إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"" الموسوعة الاخلاقية المتكاملة ""

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "" الموسوعة الاخلاقية المتكاملة ""

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللّهم صلّ على محمد وآل محمد

    وصية الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لابي ذر الغفاري رضوان الله تعالى عليه::

    قال أبو الأسود الدؤلي : حدثني أبو ذر قال : دخلت ذات يوم على رسول الله صلى الله عليه واله في مسجده، فلم أر في المسجد أحداً من الناس إلاّ رسول الله وعلي صلى الله عليه جالس إلى جانبه، فاغتنمت خلوة المسجد فقلت : يا رسول الله - بأبي أنت واُمي - أوصني بوصية ينفعني الله بها، فقال : نعم، وأكرم بك .
    يا أباذر، اعبد الله كأنك تراه، فإن كنت لاتراه فإنه عز وجل يراك .
    واعلم ان اول عبادة الله المعرفة به أنه الأول قبل كل شيء فلا شيء قبله، والفرد فلا ثاني معه، والباقي لا إلى غاية، فاطرالسماوات والأرض وما فيهما وما بينهما من شيء، وهواللطيف الخبير، وهوعلى كل شيء قدير.
    ثم الايمان بي، والاقراربأن الله عز وجل أرسلني إلى كافة الناس بشيراً ونذيراً وداعياُ إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، ثم حب أهل بيتي الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً .
    واعلم - يا أباذر - أن الله جعل أهل بيتي كسفينة النجاة في قوم نوح، من ركبها نجا ومن رغب عنها غرق، ومثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله كان امناً.
    يا أباذر، إحفظ عني ما اُوصيك به، تكن سعيداً في الدنيا والآخرة .
    يا أباذر، نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة، والفراغ .
    يا أباذر، اغتنم خمساً قبل خمس : شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل مماتك .
    يا أباذر، إياك والتسويف بأملك، فإنك بيومك ولست بما بعده، فإن يك غداً لك تكون في الغد كما كنت في اليوم، وإن لم يك غد لك لم تندم على ما فرطت في اليوم .
    يا أباذر، كم من مستقبل يوماً لايستكمله، ومنتظرغداً لايبلغه .
    يا أباذر، لونظرت إلى الأجل ومسيره، لأبغضت الأمل وغروره .
    يا أباذر، كن في الدنيا كأنك غريب أو كعابر سبيل، وعد نفسك في أهل القبور.
    يا أباذر، إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء، وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح، وخذ من صحتك قبل سقمك، ومن حياتك قبل مماتك، فإنك لاتدري ما اسمك غداً.
    يا أباذر، إياك أن تدرك الصرعة عند العثرة، فلا تمكن من الرجعة، ولا يحمدك من خلفت بما تركت، ولا يعذرك من تقدم عليه بما فيه إشتغلت .
    يا أباذر ما رأيت كالنار نام هاربها، ولا مثل الجنة نام طالبها.
    يا أباذر، كن على عمرك أشح منك على درهمك ودينارك .
    يا أباذر، هل ينتظرأحد إلا غنى مطغياً، أوفقراً منسياً، أو مرضاً مزمناَ، أو هرماً مفنياً، أو موتاً مجهداً، أو الدجال فإنه شر غائب ينتظر، أو الساعة والساعة أدهى وأمر!
    يا أباذر، إن شر الناس عندالله - جل ثناؤه - يوم القيامة، عالم لاينتفع بعلمه، ومن طلب علماً ليصرف به وجوه الناس إليه، لم يجد ريح الجنة.
    يا أباذر، إذا سئلت عن علم لاتعلمه فقل : لا أعلم، تنج من تبعته . ولا تفت الناس بما لاعلم لك به، تنج من عذاب يوم القيامة.
    يا أباذر، يطلع قوم من أهل الجنة إلى قوم من أهل النار فيقولون : ما أدخلكم النار؟ وإنما دخلنا الجنة بفضل تأديبكم وتعليمكم ! فيقولون : كنا نأمر بالمعروف ولا نفعله
    يا أباذر، إن حقوق الله أعظم من أن يقوم بها العباد، وإن نعم الله عز وجل أكثر من أن يحصيها العباد، ولكن امسوا تائبين، وأصبحوا يائسين .
    يا أباذر، إنكم في ممرالليل والنهار، في آجال منقوصة، وأعمال محفوظة، والموت يأتي بغتة، فمن يزرع خيراً يوشك أن يحصد رغبة، ومن يزرع سوءاً يوشك أن يحصد ندامة، ولكل زارع مازرع .
    يا أباذر، لايسبق بطيء بحظه، ولا يدرك حريص مالم يقدرله، ومن اُعطي خيراً فالله عز وجل أعطاه، ومن وقي شراً فالله عز وجل وقاه .
    يا أباذر، المتقون سادة، والفقهاء قادة، ومجالستهم زيادة .
    يا أباذر، إن المؤمن ليرى ذنبه كأنه تحت صخرة يخاف أن تقع عليه، والكافر يرى ذنبه كأنه ذباب مرّ على أنفه .
    يا أباذر، إن الله تعالى إذا أراد بعبد خيراً جعل الذنوب بين عينيه ممثّلة.
    يا أباذر، لاتنظرإلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى من عصيت .
    يا أباذر، إن نفس المؤمن أشد تقلباً وخيفة من العصفور حين يقذف به [في] شرك .
    يا أباذر، إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه .
    يا أباذر، إنك إذا طلبت شيئاً من أمر الدنيا وابتغيته وعسرعليك، فإنك على حال حسنة .
    يا أباذر، لاتنطق فيما لايعنيك فإنك لست منه في شيء، واخزن لسانك كما تخزن رزقك .
    يا أباذر، إن الله جل ثناؤه ليدخل قوماً الجنة فيعطيهم حتى تنتهي أمانيهم، وفوقهم قوم في الدرجات العلى، فإذا نظروا إليهم عرفوهم فيقولون : ربنا، إخواننا كنا معهم في الدنيا، فبم فضلتهم علينا؟ فيقال : هيهات، فإنهم كانوا يجوعون حين تشبعون، ويظمأون حين تروون، ويقومون حين تنامون، ويشخصون حين تخفضون.
    يا أباذر، إن الله تعالى جعل قرة عيني في الصلاة، وحببها إليّ كما حبب إلى الجائع الطعام، وإلى الظمآن الماء، وإن الجائع إذا أكل الطعام شبع، وإذا شرب روي، وأنا لا أشبع من الصلاة .
    يا أباذر، إنّ الله عزّ وجلّ بعث عيسى بن مريم بالرهبانية وبعثت بالحنيفية السمحة، وحبب إليّ النساء والطيب، وجعل في الصلاة قرّة عيني .
    يا أباذر أيما رجل تطوع في كلّ يوم باثنتي عشر ركعة سوى المكتوبة كان له حقاً واجباً بيتاً في الجنة .
    يا أباذر وصلاة في مسجدي هذا تعدل مائة ألف صلاة في غيره إلاّ المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام تعدل مائة ألف صلاة في غيره، وأفضل من هذا كلّه صلاة يصليها الرجل في بيته حيث لايراه إلا الله عزّ وجلّ يطلب بها وجه الله عز وجلّ.
    يا أباذر ما دمت في الصلاة فإنك تقرع باب الله، ومن يكثرمن قرع باب الملك يفتح له .
    يا أباذر ما من مؤمن يقوم إلى الصلاة إلاّ تناثرعليه البر مابينه وبين العرش، ووكل به ملك ينادي :ياأبن ادم لوتعلم ما لك في صلاتك ومن تناجي ما سئمت ولا التفت.
    يا أباذر طوبى لأصحاب الألوية يوم القيامة يحملونها فيسبقون إلى الجنّة، ألا وهم السابقون إلى المساجد بالأسحار وغيرها .
    يا أباذر لاتجعل بيتك قبراً، واجعل فيه صلاتك تضيء لك قبرك .
    يا أباذر الصلاة عماد الدين واللسان أكبر، والصدقة تمحو الخطيئة واللسان أكبر .
    يا أباذر الدرجة في الجنة فوق الدرجة كما بين السماء والأرض، وإنّ العبد ليرفع بصره فيلمع له نور يكاد يخطف بصره فيفزع لذلك فيقول : ما هذا؟ فيقال : هذا نور أخيك المؤمن. فيقول : هذا أخي فلان كنّا نعمل جميعاً في الدنيا وقد فضّل عليّ هكذا؟ فيقال : إنّه كان أفضل منك عملاَ ثم يجعل في قلبه الرضى حتى يرضى.
    يا أباذر الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، وما أصبح فيها مؤمن إلاّ وهو حزين، وكيف لايحزن وقد أوعده الله أنّه وارد جهنم ولم يعده أنّه صادرعنها .
    يا أباذر من اُوتي من العلم مالا يعمل به لحقيق أن يكون اُوتي علماً لاينفعه الله به لأنّ الله عز وجلّ نعت العلم فقال : (إنّ الذين أؤتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرّون للأذقان سجّداً * ويقولون سبحان ربّنا ان كان وعد ربّنا لمفعولاً * ويخرّون للأذقان يبكون) من استطاع أن يبكي قلبه فليبك، ومن لم يستطع فليشعر قلبه الحزن وليتباكى .
    يا أباذر ان القلب القاسي بعيد من الله ولكن لايشعرون .
    يا أباذر ما من خطيب إلاّ عرضت له خطبته يوم القيامة وما أراد بها.
    يا أباذر فضل صلاة النافلة تفعل في السر على العلانية كفضل الفريضة على النافلة .
    يا أباذر ما يتقرّب العبد إلى الله بشيء أفضل من السجود الخفي .
    يا أباذر اذكرالله ذكراً خالصاً. قلت : يا رسول الله وما الخالص؟ قال : الذكر الخفي .
    يا أباذر يقول الله تعالى : لا أجمع على عبدي خوفين ولا اجمع له أمنين فإذا أمن أخفته يوم القيامة وإذا خافني امنته يوم القيامة .
    يا أباذر لو أنّ رجلاً كان له مثل عمل سبعين نبياً لاحتقره وخشي ان لاينجو من شر يوم القيامة .
    يا أباذر إنّ الرجل لتعرض عليه ذنوبه يوم القيامة، فيقول أما إنّي قد كنت مشفقاً فيغفرله .
    يا أباذر إنّ الرجل ليعمل الحسنة فيتّكل عليها، فيعمل المحقرات فيأتي الله وهو من الأشقياء، وإنّ الرجل ليعمل السيئة فيفرق منها فيأتي الله عز وجلّ آمناً يوم القيامة.
    يا أباذر إنّ العبد ليذنب فيدخل بذنبه ذلك الجنة، قلت : وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال : يكون ذلك الذنب نصب عينه تائباً منه فازعاً حتى يدخل الجنة .
    يا أباذر إنّ الكيّس من النار من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والفاجر من اتبع نفسه هواها وتمنّى على الله عز وجلّ الأماني .
    يا أباذر إنّ الله عز وجل أوّل شيء يرفع من هذه الاُمة الأمانة والخشوع حتى لايكاد يرى خاشعاً .
    يا أباذر والذي نفس محمّد بيده لو أنّ الدنيا كانت تعادل عندالله جناح بعوضة ماسقى الفاجر منها شربة من ماء.
    يا أباذر الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلاّ ما يبتغى به وجه الله .

    يا أباذر ما من شيء أبغض الى الله من الدنيا خلقها ثم أعرض عنها فلم ينظر إليها ولا ينظرإليها حتى تقوم الساعة.
    وما من شيء أحبّ إلى الله عز وجل من إيمان به وترك ما أمر به أن يترك .
    يا أباذر إنّ الله جلّ ثناؤه أوحى إلى أخي عيسى عليه السلام : لا تحبّ الدنيا فإني لا أحبها وحبّ الاخرة فإنها هي دارالمعاد .
    يا اباذر إنّ جبرئيل عليه السلام أتاني بخزائن الدنيا على بغلة شهباء فقال : يا محمّد هذه خزائن الدنيا ولا ينقصك من حظّك شيئاً عنده، قال : فقلت : حبيبي جبرئيل لاحاجة لي فيها، إذا جعت سألت ربِّي وإذا شبعت شكرته .
    يا أباذر إذا أراد الله بعبد خيراً فقهه في الدين، وزهده في الدنيا، وبصّره عيوب نفسه .
    يا أباذر، ما زهد عبد في الدنيا إلاّ أثبت الله عز وجل الحكمة في قلبه، وأنطق بها لسانه، وبصّره عيوب نفسه والدنيا ودواءها، وأخرجه منها سالماً إلى دارالسلام .
    يا أباذر، إذا رأيت أخاك قد زهد في الدنيا، فاستمع منه فإنه يلقي إليك الحكمة .


    يتبع >>>>...
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X