إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

السيدة الجليلة ام كلثوم بنت الامام علي (عليها السلام)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السيدة الجليلة ام كلثوم بنت الامام علي (عليها السلام)

    السيدة أم كلثوم بنت الإمام علي(عليهما السلام)

    قرابتها بالمعصوم

    حفيدة رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وبنت الإمام علي والسيّدة فاطمة الزهراء(عليهما السلام)، وأُخت الإمامينِ الحسن والحسين، وعمّة الإمام زين العابدين(عليهم السلام).اسمها ونسبها

    أُمّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب(عليهم السلام)، وهناك رأيان فيها:1ـ إنّ لفاطمة الزهراء(عليها السلام) بنتاً واحدة لا أكثر، تسمّى بالسيّدة زينب(عليها السلام)، وتكنّى بأُمّ كلثوم.2ـ إنّ لفاطمة الزهراء(عليها السلام) بنتان لا بنتاً واحدة.أحدهما: تسمّى بزينب(عليها السلام)، أو تسمّى بزينب الكبرى.وثانيهما: تسمّى بأُمّ كلثوم، أو تسمّى بزينب الصغرى، وتكنّى بأُمّ كلثوم، وهذا الرأي هو المشهور عند علمائنا.ولادتها

    ولدت عام 7ﻫ بالمدينة المنوّرة.نشأتها

    نشأت(عليها السلام) في حجر أُمّها الزهراء(عليها السلام)، وتأدّبت بآداب الإمام علي(عليه السلام)، ونمت برعاية الإمامين الحسن والحسين(عليهما السلام).زواجها من عمر بن الخطّاب

    أنكر بعض علمائنا خبر التزويج من أصله؛ لوجود التضارب في مضامين الأخبار، والمناقشة في الدلالة، وأقرّه البعض الآخر منهم بهذا المقدار المستفاد من رواياتنا وهو: أنّ عمر خطب أُمّ كلثوم، والإمام علي(عليه السلام) اعتذر بأنّها صبية، وبأعذار أُخرى، فلم يفد اعتذاره، فهدّده عمر بعدّة تهديدات ـ أشار الإمام الصادق(عليه السلام) إلى هذا التهديد، بقوله: «إنّ ذلك فرج غُصبناه»(1) ـ إلى أن اضطرّ الإمام(عليه السلام) أن يوكل أمر الزواج إلى عمّه العباس، فزوّجها العباس وانتقلت إلى دار عمر، وبعد موته أخذ الإمام علي(عليه السلام) بيدها، وانطلق بها إلى بيته.أمّا أنّه دخل بها، وكان له منها ولد أو أولاد، فلا دليل عليه في رواياتنا، وأيّد هذا المطلب الزرقاني المالكي بقوله: «وأُمّ كلثوم زوج عمر بن الخطّاب، ومات عنها قبل بلوغها»(2).دفاعها عن أبيها(عليه السلام)

    قال الشيخ المفيد(قدس سره): «ولمّا بلغ عائشة نزول أمير المؤمنين(عليه السلام) بذي قار، كتبت إلى حفصة بنت عمر: أمّا بعد، فلمّا نزلنا البصرة ونزل علي بذي قار، والله داق عنقه كدّق البيضة على الصفا، أنّه بمنزلة الأشقر، إن تقدّم نحر، وإن تأخّر عقر.فلمّا وصل الكتاب إلى حفصة استبشرت بذلك، ودعت صبيان بني تيم وعدي وأعطت جواريها دفوفاً، وأمرتهن أن يضربن بالدفوف ويقلن: ما الخبر ما الخبر، علي كالأشقر بذي قار، إن تقدّم نحر، وإن تأخّر عقر، فبلغ أُمّ سلمة(رضي الله عنها) اجتماع النسوة على ما اجتمعن عليه من سبّ أمير المؤمنين، والمسرّة بالكتاب الوارد عليهن من عائشة، فبكت وقالت: أعطوني ثيابي حتّى أخرج إليهن، وأوقع بهم.فقالت أُمّ كلثوم بنت أمير المؤمنين(عليه السلام): أنا أنوب عنك، فإنّني أعرف منك. فلبست ثيابها وتنكّرت وتخفّرت واستصحبت جواريها متخفّرات، وجاءت حتّى دخلت عليهن كأنّها من النضارة، فلمّا رأت إلى ما هنّ فيه من العبث والسفه، كشفت نقابها وأبرزت لهن وجهها، ثمّ قالت لحفصة:إن تظاهرت أنت وأختك على أمير المؤمنين(عليه السلام)، فقد تظاهرتما على أخيه رسول الله(صلى الله عليه وآله) من قبل، فأنزل الله عزّ وجل فيكما ما أنزل، والله من وراء حربكما. وأظهرت حفصة خجلاً وقالت: إنّهن فعلن هذا بجهل، وفرّقتهن في الحال»(3).حضورها في كربلاء

    كانت(عليها السلام) حاضرة يوم الطف في كربلاء، ورأت بأُم عينيها الفاجعة الكبرى والمأساة العظمى، لما حلّ بأخيها الإمام الحسين(عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه من القتل.وهناك عدّة أُمور تثبت حضورها ووجودها(عليها السلام) في كربلاء، منها:1ـ إنّ الإمام الحسين(عليه السلام) لمّا نظر إلى اثنين وسبعين رجلاً من أهل بيته صرعى، التفت إلى الخيمة ونادى: «يا سكينة، يا فاطمة، يا زينب، يا أُمّ كلثوم، عليكن منّي السلام...»(4).2ـ بعد مصرع الإمام الحسين(عليه السلام) أقبل فرسه إلى الخيام، فلمّا نظرن أخوات الحسين(عليه السلام) وبناته وأهله إلى الفرس ليس عليه أحد، رفعن أصواتهن بالبكاء والعويل، ووضعت أُمّ كلثوم يدها على أُمّ رأسها ونادت: «وا محمّداه، وا جدّاه، وا نبيّاه، وا أبا القاسماه، وا علياه، وا جعفراه، وا حمزتاه، وا حسناه، هذا حسين بالعراء، صريع بكربلا، مجزوز الرأس من القفا، مسلوب العمامة والرداء... »(5).3ـ قال مسلم الجصّاص: «وصار أهل الكوفة يناولون الأطفال الذين على المحامل بعض التمر والخبز والجوز، فصاحت بهم أُمّ كلثوم وقالت: يا أهل الكوفة، إنّ الصدقة علينا حرام. وصارت تأخذ ذلك من أيدي الأطفال وأفواههم وترمي به إلى الأرض.قال: كلّ ذلك والناس يبكون على ما أصابهم، ثمّ إنّ أُمّ كلثوم أطلعت رأسها من المحمل، وقالت لهم: صه يا أهل الكوفة، تقتلنا رجالكم، وتبكينا نساؤكم؟ فالحاكم بيننا وبينكم الله يوم فصل القضاء»(6).حضورها مع السبايا

    أُخذت(عليها السلام) أسيرة ضمن سبايا أهل البيت(عليهم السلام)، ومعهم رؤوس الشهداء إلى الكوفة، ثمّ منها إلى الشام، وبعدها عادت مع ابن أخيها الإمام زين العابدين(عليه السلام) والسبايا إلى المدينة المنوّرة.وقد شاركت أُختها السيّدة زينب الكبرى(عليها السلام) في جميع الأحداث والمصائب، وهي التالية لشقيقتها فضلاً وسنّاً وفصاحة وبلاغة.خطبتها في الكوفة

    خطبت(عليها السلام) في الكوفة خطبة قالت فيها: «يا أهل الكوفة، سوأة لكم، ما لكم خذلتم حسيناً وقتلتموه، وانتهبتم أمواله وورثتموه، وسبيتم نساءه ونكبتموه! فتبّاً لكم وسحقاً.ويلكم أتدرون أيّ دواه دهتكم، وأيّ وزر على ظهوركم حملتم، وأيّ دماء سفكتموها، وأيّ كريمة أصبتموها، وأيّ صبيّة سلبتموها، وأيّ أموال انتهبتموها؟ قتلتم خير رجالات بعد النبي، ونزعت الرحمة من قلوبكم، ألا إنّ حزب الله هم الفائزون، وحزب الشيطان هم الخاسرون. ثمّ قالت:
    قتلتم أخي صبراً فويل لأُمّكم ** ستجزون ناراً حرّها يتوقّد
    سفكتم دماء حرم الله سفكها ** وحرّمها القرآن ثمّ محمّد
    ألا فابشروا بالنار إنّكم غداً ** لفي سقر حقّاً يقيناً تخلدوا
    وإنّي لأبكي في حياتي على أخي ** على خير من بعد النبي سيولد
    بدمع عزيز مستهل مكفكف ** على الخدّ منّي دائماً ليس يحمد
    قال الراوي: فضجّ الناس بالبكاء والنوح، ونشر النساء شعورهن، ووضعن التراب على رؤوسهن، وخمشن وجوههن، وضربن خدودهن، ودعون بالويل والثبور، وبكى الرجال ونتفوا لحاهم، فلم ير باكية وباك أكثر من ذلك اليوم»(7).شعرها حين دخولها المدينة

    قالت(عليها السلام) بعد رجوعها من السبي ودخولها إلى المدينة المنوّرة:
    «مدينة جدّنا لا تقبلينا ** فبالحسرات والأحزان جئنا
    خرجنا منك بالأهلين جمعاً ** رجعنا لا رجال ولا بنينا
    وكنّا في الخروج بجمع شمل ** رجعنا حاسرين مسلّبينا
    وكنّا في أمان الله جهراً ** رجعنا بالقطيعة خائفينا
    ومولانا الحسين لنا أنيس ** رجعنا والحسين به رهينا
    فنحن الضائعات بلا كفيل ** ونحن النائحات على أخينا
    ونحن السائرات على المطايا ** نشال على جمال المبغضينا
    ونحن بنات يس وطه ** ونحن الباكيات على أبينا
    ونحن الطاهرات بلا خفاء ** ونحن المخلصون المصطفونا
    ونحن الصابرات على البلايا ** ونحن الصادقون الناصحونا
    ألا يا جدّنا قتلوا حسيناً ** ولم يرعوا جناب الله فينا
    ألا يا جدّنا بلغت عدانا ** مناها واشتفى الأعداء فينا
    لقد هتكوا النساء وحملوها ** على الأقتاب قهراً أجمعينا»(8).
    وفاتها

    تُوفّيت(عليها السلام) بالمدينة المنوّرة بعد رجوعها مع السبايا من الشام بأربعة أشهر وعشرة أيّام.ـ
    ----------------------------------------------------------------------------
    1. الكافي 5/346 ح1.2. شرح المواهب الدنية 7/9.3. الجمل: 149.4. بحار الأنوار 45/47.5. المصدر السابق 45/60.6. المصدر السابق 45/114.7. اللهوف في قتلى الطفوف: 91.8. بحار الأنوار 45/198.
    التعديل الأخير تم بواسطة سجاد القزويني; الساعة 02-05-2013, 02:08 PM.


    (لاي الامور تدفن سرا بضعه المصطفى ويعفى ثراها)

  • #2
    بوركت عموسجاد الطيبببببببببببببببببببببببببببببب
    sigpic
    إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
    ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
    ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
    لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

    تعليق


    • #3
      بارك الله بك شكرا جزيلا لمروركم العطر
      اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	03.gif 
مشاهدات:	36 
الحجم:	39.9 كيلوبايت 
الهوية:	832147


      (لاي الامور تدفن سرا بضعه المصطفى ويعفى ثراها)

      تعليق


      • #4



        الأخ الفاضل سجاد القزويني
        لاتعرف مدى سعادتي بموضوعك عن السيدة ام كلثوم عليها السلام كنت انوي اليوم ان اطلب من آعضاء منتدنا ان يساعدوني في بحث عن هذه السيدة العظيمة وانا اتمنى ان كان هناك المزيد عن هذه السيدة وخصوصاً عن زواجها من عمر اذا لديك او اي عضو المزيد ارجو منكم نشره لاني بحاجة ماسه لهذا البحث
        تحياتي وتقديري
        التعديل الأخير تم بواسطة سهاد; الساعة 03-05-2013, 12:38 PM.

        تعليق


        • #5
          بارك الله بالاخ سجاد
          موضوع رائع حول حياة الطاهره ام كلثوم
          تقبل مروري
          تحياتي لك


          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة سهاد مشاهدة المشاركة



            الأخ الفاضل سجاد القزويني
            لاتعرف مدى سعادتي بموضوعك عن السيدة ام كلثوم عليها السلام كنت انوي اليوم ان اطلب من آعضاء منتدنا ان يساعدوني في بحث عن هذه السيدة العظيمة وانا اتمنى ان كان هناك المزيد عن هذه السيدة وخصوصاً عن زواجها من عمر اذا لديك او اي عضو المزيد ارجو منكم نشره لاني بحاجة ماسه لهذا البحث
            تحياتي وتقديري

            شكرا جزيلا لكم اختنا الفاضله على المرور
            هذا ما لدي
            اقوال الاربعة التي قالت بها الشيعة
            القول الأوّل:عدم وقوع التزويج بين عمر وأُمّ كلثوم.وقد ذهب إلى هذا الرأي الشيخ المفيد (ت 413) في المسائل السروية (المسألة العاشرة)، وكذا في المسائل العكبرية (المسألة الخامسة عشر)، وله رسالة بهذا الصدد طبعت على انفصال ضمن منشورات مؤتمر الشيخ المفيد.هذا، وقد كذّب خبر التزويج علماء آخرون كالسيد مير ناصر حسين اللكهنوي الهندي في كتابه (إفحام الأعداء والخصوم بتكذيب ما افتروه على سيدتنا أُمّ كلثوم)، والشيخ محمّد جواد البلاغي في كتابه (تزويج أُمّ كلثوم بنت أمير المؤمنين وانكار وقوعه)، وغيرهم.القول الثاني:وقوع التزويج لكنّه كان عن إكراه.مستدلّين بنصوص متعددة، ذكروها في كتبهم.

            الصفحة 19
            وقد ذهب إلى هذا الرأي السيّد المرتضى (ت 436) في كتابه الشافي، وتنزيه الأنبياء، والمجموعة الثالثة من رسائله(1).وفي بعض روايات وأقوال الكليني (ت 329) في الكافي(2)، والكوفي (ت 352) في الاستغاثة(3)، والقاضي النعمان (ت 363) في شرح الأخبار(4)، والطوسي (460) في تمهيد الاُصول والاقتصاد(5) والطبرسي (ت 548) في إعلام الورى(6)، والمجلسي (ت 1111) في مرآة العقول وبحار الأنوار(7)، وغيرهم(8) ما يشير إلى ذلك.____________1- الشافي 3: 272 وتلخيص الشافي 2: 160. وتنزيه الانبياء: 191 ومجموعة رسائل السيّد المرتضى 3: 149 و 150.وانظر بحار الانوار 42: 107، والصوارم المهرقه: 201 - 202، والصراط المستقيم 3: 130.2- الكافي 5: 346 / ح 1 و 2.3- الاستغاثة 80 ـ 82، وعنه في مستدرك الوسائل 14: 443 - 444.4- شرح الاخبار 2: 507.5- تمهيد الاُصول: 386 ـ 387، والاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد: 340 ـ 341.6- اعلام الورى 1: 397، وعنه في بحار الأنوار 42: 93.7- مرآة العقول 20: 42، بحار الانوار 42: 109.8- أنظر: كلام ابن شهراشوب في المناقب 3: 162، والأربلي في كشف الغمة: 10، والمقدّس الأردبيلي في حديقة الشيعة: 277، والقاضي نور الله التستري في مجالس المؤمنين: 76 و 82 85 ومصائب النواصب 2: 36 ـ52، و 1: 357، والشيخ عباس القمّي في منتهى الآمال 1: 186.

            الصفحة 20
            القول الثالث:إنّ المتزوج منها لم تكن ابنته (عليه السلام) بل كانت ربيبته.وهي ابنة أسماء بنت عميس زوجة الإمام عليّ بن أبي طالب، أي أنّها ابنة أبي بكر، واُخت محمّد بن أبي بكر، وبذلك تكون أُمّ كلثوم ربيبة الإمام عليّ وليست ببنته.أنظر هذا الكلام عند الشـيخ النقـدي في الأنوار العلوية: 426.قال السيّد شهاب الدين المرعشي في تعليقاته على إحقاق الحق: ثم ليُعلم أنّ أُمّ كلثـوم التي تزوّجها الثاني كانت بنت أسماء وأخت محمّد هذا، فهي ربيبة مولانا أمير المؤمنين ولم تكن بنته، كما هو المشهور بين المؤرخين والمحدثين، وقد حقّقنا ذلك، وقامت الشواهد التاريخية في ذلك، واشتبه الأمر على الكثير من الفريقين، وإني بعد ما ثبت وتحقّق لديّ أنّ الأمر كان كذلك، استوحشت التصريح به في كتاباتي ; لزعم التفرد في هذا الشـأن، إلى أن وقفـت على تأليف في هذه المسألة للعلاّمة المجاهد السيّد ناصر حسين الموسوى الكـنوي أبان عن الحقّ وأسفر وسمّى كتابه (إفحام الخصوم في نفي تـزويج أُمّ كلثوم)(1).وقال رحمه الله في مكان آخر: أسماء بنت عميس تزوّجها جعفر بن أبي طالب، فولدت له عوناً وجعفراً، ثمّ تزوّجها أبو بكر، فوُلد له منها عدة أولاد، منهم: أُمّ كلثوم، وهي التي ربّاها أمير المؤمنين وتزوّجها الثاني، فكانت ربيبته (عليه السلام) وبمنزلة إحدى بناته، وكان (عليه السلام)____________1- إحقاق الحق 2: 376.

            الصفحة 21
            يخاطب محمّداً بابني وأمّ كلثوم هذه ببنتي، فمن ثمّ سرى الوهم إلى عدة من المحدثين والمؤرخين، فكم لهذه الشبهة من نظير؟! ومنشأ توهُّم أكثرهم هو الاشتراك في الإسم والوصف، وأن مولانا عليّاً (عليه السلام) تزوّجها بعد موت أبي بكر(1).القول الرابع:إن علياً زوّج عمر بن الخطّاب جنّية تشبه أُمّ كلثوم.إذ الثـابت عنـد الشـيعة أنّ للنـبي والإمـام سلطـةً على الجـن باذن الله، كما كان لسـليمان (عليه السلام) سلطة عليهـم(2)، وأن وقـوع الشـبه ليس ببعيد، فقد شُـبِّه على الظـلمة عيسـى بن مريم بيهـوذا فقتل وصلب.هذا ما رواه القطب الراوندي (ت 573) في كتابه الخرائج والجرائح(3).هذه هي الأقوال المختصة بالشيعة.____________1- احقاق الحق 3: 315 بتصرف.2- انظر سورة ص الايات: 35 إلى 40 مثلاً.3- الخرائج والجرائح 2: 825 ـ 827، وعنه المجلسي في بحار الأنوار 42: 88، 106 ومرآة العقول 21: 198.وانظر المجدي في أنساب الطالبيين: 17، ومستدرك سفينة البحار 2: 121، ومدينة المعاجز 3: 203، والصراط المستقيم للبياضي 3: 130 وغيرها.

            الصفحة 22
            وأمّا الأقوال التي ذهب إليها بعض الشيعة وبعض العامّة فهي:
            القول الخامس:إنكار وجود بنت لعلي اسمها أُمّ كلثوم.لأن أُمّ كلثوم كنية لزينب الصغرى(1) أو الكبْرى(2) أو لرقية(3)، أمّا وجود بنت إسمها: أُمّ كلثوم، فلم يعرف عند المحققين، إذ لو كان ذلك لعُرف تاريخ ولادتها، ومكان دفنها، وبما أنّ الأخبار خالية من ذلك، فإن هذا يشير إلى التشكيك في وجودها.وقد ذهب إلى هذا الرأي جمع من العامّة والشيعة، فقد نقل عن الدميري أنه قال: أعظم صداق بلغنا خبره صداق عمر لمّا تزوج زينب بنت عليّ، فإنّه أصدقها أربعين ألف دينار(4).ومعنى كلام الدميري: أنّ زينب هو اسم لأم كلثوم، وذلك لاشتهار تزويج عمر بأم كلثوم لا بزينب.____________1- انظر الإرشاد للمفيد 1: 354، وعنه في بحار الأنوار 42: 74، وهذا هو الرأي المشهور عند المؤرخين.2- وهو ما يفهم من شعر الشيخ إبراهيم بن يحيى العاملي والسيّد عبد الرزاق المقرم الآتي وغيرهم.3- المجدي في أنساب الطالبين للعمري: 17، عمدة الطالب لابن عنبة: 63 ينابيع المودة: 3 - 147، ملحقات إحقاق الحق 10: 426.4- التراتيب الادارية 2: 405 عن المختار الكتبي في الاجوبة المهمة.

            الصفحة 23
            وروى البيهقي عن قثم مولى آل العباس، قال: جمع عبدالله بن جعفر بين ليلى بنت مسعود النهشلية، وكانت إمراة عليّ(رضي الله عنه)، وبين أُمّ كلثوم بنت عليّ لفاطمة (عليها السلام)(1) ومعنى كلامه: أنّ أُمّ كلثوم هي زينب، لأنّها كانت زوجته على القطع واليقين ولم يثبت طلاقه لها ; حيث ماتت وهي عنده.وقد كتـب الشيخ إبراهيم بن يحيى بن محمّد العاملي (ت 1214 هـ) على جـدار مقام السـيّدة زينـب بدمشـق هـذه الأبـيات لاعتقاده بأنّ زينـب هي أُمّ كلثوم:
            مقام لعمرو الله ضم كريمة زكا الفرع منه البرية والأصلُ
            لها المصطفى جَدٌّ، وحيدرة أَبٌ وفاطمةٌ أمٌّ وفاروقهم بَعْلُ(2)

            ____________1- السنن الكبرى للبيهقي 7: 167، الطبقات الكبرى لابن سعد 8: 465.وقال ابن حجر في فتح الباري عن ابن مهران أنه قال: جمع عبدالله بن جعفر بين زينب بنت عليّ وامرأة علي ليلى بنت مسعود.وقد حاول الزهري الجمع بين الروايتين ـ في زينب وأُمّ كلثوم ـ بأنّه تزوجهما واحدة بعد الأخرى مع بقاء ليلى في عصمته (انظر فتح الباري 9: 127 وتهذيب التهذيب 8: 324 ترجمة قثم بن لؤلو).لكنّ جمعه باطل بنظرنا ; وذلك لصغر سن أُمّ كلثوم عن زينب عندهم، ولأنّ عبدالله الذي هو أكبر أولاد جعفر كان قد تزوج بزينب ـ اكبر بنات عليّ ـ أولاً ولم يثبت تطليقه لها حتى ماتت عنده، ومن المعلوم بأنّ الشرع لا يجيز الجمع بين الأختين، فتأمل.2- انظر اعيان الشيعة 5: 514.

            الصفحة 24
            ومن الشيعة الإمامية: السيّد عبدالرزاق المقرم في بعض كتبه كنوادر الأثر (المخطوط)، والسيّدة سكينة: 38، وعدة مواضع من كتابه مقتل الحسين.والشيخ المامقاني في تنقيح المقال إذ قال: أُمّ كلثوم بنت أمير المؤمنين هذه كنية لزينب الصغرى، وقد كانت مع أخيها الحسين بكربلاء، وكانت مع السجاد إلى الشام، ثم إلى المدينة، وهي جليلة القدر، فهيمة بليغة، وخطبتها في مجلس ابن زياد بالكوفة معروفة، وفي الكتب مسطورة، وإني أعتبرها من الثقات.والمشهور بين الأصحاب أنه تزوّجها عمر بن الخطّاب غصباً، كما أصر السيّد المرتضى وصمّم عليه في رسالة عملها في هذه المسألة، وهو الأصحّ، للأخبار المستفيضة(1).القول السادس:أنّ أُمّ كلثوم لم تكن من بنات فاطمة بنت محمّد (صلى الله عليه وآله)، بل كانت من أُمّ ولد.وقد ذهـب إلى هذا الرأي بعض أعلام العامّة والشيعة كذلك:____________1- انظر تنقيح المقال ـ ط قديم ـ (الفصل الثاني في الكنى) 3: 73.هذا، وقد اعترض السيّد محسن الامين في اعيان الشيعة 3: 4 - 5، (مابدأ بـ: أُم) على ما قاله الشيخ الطريحي في "تكملة الرجال" بقوله: فما في تكملة الرجال من الجزم بأن زينب الصغرى المكناة أُمّ كلثوم هي زوجة عمر في غير محله، بل هي غيرها.

            الصفحة 25
            ففي تاريخ مواليد الائمة(1) ونور الأبصار(2) ونهاية الأرب(3):... وكان له زينب الصغرى، وأُمّ كلثوم الصغرى من أُمّ ولد.القول السابع:تزويجها من عمر، لكنّ عمر مات ولم يدخل بها.وإلى هذا ذهب بعض أعلام الشيعة وبعض العامّة. فقد قال النوبختي ـ من اعلام القرن الثالث الهجري ـ من الشيعة الإمامية في كتابه " الإمامة ": أُمّ كلثوم كانت صغيرة ومات عنها عمر قبل أن يدخل بها(4).وقال الشيخ جعفر النقدي في الأنوار العلوية:... فروي أنّه [ أي عمر ] لمّا دخل عليها كان ينظر شخصها من بعيد، وإذا دنا منها ضُرِبَ حجاب بينها وبينه فاكتفى بالمصاهرة(5).وقال أبو الحسن العمري في (المجدي في أنساب الطالبيين): وآخرون من أهلنا يزعمون أنّه لم يدخل بها(6).وقال الزرقاني المالكي (ت 1122 هـ) في شرح المواهب اللدنية:____________1- مواليد الأئمّة: 15.2- نور الأبصار: 103.3- نهاية الأرب 20: 223.4- البحار 42: 91، مناقب آل أبي طالب 3: 89.5- الأنوار العلوية: 435.6- المجدي في أنساب الطالبيين: 17.

            الصفحة 26
            وأُمّ كلثوم زوجة عمر بن الخطّاب، مات عنها قبل بلوغها(1).هذا، ولم يذكر المسعودي أُمّ كلثوم بنت عليّ في اُمهات أولاد عمر في كتابه مروج الذهب، بل ـ في المقابل ـ عدّ عبدالله وعبيدالله وحفصه وزيداً وعاصماً من أُمّ واحدة(2). وقد ذكر الطبري أسماء أولاد عمر فقال: وزيد الأصغر وعبيدالله قتلا يوم صفين مع معاوية، وأمهما: أُمّ كلثوم بنت جرول بن مالك بن مسيب بن ربيعة، وكان الإسلام فرّق بين عمر وأُمّ كلثوم بنت جرول(3).القول الثامن:وهو المشهور عند العامّة.فملخَّصـه: إنّ عمر تـزوج بأم كلثوم ودخل بها وأولدها زيداً ورقية.ونحنُ وإن كان المنهج العلمي يدعونا إلى دراسة الأقوال الثمانية كلّها ثم الوقوف على ضوء ذلك على الرأي المختار.لكنّ دراسة تلك الأقوال تستدعي الدراسة الوافية لها والترجيح بينها، وهو ممّا يحتاج إلى مزيد وقت لا نمتلكه الآن، فاكتفينا بالتعليق على القول الأخير، على أمل أن نلتقي مع القُرّاء في دراسة شاملة عن____________1- شرح المواهب اللدنيه 7: 9.2- مروج الذهب 2: 330.3- تاريخ الطبري 3: 269، الكامل في التاريخ 2: 450، البداية والنهاية 7: 156.
            (مركز الابحاث العقائدية) علي الشهرستاني
            التعديل الأخير تم بواسطة سجاد القزويني; الساعة 03-05-2013, 01:43 PM.


            (لاي الامور تدفن سرا بضعه المصطفى ويعفى ثراها)

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة نداء الكفيل مشاهدة المشاركة
              بارك الله بالاخ سجاد
              موضوع رائع حول حياة الطاهره ام كلثوم
              تقبل مروري
              تحياتي لك

              شكرا جزيلا لك اخي الفاضله تشرفت بمروركم


              (لاي الامور تدفن سرا بضعه المصطفى ويعفى ثراها)

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
              x
              يعمل...
              X