إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ساعي البريد/ عيال الظالمي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ساعي البريد/ عيال الظالمي


    قراءة في مجموعة (ياابي ايها الماء) للشاعر اجود مجبل
    (عيال الظالمي )


    أسئلة على أمواج - يا أبي أيها الماء

    ما بين المثل الأعلى استحضاراً وندبه والتفاعل الروحي اهتياجاً ، وبما يحمل من وشائج كانت مجموعة (يا أبي أيها الماء) تحتفل بماضٍ متجدد وميت ٍ خالد ، لأنها انبلاج أو تدفق خزين من العواطف المكبوتة ، لرموز متنوعة لها تأثيرها في الميادين التي شغلتها ، وعملية ترتيب هذه القصائد وتوزيعها احتفاءا بهؤلاء العظماء الراحلين أجسادا ، ولكل ما احتوت هذه المجموعة بين طياتها لابد من باعث ذاتي في داخل النفس أثر بشكل أو بآخر ابتدأً من عنونة المجموعة وانتهاءاً بقصيدة الختام . مع هذا أضاف قصائدا من السنون الماضية حملت وشم الجمع المحتشد بين دفتيها ، كقصيدة( ورقة\ 92و هدايا السهاد\93وأسئلة\96...الخ ) في بعض الأحيان أراها مبعثرة معتقدا بأن (أجود مجبل ) دخل زمن التشظي ، لذلك جعل من كل قصيدة عمل مستقل بذاته ، يوهب ما عليه ويتحمل ما ينتج عنه ، حيث بدأت ذاته باستعادة صوره الزمنية المتداعية لكي تكون استرجاع تقهقري ، دون التفكير بما يمليه القارئ من تصورات ، لأن القصائد تحمل مجالا دلاليا شاسعا ، بالإضافة إلى الوظيفة الصورية الذاتية . كما اعتمد الشاعر بعض المفردات التي ثوت والآن طفت على يم أنساقه المضمرة كـ (كوة - مماحي ـ رمل - كيزان ) تدل على الضيق والظلمة والانتهاء والتلاشي ، وهي تعطي دلالاته النفسية وأبعاده الإجتماعية فيقول :



    * قل لمن حملوا الألواح

    واستدرجوا الكوى

    أن بيكاسو على السين

    يرسم الشمس والأطفال في جورنيكا

    * وهم سماره القلقون دوما وعشاق المحطات القدامى

    وهم المتكررون على المماحي مضوا يتوارثون بها حطاما

    * ومالنا في المماحي من أدلاء سوى ملامحنا

    والرمل نقنعه بزهرتين

    وما تابوا من هيبة الماء في كيزانهم

    عطشوا ...الخ

    تكررت المفردات أعلاه في الصفحات (11-30-45-77-92-106 -161-163-173).. وليس الغاية الإحصاء بل لتوضيح مقدار الشعور بالضيق وسعته وكمية وضوحه رغم اختلاف أزمان إنشاء القصائد ما بين (1992 - 2012)عبر عشرين عاما من الصمت ألقسري . وزمنه الشعري ذاتي متحول لتزاحم توتراته واحتدام دواخله وإيقاعه طغى عليه الرتابة والهدوء في حالتي الوعي واللا وعي ، وقد تأتي من الخبرة العمرية بتقلبات الحياة ، أو من صهر الزمن بصورة حرفية أثناء التركيب اللغوي للبيت ، ومن انسياب وزن البيت وموسيقاه ، كما أجد الوزن الشعري يأتي بلا تفكير مسبق حين الإنشاء أو وقت الكتابة :

    * خطاك من الليل المدبب ترشف

    وصوتك شباك على الريح ينزف

    * برغم ارتحال الطين والغسق الصعب

    لنا قمرُ.. يرسو على حزنه العذبِ

    ورغم السجون اليانعات تفتحت زهور

    ومازالت تفوح على الجدبِ

    * من آخر الحلم جاء ملتبسا بعمقه والفصول تنجرفُ

    منذ اخضرارا ته يسير إلى حيث الملاذات عنه تنكشفُ



    كما لألوان الشاعر بُعدينِ أوزمنين ، بعدٌ عام وهو كما يقول الفنان الكبير غني حكمت (الزمن العام ) هو ما يشكل الوضع الخارجي المحيط والمؤثر طبعا في حياة الفرد أي الشاعر وأغلبيته قاتم ، وهو منتشر على مساحة واسعة من حياته كالمجتمع وإرهاصات التدافع المنفعي والطبيعة بظروفها القاهرة . واللون الآخر هو الذاتي الداخلي ويطلق عليه المختصون (الزمن الحاضر) المضمر بأغلب الأحيان، كتفاعلات شعورية روحية خالصة ، وما يكتنف المرهف من وحشة وعواطف وأحاسيس ، فالشاعر المبدع هو الذي يحيل كل جمود إلى ديناميكية - وما تحتاج هذه الحركة إلى أفعال تحرك سكون اليمِّ حين سبكها لزمن منسي خيّم عليه الجمود :

    إذن فلتشيّد الآن منفاك

    على ضفتين من شغبٍ

    أو فضة لا يطيق نسيانها البحر

    سلاما ياآخر القرطبيين \\ حفظنا خطاك أزرار عيد

    واطرح سؤالا لابد من أن أجيبه هل (أجود )الشاعر أوقف الزمن في قصائده الرثائية الباعثة ؟ أي أبقى على صوره ببنية سكونية تفتقر إلى الحركة وكما أشرت سابقا ، كحركة الأفعال وتتابع الأحداث من خلال الجمل الاسمية و الصفات وأدوات النفي والاستفهام وغيرها ؟ أرى أنه لم يوقف الزمن بها إنما أراد لنا الوقوف ليرينا شكل العزاء الذي يمج بداخله حيث النماذج العظيمة ، كانت محركة لزمن كبير، لذا استوحى منها ما يكفكف دمع تحسرّه ، ويخرج معايب زمن تقهقره . من هنا كانت صوره مفعمة بالحركة فـ(من بريد إلى أبي فرات) يقول:

    فيا شيخنا المنفي عن طرقاته \\ ولم تنطفِ يوما خيول اغترابه

    بقيت لنا عبر الليالي وهجسها \\ نديم حروفٍ لم نفق من شرابه

    أضاء حريق الشعر أرجاء روحه \\ وليس سوى التّرحال عود ثقابه

    وهل أوجز بصوره الشعرية أم استفاد من الصور التراكمية من تشبيهات واستعارات لإضفاء وهج فني ؟ اعتقد أنَّ الشاعر وضع من روحه الكثير ، لتلامس حالة الفقد مع همّه النفسي ، ولأن شعره لا ينطوي تحت مقولة (الشعر مهمته تنسيق أحزان العالم ، بل مهمة الخلق الجمالي على رأي- احمد نصيف- منشورات وزارة الثقافة والإعلام \ 1982) فقد وشى قصائده بالجمال الذي يحلم ، وبالمعادل الموضوعي مابين زمنيه التراثي وزمن ذاتيته المنكسرة فمن قصيدة (إناء) :

    أنا خطأ التراب أنا المغني \\ يجفّ على خسائره الغناءّ

    له عبر الحروب دمٌ وسيمٌ \\ له سنواته السود الإماء

    سأنتظر البلاد تجيء غيما\\ وقلبي تحت عودتها إناء

    مجموعة ( ياابي ) اكتنفت على خطاب الأنساق المضمرة ، ولم تكن خطابا مع الآخر. أما اختيار الخطاب التأولي الرثائي مع الرموز كـ ( علي -ع - وميثم والجواهري وجمال الدين وأبي تمام .. الخ) فقد أتاهم من خلودهم عبر الزمن ، لما أحدثوه في المجتمع بتغيير نهج وطغيان وتوجهات ، أثرتْ على قيم الإنسان في عصورهم ، لذا كان نداؤه رفع هِمّة ودفع ملمّة وتكوين رؤية فنية شاملة لتجددهم بتفاوت الأزمان :

    ووجه علي بالنبوءات ممرع \\ إذا أجدبت من حوله الريح يغدق

    يسائل عن أسمائنا متفاقما به \\ ألف حلم والهباء يحدق

    يفتش عنا في الطقوس ويحتفي \\ بمن نزفوا أشيائهم وتورقوا

    احتوت المجموعة على مظاهرة الموت ، ولم ينبذه الشاعر ، بل يرى تشتت بالحياة ، ومعاناة ومأساة ، وهروب الزمن وتنوعه وخلود المُنتَج وفناء الصورة الحية بمصيرها القاهر . (أجود مجبل ) في مجمل قصائده منزاح نحو التنديد والتفرج تارة والكبت والألم أخذ منه ليوهن الإيقاع ، فهو ينازع ويصارع جزءاً من الموت في الحياة العامة كـ ( الجفاف - الجوع - ووجود المستغلين - وسارقي الشعب) فعمد إلى الشكوى :

    أبي أيها الماء

    كن أنت فانوس أحفادنا الشائكين

    وما يساقط من قامة الناي....إلى

    ياابي

    تنام البلاد مبكرة في حقائبهم

    و السنونو يشيد نوما له في السقوف

    وبرغم ما عاش وكابد لم تكن نبوءة الشاعر سوداوية حتى تفضي إلى العدم ، بل هي انتكاسات وخيبات عامة وشخصية ، لذا أجد صوت الإستشراق عبر الاستبصار بالأمور المحيطة .. دائما ينحى بقدوم البديل وربما ساوره الشك ،ولكنه صرح بالبشارة كقوله :

    ستستفيق على شيء نوافذنا

    والأفق حشد من الآتين صخّابُ

    مهما تحطم عود وانحنى وتر

    غدا سيولد في بغداد زريابُ



    عملية النداء الكبيرة الصادمة والاستغاثة كعنوان بارز قادم من هوّة سحيقة ، وبما إن الماء يحتوي كُنه الحياة وباعثها ، استجار به ، حينما غادروه عظماء رموزه تمنّى لو تحضر في زمنه القاتم ، لا أقول متشائم ، لكنه تحيط به غيوم المجهول ، من اللوحة المملوءة باللون الأزرق ، ولون الأوراق التي حملت كمية السواد من الكلم بلون الماء دلالة باعثة للون أبيه ابتكرتها المطبعة ، فلم يكن ليقول اذهبي حيث شأتي لأنه يدرك بأن الخراج سيكون دماً لن يغسله الماء :

    فأين يفرُّ الدامسون بوحلهم ؟ وأنت على الأبواب بالشمس تهتفُ

    يهشم أوقات الطغاة نهارها \\ وفيه مواعيد النبوءات تأزفُ

    لِمَ البيد لم تقرأك حين لمستها ؟\\وأنت على سجادة الأفق مصحف

    رموزه الدينية تضمنت [ الحق - و العدالة - والتضحية والفداء - والإيمان ومعرفة الله - ] ورموز الأدب لديه [النضال ،والإيثار والكلمة الحقة والجهاد والوطنية الصادقة ] وبكل إيمانه بهؤلاء يحمل معها منافي السنين من تعب وصداقات و تشظي وفرح وحزن وسعي وحاكم وفقر واغتيال وكتم تنفس وإسكات فم وقتل الهواء لكي لا يحمل الصوت :

    رمادك تحمله الفتيات بطنجة

    وردا لقمصانهن

    وقرب أبي الهول خبأه الكادحون (الغلابة)

    تحت سرير زليخة

    لمَ أره اقفل عن الشروق ، ربما يرى النفوس تنزلق قبل لملمة ثياب القتام ، وضحكة الشروق فعاد بلا حقائب أو قلم بسن خنجر ، أو ضوء بحرارة الإحراق ، وربما تلفع بوشاح الخيبة من أن الموانئ تحمل التعليمات نفسها وبخطوط مختلفة وأوجه مستعارة ، وأسماء مزيفة على أروقة وصلت إلى التأريخ :

    سرنا إلى قلق الأعماق في شغف

    وما لنا في المماحي من أدلاء

    سوى ملامحنا

    والرمل نقنعه بزهرتين

    فينمو حقل حنّاء

    عشب المطارات رطب في حقائبنا

    وتحت قمصاننا وعد بميناء





    ابتدأ بـ( جورنيكا ) ورام إغلاق بابها الخلفي بندائه الخارجي ، جراح لم يضع مرهماً لها عبر تنقله من كوته حتى مخرج محرابه ، فبانَ دامي ممرغ بالتراب ، تحمله المماحي لتلقيه إلى مقابر الظلام كان نبيا صالحا لكنه لم يتبنى جلدا كي يسقط أو يسمم ، ولم يقدم المعجزات ::

    تمرُّ بوحل المآتم طفلا أقام به حلم دائم

    به قلق مشمس وأغانٍ وفي قلبه سفر عارم

    ويهتف: أنَّ غد الفقراء - وان أجلوا فجره -قادم

    لم يبكِ أحداً ، قال كلمته في آحادا لم يجتمعوا لتكوين رقما ، ربما بعضهم تتناسل سواقيه إلى نهر واحد .. لأن استقلاليتها بموقف اضمحلالها كنخلة وخلودها كقيمة ، انحنى التأريخ وتشرف بهم كصفحات مرجعية للوافدين والقادمين .



    لبصرة النحو والسياب يحملها عبر المطارات أوراقا تفوح سنا

    عمر بن بحر ينادي الأصمعي بها وذا الخليل طويلا عانق الحسنا

    لكوفة الممرعين الخضر مذ بزغوا وحيث وجه علي يسكن ألزمنا

    عيال الظالمي

  • #2
    وووووووووووووووووووووووووفقك ربي ياأستاذعلي حسين الخبازالمحترم وووووووووووووووووفق ساعي البريدعيال الظالمي--------------
    sigpic
    إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
    ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
    ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
    لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X