إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العبادة وإخفائها وحسن الظن

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العبادة وإخفائها وحسن الظن

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




    حفظاً لنفس العامل عن عروض بعض الرذائل عليها كالعجب والرئاء والتكبر وحب الجاه ونحوها ، وتخليصاً لعمله عن شوب الأغراض الفاسدة ، وهداية له إلى الأعمال التي ينبغي الإتيان بها خفاء.
    فقد ورد : إن أعظم العبادة أجراً أخفاها (1).
    وإن العمل الصالح إذا كتمه العبد أبى الله إلا أن يظهره ليزين الفاعل به مع ما يدخر له من الثواب (2).
    وإن المستتر بالحسنة تعدل سبعين حسنة (3).

    ________________
    1 ـ بحار الأنوار : ج70 ، ص251.
    2 ـ نفس المصدر السابق.
    3 ـ الكافي : ج2 ، ص428 ـ ثواب الأعمال : ص213 ـ وسائل الشيعة : ج11 ، ص350 ـ بحار وإن من كنوز الجنة إخفاء العمل (1).

    وإن من شهر نفسه بالعبادة فاتهموه فإن الله يبغض شهرة العبادة (2).
    وإن لله عباداً عاملوه بخالص من سره فقابلهم بخالص من بره. فهم الذين تمر صحفهم يوم القيامة فارغة ، فإذا وقفوا بين يديه ملأها لهم من سر ما أسروا إليه (3).
    نعم ، من المندوب المطلوب إظهار العمل أحياناً والإتيان به بمرئىً من الناس ومنظر كما في الصلوات الواجبة خاصة مع الجماعة ، وفي إخراج الوجوه الواجبة من الزكاة والخمس ومنذور التصدق به وغيره ، وذلك لأن تشيع عبادة الله وطاعته في الناس ويرغب إليها الغافلون ، ويكون نوعاً من الأمر بالمعروف ، وسبباً لزوال التهمة عن العامل لو كان مورداً للتهمة. ومقتضى بعض هذه الوجوه ـ كما ترى ـ وجوب إظهاره. وقد يوسوس الوسواس الخناس في صدور بعض الناس في هذه الموارد بأن الإظهار يكون رئاء فيخفيه لذلك ، وهو من همزات الشياطين فلا يعتن بذلك ، وليقل :

    إن ربي أحب الإظهار وما أحب إلا ما أحبه. وإذا شك في مورد في حسن الإخفاء أو الإظهار فليختر ما شاء ، وليقل : ( رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون ) (4). وليقل أيضاً : اللهم لا تجعل للشيطان على عقلي سبيلاً ، ولا للباطل على عملي دليلاً. والشيطان يتعقب العامل ويوسوس له فيما إذا رآه يعتني بشأنه ، فإذا توجه إلى ما أمره ربه واستمر عليه وأعرض عن الشيطان وعصاه يئس منه وخلاه.
    _________________
    ألأنوار : ج70 ، ص251 ، وج73 ، ص356.
    1 ـ بحار الأنوار : ج70 ، ص251 و ج71 ، ص95 و ج78 ، ص36.
    2 ـ الأمالي : ج2 ، ص263 ـ وسائل الشيعة : ج1 ، ص58 ـ بحار الأنوار : ج70 ، ص252.
    3 ـ بحار الأنوار : ج70 ، ص252 و ج71 ، ص369 و ج78 ، ص64.
    4 ـ المؤمنون : 98 ـ 97.


    درس في حسن الظن بالله تعالى

    حسن الظن بالله ملازم لرجائه ، أو هو علة لتحققه ، وقد ذكر مدحه في النصوص ، ووردت في حسنه ولزوم تحصيله الحثوث ، وذلك لئلا يغلب على المؤمن حالة الخوف فيترجّح على رجائه ، أو يحصل له اليأس من روح الله لكثرة ما أوعد الله في كتابه من العذاب والنار على الكافرين والعاصين مع الغفلة عما وعده تعالى في كتابه من الرحمة والمغفرة والجنة للمؤمنين المطيعين أو يحصل له ذلك من وساوس الخناس ، من الجنة والناس.
    ويمكن أن يكون ذلك إرشاداً إلى حسن غلبة حالة الرجاء على الخوف ، لأن الله سبقت رحمته غضبه وعفوه عقابه ، وسيأتي ما يظهر منه الأمر.
    وقد ورد في آيات من الكتاب الكريم ، كقوله تعالى في ذم كل منافق : ( الظانين بالله ظن السوء ) (1)
    _____________

    1
    ـ الفتح : 6.

    وقوله فيهم أيضاً : ( ويظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية ) (1). وفي الآيتين توضيح للمنافقين بأنهم ظنوا أن الله لا ينصر رسوله فاللازم للانسان أن يظن بالله ما يناسب مقامه تعالى. وقوله تعالى : ( نبّئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم ) (2) وقوله تعالى : ( إن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم ) (3) ففي الآيتين إرشاد إلى لزوم الرجاء وحسن الظن. وقوله تعالى : ( من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع ) (4) أي : فليعلق حبلاً بسقف بيته وسماء داره وليجعله على عنقه ليقطع نفسه. والآية تنهى عن قطع الرجاء وترك حسن الظن. وقوله تعالى : ( يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم ) (5) فتوصيف الرب بالكرم تلقين للانسان أن يقول : غرني كرمك يا رب ففيه حث على تحسين الظن بالكريم تعالى.
    وورد في النصوص أنه ، أحسن الظن بالله فإن الله يقول : « أنا عند حسن ظن عبدي المؤمن بي إن خيراً فخيراً وإن شراً فشراً » (6).
    وأن حسن الظن بالله أن لا ترجوا إلا الله ، ولا تخاف إلا ذنبك (7).
    وأنه ما أعطي مؤمن خير الدنيا والآخرة إلا بحسن ظنه بالله ورجائه له (8).
    وأنه لا يحسن ظن عبد مؤمن بالله إلا كان الله عند ظنه ، لأنه يستحي أن يكون عبده قد أحسن به الظن ثم يخلف ظنه ورجاءه ، فيجب حسن الظن بالله والرغبة إليه (9). وفي منظومة المحقق بحر العلوم في حكم المحتضر :
    وليحسن الظن بربًّ ذي منن فإنه في ظن عبده الحسن

    _______________
    1 ـ آل عمران : 154.
    2 ـ الحجر : 49.
    3 ـ الرعد : 6.
    4 ـ الحج : 15.
    5 ـ الانفطار : 6.
    6 ـ الكافي : ج2 ، ص72 ـ بحار الأنوار : ج70 ، ص366.
    7 ـ الكافي : ج2 ، ص72 ـ وسائل الشيعة : ج11 ، ص181 ـ بحار الأنوار : ج70 ، ص367 ـ نور الثقلين : ج5 ، ص91.
    8 ـ بحار الأنوار ، ج6 ، ص28 و ج70 ، ص399.
    9ـ رياض السالكين : ج2 ، ص475 ـ الكافي : ج2 ، ص72.






    ال?اتب:الشيخ المشكيني
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X