أسبــاب النزول في القرآن الكريم
أسباب النزول : هي أمور وقعت في عصر الوحي نزلت من أجلها آية أو أكثر مجيبة عنها أو حاكية لها أو مبينة حكمها .
فقد تنزل الآيات أو السور لتجيب عن الأسئلـة التي ترفع إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من المؤمنين أو غيرهم ، أو لتعلق على جملة من الأحداث والوقائع التي كانت تقع في حياة الناس ، أو لتبين حكماً وتحدد موقفاً يتطلبه الواقع الذي يعيشه الناس .
ومن الأمثلة على أسباب النزول :
1ـ التصدق بالخاتـم : سأل سائـل صدقـة في المسجـد وكان أمير المؤمنين علي ( عليـه السلام ) راكعاً في صلاته ، فأشار إليه بإصبعه الشريف فأخذ منها خاتمه ، فأنزل الله تعالى قوله : (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )) .
2ـ مسجد ضرار : شيد بنو عمرو بن عوف مسجـد ( قبـاء ) وطلبوا من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يصلي فيه فصلى ، فحسدهم جماعة من المنافقين ، فقالوا : نبني مسجداً آخر فنصلي فيه ولا نحضر جماعة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فأنزل الله تعالى قوله : (( وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ )) .
تصنيف القرآن بحسب أسباب النزول :
ويمكن تصنيف الآيات الكريمة والسور بحسب أسباب النزول إلى قسمين :
القسم الأول : هي الآيات التي نزلت لسبب هو المثير والداعي للنزول في عصر الوحي ، كمشكلة تعرض الله النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أو سؤال استدعى الجواب عنه أو واقعة كان لا بد من التعليق عليها ، وهذا القسم من القرآن هو ما تتحدث عنه كتب التفاسير في أسباب النزول .
القسم الثاني : هي الآيات التي نزلت ابتداءً لأجل الهداية والتربية دون وقوع سبب معين في عصر الوحي اقتضى نزول الوحي بشأنه ولأجله ، وهذا القسم يشمل أخبار الأمم الماضية التي يذكرها القرآن للتوعية والتدبر ، كما يشمل الأنباء الغيبية ومشاهد القيامة وأحوال أهل الجنة وأهل النار .
اللهم صل على محمد وآل محمد واحطط بالقرآن عنا ثقل الأوزار ، وهب لنا حسن شمائل الأبرار ، واقف بنا آثار الذين قاموا لك به آناء الليل وأطراف النهار حتى تطهرنا من كل دنس بتطهيره برحمتك يا أرحم الراحمين .
تعليق