تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
طالما شنع الجاهلون من اتباع ابن تيمية الحراني على الشيعة وغيرهم من مذاهب المسلمين بعلم النبي والائمة صلوات الله عليهم بالغيب واعتبروه من مختصات الله تبارك وتعالى وان ما تقوله الشيعة محض كفر وزندقة يقول شيخهم بن عثيمين في جواب من سأله عن حكم من ادعى علم الغيب : ((السؤال: ما حكم من يدعي علم الغيب؟
الإجابة: الحكم فيمن يدعي علم الغيب أنه كافر، لأنه مكذب لله عز وجل، قال الله تعالى: {قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون}، وإذا كان الله عز وجل يأمر نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يعلن للملأ أنه لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله، فإن من ادعى علم الغيب فقد كذب الله عز وجل في هذا الخبر.
ونقول لهؤلاء: كيف يمكن أن تعلموا الغيب والنبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب؟ هل أنتم أشرف أم الرسول صلى الله عليه وسلم؟! فإن قالوا: نحن أشرف من الرسول، كفروا بهذا، وإن قالوا: هو أشرف، فنقول: لماذا يحجب عنه الغيب وأنتم تعلمونه؟! وقد قال الله عز وجل عن نفسه: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً * إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً}، وهذه آية ثانية تدل على كفر من ادعى علم الغيب، وقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعلن للملأ بقوله: {قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي}.(1)
فاذاً يصرح بن عثيمين بكفر من ادعى علم الغيب لكن تعالوا لنرى ماذا فعل شيخ اسلامهم ابن تيمية ، فهذا احمد بن ابراهيم الواسطي في كتاب التذكرة والاعتبار في حق ابن تيمية : (( ومثل هذا العارف قد يبصر بصيرته تنزل الامر بين طبقات السماء والارض ، فالناس يحسون بما يجري في عالم الشهادة ، وهؤلاء بصائرهم شاخصة الى الغيب ينظرون ما تجري الاقدار يشعرون بها احيانا عند تنزلها )) (2)
وقال ايضا تلميذه البار ابن قيم الجوزية : (( ولقد شاهدت من فراسة شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله امورا عجيبة ، وما لم اشاهدة اعظم واعظم ، ووقائع فراسته تستدعي سفراً ضخماً . اخبر اصحابه بدخول التتار الشام سنة تسع وتسعين وستمائة ، وان جيوش المسلمين تُكسر ، وان دمشق لا يكون بها قتل عام ، ولا سبي عام ، وان كلب الجيش وحدته في الاموال ، وهذا قبل ان يهم التتار بالحركة ، ثم اخبر الناس والامراء سنة اثنتين وسبعمائة لما تحرك التتار وقصدوا الشام : ان الدائرة والهزيمة عليهم ، وان الظفر و النصر للمسلمين ، واقسم على ذلك اكثر من سبعين يميناً ، فيقال له قل ان شاء الله ، فيقول : ان شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً .
وسمعته يقول ذلك ، قال : فلما اكثروا عليَ قلت : تكثروا ، كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ .)) انتهى .(3)
فتبين ان ابن تيمية يعلم ما في اللوح المحفوظ فماذا يجيب الشيخ ابن عثيمين ؟
وقال عمر البزار البغدادي في كتاب الاعلام : (( جرى بيني وبين بعض الفضلاء منازعة في عدة مسائل ، وطال كلامنا فيها ، وجعلنا نقطع الكلام في كل مسألة بان نرجع الى الشيخ ، وما يرجحه من القول فيها ، ثم ان الشيخ رحمه الله حضر ، فلما هممنا بسؤاله عن ذلك سبقنا هو ، وشرع يذكر لنا مسألة مسألة كما كنا فيه ،وجعل يذكر غالب ما اوردناه في كل مسألة . (4)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلدالاول - باب الربوبية.
(2) العقود الدرية في مناقب شخ الاسلام ابن تيمية ص 249 .
(3) مدارج السالكين ج2 ص 489 .
(4) الاعلام العلية ج1 ص56 .