إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل كانت النهضة الحسينية من تطبيقات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل كانت النهضة الحسينية من تطبيقات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم

    فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يمكن ان يمارسها الفرد ضمن محيط الاسرة ، وبخاصة من قبل الوالدين اللذين يتحملان مسؤلية كبيرة تجاه توجيه ابنائهم نحو التزامهم اداء الاحكام الشرعية على خير وجه . ويستطيع الفرد ان يمارس هذه الفريضة تجاه افراد مجتمعه ، وبخاصة من يملك تأثيرا مباشرا تجاههم ، كما هي الحال من قبل الاصدقاء الذين يتواصون بفعل الخيرات والزام الفروض الشرعية . ولكن هذه الممارسات تبقى تطبيقات على المستوى الفردي لواجب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .
    ويمكن الارتقاء بمستوى تطبيق هذه الفريضة على الجماعة ، بحيث تكون نتائجها عامة تمس المجموع العام للمجتمع الاسلامي . وهو ما يتنوع الى معالجات اصلاحية واخرى ثورية جذرية . ففي حال عان مجتمع من المجتمعات المسلمة من تصدعات في بعض جوانبه التي يمكن ترميمها يكفي في هذه الحال ان يبادر بعض المعنيين بترميم تلكم التصدعات دون ان يخل ذلك بالبنية الاجتماعية . وهو يختلف عما اذا وصلت التصدعات في مجتمع اخر الى الجذور بحيث يكون الترميم والمحافظة على البنية الاجتماعية امرين مستعصيين . اذ يتطلب الامر مبادرات جذرية تهدم تلكم البنية من اجل اعادة بناء المجتمع على اسس وقيم دينية صحيحة . وفي كلا الحالين نستطيع ان نطلق على المعالجة امرا بالمعروف ونهيا عن المنكر الا انها في الاولى تسمى اصلاحا وفي الثانية تسمى ثورة .
    والاصلاح الاجتماعي في الاسلام من قبيل بعض الخلافات التي قد تحدث بين القبائل العربية بسبب بعض العصبيات الجاهلية فينبري مجموعة من المؤمنين بالاصلاح بينهما كما هو مفاد الاية الكريمة : (( وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ الى امر الله فان فاءت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين )) .(1)
    فما قد يحدث بين فصيلين من المسلمين من خلاف حاد قد يؤدي الى حال من الاقتتال بينهما يشكل حالا من التصدع داخل البنية الاجتماعية الاسلامية . وما تنادي به الاية الكريمة هو التصدي لمثل حالات التصدع تلك وارجاع الامور الى نصابها الصحيح وذلك من خلال حل ما وقع بينهما بالعدل والاحسان دون تحيز لطرف على حساب الطرف الاخر فالله تعالى من صفاته العدل ويحب من يتحلى بهذه الصفة النبيلة في معالجة الخلافات الداخلية في المجتمع المسلم .
    بينما الثورة هي انقلاب على الواقع وتغيير جذري له وبمعنى اخر هي هدم للوضع السابق وتاسيس لبناء اجتماعي جديد مغاير .
    وهو من قبيل ما قام به الامام الحسين عليه السلام التي كانت ثورة على واقع اجتماعي فاسد لا يمكن الحديث فيه عن ترميمات ورقيعات جانبية وذلك بسبب ما وصل اليه الوضع حينها الى ما يمكن ان نطلق عليه نقطة التفجر الداخلي بسبب تراكمات من المخالفات الشرعية بدأت بعد رحيل رسول الله صلى الله عليه واله بمدة وجيزة حيث بدأت مخالفات بسيطة الى ان بلغت من الحد الذي لم تعد تنفع معه انصاف الحلول او المعالجات الموضعية .
    ولذلك يجب التنبيه على ان النهضة الحسينية لم تكن صراعا بين قبيلتين من المسلمين او اتجاهين وانما هي ثورة على واقع اسلامي فاسد وصل الى الذروة قد يؤدي السكوت عن هذه الحال الى وضع اجتماعي تنمحي معه الكثير من المعالم الدينية فلا يبقى من الاسلام الااسمه ومن الدين الا رسمه .


    1. سورة الحجرات الاية 9 .


  • #2
    موضوع وافي
    جزيتم خيرا

    الهي كفى بي عزاً
    ان اكون لك عبداً
    و كفى بي فخرا ً
    ان تكون لي رباً
    انت كما احب فاجعلني كما تحب


    تعليق


    • #3
      وفقك ربي مشرفنا المحترم
      sigpic
      إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
      ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
      ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
      لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X