إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

علي الأكبر ابن الإمام الحسين (عليهما السلام)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علي الأكبر ابن الإمام الحسين (عليهما السلام)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

    علي الأكبر في شخصيته الفذة
    الهاشميون:
    رفض الإسلام أية مفاضلة أممية أو قبلية، وأية مبادرة حتى للتصنيفات الفردية، بمعزل عن المعيار الذي قدره القرآن والمقياس الذي أعلنه، كركيزة لا نحيد عنها عند المفاضلة والتصنيف، إنه مقياس الإيمان، ركيزة التقوى.
    ولو أن مشروعاً منصفاً للتفاضل أقيم وعلى مستوى النسب بين فروع العجم وقبائل العرب، لما فاز به غير الهاشميين. إذ لم يكن اعتباطاً أو جزافاً خروج صفوة العرب وأعيان الأُمة الإسلامية وأعلامها منهم، وعلى رأسهم يقف زعيم هاشم وعميد العروبة، سيد الأُمة والإنسانية محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
    اختاره الله تبارك وتعالى، من الشجرة الهاشمية بالذات لأنها أقوى عوداً وأعمق جذوراً وأكرم شرفاً وأمعن أصالة .. وما كانت إرادة السماء لتفرط بعملها وبعثة نبيها من موقع عادٍ ونسب بسيط قليل الشأن بمضمونه وطهارته، أو بشرفه عند الناس وسمعته وعلو منزلته، حتى إذا ما أعلن النبي دعوته مثلا للقبائل والبشر قابلوه بمؤاخذات على أصالته نسباً حيث أصله الرديء، أو سيرتهِ حيث وصمات ماضيه..
    ما كان الله سبحانه، ليزيل باطلاً ويقيم محله حقاً، بصرح قوي يتوخى اعتبارات المستقبل، وذلك بأيدي ضعيفة قليلة القيمة، بل كان حتماً ترشيح الأيدي النزيهة القوية الكفوءة، قبل تقرير النتيجة.. ترشيح العائلة العاملة بجميع أعضائها وضمان كونها ذات موقع جليل، قبل تقدير الثمرة المصطفاة.
    ويؤكد هذا - بما لاشك فيه - تكرار المعنى، وارداً في جملة من أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، بشأن اختيار الله لهاشم ثم عبد المطلب، ثم عبد الله، ثم هو، شخصه الشريف حيث رشح بلا منافس كصفي ومصطفى، ثم علي أمير المؤمنين وكل أهل بيت النبوة وفق عملية أمينة للاصطفاء .. والأحاديث كثيرة.
    ولقد انحدر علي الأكبر عليه السلام، من أعلى تلك الشجرة، من فوق شموخها الأشم، كواحدٍ ممن خضع للترشيح الإلهي، والانتخابات وفق إرادة ليس لها معارض، انه جاء إلينا عضواً نزيهاً عاملاً ضمن مجموعة حزب الله وجند الرحمان، من خلال مروره بالاصطفاء حسبما يصطلح القرآن الكريم.
    ولا مراء فيما تلعبه الوراثة من دور فعال في تكوين الشخصية، فضلاً عما يلعبه البيت بتربوياته السليمة السامية من أدوار في البناء الشخصي، حتى ليتجلى كل من معالم الوراثة ومعالم التربية على شخصيته في سيرته من خلال نشاطاته وفعالياته الرسالية، وهذا ما لاحظه الشاعر في علي الأكبر: جمع الصفات الغر وهي تراثه: في بأس (حمزة) في شجاعة (حيدر) بإبا (الحسين) وفي مهابة (أحمد) وتراه فـي خلـق وطـيب خلائـق وبليـغ نطـق كالنبـي (محمـد) صلى الله عليه واله.
    وعند التحدث عن أي شخصية مهما كانت، لا بد من الرجوع للحديث عن أسرته، لاسيما والده ووالدته، فثمة صلة هامة ورابطة خطيرة بين الحديثين، للوقوف على الحقائق ولإماطة اللثام عن واقع الشخصية المعنية .. نظراً للدور الأبوي الفعال في الشخص، بدءاً من كونه نطفة، ومروراً بمراحل التكوين، حتى الولادة فالتربية والتهذيب .
    من ذا الذي يجهل والد سيدنا علي الأكبر، كلنا يعرفه، وكلنا يجهله، نعرفه بالاسم وببعض الأمور، ونجهل حقيقته الكاملة.
    ان الإمام سبط الرسول الحسين بن علي صلوات الله عليهم، ليس أباً فحسب، وليس بمستوى الأبوة فقط، انه فوق ذلك المستوى بما يمثله من إشراف على الأُمة بكل أبنائها وبناتها، وبما يتبناه من قضايا أبناء الأُمة ودينهم الإسلامي الحنيف في بعده المستقبلي.
    هذا الأب العظيم من شأنه - دونما جدال - أن ينجب ابناً بمثابة أُمة من الناس، أن ينجب من يكون نوراً ونبراساً، وقائداً وقدوة وعليه فلا نستكثر على ذلك الإمام إنجاب القادة ورجال العقيدة، وهو الإمام الذي تمكن من أن يصون شعوب الإسلام، ويحفظ الأُمة العملاقة مع دينها ومبادئها الخلاّقة.
    ولا نريد هنا أن نتكلم عن أبي عبد الله الحسين عليه السلام فهذه الصفحات خاصة بولده ونجله فقط، كما أن الحديث عن الإمام لا يعدّ محاولة هينة ويسيرة بناءً على أنه ليس شخصاً عادياً يصح عنه الكلام كيفما اتفق الكلام، وإنما هو شخص امتزجت فيه المبادئ، فجسدها عملاً على أرض الواقع، انه صاحب رسالة وسيد قضية.. رسالة ممتدة من رسالة جده الرسول الأعظم، وقضية تبرعمت من شجرة قضية جده النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.
    وبعد: فانما نتجنب الخوض في الحديث عن الإمام سيد الشهداء فلسعة مهمته الرسالية التي يلزمنا التحدث فيها وعنها، ولبعد وظيفته الإلهية، ورحابة طرحه لقضيته .. وأخيراً فلأنه حقق عملياً - وعلى المدى البعيد - للأُمة ما لم تستطع كل الأًمة تحقيق بعضه.ذلك هو الوالد والأب والمربي الصارم القويّ، معلم الأُمة، الذي أنجب للانعتاق والتحرير طاقات نورٍ متمثلةٍ بالشخصيات المضيئة التي اخترقت أستار الظلام عبر عصور الظلم والاضطهاد ووسط تفاقم الأوضاع.
    أخذ الإمام الحسين عن جدهِ ((مدينة العلم)) ثروة من العلم والحكمة، وثروة من السمات البالغة في السمو...أخذ الإمام الحسين عن أبيه ((باب مدينة العلم)) وافر العلوم والامتيازات، أبوه أمير المؤمنين عليّ الذي ارتشف من نفس منهل النبي صلى الله عليه وعليهم أجمعين.
    وراح الحسين بدوره يوزع ما عنده دون أن ينقص مخزونه أو ينضب ويفيض بما لديه على أولاده الأطهار والتابعين له بإحسان وكل إناء بالذي فيه ينضح.
    كان حسين رحيماً ورحمة للمؤمنين، فكان علي الأكبر يشاطر والده في هذه الخصوصية الرحمانية.
    كان حسين قاسياً وقسوة على الكافرين والمنحرفين، فكان على الأكبر حليف والدهِ، صارماً لا يلين.
    كان حسين ثائراً وثورة يأبى الضيم عزيز النفس، وكان نجله مثله ولا يختلف عنه شديد التمسك بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حريصاً جداً على الجهاد المصيري.
    وكان الإمام الحسين حسيناً بجميع حسنيات الإسلام، وكان نجله علي الأكبر علياً رفيع المقام، يحذو حذو أبيه، حذو الحقائق بعضها وراء بعض.. ولو أن رجالاً وشباباً عاشوا مع الحسين عليه السلام بعض الوقت وبعض العمر لما انفكوا عن تأثيره الرسالي الخطير، فكيف يكون تأثر نجله به اذن؟ وكيف ستكون طبيعة الأثر والآثار وهو فلذة كبده، المنحدر من شامخ صلبه الطاهر؟ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ.
    أما والدته فهي السيدة ليلى الثقفية، وهي عربية الأصل كما يوحي نسبها إلى بني ثقيف ذات الشهرة والصيت الذائع في الطائف وكل البقاع العربية.
    السيدة ليلى هذه نالت من الإيمان والحظوة لدى الله سبحانه وتعالى بحيث وُفقت لأن تكون مع نساء أهل بيت النبوة، تعيش أجواء التقى والإيمان، وتعيش آلام آل الرسول وآمالهم، وتشاطر الطاهرات أفراحهن وأتراحهن، وقد ظفرت بتوفيق كبير آخر، حيث أضحت وعاءً لأشبه الناس طراً برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهي امرأة رشيدة، جليلة القدر، سامية المنزلة، عالية المكانة، رفيعة الشرف في الأوساط الاجتماعية، كيف لا وهي زوجة سبط سيد المرسلين وسيد شباب أهل الجنة أبي عبد الله الحسين عليه السلام.
    ونرى أن من الضروري التحدث عن أبيها عروة بن مسعود الثقفي كما سيأتي بعد أسطر.
    أما والدة ليلى، فهي ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية، أي أن أبا سفيان يعد جداّ لليلى، بيد أن شوائب أمية لم تمس من ليلى أو تؤثر فيها، بقدر تأثير العنصر العربي الثقفي فيها.. ونسبتها هذهِ لبني أُمية كانت مسوغاً للجيش الأموي بكربلاء كيما يستميل علي الأكبر إلى جبهته بأسلوب مضحك هزيل وبمحاولة فاشلة، وسنقف عليها في القسم الثاني من هذه الدراسة المتواضعة .
    ====
    * حياة علـى الأكبـر / محمد علي عابدين ص 70_73.
    ومع السلامة.
    التعديل الأخير تم بواسطة الصدوق; الساعة 27-06-2013, 05:42 PM. سبب آخر: حذف رابط

  • #2
    الصوره مؤلمة وفقك ربي
    sigpic
    إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
    ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
    ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
    لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

    تعليق


    • #3
      علي الأكبر ابن الإمام الحسين (عليهما السلام)

      بسم الله الرحمن الرحيم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

      علي الأكبر ابن الإمام الحسين (عليهما السلام)
      قرابته بالمعصوم
      حفيد الإمام علي والسيّدة فاطمة الزهراء (عليهما السلام)، وابن الإمام الحسين، وابن أخو الإمام الحسن، وأخو الإمام زين العابدين، وعم الإمام الباقر (عليهم السلام)؛ (1).
      اسمه وكنيته ونسبه
      أبو الحسن، علي الأكبر بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام).
      أُمّه
      ليلى بنت أبي مُرّة بن عروة بن مسعود الثقفي.
      ولادته
      ولد في 11 شعبان 35ﻫ، أو 41ﻫ.
      صفاته
      كان (عليه السلام) من أصبح الناس وجهاً، وأحسنهم خُلُقاً، وكان يشبه جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المنطق والخَلق والخُلق.
      قال الإمام الحسين (عليه السلام) حينما برز علي الأكبر يوم الطف: «اللّهم اشهد، فقد برز إليهم غلامٌ أشبهُ الناس خَلقاً وخُلقاً ومَنطِقاً برسولك» (2).
      قال الشاعر فيه:
      «لم تَرَ عينٌ نظرتْ مِثلَه ** من مُحتفٍ يمشي ومن ناعلِ
      يغلي نئي اللحم حتّى إذا ** أُنضجَ لم يغلُ على الآكلِ
      كانَ إذا شبّت لهُ نارُهُ ** وقّدَها بالشرفِ الكاملِ
      كَيْما يراها بائسٌ مُرملٌ ** أو فردُ حيٍّ ليسَ بالأهلِ
      أعني ابنَ ليلى ذا السدَى والندى ** أعني ابنَ بنتِ الحسين الفاضلِ
      لا يُؤثرُ الدنيا على دينِهِ ** ولا يبيعُ الحقَّ بالباطلِ» (3).
      وقال الشيخ عبد الحسين العاملي (قدس سره):
      «جمعَ الصفاتِ الغُرَّ فهي تُراثُهُ ** عن كلِّ غِطريف وشهمٍ أصيدِ
      في بأسِ حمزةَ في شُجاعةِ حيدر ** بإبى الحسينِ وفي مهابةِ أحمدِ
      وتراهُ في خَلق وطيبِ خلائق ** وبليغِ نُطق كالنبيِّ محمّدِ» (4).
      شجاعته
      لمّا ارتحل الإمام الحسين (عليه السلام) من قصر بني مقاتل، «خفق الحسين برأسه خفقة، ثمّ انتبه وهو يقول: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، والحمدُ لله ربِّ العالمين. قال ـ أي الراوي ـ: ففعل ذلك مرّتين أو ثلاثاً.
      قال: فأقبل إليه ابنه علي بن الحسين على فرس له فقال: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، والحمد لله ربِّ العالمين، يا أبت جعلت فداك، ممّ حمدتَ الله واسترجعت؟ قال: يا بُني، إنّي خفقتُ برأسي خفقة، فعنّ لي فارس على فرس، فقال: القوم يسيرون والمنايا تسري إليهم، فعلمت أنّها أنفسنا نُعيت إلينا، قال له: يا أبت، لا أراك الله سوءاً ألسنا على الحق؟ قال: بلى، والذي إليه مرجع العباد، قال: يا أبت، إذاً لا نُبالي نموت مُحقّين، فقال له: جزاكَ اللهُ من ولدٍ خير ما جزى ولداً عن والده» (5).
      موقفه يوم العاشر
      روي أنّه لم يبقَ مع الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء إلاّ أهل بيته وخاصّته.
      فتقدّم علي الأكبر (عليه السلام)، وكان على فرس له يُدعى الجناح، فاستأذن أباه (عليه السلام) في القتال فأذن له، ثمّ نظر إليه نظرة آيسٍ منه، وأرخى عينيه، فبكى ثمّ قال: «اللّهم أشهد، فقد برز إليهم غلامٌ أشبهُ الناس خَلقاً وخُلقاً ومنطقاً برسولك صلّى الله عليه وآله وسلم، وكنّا إذا اشتقنا إلى نبيّك نظرنا إليه» (6).
      فشدّ علي الأكبر (عليه السلام) عليهم وهو يقول:
      «أنا علي بن الحسين بن علي ** نحن وبيت الله أولى بالنبي
      من شبث ذاك ومن شمر الدني ** أضرِبُ بالسيفِ حتّى يلتوي
      ضربَ غُلامٍ هاشميٍّ عَلوي ** ولا أزال اليوم أحمي عن أبي
      والله لا يحكُمُ فينا ابنُ الدعي» (7).
      ثمّ رجع إلى أبيه قائلاً: يا أباه العطش!!.
      قال له الحسين (عليه السلام): اصبرْ حبيبي، فإنّك لا تُمسي حتّى يسقيك رسولُ الله (صلى الله عليه وآله) بكأسه.
      ففعل ذلك مراراً، فرآه منقذ العبدي وهو يشدُّ على الناس، فاعترضه وطعنه فصُرع، واحتواه القوم فقطّعوه بسيوفهم.
      وقف الحسين (عليه السلام) عليه، وهو يقول: قتلَ اللهُ قوماً قتلوك يا بُني، ما أجرأهُم على الرحمان، وعلى انتهاك حرمة الرسول، وانهملت عيناه بالدموع، ثمّ قال (عليه السلام): على الدُّنيا بعدَك العفا.
      ثمّ قال لفتيانه: احملُوا أخاكُم، فحملوه من مصرعه حتّى وضعوه في الفسطاط (7).
      شهادته
      استُشهد (عليه السلام) في 10 محرّم 61ﻫ بأرض كربلاء المقدّسة، ودفنه فيها الإمام زين العابدين(عليه السلام) ممّا يلي رجلي أبيه الحسين (عليه السلام).
      عمره
      19 سنة على رواية الشيخ المفيد، و 25 سنة على رواية غيره، ويترجّح القول الثاني لما روي أنّ عمر الإمام زين العابدين (عليه السلام) يوم الطف كان 23 سنة، وعلي الأكبر أكبر سنّاً منه.
      ====
      المصادر:
      1. اُنظر: معجم رجال الحديث 12/387 رقم 8050، أعيان الشيعة 8/206.
      2. اللهوف في قتلى الطفوف: 67.
      3. مقاتل الطالبين: 53.
      4. المجالس العاشورية: 304.
      5. مقتل أبي مخنف: 92.
      6. اللهوف في قتلى الطفوف: 67.
      7. اُنظر: مقاتل الطالبيين: 76.
      ومع السلامة.
      التعديل الأخير تم بواسطة الصدوق; الساعة 28-06-2013, 04:15 PM. سبب آخر: حذف روابط

      تعليق


      • #4
        مقتل علي الأكبر (عليه السلام)

        بسم الله الرحمن الرحيم
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

        مقتل علي الأكبر (عليه السلام)
        في خروج شبل الحسين علي الأكبر للقتال، خرجت روح الحسين عليه السلام من الحزن والبكاء والإنكسار بقلبه عليه السلام وكان الحسين في حالة يرثى لها، ففقد الأبناء عظيم وعظيم على قلوب الآباء وخاصة إن كان إبن مثل علي الأكبر أشبه الناس بجده المصطفى، نعم في تلك الحالة جرت دموع الوداع بين الإمام الحسين المظلوم وبين ولده الذي آلمته نار العطش والتي كانت تستعر بقلبه، وقد وقف أمام أبيه الحسين واستأذنه بالخروج.
        فنظر إليه نظرة آيس منه، وأرخى عليه السلام عينه وبكى.
        ثم قال: «اللهم اشهد، فقد برز إليهم غلامٌ أشبه الناس خلقاً وخلقاً ومنطقاً برسولك صلى الله عليه وآله، وكنا إذا اشتقنا إلى نبيك نظرنا إليه».
        فصاح وقال: «يابن سعد قطع الله رحمك كما قطعت رحمي».
        وتقدم عليه السلام نحو القوم، فقاتل قتالاً شديداً وقتل جمعاً كثيراً.
        وكان الحسين (ع) حينما واقفاً بباب الخيمة، وليلى أم الأكبر تنظر في وجه الحسين (ع)، فتراه مسروراً بشجاعة ولده الأكبر، وإذا بها ترى وجه الحسين (ع) قد تغير فجأة، فبادرتهُ بالسؤال مذهولةً: "سيدي أرى وجهك قد تغير، هل أصيب ولدي بشيء"؟ فقال لها الحسين (ع): "لا يا ليلى، ولكن برز اليه من يخاف منه عليه، يا ليلى ادعي لولدك فإن دعاء الام مستجاب بحق ولدها".
        دخلت ليلى الخيمة، ورفعت يديها إلى السماء قائلة: "إلهي بغربة أبي عبد الله، إلهي بعطش أبي عبد الله، ياراد يوسف إلى يعقوب أردد إلي ولدي علي"
        فاستجاب الله دعاء ليلى، ونصر علي الأكبر على بكر بن غانم فقتلهُ، وجاء الى ابيه، وهو يقول:
        صيد الملوك أرانب وثعالب * وإذا برزت فصيدي الأبطال
        وأقبل الأكبر بعد ان قتل بكر بن غانم الى ابيه يطلب شربة من الماء، وهو يقول: "يا أبه العطش قتلني، وثقل الحديد قد أجهدني، فهل الى شربة ماء من سبيل أتقوى بها على الأعداء". فأجابه الحسين (ع): "بني علي اصبر قليلاً، سيسيقيك جدك المصطفى، بكأسه الأوفى شربةً لا تظمأ بعدها أبداً". ثم قال له: "ولدي علي اذهب الى امك وادركها قبل ان تموت، فإنها مغمى عليها في الخيمة".
        وفي رواية أخرى تهز القلب تصف حال علي الأكبر بعد رجوعه:
        رجع إلى أبيه وقال: يا أبه، العطش قد قتلني، وثقل الحديد قد أجهدني، فهل إلى شربة ماء من سبيل؟
        فبكى الحسين عليه السلام وقال: «واغوثاه يا بني، من أين آتي بالماء قاتل قليلاً، فما أسرع ما تلقى جدك محمداً عليه السلام، فيسقيك بكأسه الأوفى شربةً لا تظلمأ بعدها».
        فبرز علي الأكبر نحو المعركة شاهراً سيفه قائلاً:
        أنا علي بن الحسين بن علي
        نحن وبيت الله أولى بالنبي
        تالله لا يحكم فينا ابن الدعي
        أضربكم بالسيف أحمي عن ابي
        أطعنكم بالرمح حتى ينثني
        طعن غلام هاشمي علوي
        فحمل ثانية واقبل نحو القوم يضرب فيهم ضربا قويا حتى أكمل عددهم على المئتين، إلى أن جزعوا لكثرة ما قتل منهم فكمن له عند ذلك مرة بن منقذ العبدي عليه اللعنة فما ولى اللعين حتى ضرب علي الاكبر على رأسه فتعلق علي بالجواد فجال به الفرس بين الجيش الى ان قطعوه بالسيوف إربا اربا واستغاث بابيه الحسين مناديا: أبه عليك مني السلام، يا أبتاه أدركني، سمع صوته الحسين، أقبل اليه، كشف عنه الأعداء، جلس عنده: بني لعن الله قوما قتلوك ما أجرأهم على الرحمن وعلى انتهاك حرمة الرسول، بني، بني علي، على الدنيا بعدك العفا.
        ومع السلامة.
        التعديل الأخير تم بواسطة الصدوق; الساعة 28-06-2013, 04:17 PM. سبب آخر: حذف روابط

        تعليق


        • #5
          شبل الحسين علي الأكبر (عليهما السلام)

          بسم الله الرحمن الرحيم
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

          شبل الحسين علي الأكبر (عليهما السلام)
          الابن الأكبر لسيد الشهداء وشبيه رسول الله، بذل مهجته يوم عاشوراء في سبيل الدين.
          أمه ليلى بنت أبي مرّة، وهو يومئذٍ ابن 25 سنة، كما قيل أن عمره كان 18 أو 20 سنة، وهو أول شهيد من بني هاشم يوم الطف (حياة الإمام الحسين 245:3)، كان كثير الشبه برسول الله خلقاً وخُلقاً ومنطقاً.
          لما استأذن أباه يوم عاشوراء ونزل إلى الميدان، رفع الحسين طرفه للسماء وقال: "اللهم اشهد على هؤلاء القوم فقد برز إليهم غلام أشبه الناس برسولك محمد خلقاً وخُلقاً ومنطقاً، وكنا إذا اشتقنا إلى رؤية نبيّك نظرنا إليه..." (بحار الأنوار 43:45).
          تجلّت شجاعة على الأكبر وبصيرته في دينه يوم عاشوراء، ومن أبرز معالم ذلك الوعي كلماته وما كان ينشده من الرجز. وعند قصر بني مقاتل خفق الحسين برأسه خفقة ثم انتبه وهو يقول: "إنا لله وإنا إليه راجعون" وكررها ثلاثاُ، فقال له علي الأكبر: يا أبتاه مما استرجعت؟ فقال عليه السلام: يا بني إني خفقت برأسي خفقة فعنّ لي فارس على فرس وقال: القوم يسيرون والمنايا تسير إليهم، فقال له: أولسنا على الحق؟ قال: بلى. قال: "فإننا إذن لا نبالي أن نموت محقّين" (أعيان الشيعة 206:8-207).
          وفي يوم عاشوراء كان هو أول من تقدّم من الهاشميين للحرب، ولما برز إلى القتال دعا الحسين على القوم وقال: إنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا يقاتلونا ويقتلونا.
          حمل علي بن الحسين على القوم عدّة مرّات وقاتل قتال الأبطال، وكان يرتجز ويقول:
          أنا عـلي بن الحسين بن علي
          نحن ورب البيت أولى بالنبـي
          تالله لا يحـكم فيـنا ابن الدعي
          أضرب بالسيف أُحامي عن أبي
          ضرب غلام هاشـمي عـربي
          (أعيان الشيعة 206:8-207)
          وعاد إلى المخيم وهو ظمآن مثخن بالجراح وقد أجهده ثقل الحديد، وكر ثانية على القوم وقاتل حتّى قتل، قاتله مرّة بن منقذ العبدي، وسار إليه الإمام ووجده قد قطعت أوصاله وجاد بنفسه، فقال: " قتل الله قوماً قتلوك" وأخذ يردد: "على الدنيا بعدك العفا" وطلب من بني هاشم أن يحملوه إلى الخيمة (حياة الإمام الحسين 248:3).
          ومع السلامة.
          التعديل الأخير تم بواسطة الصدوق; الساعة 28-06-2013, 04:17 PM. سبب آخر: حذف روابط

          تعليق


          • #6
            اللهم صلى على محمد وال محمد

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
            x
            يعمل...
            X