إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ !!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ !!

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد
    الطيبين الطاهرين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    قال عز وجل في محكم كتابه الكريم:
    (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴿4﴾ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ﴿5﴾ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ﴿6﴾) سورة القصص
    إن فرعون ـ من أجل تقوية قواعده الإستكبارية ـ قد أقدم على عدّة جرائم كبرى!..
    فالجريمة الأولى أنّه فرّق بين أهل مصر (وجعل أهلها شيعاً )متفرقين من أجل البقاء في الحكم
    إنّ فرعون قسّم أهل مصر إلى طائفتي «الأقباط» و«الأسباط».
    فالأقباط هم أهل مصر «الأصليون» الذين كانوا يتمتعون بجميع وسائل الرفاه والراحة، وكانت في أيديهم القصور ودوائر الدولة والحكومة.
    و«الأسباط» هم المهاجرون إلى مصر من بني إسرائيل الذين كانوا على هيئة العبيد والخدم «في قبضة الأقباط»! وكانوا محاطين بالفقر والحرمان، ويحملون أشدّ الأعباء دون أن ينالوا من وراء ذلك نفعاً [ والتعبير بالأهل في شأن الطائفتين الأقباط والأسباط هو لأنّ بني إسرائيل كانوا قد سكنوا مصر مدّة طويلة فكانوا يُعدّون من أهلها حقيقة!]
    والجريمة الثّانية هي استضعافه لجماعة من أهل مصر بشكل دموي سافر كما يعبر عن ذلك القرآن بقولهيستضعف طائفةً منهم يذبح أبناءهم ويستحى نساءهم ). وهم بنو إسرائيل وهم أولاد يعقوب عليه السلام وقد قطنوا بمصر منذ أحضر يوسف عليه السلام أباه وإخوته وأشخصهم هناك فسكنوها وتناسلوا بها حتى بلغوا الألوف
    فقد كان أصدر أمراً بأن يراقبوا الأطفال الذين يولدون من بني إسرائيل، فإن كانوا ذكوراً فإنّ حظهم الذبح، وإن كانوا إناثاً فيتركن للخدم في المستقبل في بيوت الأقباط
    وباختصار فإنّ عمل فرعون يتلخص في الفساد في الأرض، فاستعلاؤه كان فساداً، وإيجاد الحياة الطبقية في مصر فساد آخر، وتعذيب بني إسرائيل واستضعافهم وذبح أبنائهم واستحياء نسائهم ليخدمن في بيوت الأقباط فساد ثالث، وسوى هذه المفاسد كانت لديه مفاسد كثيرةً أُخرى أيضاًة في المستقبل في بيوت الأقباط
    ثمّ تأتي الآية الأُخرى لتقول: إنّ إرادتنا ومشيئتنا إقتضت احتواء المستضعفين بلطفنا وكرمنا (ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض )وأن تشملهم رعايتنا ومواهبنا تكون بيد الحكومة ومقاليد الأمور: (ونجعلهم أئمّة ونجعلهم الوارثين ).
    ويكونون اُولي قوّة وقدرة في الأرض (ونمكّن لهم في الأرض ونُري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون )
    من هم المستضعفون ومن هم المستكبرون؟!
    كلمة «المستضعف» مشتقّة من مادة «ضعف»، ولكنّها لما استعملت في باب «الإستفعال» دلت على من يكبّل بالقيد والغلّ ويجرّ إلى الضعف.
    وبتعبير آخر: ليس المستضعف هو الضعيف والفاقد للقدرة والقوّة.. بل المستضعف من لديه قوى بالفعل وبالقوة، ولكنّه واقع تحت ضغوط الظلمة والجبابرة، وبرغم أنّه مكبل بالأغلال في يديه ورجليه فإنّه غير ساكت
    ولا يستسلم، ويسعى دائماً لتحيطم الأغلال ونيل الحرية، والتصدي للجبابرة والمستكبرين، ونصرة مبدأ العدل والحق.
    فالله سبحانه وعد أمثال هؤلاء بالمنّ وبالحكومة على الأرض،
    فبنوا إسرائيل استطاعوا أن يأخذوا الحكومة ويرثوها من الفراعنة لأنّهم التفوا حول موسى(عليه السلام) وعبؤوا قواهم وشكّلوا صفاً واحداً، واستكملوا بقايا إيمانهم الذي ورثوه عن جدّهم إبراهيم الخليل، ونفضوا الخرافات عن أفكارهم ونهضوا مع موسى(عليه السلام).
    وبالطبع فإنّ المستضعفين أنواع، فهناك مستضعف فكريٌّ، وهناك مستضعف ثقافيٌّ، وهناك مستضعف اقتصادي، وآخر مستضعف سياسي، أو أخلاقي، وأكثر ما أكّد عليه القرآن هو الإستضعاف السياسي والأخلاقي!.
    وما من شك أنّ المستكبرين الجبابرة يسعون أبداً لأن يجرّوا قرابينهم إلى الاستضعاف الفكري والثقافي، ثمّ إلى الإستضعاف الإقتصادي، لئلا تبقى لهم قوّةً ولا قدرة، ولئلا يفكروا بالنهوض وتولي زمام الحكومة.
    وفي القرآن المجيد ورد الكلام عن المستضعفين في خمسة موارد، وعلى العموم فإنّ هذا الكلام يدور حول المؤمنين الذين يرزخون تحت ضغوط الجبابرة.
    ففي مكان من القرآن الكريم يدعو إلى الجهاد والمقاتلة في سبيل الله والمستضعفين إذ يقول: (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربّنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليّاً واجعل لنا من لدنك نصيراً ).
    وفي مكان واحد فقط ورد الكلام عن الذين أعانوا الكفار وظلموا أنفسهم، وادعوا أنّهم مستضعفون، ولم يهاجروا في سبيل الله، فالقرآن ينفي عنهم هذا الاستضعاف فيقول: (إنّ الذين توفّاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنّا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأُولئك مأواهم جهنّم وساءت مصيرا ).
    وعلى كل حال فإنّه القرآن في كل مكان منه يدافع عن المستضعفين ويذكرهم بخير، ويعبّر عنهم بالمؤمنين الذين يرزخون تحت ضغوط المستكبرين... المؤمنون المجاهدون والساعون بجدّهم المشمولون بعنايةالله ولطفه.
    ما أبلغ هاتان الآيتان، وما أعظم ما فيهما من رجاء وأمل!.. إذ جاءتا بصورة الفعل المضارع والاستمرار، لئلا يتصور أنّهما مختصتان بالمستضعفين من بني إسرائيل وحكومة الفراعنة، إذ تبدآن بالقول: (ونريد أن نمن... ). أي إنّ فرعون أراد أن يجعل بني إسرائيل شذر مذر ويكسر شوكتهم ويبير قواهم وقدرتهم، ولكننا أردنا ـ ونريد ـ أن ينتصروا ويكونوا أقوياء!
    فرعون يريد أن تكون الحكومة بيد المستكبرين إلى الأبد. ولكنّا أردنا أن تكون بيد المستضعفين، فكان كما أردنا. والتعبير بـ «نمنّ» كما أشرنا إلى ذلك من قبل، معناه منح الهبات والنعم، وهو يختلف تمام الإختلاف مع «المنّ» المراد به عدّ النعم لتحقير الطرف المقابل، وهو مذموم قطعاً.
    ويكشف الله في هاتين الآيتين الستار عن إرادته ومشيئته بشأن المستضعفين، ويذكر في هذا المجال خمسة أُمور بعضها مرتبط ببعض ومتقاربة أيضاً:
    الأوّل: قوله تعالى: (ونريد أن نمن... ) لنشملهم بالمواهب والنعم.. الخ.
    الثّاني: قوله: (ونجعلهم أئمّة ). (أي قادة ورؤساء في الخير يقتدى بهم)مجمع البيان
    وذكر صاحب الميزان قدس سره ( بأن نجعلهم أئمة يقتدى بهم فيكونوا متبوعين بعد ما كانوا تابعين)
    الثّالث: قوله: (ونجعلهم الوارثين ) أي المستخلفين بعد الفراعنة والجبابرة.
    الرّابع: قوله: (ونمكن لهم في الأرض ) أي نجعلهم يحكمون في الأرض وتكون السلطة والقدرة وغيرهما لهم وتحت تصرفهم..
    والخامس: إن ما كان يحذره الأعداء منهم وما عبأوه لمواجهتهم يذهب أدراج الرياح، وتكون العاقبة لهم (ونُري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون ).
    هكذا لطف الله وعنايته في شأن المستضفين،
    فهي بشارةٌ في صدد انتصار الحق على الباطل والإيمان على الكفر.
    وهي بشارةٌ لجميع الأحرار الذين يريدون العدالة وحكومة العدل وانطواء بساط الظلم والجور.
    وحكومة بني إسرائيل وزوال حكومة الفراعنة ما هي إلاّ نموذج لتحقق هذه المشيئة الإلهية والمثل الأكمل هو حكومة نبيّ الإسلام(صلى الله عليه وآله وسلم) وأصحابه بعد ظهور الاسلام.. حكومة الحفاة العفاة والمؤمنين المظلومين الذين كانوا موضع تحقير فراعنة زمانهم واستهزائهم ويرزخون تحت تأثير الضغوط «الظالمة» لائمّة الكفر والشرك.
    وكانت العاقبة أن الله فتح على أيدي هؤلاء المستضعفين أبواب قصور الأكاسرة والقياصرة، وأنزل أُولئك من أسرّةِ الحكم والقدرة وأرغم أنوفهم بالتراب.
    والمثل الأكبر والأوسع هو ظهور حكومة الحق والعدالة على جميع وجه البسيطة ـ والكرة الأرضية ـ على يد «المهديّ» أرواحنا له الفداء.
    فهذه الآيات هي من جملة الآيات التي تبشّر ـ بجلاء ـ بظهور مثل هذه الحكومة، ونقرأ عن أهل البيت(عليهم السلام) في تفسير هذه الآية أنّها إشارة إلى هذا الظهور العظيم.
    فقد ورد في نهج البلاغة عن علي(عليه السلام) قوله: «لتعطفن الدنيا علينا بعد شماسها
    عطف الضروس على ولدها، وتلا عقيب ذلك: (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض )»
    وفي حديث آخر نقرأ عنه(عليه السلام) في تفسير الآية المتقدمة قوله: «هم آل محمّد (صلى الله عليه وآله) يبعث الله مهدّيهم بعد جهدهم فيعزّهم ويذل عدوّهم»
    ونقرأ في حديث آخر عن الإمام علي بن الحسين زين العابدين(عليه السلام) قوله: «والذي بعث محمّداً بالحقّ بشيراً ونذيراً، إنّ الأبرياء منّا أهل البيت وشيعتهم بمنزلة موسى وشيعته، وإن عدونا وأشياعهم بمنزلة فرعون وأشياعه» (أي سننتصر أخيراً وينهزم أعداؤنا وتعود حكومة العدل والحق لنا).
    ومن الطبيعي أن حكومة المهدي(عليه السلام) العالميّة في آخر الأمر لا تمنع من وجود حكومات إسلامية في معايير محدودة قبلها من قبل المستضعفين ضد المستكبرين، ومتى ما تمّت الظروف والشروط لمثل هذه المحكومات الإسلامية فإنَّ وعد الله المحتوم والمشيئة الإلهية سيتحققان في شأنها، ولابدّ أن يكون النصر حليفها بإذن الله.
    ـ أسلوب المستكبرين على مدى التأريخ
    لم يكن فرعون وحده يذبح أبناء بني إسرائيل ويستحيي نساءهم لا ذلالهم، فعلى مدى التاريخ نجد أسلوب الجبابرة على هذه الشاكلة، حيث يسعون لتعطيل القدرات والقوى بأية وسيلة كانت، فحيث لم يستطيعوا قتل «الرجال» يلجأون إلى قتل «الرجولة»، ويذوّبون روح الشهامة بنشر الفساد والمخدّرات والفحشاء والمنكر والإنحراف الجنسي وكثرة الشراب والقمار، ليستطيعوا براحة بال واطمئنان خاطر أن يواصلوا حكمهم و حكومتهم.
    ولكنّ أنبياء الله، وخاصّة نبي الإسلام(صلى الله عليه وآله) كانوا يسعون لإيقاظ قوى الفتوة النائمة ويشحنوا قدرات الشباب الهائلة، ويحرروهم من أسر الذلة، وكانوا يعلمون حتى النساء دروساً من الشجاعة والشهامة، ليقفن في صفوف الرجال ضد المستكبرين..
    ************************************************** ***************************************
    تفسير الأمثل
    تفسير الميزن
    تفسير مجمع البيان

    التعديل الأخير تم بواسطة سجاد14; الساعة 24-06-2013, 04:25 PM.
    من فضلك اذا أحببت/ي نقل الموضوع لمنتدى آخر أكتب/ي تحته منقول ولك الأجر والثواب
    سجاد=سجاد14=سجادكم

  • #2
    احسنت خيي ومبارك عليكم الولاده لامامي المنتظر



    يـــــــــــاألهي أعنــــي يـــــــاربــــــــي
    أعــــني

    تعليق


    • صورة الزائر الرمزية
      ضيف تم التعليق
      تعديل التعليق
      جزاكم الله خيراً

  • #3
    احسنت بارك الله فيك

    تعليق


    • #4
      احسنت
      في ميزان اعمالك ان شاء الله

      الهي كفى بي عزاً
      ان اكون لك عبداً
      و كفى بي فخرا ً
      ان تكون لي رباً
      انت كما احب فاجعلني كما تحب


      تعليق


      • #5
        بارك الله
        بكم
        أعزائي
        وقضى
        حوائجكم
        من فضلك اذا أحببت/ي نقل الموضوع لمنتدى آخر أكتب/ي تحته منقول ولك الأجر والثواب
        سجاد=سجاد14=سجادكم

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
        x
        يعمل...
        X