: مَزاعم باطلةُ وردود حقّة :
================
: المَهدوية أنموذجا :
============
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
في حوار ونقاش دار بيني وبين أحد الأشخاص
فطرح موضوعاً
بعنوان :
هل هي شبهة أم حقيقة مهدوية ؟
قال الشخص المعني :
فيما يلي أربع روايات لابد من مناقشة دلالاتها الصريحة
من حيث هل هي شبهة أم أنّها حقيقة مكنونة
وسأشير قبل كل رواية إلى مضمون دلالتها
ثم في الخاتمة سأشير إلى المحصلة النهائية المستقاة من مجموع الروايات الأربع
: هذا ما تبناه الشخص المعني :
والروايات كما يلي بحسب نقل هذا الشخص المعني:
أولاً :
إنَّ المهدي الموعود ظهوره في آخر الزمان
هو شخصٌ غير
الإمام الحجة محمد بن الإمام الحسن العسكري:عليهما السلام:
بصريح ما رواه السيد علي بن عبد الحميد بإسناده عن
الإمام الصادق :عليه السلام:
في قوله
: إنَّ منا بعد القائم عليه السلام إثنا عشر مهدياً من ولد الحسين :عليه السلام : .
: الغيبة : الطوسي : ص150 :
بحار الأنوار :المجلسي ج53ـ ص147 :
ثانياً:
إنَّ المهدي الموعود ظهور في آخر الزمان يولدُ في آخر الزمان
بصريح الرواية المروية عن إبراهيم بن عطية
عن ام هانيء الثقفية
قال : غدوتُ على سيدي محمد بن علي الباقر :عليه السلام: فقلتُ له :
ياسيدي آية في كتاب الله عزّ وجلّ عرضت بقلبي وأسهرتني قال فإسألي يا أم هانيء ؟
قالتْ , قلت : قول الله عزّ وجلّ
{ فلا اقسم بالخنس الجوار الكنس } التكوير 15ـ 16
قال :عليه السلام: نعم المسألة سألتني يا أم هانيء
هذا مولود في آخر الزمان هو المهدي من هذه العترة تكون له حيرة وغيبة
يضل فيها اقوام ويهتدي فيها اقوام فيا طوب لكِ إن ادركته . ويا طوبى لمن ادركه :
: كمال الدين وتمام النعمة :الصدوق ص330 ب32 ح14,
و: بحار الأنوار :ج51 :ص:137
ثالثاً:
إنَّ ظهور المهدي الموعود في آخر الزمان فيه سُنّة
من عيسى بن مريم :عليهما السلام: وهي الرجعة .
بصريح رواية كعب الأحبار في حديث طويل
انه قال :
: إنَّ القائم من ولد علي له غيبة كغيبة يوسف ورجعة كرجعة عيسى بن مريم ثم يظهر بعد غيبته مع طلوع النجم الآخر: .
: الغيبة :النعماني ص147 ب10 ح4 :
وبحار الأنوار ج52 ص226 :
رابعًا:
إنَّ كيفية رجعة عيسى بن مريم كانت هي بإختيار الشخص الشبيه بعيسى مباشرة حين توفاه الله ورفعه إليه .
بصريح ما روي عن اهل البيت عليهم السلام في تفسير
قول الله تعالى في سورة آل عمران الآية 55 :
(( إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ))
والرواية هي : واما قوله
( إذ قال الله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة )
فانه حدثني ابي عن ابن ابي عمير عن جميل بن صالح عن حمران بن اعين عن ابي جعفر :عليه السلام:
قال إنّ عيسى :عليه السلام: وعد اصحابه ليلة رفعه الله اليه، فاجتمعوا اليه عند المساء
وهم اثنا عشر رجلا فادخلهم بيتا ثم خرج عليهم من عين في زاوية البيت
وهو ينقض رأسه من الماء
فقال إنَّ الله اوحى إليَّ أنه رافعي اليه الساعة ومطهري من اليهود
فأيّكم يُلقى عليه شبحى فيقتل ويصلب ويكون معي في درجتي
فقال شاب منهم انا ياروح الله , قال فأنتَ هو ذا :
: تفسير علي بن إبراهيم القمي ص103 :
خاتمة الشخص المعني:
==============
: إذاً من مجموع هذا التصريح في النصوص الأربعة
يتحصل لدينا
بإنَّ ظهور المهدي الموعود في آخر الزمان
هو بظهور الشخص المختار الذي يلقي عليه
الإمام الثاني عشر الحجة محمد بن الإمام الحسن العسكري شبحه ويكون معه في درجته ويسلمه الخلافة في الأرض
ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً :
:الجواب:
=====
بدايةً خُذها مني نتيجةً قطعيّة بحثية بحتة
إنَّ ما ذهبتَ إليه أيها العضو المَعني من المضامين والمُحصَّلة
هو مَذهب خاطىء وباطل في إعتقادنا الحق والصحيح
لذا فإنتبه لما تُفكر به وتُحاول جرّه إلى ما لايُحمد عقباه
ومالايمكن قبوله بتاتا .
:1:
إنَّ زعمكم الباطل
بأنَّ المهدي الموعود هو غير
الإمام محمد بن الإمام الحسن العسكري:عليه السلام:
فهذا ما لم يقل به أحدٌ من أتباع مذهب أئمة أهل البيت المعصومين
:عليهم السلام: من الأولين والآخرين
ويظهر أنَّكَ لم تفهم مفاد ودلالة الرواية التي ذكرتها
وهي:
كما روى الطوسي في الغيبة ص 150
أخبرنا جماعة ، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن سفيان
البزوفري عن علي بن سنان الموصلي العدل
عن علي بن الحسين ، عن أحمد بن محمد بن الخليل
عن جعفر بن أحمد المصري عن عمه الحسن بن علي
عن أبيه ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ، عن أبيه الباقر
عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين ، عن أبيه الحسين الزكي الشهيد ، عن أبيه أمير المؤمنين :عليه السلام:
قال : قال رسول الله:صلى الله عليه وآله وسلم –
في الليلة التي كانت
فيها وفاته - لعلي :عليه السلام: :
يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة . فأملأ رسول الله: صلى الله عليه وآله وسلم
وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع
فقال
: يا علي إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماما
ومن بعدهم إثنا عشر مهديا ، فأنتَ
يا علي أول الإثني عشر إماما سمّاك الله تعالى في سمائه عليا المرتضى ، وأمير المؤمنين ، والصديق الأكبر ، والفاروق الأعظم والمأمون ، والمهدي فلا تصح
هذه الأسماء لاحد غيرك .
يا علي أنتَ وصيي على أهل بيتي حيهم وميتهم ، وعلى نسائي فمن ثبتها لقيتني غدا ، ومن طلقتها فأنا برئ منها لم ترني
ولم أرها في عرصة القيامة
وأنت خليفتي على أمتي من بعدي
فإذا حضرتك الوفاة فسلمها إلى ابني الحسن البر الوصول
فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول
فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي
فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الباقر
فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه جعفر الصادق
فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه موسى الكاظم
فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الرضا
فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الثقة التقي
فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الناصح
فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الحسن الفاضل
فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ
من آل محمد عليهم السلام: فذلك اثنا عشر إماما
ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا
فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المقربين
له ثلاثة أسامي : اسم كإسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد ، والاسم الثالث : المهدي ، هو أول المؤمنين :
: الغيبة :الطوسي ص150 :
فالرواية الأولى التي رويتها هي موجودة كالآتي في بحار الأنوار :
ولم يذكرها الشيخ الطوسي أبدا
فتأكّد وتثبّت من النقل ؟
وهي
ما رواه السيد علي بن عبد الحميد بإسناده
عن الصادق :عليه السلام:
قوله
: إنَّ منا بعد القائم :عليه السلام: إثنا عشر مهدياً من ولد الحسين :عليه السلام:
:بحار الأنوار:المجلسي:ج53:ص148:
ومفاد هذه الرواية واضح حتى لمن لايفقه التخصص
وهي تعني أنَّ من ذراري أهل البيت المعصومين :عليهم السلام:
مَنْ سيحكم في وقت الرجعة
أو بعد إنتهاء أمد حكم الإمام المهدي
:عليه السلام: وقيامه بالحق فعلاً
وهم ينحصرون نسبا بذرية الإمام الحسين:عليه السلام:
كما هو حال الإمام المهدي في نسبه الشريف .
وإلحظ جيداً متن الرواية في منطوقها
:بعد القائم :
أي بعد إنتهاء حكم القائم المهدي:عليه السلام:
فأين الغيرية والمباينة المصداقية في الدلالة ؟
فإفهم .
حتى تزعم بأنَّ المهدي الموعود
هو غير الإمام محمد بن الحسن العسكري :عليه السلام:
:2:
ما ذكرته من نتيجة باطلة في الرواية الثانية
هو مُشابه تماماً لما ذهبت إليه الفرقة الزيدية
وهو أنَّ المهدي الموعود بظهوره يولد في آخر الزمان
وبهذا الزعم الباطل قال أغلب أبناء العامة والجمهور من المُخالفين
وقد تبيّن بطلان ذلك بالبرهان القطعي نقلا وعقلا
فراجع كتب الإعتقاد للمتقدمين والمتأخرين .
وإنَّ المقصود بمنطوق الرواية التي رويتها عن الإمام الباقر :عليه السلام:
على فرض صدورها وصحتها سندا ومتنا
هو أنَّ ولادة الإمام المهدي :عليه السلام: ستتحقق يقيناً في آخر سلسلة زمن الأئمة المعصومين:عليهم السلام:
والدليل صياغة الجواب بصورة الجملة الأسمية المُتمكنة في تقرير الحكم والفراغ من وقوعه تحققا ووجودا لامحالة
إلحظ: قول الإمام الباقر :عليه السلام: بدقة
: هذا مولود في آخر الزمان هو المهدي من هذه العترة:
يعني أنَّ الإمام المهدي:ع: مفروغٌ من قطعيّة ولادته المباركة في آخر سلسلة أئمة المعصومين :ع:
وهو منهم إتصالاً في نسبه وزمنه ولافصل بينه وبينهم
والدليل قوله :عليه السلام:
:من هذه العترة : أي من عترة أهل البيت المعصومين :ع:
وللعلم لايمكن قبول زعمكم الباطل
بأنَّ المهدي سيولد في آخر الزمان وهو من العترة المعصومة بموجب نص الرواية الثانية
فهذا يوجب إنقطاع الحجة الإلهيَّة على الناس أجمعين
وأما تعبير الإمام الباقر:ع: بمصطلح آخر الزمان
ذلك كون زمن الولادة لم يحن بعد آنذاك وهو أمر نسبي وإضافي يتمحور في تحققه تبعا لموضوعه ووجوده
فصحَ للإمام الباقر:ع: بأن يُعبّر بآخر الزمان بالنسبة إليه :عليه السلام:
:3:
في الرواية الثالثة
يوجد مُشكل سندي وهو الراوي كعب الأحبار فهو
من أشد الكذابين والوضاعين خطراً على الإعتقاد
فلاقيمة لأخباره عندنا
وقد ثبت في علم الرجال عدم وثاقته وكونه من الوضاعين فإنتبه إلى ذلك ؟
ثمَّ أنتَ من أين جئتَ بمضمون أنّ المهدي الموعود سيولد في آخر الزمان وربطتَ ذلك بالرواية الثالثة الأجنبية عن زعمكَ الباطل
والحال أنَّ متن الرواية الثالثة ينص صراحة أنَّ الإمام المهدي :ع:
هو من ولد علي :عليه السلام:
: إنَّ القائم من ولد علي:
وإنَّ وجود ثمةَ شبه بين الإمام المهدي وبعض الأنبياء :عليهم السلام:
لادخالة له في إثبات زعمك بولادة الإمام المهدي:ع: في آخر الزمان
فما هذا التخبط ؟
:4:
إنَّ إقحامكم للرواية الرابعة ماهو إلاّ حشو دون فائدة تذكر أو ربط منتج
ولاتستحق المناقشة
فأي علاقة للرواية الرابعة بزعمكَ الباطل والذي تُريد تصديره إلى الآخرين
مما تبنته المسيحية إعتقادا .
وهو مذهب التشبيه
وهذا ما لاتقول به الطائفة الحقة :الإمامية:
من أتباع أهل البيت المعصومين :ع:
وبالتالي فكل ما تحاول إثباته فهو باطل من أول الأمر
ولايمكن قبوله عقلا ونقلا .
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :
================
: المَهدوية أنموذجا :
============
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
في حوار ونقاش دار بيني وبين أحد الأشخاص
فطرح موضوعاً
بعنوان :
هل هي شبهة أم حقيقة مهدوية ؟
قال الشخص المعني :
فيما يلي أربع روايات لابد من مناقشة دلالاتها الصريحة
من حيث هل هي شبهة أم أنّها حقيقة مكنونة
وسأشير قبل كل رواية إلى مضمون دلالتها
ثم في الخاتمة سأشير إلى المحصلة النهائية المستقاة من مجموع الروايات الأربع
: هذا ما تبناه الشخص المعني :
والروايات كما يلي بحسب نقل هذا الشخص المعني:
أولاً :
إنَّ المهدي الموعود ظهوره في آخر الزمان
هو شخصٌ غير
الإمام الحجة محمد بن الإمام الحسن العسكري:عليهما السلام:
بصريح ما رواه السيد علي بن عبد الحميد بإسناده عن
الإمام الصادق :عليه السلام:
في قوله
: إنَّ منا بعد القائم عليه السلام إثنا عشر مهدياً من ولد الحسين :عليه السلام : .
: الغيبة : الطوسي : ص150 :
بحار الأنوار :المجلسي ج53ـ ص147 :
ثانياً:
إنَّ المهدي الموعود ظهور في آخر الزمان يولدُ في آخر الزمان
بصريح الرواية المروية عن إبراهيم بن عطية
عن ام هانيء الثقفية
قال : غدوتُ على سيدي محمد بن علي الباقر :عليه السلام: فقلتُ له :
ياسيدي آية في كتاب الله عزّ وجلّ عرضت بقلبي وأسهرتني قال فإسألي يا أم هانيء ؟
قالتْ , قلت : قول الله عزّ وجلّ
{ فلا اقسم بالخنس الجوار الكنس } التكوير 15ـ 16
قال :عليه السلام: نعم المسألة سألتني يا أم هانيء
هذا مولود في آخر الزمان هو المهدي من هذه العترة تكون له حيرة وغيبة
يضل فيها اقوام ويهتدي فيها اقوام فيا طوب لكِ إن ادركته . ويا طوبى لمن ادركه :
: كمال الدين وتمام النعمة :الصدوق ص330 ب32 ح14,
و: بحار الأنوار :ج51 :ص:137
ثالثاً:
إنَّ ظهور المهدي الموعود في آخر الزمان فيه سُنّة
من عيسى بن مريم :عليهما السلام: وهي الرجعة .
بصريح رواية كعب الأحبار في حديث طويل
انه قال :
: إنَّ القائم من ولد علي له غيبة كغيبة يوسف ورجعة كرجعة عيسى بن مريم ثم يظهر بعد غيبته مع طلوع النجم الآخر: .
: الغيبة :النعماني ص147 ب10 ح4 :
وبحار الأنوار ج52 ص226 :
رابعًا:
إنَّ كيفية رجعة عيسى بن مريم كانت هي بإختيار الشخص الشبيه بعيسى مباشرة حين توفاه الله ورفعه إليه .
بصريح ما روي عن اهل البيت عليهم السلام في تفسير
قول الله تعالى في سورة آل عمران الآية 55 :
(( إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ))
والرواية هي : واما قوله
( إذ قال الله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة )
فانه حدثني ابي عن ابن ابي عمير عن جميل بن صالح عن حمران بن اعين عن ابي جعفر :عليه السلام:
قال إنّ عيسى :عليه السلام: وعد اصحابه ليلة رفعه الله اليه، فاجتمعوا اليه عند المساء
وهم اثنا عشر رجلا فادخلهم بيتا ثم خرج عليهم من عين في زاوية البيت
وهو ينقض رأسه من الماء
فقال إنَّ الله اوحى إليَّ أنه رافعي اليه الساعة ومطهري من اليهود
فأيّكم يُلقى عليه شبحى فيقتل ويصلب ويكون معي في درجتي
فقال شاب منهم انا ياروح الله , قال فأنتَ هو ذا :
: تفسير علي بن إبراهيم القمي ص103 :
خاتمة الشخص المعني:
==============
: إذاً من مجموع هذا التصريح في النصوص الأربعة
يتحصل لدينا
بإنَّ ظهور المهدي الموعود في آخر الزمان
هو بظهور الشخص المختار الذي يلقي عليه
الإمام الثاني عشر الحجة محمد بن الإمام الحسن العسكري شبحه ويكون معه في درجته ويسلمه الخلافة في الأرض
ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً :
:الجواب:
=====
بدايةً خُذها مني نتيجةً قطعيّة بحثية بحتة
إنَّ ما ذهبتَ إليه أيها العضو المَعني من المضامين والمُحصَّلة
هو مَذهب خاطىء وباطل في إعتقادنا الحق والصحيح
لذا فإنتبه لما تُفكر به وتُحاول جرّه إلى ما لايُحمد عقباه
ومالايمكن قبوله بتاتا .
:1:
إنَّ زعمكم الباطل
بأنَّ المهدي الموعود هو غير
الإمام محمد بن الإمام الحسن العسكري:عليه السلام:
فهذا ما لم يقل به أحدٌ من أتباع مذهب أئمة أهل البيت المعصومين
:عليهم السلام: من الأولين والآخرين
ويظهر أنَّكَ لم تفهم مفاد ودلالة الرواية التي ذكرتها
وهي:
كما روى الطوسي في الغيبة ص 150
أخبرنا جماعة ، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن سفيان
البزوفري عن علي بن سنان الموصلي العدل
عن علي بن الحسين ، عن أحمد بن محمد بن الخليل
عن جعفر بن أحمد المصري عن عمه الحسن بن علي
عن أبيه ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ، عن أبيه الباقر
عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين ، عن أبيه الحسين الزكي الشهيد ، عن أبيه أمير المؤمنين :عليه السلام:
قال : قال رسول الله:صلى الله عليه وآله وسلم –
في الليلة التي كانت
فيها وفاته - لعلي :عليه السلام: :
يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة . فأملأ رسول الله: صلى الله عليه وآله وسلم
وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع
فقال
: يا علي إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماما
ومن بعدهم إثنا عشر مهديا ، فأنتَ
يا علي أول الإثني عشر إماما سمّاك الله تعالى في سمائه عليا المرتضى ، وأمير المؤمنين ، والصديق الأكبر ، والفاروق الأعظم والمأمون ، والمهدي فلا تصح
هذه الأسماء لاحد غيرك .
يا علي أنتَ وصيي على أهل بيتي حيهم وميتهم ، وعلى نسائي فمن ثبتها لقيتني غدا ، ومن طلقتها فأنا برئ منها لم ترني
ولم أرها في عرصة القيامة
وأنت خليفتي على أمتي من بعدي
فإذا حضرتك الوفاة فسلمها إلى ابني الحسن البر الوصول
فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول
فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي
فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الباقر
فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه جعفر الصادق
فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه موسى الكاظم
فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الرضا
فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الثقة التقي
فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الناصح
فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الحسن الفاضل
فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ
من آل محمد عليهم السلام: فذلك اثنا عشر إماما
ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا
فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المقربين
له ثلاثة أسامي : اسم كإسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد ، والاسم الثالث : المهدي ، هو أول المؤمنين :
: الغيبة :الطوسي ص150 :
فالرواية الأولى التي رويتها هي موجودة كالآتي في بحار الأنوار :
ولم يذكرها الشيخ الطوسي أبدا
فتأكّد وتثبّت من النقل ؟
وهي
ما رواه السيد علي بن عبد الحميد بإسناده
عن الصادق :عليه السلام:
قوله
: إنَّ منا بعد القائم :عليه السلام: إثنا عشر مهدياً من ولد الحسين :عليه السلام:
:بحار الأنوار:المجلسي:ج53:ص148:
ومفاد هذه الرواية واضح حتى لمن لايفقه التخصص
وهي تعني أنَّ من ذراري أهل البيت المعصومين :عليهم السلام:
مَنْ سيحكم في وقت الرجعة
أو بعد إنتهاء أمد حكم الإمام المهدي
:عليه السلام: وقيامه بالحق فعلاً
وهم ينحصرون نسبا بذرية الإمام الحسين:عليه السلام:
كما هو حال الإمام المهدي في نسبه الشريف .
وإلحظ جيداً متن الرواية في منطوقها
:بعد القائم :
أي بعد إنتهاء حكم القائم المهدي:عليه السلام:
فأين الغيرية والمباينة المصداقية في الدلالة ؟
فإفهم .
حتى تزعم بأنَّ المهدي الموعود
هو غير الإمام محمد بن الحسن العسكري :عليه السلام:
:2:
ما ذكرته من نتيجة باطلة في الرواية الثانية
هو مُشابه تماماً لما ذهبت إليه الفرقة الزيدية
وهو أنَّ المهدي الموعود بظهوره يولد في آخر الزمان
وبهذا الزعم الباطل قال أغلب أبناء العامة والجمهور من المُخالفين
وقد تبيّن بطلان ذلك بالبرهان القطعي نقلا وعقلا
فراجع كتب الإعتقاد للمتقدمين والمتأخرين .
وإنَّ المقصود بمنطوق الرواية التي رويتها عن الإمام الباقر :عليه السلام:
على فرض صدورها وصحتها سندا ومتنا
هو أنَّ ولادة الإمام المهدي :عليه السلام: ستتحقق يقيناً في آخر سلسلة زمن الأئمة المعصومين:عليهم السلام:
والدليل صياغة الجواب بصورة الجملة الأسمية المُتمكنة في تقرير الحكم والفراغ من وقوعه تحققا ووجودا لامحالة
إلحظ: قول الإمام الباقر :عليه السلام: بدقة
: هذا مولود في آخر الزمان هو المهدي من هذه العترة:
يعني أنَّ الإمام المهدي:ع: مفروغٌ من قطعيّة ولادته المباركة في آخر سلسلة أئمة المعصومين :ع:
وهو منهم إتصالاً في نسبه وزمنه ولافصل بينه وبينهم
والدليل قوله :عليه السلام:
:من هذه العترة : أي من عترة أهل البيت المعصومين :ع:
وللعلم لايمكن قبول زعمكم الباطل
بأنَّ المهدي سيولد في آخر الزمان وهو من العترة المعصومة بموجب نص الرواية الثانية
فهذا يوجب إنقطاع الحجة الإلهيَّة على الناس أجمعين
وأما تعبير الإمام الباقر:ع: بمصطلح آخر الزمان
ذلك كون زمن الولادة لم يحن بعد آنذاك وهو أمر نسبي وإضافي يتمحور في تحققه تبعا لموضوعه ووجوده
فصحَ للإمام الباقر:ع: بأن يُعبّر بآخر الزمان بالنسبة إليه :عليه السلام:
:3:
في الرواية الثالثة
يوجد مُشكل سندي وهو الراوي كعب الأحبار فهو
من أشد الكذابين والوضاعين خطراً على الإعتقاد
فلاقيمة لأخباره عندنا
وقد ثبت في علم الرجال عدم وثاقته وكونه من الوضاعين فإنتبه إلى ذلك ؟
ثمَّ أنتَ من أين جئتَ بمضمون أنّ المهدي الموعود سيولد في آخر الزمان وربطتَ ذلك بالرواية الثالثة الأجنبية عن زعمكَ الباطل
والحال أنَّ متن الرواية الثالثة ينص صراحة أنَّ الإمام المهدي :ع:
هو من ولد علي :عليه السلام:
: إنَّ القائم من ولد علي:
وإنَّ وجود ثمةَ شبه بين الإمام المهدي وبعض الأنبياء :عليهم السلام:
لادخالة له في إثبات زعمك بولادة الإمام المهدي:ع: في آخر الزمان
فما هذا التخبط ؟
:4:
إنَّ إقحامكم للرواية الرابعة ماهو إلاّ حشو دون فائدة تذكر أو ربط منتج
ولاتستحق المناقشة
فأي علاقة للرواية الرابعة بزعمكَ الباطل والذي تُريد تصديره إلى الآخرين
مما تبنته المسيحية إعتقادا .
وهو مذهب التشبيه
وهذا ما لاتقول به الطائفة الحقة :الإمامية:
من أتباع أهل البيت المعصومين :ع:
وبالتالي فكل ما تحاول إثباته فهو باطل من أول الأمر
ولايمكن قبوله عقلا ونقلا .
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :
تعليق