسكريهما، ففي ليلة العاشر من المحرم سنة 61هـ كانت خيام الحسين عليه السلام تعجّ برجال مؤمنين ما بين قائم وقاعد وراكع وساجد ومتهجد وداع وكان لهم دوي كدوي النحل من تلاوة القرآن والدعاء والتضرع لله سبحانه وتعالى، بينما معسكر يزيد بن معاوية كانت خيامه تعج بقرع الطبول والدفوف وأصوات الغناء والعربدة والسكر والفجور والمجون، وحينما تكون تصرفات المرء دالة على شخصيته وكينونته وطالما هي التي ترسم ملامح تلك الشخصية إزاء المواقف التي تبدر منها في تعاملها مع مفردات الحياة سلبا أو ايجابا، ولربما تنعكس على مسيرة حياته فتكون حاكية على تحركه الاجتماعي وتعامله الأسري والفردي، ولا يحتاج المرء إلى مزيد من الدقة والإدراك لكي يميز بين المتقي السائر على نهج الحسين عليه السلام الحافظ لحقوق المجتمع والطامح لإحقاق الحق والعدالة، والسائر على سفسطة يزيد الماحق للحقوق والساعي لنحر العدالة على مستنقع الرذيلة والفساد، هذه الثنائية لا تزال متحكمة فينا حتى هذه اللحظة. أنصار الإمام الحسين عليه السلام الذين يبذلون في سبيل تعظيم شعائره وذكره من إطعام ومشاركة في عزاء وضرب على الصدور وبكاء على ما حل به وبأهل بيته وأصحابه من مظالم ومآثم وكل شعيرة تحفظ تلك الثورة من الضياع والاندثار إنما يحافظون في حقيقة الأمر على تلك القيم والمواقف التي ضحى من أجلها الإمام، وهم مطالبون أكثر من غيرهم بالسير حثيثا لتحقيق أهداف الثورة الحسينية من قبيل الالتزام بالصلاة والصوم والحج والخمس والزكاة وبقية الأحكام التي تقوّم الإنسان وتجعله كتلة متوهجة من القيم والفضائل والكرم والإقدام والشجاعة، على خلاف أنصار يزيد بن معاوية الذين ينتهجون أبشع الطرق في التفخيخ والقتل والإبادة في سبيل الوصول إلى مآربهم الدنيئة والحصول على متاعها الفاني والإيغال في المفاسد والجرائم والانتهاكات إرضاء للحاكم الظالم الذي يحاول وبشتى الطرق من اتخاذ عباد الله عبيدا وأمواله إرثا لحكمه الظالم ورغباته الحيوانية التي طالما تقوم على الظلم والجور والإرهاب والتعدي والتجاوز على حقوق الآخرين. إذن هي معركة مفتوحة بين الحق والباطل أبطالها الأنبياء والمرسلون والأولياء الصالحون الذين تكللت حركاتهم الإصلاحية بثورة الحسين الخالدة، فصار بحق وارث جميع أولئك الرسل والأولياء لأنه ضحى بالغالي والنفيس في سبيل تحقيقها على أرض الواقع، ومن جانب آخر يقف الظالمون بما أوتوا من قوة وبطش وظلم لغمط حقوق الناس وحصرها حكرا على ملذاتهم وشهواتهم. وليس من الغريب بعد كل هذا أن يخرج علينا نفر ضال في بعض الفضائيات ويمجد بيزيد ويخطـّئ الحسين عليه السلام لخروجه على ذلك الطاغية، فهو في الواقع إنما يدافع عن حكم الطغاة في زماننا هذا وانحرافهم وتميّعهم وركوبهم شتى ألوان الفسق والفجور والقمار والعربدة، ومهما يكون الدفاع عن تلك النكرات من قبل وعاظ حكام الجور والتعدي والضلال فإنه لا يرتقي بأوصاف هي أشبه ما تكون الضحك على الذقون!! كيف يطلق على الحاكم الجائر المنتهك لأبجديات الأحكام والمتجاهر بشرب الخمر والخلاعة والانحراف بتسميات أمير المؤمنين وولي الأمر وما شابه ذلك من الأوصاف التي لا تنطبق على أولئك الفسقة الفجرة لا من قريب ولا من بعيد!! وإنما تنطبق عليهم سياسة سيدهم يزيد وهي بعيدة كل البعد عن نهج الإسلام الواضح، وتبقى القيم والأخلاق والفضيلة حكر على الأنبياء والأولياء ووارثهم بالحق الإمام الحسين عليه السلام ومن تبعه من الأوّلين والآخرين منذ نهضته الخالدة حتى قيام يوم الدين. حسن الهاشمي
    (( منقول ))

  • #2
    هـ,ـمـ,ـسـ,ـ آلـ,ـۅآسـ,ـطـ,ـيـ,ـ

    تعليق


    • #3
      السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين عليه السلام
      بارك الله فيك أخي سامر على هذا النقل الموفق

      ولولا أبو طالب وأبنه * لما مثل الدين شخصا وقاما
      فذاك بمكة آوى وحامى * وهذا بيثرب جس الحماما

      فلله ذا فاتحا للهدى * ولله ذا للمعالي ختاما
      وما ضر مجد أبي طالب * جهول لغا أو بصير تعامى
      كما لا يضر إياب الصبا * ح من ظن ضوء النهار الظلاما

      [/CENTER]

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X