إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

انتخاب الامام الحسين مسلم بن عقيل للسفارة وسفره إلى العراق

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • انتخاب الامام الحسين مسلم بن عقيل للسفارة وسفره إلى العراق

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد

    الإمام الحسين عليه السلام ينتدب ممثلا عنه :
    تتابعت الرسائل والكتب من الكوفيين على الإمام الحسين (عليه السلام ) تتبع بعضها بعضا يقول المؤرخون اجتمع عنده في نوب متفرقة اثنا عشر ألف كتاب (الوافي في المسالة الشرقية 148) وهي تحثه على القدوم إليهم لينقذهم من جور الأمويين وظلمهم ورأى الإمام الواجب الشرعي يدعوه للقيام بهذه المهمة الخطيرة التي لا يقوم بها احد سواه فاستجاب مع علمه بنفسيات الكوفيين واتجاهاتهم إلا أن الواجب يلزمه بذلك .
    تجلت حكمة تعامل ريحانة الرسول (صلى الله عليه واله) في هذا الظرف العصيب لعلاج أحرج مرحلة قائمة , في كونه لم يذهب هو بنفسه إليهم ولم يجب الكوفيين جوابا نهائيا ... وتجلت حنكته السياسية بتروّيه وهدوء تخطيه للطريق الطويل , دون تعجل أو إسراع . اذ راح ينظر بمسالة تمثيل شخصه من قبل احد رجاله تحقيقا تمهيديا لمطالب المظلومين .

    تشخيص الرجل الأليق لهذه المهمة الحساسة :
    ليست رغبة سياسي ساذج , ولا خاطرة قائد عادي , فمخاض دراسة القضية , وترشيح الشخص المناسب سيسفر عنه انعكاس تام لشخصية الإمام في وقوفه الجاد من الأزمة القائمة ,وفي قراره النافذ ازاء الطلب , ولذلك فقد وقع اختيار الحسين عليه السلام على احد أرقى أقطاب الطالبيين , واحد المع نجوم البيت النبوي , مستعينا بربه , مستلهما تسديد السماء له , حينما تكدست الكتب الكوفية متراكمة بين يديه : (( عندها قام الحسين عليه السلام فصلى ركعتين بين الركن والمقام , وسأل الله الخيرة في ذلك ثم طلب مسلم بن عقيل قدس الله روحه وأطلعه على الحال وكتب معه جواب كتبهم )) (نفس المهموم للقمي : ص 51)
    اذن فان اختيار المجاهد الكبير مسلم بن عقيل ممثلا شخصيا ونائبا خاصا ومبعوثا معبرا عن سيرة الحسين وسياسته , يفصح مدى ما لدى مسلم من امتيازات كامنة في روحيته وعلمه وجديته وشجاعته , وباقي مؤهلات المهمة من الصفات التي شب عليها شبان بني هاشم .
    إن الدور المنوط به ليس محدودا , لم يكن رسولا بسيطا , ولا سفيرا مقيدا او نائبا دنيويا , فقد كانت مهمته مطلقة في شتى الشؤون الدينية والدنيوية , واسعة الصلاحيات متفرعة المسؤوليات , بفعل ما تقتضيه ظروف المرحلة والقضية وبفعل ما يتمتع به مبعوث الحسين عليه السلام من فضائل الفقه والتقى واليقظة , والورع والعز والعمل , وباقي مظاهر العظمة ومقومات العز والسؤدد .
    لا غرو ان يمثل الإمام الحسين عليه السلام رجل يحمل هموم تقرير المصير قد توفرت فيه كافة الكفاءات , وتجمعت لديه معالم الجد والجدارات ليكون خليقا بنيابة سبط رسول السماء صلى الله عليه واله متكامل اللياقة في الولاية المطلقة لإدارة حركة الكوفة بقابلية نادرة . اذ كان هذا الرجل واعيا للواقع المرير معاصرا للآلام التي اعتصرت الشعوب المسلمة مواكبا لمسار الوقائع ومجريات الأحداث ونكبات الأمة , محيطا بالحكم القائم والنحو السياسي الذي ينحوه , مشاطرا الإمام في أهم أراء علاج الأزمة , ملما بمنهج الحسين في القضايا المهمة فهو عضد ابن عمه السبط ونجيه في تبادل وجهات النظر المصيرية الحاسمة . يتداول معه مظالم المسلمين ومشكلاتهم التي تنتدبهم للثار لدين الله باعتبارهم أمناء الرسالة وأحوط الناس على الإسلام الحنيف .
    أما سبب اختياره دون غيره من الرجال الهاشميين فيعود إلى حيازته على قصب السبق في مضمار او عدة مضامير , ولا نستطيع التماس مقارنة مقومات الشخصيات الهاشمية لفقدان ما نركن اليه من روايات مفصلة او فاصلة , بيد ان الواضح كون مسلم بن عقيل عليه السلام من كبار علماء وفقهاء بني هاشم ويعد الهاشمي النموذجي جهادا وإجلالا بالاعتماد على صريح رأي الإمام الحسين القاضي بامتيازه على سائر رهطه الطاهر فيقيمه بكلمات غير خافية الدلالة حين قال عنه : ( أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي) (تاريخ الطبري :4262 والإرشاد : ص 204) وفي رواية أخرى قال والمفضل عندي من اهل بيتي) (المنتخب للطريحي283) طي الرسالة التي كتبها للكوفيين ... ولا مراء في أن ما لمسلم من قدسية إنما هي مستمدة من قدسية سبط رسول السماء (صلى الله عليه واله) الذي وقف يصلي (بين الركن والمقام) مستلهما من ربه الصواب في اصطفاء نائبة لنوائب أيام الأمة .
    إذن اختار الإمام (عليه السلام ) في سفارته ثقته وكبير أهل بيته والمبرز بالفضل فيهم مسلم بن عقيل وهو من أفذاذ الرجال ومن امهر الساسة وأكثرهم قابلية على مواجهة الظروف والصمود أمام الأحداث يقول العلامة المظفر الشيخ عبد الواحد :
    تصفحت أخبار السفارة لم أجد سفيرا يداني مسلم بن عقيل
    أرى ذكره حيا وان غاب شخصه لدى كل دور في الحياة وجيل
    فتى ينتخبه السبط سبط محمد متى تسمح له الدنيا له بمثيل
    وعرض الإمام على ابن عمه مسلم ابن عقيل القيام بهذه المهمة ورشحه دون إخوانه وأبناء عمومته فاستجاب لذلك عن رضا ورغبة .

    وثيقة سفارته :
    وزود الإمام بوثيقة عهد فيها إلى تعيينه نائبا عنه وقد رويت بصور متعددة منها ما رواه الطبري وجاء فيها :
    ( من الحسين بن علي إلى الملأ من المؤمنين والمسلمين هانئا وسعيدا قدما بكتبكم وكانا آخر من قدم عليَّ من رسلكم وقد فهمت كل الذي اقتصصتم وذكرتم ومقالة جلكم انه ليس علينا إمام فاقبل لعل الله يجمعنا بك على الهدى والحق .
    وقد بعثت إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي وأمرته يكتب بحالكم وأمركم ورأيكم فان كتب انه قد اجتمع رأي ملأكم وذوو الفضل والحجى منكم على مثل ما قدمت عليَّ به رسلكم وقرأت من كتبكم أقدم عليكم وشيكا إن شاء الله فلعمري ما الإمام إلا العامل بالكتاب والآخذ بالقسط والدائن بالحق والحابس نفسه على ذات الله والسلام )
    حكت هذه الرسالة حسب نص الطبري الأمور التالية :
    أولا : توافد رسائل الكوفيين على الإمام طالبين منه القدوم لمصرهم
    ثانيا : الإشادة بمسلم فهم ثقة الإمام وابن عمه ويكفي في ذلك دلالة على سمو مكانته وعظيم منزلته
    ثالثا : تحديد صلاحية مسلم وهو اكتشاف الوضع السياسي في الكوفة ومدى صدق القوم فيما كتبوه للإمام ومن المؤكد انه لا تناط هذه الصلاحيات إلا بمن كانت له معرفة بشؤون المجتمع وأحوال الناس
    رابعا : انه أوقف قدومه على الكوفة بتعريف مسلم له بأحوال الكوفيين
    خامسا : إن هذه الرسالة حددت الصفات التي يجب توفرها في زعيم الأمة وقائد مسيرتها وهي :
    أ‌) العمل بكتاب الله .
    ب‌) الأخذ بالقسط .
    ج) الإدانة بالحق .
    د) حبس النفس على ذات الله تعالى وعدم انسيابها في لذائذ الحياة .

    سفر مسلم بن عقيل عليه السلام إلى العراق :
    وغادر مسلم مكة ليلة النصف من رمضان (تاريخ ابن الاثير 3267) وعرج في طريقه على المدينة فصلى في جامع رسول الله (ص) وطاف بضريحه وودع أهله وأصحابه (مروج الذهب 286) وكان ذلك هو الأخير واتجه صوب العراق ومعه الذوات التالية :
    1. قيس بن مسهر الصيداوي .
    2. عمارة بن عبد الله السلولي .
    3. عبد الرحمن بن عبد الله الأزدي .
    واستأجر من المدينة دليلين من قيس يدلانه على الطريق (تاريخ الطبري 6198) وسار مسلم مع أصحابه في صحراء الحجاز لايلون على شئ يتقدمهم الدليلان وهما يتنكبان الطريق خوفا من طلب السلطة لهم فضلا عن الطريق ولم يهتديا له وأعياهما السير واشتد بهما العطش فأشارا على مسلم لسنن الطريق بعد أن بان لهما وتوفيا في ذلك المكان وسار مسلم مع رفاقه حتى أفضوا إلى الطريق فوجدوا ماء فأقاموا فيه ليستريحوا مما ألم بهم من عظيم الجهد والعناء .


  • #2
    أسعد بالمشاركة معكم

    اللهم صل على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    السلام عليكم أخي القدير ( لواء صاحب الزمان
    )

    أشكر طرحك النير القيم--


    السلام عليك ياسيدي يا رسول الله صل الله عليك و أهل بيتك الأطهار -ع- وسلم

    السلام عليك سيدي ( مسلم بن عقيل) سلمت وسلمت جروحك وروحك وغربة ضريحك بسلام الامام الحسين ارتقت في سماء الحق صروحك


    بارك الله فيك

    جزاك الله خيرا من نور الامام سيد الأوصياء( علي ) (ع)--

    حفظكم الله ورعاكم صاحب الزمان-عج-

    أختكم ندى ممنونة لكم
    sigpic

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X