إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كشف المشكل (5) ـ العصمة (1) { فإني لست في نفسي بفوق ان اخطأ ولا آمن ذلك من فعلي }

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كشف المشكل (5) ـ العصمة (1) { فإني لست في نفسي بفوق ان اخطأ ولا آمن ذلك من فعلي }

    بسم الله الرحمن الرحيم

    م / كشف المشكل / العصمة (1) : { فإني لست في نفسي بفوق اناخطأ ولا آمن ذلك من فعلي } .

    { النص }
    جاء في نهج البلاغة / بتحقيق صبحي الصالح ص 333
    216 - و من خطبة له (عليه السلام) خطبها بصفين :
    أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ جَعَلَاللَّهُ سُبْحَانَهُ لِي عَلَيْكُمْ حَقّاً بِوِلَايَةِ أَمْرِكُمْ وَلَكُمْعَلَيَّ مِنَ الْحَقِّ مِثْلُ الَّذِي لِي عَلَيْكُمْ فَالْحَقُّ أَوْسَع ُالْأَشْيَاءِ فِي التَّوَاصُفِ وَ أَضْيَقُهَا فِي التَّنَاصُفِلَا يَجْرِي لِأَحَدٍ إِلَّا جَرَى عَلَيْهِ وَ لَا يَجْرِي عَلَيْهِ إِلَّا جَرَىلَهُ وَ لَوْ كَانَ لِأَحَدٍ أَنْ يَجْرِيَ لَهُ وَ لَا يَجْرِيَ عَلَيْهِ لَكَانَذَلِكَ خَالِصاً لِلَّهِ سُبْحَانَهُ دُونَ خَلْقِهِ لِقُدْرَتِهِ عَلَى عِبَادِهِوَ لِعَدْلِهِ فِي كُلِّ مَا جَرَتْ عَلَيْهِ صُرُوفُ قَضَائِهِ وَ لَكِنَّهُسُبْحَانَهُ جَعَلَ حَقَّهُ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يُطِيعُوهُ وَ جَعَلَجَزَاءَهُمْ عَلَيْهِ مُضَاعَفَةَ الثَّوَابِ تَفَضُّلًا مِنْهُ وَ تَوَسُّعاًبِمَا هُوَ مِنَ الْمَزِيدِ أَهْلُهُ.
    ( حق الوالي و حق الرعية )
    ثُمَّ جَعَلَ سُبْحَانَهُ مِنْحُقُوقِهِ حُقُوقاً افْتَرَضَهَا لِبَعْضِ النَّاسِ عَلَى بَعْضٍ فَجَعَلَهَاتَتَكَافَأُ فِي وُجُوهِهَا وَ يُوجِبُ بَعْضُهَا بَعْضاً وَ لَا يُسْتَوْجَبُبَعْضُهَا إِلَّا بِبَعْضٍ. وَ أَعْظَمُ مَا افْتَرَضَ سُبْحَانَهُ مِنْ تِلْكَالْحُقُوقِ حَقُّ الْوَالِي عَلَى الرَّعِيَّةِ وَ حَقُّ الرَّعِيَّةِ عَلَىالْوَالِي فَرِيضَةٌ فَرَضَهَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِكُلٍّ عَلَى كُلٍّفَجَعَلَهَا نِظَاماً لِأُلْفَتِهِمْ وَ عِزّاً لِدِينِهِمْ فَلَيْسَتْ تَصْلُحُالرَّعِيَّةُ إِلَّا بِصَلَاحِ الْوُلَاةِ وَ لَا تَصْلُحُ الْوُلَاةُ إِلَّابِاسْتِقَامَةِ الرَّعِيَّةِ فَإِذَا أَدَّتْ الرَّعِيَّةُ إِلَى الْوَالِيحَقَّهُ وَ أَدَّى الْوَالِي إِلَيْهَا حَقَّهَا عَزَّ الْحَقُّ بَيْنَهُمْ وَقَامَتْ مَنَاهِجُ الدِّينِ وَ اعْتَدَلَتْ مَعَالِمُ الْعَدْلِ وَ جَرَتْ عَلَىأَذْلَالِهَا السُّنَنُ فَصَلَحَ بِذَلِكَ الزَّمَانُ وَ طُمِعَ فِي بَقَاءِالدَّوْلَةِ وَ يَئِسَتْ مَطَامِعُ الْأَعْدَاءِ. وَ إِذَا غَلَبَتِ الرَّعِيَّةُوَالِيَهَا أَوْ أَجْحَفَ الْوَالِي بِرَعِيَّتِهِ اخْتَلَفَتْ هُنَالِكَ الْكَلِمَةُ وَظَهَرَتْ مَعَالِمُ الْجَوْرِ وَ كَثُرَ الْإِدْغَالُ فِي الدِّينِ وَ تُرِكَتْمَحَاجُّ السُّنَنِ فَعُمِلَ بِالْهَوَى وَ عُطِّلَتِ الْأَحْكَامُ وَ كَثُرَتْعِلَلُ النُّفُوسِ فَلَا يُسْتَوْحَشُ لِعَظِيمِ حَقٍّ عُطِّلَ وَ لَا لِعَظِيمِبَاطِلٍ فُعِلَ فَهُنَالِكَ تَذِلُّ الْأَبْرَارُ وَ تَعِزُّ الْأَشْرَارُ وَتَعْظُمُ تَبِعَاتُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ عِنْدَ الْعِبَادِ. فَعَلَيْكُمْبِالتَّنَاصُحِ فِي ذَلِكَ وَ حُسْنِ التَّعَاوُنِ عَلَيْهِ فَلَيْسَ أَحَدٌ وَإِنِ اشْتَدَّ عَلَى رِضَا اللَّهِ حِرْصُهُ وَ طَالَ فِي الْعَمَلِ اجْتِهَادُهُبِبَالِغٍ حَقِيقَةَ مَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَهْلُهُ مِنَ الطَّاعَةِ لَهُ وَلَكِنْ مِنْ وَاجِبِ حُقُوقِ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ النَّصِيحَةُ بِمَبْلَغِجُهْدِهِمْ وَ التَّعَاوُنُ عَلَى إِقَامَةِ الْحَقِّ بَيْنَهُمْ وَ لَيْسَامْرُؤٌ وَ إِنْ عَظُمَتْ فِي الْحَقِّ مَنْزِلَتُهُ وَ تَقَدَّمَتْ فِي الدِّينِفَضِيلَتُهُ بِفَوْقِ أَنْ يُعَانَ عَلَى مَا حَمَّلَهُ اللَّهُ مِنْ حَقِّهِ وَلَا امْرُؤٌ وَ إِنْ صَغَّرَتْهُ النُّفُوسُ وَ اقْتَحَمَتْهُ الْعُيُونُ بِدُونِأَنْ يُعِينَ عَلَى ذَلِكَ أَوْ يُعَانَ عَلَيْهِ.
    فَأَجَابَهُ (عليه السلام) رَجُلٌ مِنْأَصْحَابِهِ بِكَلَامٍ طَوِيلٍ يُكْثِرُ فِيهِ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ وَ يَذْكُرُسَمْعَهُ وَ طَاعَتَهُ لَهُ، فَقَالَ (عليه السلام):
    إِنَّ مِنْ حَقِّ مَنْ عَظُمَ جَلَالُاللَّهِ سُبْحَانَهُ فِي نَفْسِهِ وَ جَلَّ مَوْضِعُهُ مِنْ قَلْبِهِ أَنْيَصْغُرَ عِنْدَهُ لِعِظَمِ ذَلِكَ كُلُّ مَا سِوَاهُ وَ إِنَّ أَحَقَّ مَنْ كَانَكَذَلِكَ لَمَنْ عَظُمَتْ نِعْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ لَطُفَ إِحْسَانُهُإِلَيْهِ فَإِنَّهُ لَمْ تَعْظُمْ نِعْمَةُ اللَّهِ عَلَى أَحَدٍ إِلَّا ازْدَادَحَقُّ اللَّهِ عَلَيْهِ عِظَماً وَ إِنَّ مِنْ أَسْخَفِحَالَاتِ الْوُلَاةِ عِنْدَ صَالِحِ النَّاسِ أَنْ يُظَنَّ بِهِمْ حُبُّ الْفَخْرِوَ يُوضَعَ أَمْرُهُمْ عَلَى الْكِبْرِ وَ قَدْ كَرِهْتُ أَنْ يَكُونَ جَالَ فِيظَنِّكُمْ أَنِّي أُحِبُّ الْإِطْرَاءَ وَ اسْتِمَاعَ الثَّنَاءِ وَ لَسْتُبِحَمْدِ اللَّهِ كَذَلِكَ وَ لَوْ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ يُقَالَ ذَلِكَلَتَرَكْتُهُ انْحِطَاطاً لِلَّهِ سُبْحَانَهُ عَنْ تَنَاوُلِ مَا هُوَ أَحَقُّبِهِ مِنَ الْعَظَمَةِ وَ الْكِبْرِيَاءِ وَ رُبَّمَا اسْتَحْلَى النَّاسُ الثَّنَاءَبَعْدَ الْبَلَاءِ فَلَا تُثْنُوا عَلَيَّ بِجَمِيلِ ثَنَاءٍ لِإِخْرَاجِي نَفْسِيإِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ إِلَيْكُمْ مِنَ التَّقِيَّةِ فِي حُقُوقٍ لَمْأَفْرُغْ مِنْ أَدَائِهَا وَ فَرَائِضَ لَا بُدَّ مِنْ إِمْضَائِهَا فَلَاتُكَلِّمُونِي بِمَا تُكَلَّمُ بِهِ الْجَبَابِرَةُ وَ لَا تَتَحَفَّظُوا مِنِّيبِمَا يُتَحَفَّظُ بِهِ عِنْدَ أَهْلِ الْبَادِرَةِ وَ لَا تُخَالِطُونِيبِالْمُصَانَعَةِ وَ لَا تَظُنُّوا بِي اسْتِثْقَالًا فِي حَقٍّ قِيلَ لِي وَ لَاالْتِمَاسَ إِعْظَامٍ لِنَفْسِي فَإِنَّهُ مَنِ اسْتَثْقَلَ الْحَقَّ أَنْ يُقَالَلَهُ أَوِ الْعَدْلَ أَنْ يُعْرَضَ عَلَيْهِ كَانَ الْعَمَلُ بِهِمَا أَثْقَلَعَلَيْهِ فَلَا تَكُفُّوا عَنْ مَقَالَةٍ بِحَقٍّ أَوْ مَشُورَةٍ بِعَدْلٍ فَإِنِّي لَسْتُ فِي نَفْسِي بِفَوْقِ أَنْ أُخْطِئَ وَ لَا آمَنُ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِي إِلَّا أَنْ يَكْفِيَ اللَّهُ مِنْ نَفْسِي مَا هُوَ أَمْلَكُ بِهِ مِنِّيفَإِنَّمَا أَنَا وَ أَنْتُمْ عَبِيدٌ مَمْلُوكُونَ لِرَبٍّ لَا رَبَّ غَيْرُهُيَمْلِكُ مِنَّا مَا لَا نَمْلِكُ مِنْ أَنْفُسِنَا وَ أَخْرَجَنَا مِمَّا كُنَّافِيهِ إِلَى مَا صَلَحْنَا عَلَيْهِ فَأَبْدَلَنَا بَعْدَ الضَّلَالَةِ بِالْهُدَىوَ أَعْطَانَا الْبَصِيرَةَ بَعْدَ الْعَمَى. اهـ
    فيقول المستشكل : ان الاشكال يتمحور فيما جاء في آخر الخطبة اعني به : فانيلست في نفسي بفوق ان اخطئ ولا آمن ذلك من فعلي ..الخ حيث يتنافى بحسب ظاهره معالعصمة التي تعني عدم وقوعه في الخطأ . !



    يُتبع >

    التعديل الأخير تم بواسطة السيد الحسيني; الساعة 16-07-2013, 10:55 PM.

    [
    الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ
    ]

    { نهج البلاغة }




  • #2
    والجواب :
    اولاً : ( مصدر الخطبة وسندها )
    هذه الخطبة رواها قبل الشريف الرضي الشيخ الكليني فيالكافي 8 / 352 / برقم / 550 وسندها كالتالي :
    - علي بن الحسن المؤدب ، عن أحمد بن محمد بن خالد ،وأحمد بن محمد، عن علي بن الحسن التيمي جميعا ، عن إسماعيل بن مهران قال : حدثنيعبد الله بن الحارث ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : خطب أمير المؤمنين( عليه السلام ) الناس بصفين ...الخ .
    وقد علق عليه العلامة المجلسي في مرآة العقول ج 26 / ص517 قائلا :
    الحديث الخمسون والخمسمائة : ضعيف بعبد الله بن الحارث ،وأحمد بن محمد معطوف على علي بن الحسن وهو العاصمي ، والتيمي هو ابن فضال ، وقل منتفطن لذلك ..اهـ
    وبالرغم من ذلك وكما هو منهجنا ان لا نكتفي بالبحثالسندي فانا سنعرض المعنى الصحيح للجملة المعترض بها من الخطبة وسنرى انها بعيدةجدا عن مورد الاشكال .

    يتبع >


    [
    الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ
    ]

    { نهج البلاغة }



    تعليق


    • #3
      ثانيا : هذا النص موافق تماما لما نعتقده ولا ضير فيهسيما بعد ملاحظة تمام الجملة ـ وعادة ما يقتطعها المستشكلون من الخطبة عن قصد اوبلا قصد ــ وهي " ..إِلَّا أَنْ يَكْفِيَ اللَّهُ مِنْ نَفْسِي مَا هُوَ أَمْلَكُبِهِ مِنِّي .." وهل العصمة الا ان يكفي الله تعالى نفس المعصوماو قل توفيق من الله ولطف وملكة منه تعالى يفعله في عباده يحول بينهم وبين المعاصيولولاه لا يأمن المعصوم على نفسه الخطأ ؟!
      وعليه فهو نظير قوله تعالى في يوسف عليه السلام : {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَارَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} [يوسف : 53] او قوله تعالى :
      {وَلَقَدْ هَمَّتْبِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [يوسف : 24] فلولا العصمة لجاز ان يهم بها يوسف عليهالسلام ـ بناءً على تفسير البرهان بالنبوة والعصمة ـ فالجنبة البشرية بما هي لاتقتضي عصمة كما انها لا توجب نبوة ولا رسالة ولا امامة وفي ذات الوقت لا توجبالوقوع في الخطأ بمعنى انها في حد نفسها تقبل الامرين ـ الخطأ والصواب ـ فيرتفعاحتمال الوقوع في الخطأ بعروض النبوة اوغيرها من المناصب والمقامات الالهية وهذابطبيعة الحال لا يقتضي خروج صاحب المقام الالهي عن بشريته فتبقى فيه الجنبةالملكية البشرية وبها يتصل بالخلق والجنبة الملكوتية الالهية ومن خلالها يتصلبالخالق وقد اكد الله تعالى في القرآن الكريم على ذلك بقوله في سورتين ـ الكهفوفصلت آمرا نبيه الكريم ص بالقول : {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ} .
      التعديل الأخير تم بواسطة السيد الحسيني; الساعة 06-06-2013, 10:06 PM.

      [
      الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ
      ]

      { نهج البلاغة }



      تعليق


      • #4
        ثالثا : للسيد جعفر مرتضى العاملي كتيب صغير يقع في ( 47صفحة ) خاص بالنص المستشكل به اعلاه ومعالجته ذكر فيه ستة اجوبة ننقل منه اربعةفقط :
        قال في كتيب : ( لست بفوق ان اخطأ من كلام علي ع / ص 28 ) ما نصه :

        1 -هضم النفس والتواضع :
        لقدأشار البعض ، كابن أبي الحديد المعتزلي ،
        ومحمدبن إسماعيل المازندراني الخواجوئي وأوضحه العلامة محمد باقر المجلسي رحمه الله ؛إلى أنه « عليه السلام » قد قال مقالته تلك على سبيل هضم النفس ، والانقطاع إلىالله ، والتواضع ، الباعث لهم على الانبساط بقول الحق ، وعدِّ نفسه من المقصرين فيمقام العبودية ، والإقرار بأن عصمته من نعمه تعالى عليه .
        وليسأنه اعتراف بعدم العصمة كما تُوُهِّم ، بل ليست العصمة إلا ذلك ، فإنها هي أن يعصمالله تعالى العبد عن ارتكاب المعاصي. وقد أشار « عليه السلام » إلى ذلك بقوله :إلا أن يكفي الله .
        ويؤكدصحة هذا التوجيه : أنه « عليه السلام » قد قال هذه الكلمات في حرب صفين . ولم يكنالعراقيون آنئذ يعتقدون بإمامته وعصمته « عليه السلام » ، فيما عدا بعض الأفرادالقليلين منهم .
        واستشهدالخواجوئي لذلك بما روي عن علي « عليه السلام » : « ألم تعلموا : أن لله عباداًأسكتتهم خشيته من غير عيّ ولا بكم ، وإنهم لفصحاء العقلاء الألباء العالمون باللهوأيامه ، ولكنهم إذا ذكروا عظمة الله انكسرت ألسنتهم ، وانقطعت أفئدتهم ، وطاشتعقولهم ، وتاهت حلومهم ، إعزازاً لله وإعظاماً وإجلالاً . فإذا أفاقوا من ذلكاستبقوا إلى الله بالأعمال الزاكية ، يعدون أنفسهم مع الظالمين والخاطئين ، وإنهمبراء من المقصرين والمفرطين ، إلا أنهم لا يرضون بالقليل الخ . . ».
        التعديل الأخير تم بواسطة السيد الحسيني; الساعة 02-06-2013, 01:10 AM.

        [
        الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ
        ]

        { نهج البلاغة }



        تعليق


        • #5
          2 - لولا العصمة الإلهية لكان الخطأ :
          وقديجاب عن ذلك بطريقة أخرى لا تختلف عن سابقتها من حيث النتيجة ، وإن كانت تفترقعنها من
          حيثاستبعاد عنصر التواضع وهضم النفس . فيقال : إن الإمام قد تحدث عن نفسه بغض النظرعن العصمة التي هي لطف إلهي ، وتسديد وتوفيق ، وهبة ورعاية ربانية لمن تطلب ذلكوسعى إليه . أي أنه « عليه السلام » يريد أن يقول : لولا العصمة الإلهية لوقعت فيالخطأ .
          فإنه« عليه السلام » قد نظر إلى نفسه الإنسانية بما لها من خصائص ومزايا ومواصفاتاقتضتها الطبيعة البشرية ، والتكوين الإنساني . فهو بهذه التركيبة ، وبغض النظر عناللطف والرعاية والعصمة الإلهية ليس بفوق أن يخطئ . ولذا قال : « فإنني لست فينفسي بفوق » فكلمة « في نفسي » تشير إلى أنه يتحدث عن نفسه بغض النظر عن اللطف الإلهيوالعصمة الربانية .
          فهو« عليه السلام » بشر كالنبي ( ص ) وكيوسف ، وإبراهيم ونوح وغيرهم ، فلو أوكلهمالله إلى أنفسهم ، وحجب عنهم رحمته وتسديده ، وابتعدوا عن لطفه تعالى ورعايتهوعصمته فإنهم ليسوا بفوق أن يخطئوا .
          وهذاهو نفس ما أشار إليه النبي ( ص ) في كلمته التي نقلها عنه المعتزلي الشافعي فيماسبق .
          وهيقوله ( ص ) : لا ، إلا أن يتداركني الله برحمة منه .
          ثمذكر ذلك أمير المؤمنين « عليه السلام » في كلماته التي هي مورد البحث بقوله : «إلا أن يكفي الله » .
          وقديكون مراد الخواجوئي ما يقرب من هذا حين قال : « إن المعصوم لما كان في قالب بشري، وجلباب ناسوتي وكانت له قوى حيوانية متجاذبة ، متداعية إلى الشر والضر شارفت أنتسول له المعصية والجرأة ».
          لاأن ذلك قد وقع منه بالفعل بل اللطف الإلهي بالعصمة يكون مانعاً من ذلك .

          [
          الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ
          ]

          { نهج البلاغة }



          تعليق


          • #6
            3 - التعليم :
            وثمةإجابة ثالثة يمكن أن تراود أذهان البعض ، وهي أنه« عليه السلام » يريد أن يعلَّم الناس كيف يتعاملون مع الحكام الذين سوف يلونرقابهم ، ويتسلطون على الأمة بغير حق ، - يريد أن يعلمهم - بطريقة لا تثير حفيظةأحد ، ولا شكوك هذا أو ذاك بأنه « عليه السلام » يريد بكلامه هذا التعريض بهذاالحاكم أو ذاك ممن سبقوه ، وعرف الناس حالهم وطريقتهم .
            إنه« عليه السلام » يريد أن يقول للناس : إن سلطان الحاكم لا يجوز أن يمنعهم منمواجهته بالحق ، ومطالبته بالعدل والعمل به ، والالتزام بخط الشريعة والدين . وإلافإن عليهم أن يصنفوه في عداد الجبابرة ومن أهل البادرة .
            فإذاكان علي « عليه السلام » الذي هو الإمام المنصوص على إمامته ، وقد نص الرسولالأعظم ( ص ) على أنه مع الحق ، والحق معه ، ونصّت آية التطهير ودلت الأدلةالعقلية والنقلية المتواترة على
            عصمتهعن الخطأ والزلل - إذا كان علي « عليه السلام » - يريد من رعيته أن ينفتحوا عليه إلىهذا الحد ، فما بالك إذا كان راعيهم من أولئك الذين ليس لهم صفة الإمامة المنصوصة، ولا عصمة لهم بل هم لا يؤمنون على شيء ولا يتورعون عن ارتكاب العظائم ، منالجرائم والمآثم ؛ فإن رصد حركة هؤلاء ، ومراقبة تصرفاتهم أولى وأوجب ، ومطالبتهمبالتزام العدل والاستقامة ألزم وأصوب .
            وقدألمح « عليه السلام » إلى طريقة أولئك المنحرفين ، الذين هذه حالهم ، وتلك صفاتهم، حين قال في نفس كلامه المتقدم : « فلا تكلموني بما تكلم به الجبابرة ، ولاتتحفظوا مني بما يتحفظ به عند أهل البادرة » .
            ثمقدم لهم معياراً وضابطة مهمة جداً ليتعرفوا من خلالها على طبيعة ومزايا هذا النوعمن البشر ، ليتخذوا منهم الموقف الحازم والحاسم إذا اقتضى الأمر ذلك ،
            فقال: « فإن من استثقل الحق أن يقال له ، أو العدل أن يعرض عليه ، كان العمل بهما أثقلعليه » .
            كماأنه « عليه السلام » بأسلوبه هذا يكون قد ابتعد عن الأسلوب الصدامي الحاد ، وعنالظهور بمظهر من يريد أن يفرض أحكامه وتوجيهاته من موقع الآمر والزاجر ، والمتسلطالمهيمن القاهر .
            ولكنالمازندراني الخواجوئي قد أشار إلى أن لهذا التعليم منحى آخر ، حيث قال : « أويكون هذا من باب تعليمهم الأمة والرعية كيفية الطاعة ، والعبادة والخضوع والخشوع ».
            أيأنه « عليه السلام » يريد أن يجسد لهم من نفسه الأسوة والقدوة الصالحة ، ليتعلمواذلك منه .

            [
            الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ
            ]

            { نهج البلاغة }



            تعليق


            • #7
              4 - التكليف الصواب ، والواقع الخطأ :
              وثمةإجابة رابعة قد لا يستسيغها البعض ، لا سيما إذا لميتابعوا حديثنا هذا إلى نهايته ، لتتضح لهم بعض اللمحات والخصوصيات ، التي تفيد فيتركيز الفكرة ، وجلاء الصورة ، ونلخص هذه الإجابة على النحو التالي :
              إنالمعصوم - النبي أو الإمام - قد يطلع على الواقع من طريق عادي ، كمعرفته بسرقةالسارق ، بواسطة الشهود ، وبطهارة الجبن مثلاً ، وبحلية اللحم ، لكونه مأخوذاً منيد المسلم ، أو من سوق المسلمين ، وكمعرفته بحياة زيد من الناس بواسطة إخبار الناسله بحياته .
              وقديطلع المعصوم على الواقع من طريق غير عادي ، كالوحي للنبي ( ص ) ، وكإخبار النبي (ص ) للأئمة ببعض الأمور والوقائع الغيبية .
              ومايكون التعامل مع الناس على أساسه ومن خلاله هو النوع الأول . فيقطع المعصوم يدالسارق استناداً إلى شهادة عدلين ، ويجلد شارب الخمر ، ويجلد الزاني أو يرجمه . .استناداً إلى الشهود أو إلى الإقرار من
              الفاعل. ويحكم بملكية زيد لشيء بعينه استناداً إلى قاعدة اليد ، ويلتزم ويُلزم غيره بالطهارة، وبذكاة اللحم ، استناداً إلى سوق المسلمين ، أو إلى حمل فعل المسلم على الصحة .أو أصالة الطهارة وما إلى ذلك .
              فإنكان ثمة خطأ ، فإنما جاء من الشاهدين ، أو من الإقرار غير المطابق للواقع ، وليسالخطأ من الحاكم والحكم ، وعلى هذا الأساس نجد الرواية المعتبرة تحدثنا : أن النبي( ص ) قال :
              «إنما أقضي بينكم بالبينات والأيمان . وبعضكم الحن بحجته من بعض ، فأيما رجلٍ قطعتله من مال أخيه شيئاً ، فإنما قطعت قطعة من النار » . أو ما هو قريب من هذاالمضمون .
              وقالعبد الله بن أبي رافع وهو يحكي لنا قصة التحكيم في صفين :
              «حضرت أمير المؤمنين « عليه السلام » ، وقد وجه أبا موسى الأشعري ، وقال له : أحكمبكتاب الله ، ولا تجاوزه .
              فلماأدبر قال : كأني به وقد خدع .
              قلت: يا أمير المؤمنين ، فلم توجهه وأنت تعلم أنه مخدوع ؟ !
              فقال: يا بني ، لو عمل الله في خلقه بعلمه ما احتج عليهم بالرسل » .
              فالعملإذن . . لا بد أن يكون وفق الشواهد والدلائل الظاهرية كما ذكرنا .
              شواهدمن الواقع :
              ولأجلأن المعصوم إنما يتصرف ويتعامل مع الناس على أساس هذا العلم الواصل إليه بالطرقالمألوفة التي
              هيحجة ودليل ، نجد النبي ( ص ) يرسل خالد بن الوليد إلى بني جذيمة ، فيرتكب خالدجريمته النكراء في حقهم ، ويقتل بعضهم ، ويضطر النبي ( ص ) إلى أن يَدِيَهُمويعوَّضهم عما أخذ منهم ، وكان علي « عليه السلام » هو الذي تولى إيصال ذلك إليهم. في قصة معروفة .
              ولكنه« عليه السلام » لا يعاقب خالداً ومن معه ، ربما لأنهم كانوا يثيرون ما يوجبالشبهة في كون ارتكابهم للجريمة قد جاء عن سابق علم وإصرار .
              ومنالمعلوم : أن الحدود تدرأ بالشبهات .
              ومنهذا القبيل أيضاً إرسال النبي ( ص ) الوليد بن عقبة إلى بني المصطلق . وما كان منهفي حقهم ، حيث تسبب في تعرضهم للكارثة ، فنزلت في حقه الآية الكريمة : * ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْتُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) *.
              وقدجعل النبي ( ص ) في حرب أحد أناساً على فتحة في الجبل ليحفظوها من تسلُّل المشركينمنها ؛ فتركوا مراكزهم ، وسنحت الفرصة للأعداء ، فتسللوا منها ، وأوقعوا بالمسلمين.
              وقداستكتب النبي ( ص ) عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، ثم ارتد وذهب إلى مكة ، وجعليزعم أنه كان يغير في ألفاظ القرآن حين يلقيها إليه النبي ليكتبها ، فبدل أن يكتب: غفور رحيم ، كان يكتب عزيز حكيم مثلاً .
              ثمإنه ( ص ) قد أمر عمرو بن العاص على بعض السرايا ، واستعمل أبا سفيان على بعضالصدقات ، رغم معرفته بهما .
              وقدولى علي « عليه السلام » مصقلة بن هبيرة ، ففر إلى معاوية في قضية أموال طالبه بهاليعيدها إلى بيت المال .
              وولىالأشعت بن قيس آذربايجان ، ولم يكن ليخفى عليه أمر الأشعت ولا حقيقة نواياه .
              وولىالإمام الحسن « عليه السلام عبيد الله بنعباس ، وغيره ، فانحاز إلى معاوية في مقابل حفنة من المال .
              وقدكان علي بن أبي حمزة البطائني من وكلاء الإمام الكاظم « عليه السلام » ، فلما توفي« عليه السلام » وكان بيده شيء منه ، ادعى الوقف عليه طمعاً بما في يده ، وكان هوالمنشأ للفرقة التي تسمى بالواقفة . إلى غير ذلك مما هو كثير وكثير جداً لا حاجةإلى تتبعه واستقصائه .
              فكلما تقدم يدل على أن النبي ( ص ) أو الإمام « عليه السلام » حين ولى هذا أو ذاك ،أو جعله وكيلاً له ، أو أرسله في مهمة ، أو ما إلى ذلك ، فإنما كان يعمل بوظيفته ،وتكليفه وفق ما انتهى إليه علمه بواسطة ما توافر لديه من أدلة وشهادات أمره اللهبالعمل على وفقها . أو استند إلى حسن الظاهر ، الذي لا بد من العمل على وفقه ، حيثلا يوجد ما ينقضه ويخالفه .
              فهو« عليه السلام » لم يخطئ في عمله ، لا عمداً ولا سهواً . بل الذي أخطأ هو ذلكالدليل ، وتلك الشهادة .
              وليسهو « عليه السلام » مسؤولاً عن ذلك .
              نعم، لو جاء الناس إليه أو بعضهم ، ونقضوا له ما أدت إليه تلك الشهادة ، أو الدلالة ،وبطل تأثيرها ، ولم تعد دليلاً معتبراً ، وارتفع التكليف بالعمل بموجبها ، فإن هذاالنقض يكون في محله ، وهو محبوب ومطلوب لله جل وعلا .
              فلوأن الناس جاؤوا إلى النبي ( ص ) قبل أن يرسل الوليد بن عقبة ، أو خالد بن الوليدمثلاً ، وأطلعوه على واقع هذين الرجلين ، وحقيقة نواياهما ، لم يجز له ( ص ) -والحالة هذه - أن يرسلهما في المهمة التي حصل فيها ما حصل ، وذلك لأن حسن الظاهرلهما قد بطل أثره ، وتبدل التكليف ، وصار من الواجب ترتيب آثار الفسق الذي ثبتبإخبار الناس لرسول الله به من باب النصيحة للأمة وللأئمة ، والنصيحة واجبة على الناسكلهم كما هو معلوم .
              وهكذاالحال بالنسبة لسائر الموارد ، كل مورد بحسبه .
              فالنصيحةمن الناس للإمام ، وللنبي إنما هي بإعلامه بالأمر الذي لم يكن مكلفاً بالتحري عنه، ولا كان ملزماً بالعمل على وفقه ، رغم أن المعصوم قد يكون عارفاً بالحقيقة ،ولكن من طريق غير عادي ، كالوحي أو غيره .
              ولكنالعلم عن هذا الطريق غير العادي لا يلزم النبي ( ص ) ، أو الإمام « عليه السلام »بالعمل على وفق المعلوم ، فلو حلف المدعي كاذباً ، أو شهدت البينة بخلاف الواقع ،وعلم ( ص ) بهذا الخلاف من طريق الوحي ، فلا يحكم بعلمه ، بل يحكم وفق البينة ، أواليمين .
              ولعلذلك يرجع إلى أن في ذلك صوناً لمستقبل الأمة ، وحفظاً لها من أن يتخذ الظالمونوالطواغيت ، وأصحاب الأهواء ذلك ذريعة إلى توجيه ضرباتهم القاتلة إلى قوى الإيمانوالخير ، والتنكيل بهم ، وذلك بحجة
              أنهمقد عرفوا بطرقهم الخاصة غير العادية بما لم يعرف به الآخرون .
              وبذلكنعرف السبب في أن الرؤيا في المنام غير قابلة للاعتماد ، وكذلك دعوى ملاقاة الإمامالحجة المنتظر « عليه السلام » ، والأخذ منه مباشرة . فضلاً عن العلوم المزعومةالتي قد تنسب إلى الجن ، أو السحر ، أو ما إلى ذلك .
              هذا، وقد أشارت الروايات إلى أن عمر بن الخطاب ، قد حاول أن ينتزع اعترافاً منالصحابة أو من بعضهم بأن له أن يعمل بعلمه ، فواجهه علي « عليه السلام » وابن عوفأو أحدهما برفض ذلك منه .
              ويفصلالبعض هذه القضية فيقول : روي أن عمر كان يعسُّ ذات ليلة بالمدينة فلما أصبح قالللناس : أرأيتم لو أن إماماً رأى رجلاً وامرأة على فاحشة فأقام عليهما الحد ماكنتم فاعلين ؟ !
              قالوا: إنما أنت إمام .
              فقالعلي بن أبي طالب : ليس ذلك لك ، إذن يقام عليك الحد ؛ إن
              اللهلم يأمن على هذا الأمر أقل من أربعة شهود.
              ثمتركهم ما شاء الله أن يتركهم . ثم سألهم ، فقال القوم مثل مقالتهم الأولى ، وقالعلي مثل مقالته الأولى .
              نتيجةما تقدم :
              إذن، فليس ثمة ما يمنع من أن يطلب أمير المؤمنين « عليه السلام » من أصحابه أن يخبروهبالواقع الذي يعرفونه ، وأن يبطلوا الشهادات أو الأدلة التي لو لم يظهر خلافهالكان عليه أن يبادر إلى العمل بمضمونها .
              فتكونتلك المبادرات منهم سبباً في إسقاطها عن الاعتبار وعن الحجية ، لأنه « عليه السلام» مكلف بالعمل وفق تلك الأدلة ، إلى أن يظهر خلافها .
              فهو« عليه السلام » يدعو أصحابه ويريد منهم أن يرصدوا الواقع من أجل أن يحفظوه . وحفظالواقع بهذه الطريقة ، لا يوجب خللاً في عصمته عليه الصلاة والسلام ، كما أنه لايوجب خللاً في عصمة النبي ( ص ) . انتهى ما اردنا نقله من كلام السيد العاملي .

              [
              الْيَمِينُ وَ الشِّمَالُ مَضَلَّةٌ وَ الطَّرِيقُ الْوُسْطَى هِيَ الْجَادَّةُ عَلَيْهَا بَاقِي الْكِتَابِ وَ آثَارُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهَا مَنْفَذُ السُّنَّةِ وَ إِلَيْهَا مَصِيرُ الْعَاقِبَةِ
              ]

              { نهج البلاغة }



              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
              x
              يعمل...
              X