تويت
بشكل عام يتميز الشيعة بالمامهم باحداث التاريخ التي رسمت حاضر المسلمين, مقارنة بقلة معلومات المخالفين, ففي النقاشات نجد انفسنا نذكر لهم معلومات مفصلية وهامة في تاريخنا الاسلامي ولكنهم يسمعونها لاول مرة, هذا على مستوى العوام من الفريقين, والهوة تتسع على مستوى العلماء, فلو قارنا بين عالم شيعي معمم وبين من يحمل درجة الدكتوراة في احد العلوم الدينية من المخالفين لوجدنا فرقا كبيرا, وكثيرا ما استمع ل(دكاترة) من المخالفين يجهلون ابسط مبادئ الاستدلال او المنطق وكثيرا من وقائع التاريخ! اما عند الحديث عن طبقة المجتهدين والمراجع الشيعة فلا مجال للمقارنة اصلا اذ لا يوجد لهم نظراء لدى المخالفين.
يعود ذلك بشكل اساسي الى ان مجتمعات المخالفين بشكل عام اعتادت على اسلوب التلقين, بدلا من اعتماد اسلوب البحث, وهذه من موروثات الدول التي حكمتهم عبر السنين, بدءا من الامويين وحتى ايامنا هذه, وساندتها في ذلك المذاهب التي نشأت برعايتها وانتشرت بقوة الدولة بين المسلمين, كالمذاهب الاربعة ومن ثم السلفية والوهابية. فكلا من هذه الدول وهذه والمذاهب وضعت قيودا وهمية ولكنها فعالة على التفكير, مثل قدسية الصحابة, ودفعهم لعدم قراءة التاريخ بحجج مختلفة منها عدم اثارة الفتنة والمس بالسلف الصالح, وطاعة ولي الامر وان كان فاسقا, واقفال باب الاجتهاد (...كم من المخالفين يعرف ذلك عن مذاهبهم؟...), وغيرها من القيود. نتيجة ذلك نجد ان المجتمعات المخالفة اصبحت اسهل للسيطرة والانقياد, وخاصة في وجود الجهل او السذاجة او كليهما, فنرى كثيرا من المخالفين منقادين لكل من ارتدى لحية طويلة ولباسا قصيرا, سواء أكان هذا شيخ جامع او شيخ فضائية, دون ان يعلموا فعلا ما هي مذاهب هؤلاء وما الفروقات بينها, فنجد المخالف قد اعتاد على ترديد ما يسمع من هؤلاء, على انه الرأي الصحيح, حتى وان وجد نفسه يناقض نفسه في كثير من المواقف.
بالمقارنة, نجد المجتمعات الشيعية (حتى تلك التي تعيش في الدول السنية) تميل دائما للبحث والتمحيص بدلا من التلقي, سواء في القضايا التاريخية او المعاصرة, فلا قيود فكرية في المذهب الشيعي, اما علاقة الشيعي بالمرجع وطاعته له فيما يفتي فيه, فهذا من باب الاخذ برأي اصحاب الاختصاص, ولكننا لن نسمع مرجعا يحض على عدم قراءة التاريخ او عدم الخوض في مصادر الاحكام الفقهية مثلا.
المؤسف اكثر عندما نرى الاجيال الجديدة, في عصر المعرفة وسهولة توفر المعلومات, تفرض هذه القيود على نفسها. دائما اقول لمن يناقشني من المخالفين...ان البحث بحد ذاته هو هدف, وبعد ذلك فليختر المذهب الذي يريد..طالما اختاره عن علم, لا عن جهل.