إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حكاية تستحق القراءة .

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حكاية تستحق القراءة .





    يحكى ان رجلا ضاقت به سبل العيش، فقرر ان يسافر بحثا عن الرزق، فترك بيته واهله وسار بعيدا، وقادته الخطى الى بيت احد التجار الذي رحب به واكرم وفادته، ولما عرف حاجته عرض عليه ان يعمل عنده، فوافق الرجل على الفور، وعمل عند التاجر يرعى الابل.
    وبعد عدة سنوات اشتاق فيها الرجل لبيته ورؤية اهله وابنائه، فأخبر التاجر عن رغبته في العودة الى بلده، فعزّ عليه فراقه لصدقه وأمانته، فكافأه وأعطاه بعضا من الإبل والماشية.


    سار الرجل عائدا إلى أهله، وبعد أن قطع مسافة طويلة في الصحراء القاحلة، رأي شيخا جالسا على قارعة الطريق، ليس عنده شيء سوى خيمة منصوبة بجانب الطريق، وعندما وصل اليه حيّاه وسأله ماذا يعمل لوحده في هذا المكان الخالي وتحت حر الشمس، فقال له: أنا أعمل في التجارة.


    فعجب الرجل وقال له: وما هي تجارتك؟ فقال له الشيخ: أنا أبيع نصائح، فقال الرجل: وبكم النصيحة؟! فقال الشيخ: كل نصيحة ببعير.


    فأطرق الرجل مفكرا في النصيحة وفي ثمنها الباهظ الذي عمل طويلا من اجل الحصول عليه، ولكنه في النهاية قرر أن يشتري نصيحة، فقال له: هات لي نصيحة.
    فقال الشيخ:
    1⃣«اذا طلع سهيل لا تأمن للسيل».
    قال في نفسه: ما لي ولسهيل في هذه الصحراء الموحشة،
    وماذا تنفعني هذه النصيحة في هذا الحر، وعندما وجد انها لا تنفعه قال للشيخ: هات لي نصيحة اخرى وسأعطيك بعيرا آخر.


    فقال له الشيخ:
    2⃣«لا تأمن لأبوعيون بُرْق وأسنان فُرْق».
    تأمل صاحبنا هذه النصيحة ايضا وأدارها في فكره ولم يجد بها أي فائدة، فقال للشيخ هات النصيحة الثالثة وسأعطيك بعيرا آخر.
    فقال له:
    3⃣ «نم على النَّدَم ولا تنام على الدم».
    لم تكن النصيحة الثالثة بأفضل من سابقتيها، فترك الرجل ذلك الشيخ وأعطاه الجمال الثلاثة،
    وساق ما بقي معه من ابل وماشية وسار في طريقه عائدا الى اهله عدة أيام نسي خلالها النصائح من كثرة التعب وشدة الحر.


    وفي احد الايام ادركه المساء فوصل الى قوم نصبوا خيامهم في قاع واد كبير، فتعشى عند احدهم وبات عنده، وبينما كان يتأمل النجوم شاهد نجم سهيل، فتذكر النصيحة التي قالها له الشيخ فقام سريعا وأيقظ صاحب البيت واخبره بقصة النصيحة، وطلب منه ان يخبر قومه حتى يخرجوا من قاع ذلك الوادي، ولكن المضيف لم يكترث له، فقال الرجل: والله لقد اشتريت النصيحة ببعير ولن أنام في قاع هذا الوادي، فقرر أن يبيت على مكان مرتفع، فاخذ ابله وماشيته وصعد الى مكان مرتفع بجانب الوادي، وفي آخر الليل هطل المطر بشدة وجاء السيل يهدر كالرعد، فهدم البيوت وشرد القوم.


    وفي الصباح سار عائدا نحو اهله، وبعد يومين وصل الى بيت في الصحراء، فرحب به صاحب البيت وكان رجلا نحيفا خفيف الحركة، واخذ يزيد في الترحيب به والتودد اليه حتى أوجس منه خيفة، فنظر اليه وإذا به «ذو عيون بُرْق وأسنان فُرْق» فقال:
    آه هذا الذي اوصاني عنه الشيخ، ان به نفس المواصفات لا ينقص منها شيء.


    وفي الليل تظاهر الرجل بانه يريد ان يبيت خارج البيت قريبا من ابله واغنامه واخذ فراشه وجره في ناحية، ووضع حجارة تحت اللحاف، وانتحى مكانا غير بعيد يراقب منه حركات مضيفه، وبعد أن أيقن المضيف أن ضيفه قد نام، أخذ يقترب منه على رؤوس أصابعه حتى وصله ثم هوى عليه بسيفه بضربة شديدة، ولكن الضيف كان يقف وراءه، فقال له:
    لقد اشتريت النصيحة ببعير، ثم ضربه بسيفه فقتله، وساق ابله وماشيته وقفل عائدا نحو أهله.


    وبعد مسيرة عدة ايام وصل ليلا الى منطقة اهله، وسار ناحية بيته ودخله فوجد زوجته نائمة وبجانبها رجل، فاغتاظ لذلك ووضع يده على حسامه وأراد أن يهوي به على رؤوس الاثنين،
    وفجأة تذكر النصيحة الثالثة التي تقول « نم على الندم ولا تنام على الدم»، فهدأ وتركهم على حالهم، وخرج من البيت وعاد الى اغنامه ونام عندها حتى الصباح.


    وبعد شروق الشمس ساق إبله واغنامه واقترب من البيت فعرفه الناس ورحبوا به، واستقبله اقاربه وقالوا له: لقد تركتنا فترة طويلة، انظر كيف كبر خلالها ابنك حتى اصبح رجلا. ونظر الرجل الى ابنه واذا به ذلك الشاب الذي كان ينام بالامس بجانب زوجته، فحمد الله على ان هداه الى عدم قتلهم، وقال في نفسه: حقا.. كل نصيحة احسن من بعير.
    هذه من قصص التراث التي تبعث رسائل لتقبل النصيحة وفهمها بأبعادها وتعبر عن أثر الصدق والأمانة في حياة البشر وحماية الله لمن اتصف بهما
    sigpic

  • #2
    كالعادة إبداع رائع


    وطرح يستحق المتابعة

    شكراً لك اختي

    قصه جميله تحمل في طياتها الكثير من الحكم


    تعليق


    • #3
      اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
      سلمت الايادي موفقين لكل خير
      تحياتي لك

      تعليق


      • #4
        قصه جميله ومؤثره ونتمنى ابداع اكثر فاكثر اختنا الفاضله بارك الله فيكم

        تعليق


        • #5
          أخواتي الغاليات محبة المهدي الموعود / نداء الكفيل / أخي الفاضل بلال القرشي شكرًا لمروركم العطر جعلكم الله ممن يستمع القول فيتبع أحسنه
          sigpic

          تعليق


          • #6
            العشق المحمدي

            كعادتها تعرف كيف تنتقي الاجمل والاروع, كنحلة تنتقل من زهرة الى اخرى
            تصوغ الابداع اينما تحط الرحال..
            بارك الله بكم واثابكم الجنة..

            تعليق


            • #7




              الله الله
              قصة في غاية الروعه والجمال
              حكاية اعجبتني جدا
              والأكثر المواعظ والحكم الموجوده في القصة
              أبدعتي العشق المحمدي في نسج هذا ألجمال
              ألذي ألتمسه دائما بين أوراقكِ ألجميلة
              سلمت ودام نبض قلبكِ وقلمكِ
              على روعة ماتسطرين وما تنقلين لنا من أبداع وجمال
              أحترامي وتقديري لروعتكِ

              تعليق


              • #8
                أخي الفاضل السهلاني / أختي الغالية سهاد أغيب عن المنتدى مرغمة لكن لا يغيب عن فكري أسماء تلمع وأرى جمال جوهرها من خلال حروف تصاغ بمداد جميل السجايا وكريم الشمائل فلا أملك إلا قلبا يلهث بالدعاء صادقا وأكفا لما يبوح القلب رافعة ودي وتقديري لصدق أخوكم
                sigpic

                تعليق

                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                حفظ-تلقائي
                Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                x
                يعمل...
                X