إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ماذا يريد الاسلام من الانسان

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ماذا يريد الاسلام من الانسان

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الاشراف وعجل فرجهم يا كريم

    أنّ هدف الإسلام العزيز هو إرجاع الإنسان إلى فطرته ، و تطهيرها من شوائب الانحراف ، ثمّ صياغة خصائصه الإنسانية بالنحو الذي يحقق الأهداف الإلهية التي يؤهله الله لها .

    أنّه يريد أن يتدخل في كُلّ شؤون هذا الإنسان ، و أن يهيمن حتى على نواياه ، و خلجات نفسه ، و على عواطفه ، و مشاعره ، و أحاسيسه ، و تصوراته ، فضلاً عن روحياته ، و كُلّ خصائصه ، و ميزاته .
    أنّه يريد منه أن يواجه التحدّي ليس في مجال الأمن و الدفاع و حسب ، و إنما في السياسة ، و الاقتصاد ، و التربية ، و العلاقات ، و في مختلف مجالات الحياة أيضاً .
    أنّه يريد منه أن يطبق نظام عقوبات صارمة ، على قاعدة : النفس بالنفس والعين بالعين . و أن يقطع اليد ، و الرجل ، و أن يسجن ، و يجلد ، و ينفي ، و يصادر ، و أن يكبح جماح أصحاب الأهواء ، و محترفي الجريمة ، بل إنّ عليه أن يمنع الانحراف من الظهور في كُلّ محيطه . .
    هذا كله عدا عن جهاده للمستكبرين ، و إحباط كيد العتاة و الجبارين .
    و أهمّ من ذلك كله هو مواجهته لشهواته ، و غرائزه و أهوائه ، و طموحاته ، و رفض كُلّ المغريات التي تحيط به ، و ما أشدّها من مواجهة ، و أعظمه من جهاد ، هو الجهاد الأكبر الذي يصغر عنده كُلّ جهاد بالسيف ، حتى في بدر العظمى !!
    هذا هو السؤال :
    (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)
    أنّ المقصود من تعليم النبي ( صلى الله عليه و آله ) للكتاب ليس هو مجرد تلاوة ألفاظه على مسامعهم ، بل المراد تفهيمهم شرح معانيه و حقائقه ، و بيان مراميه و دقائقه . لأنّ مغزى هذا التعلم هو خروج الناس من الضلال المبين إلى الهدى ، كما صرحت به الآية الشريفة نفسها ، و هذا كله يدفع السؤال التالي إلى الواجهة ليقول :
    أين هو تعليم رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) للكتاب ، الذي هو تبيان لكلّ شيء ؟! و أين هي بياناته لحقائقه و دقائقه . و لإشاراته و دلائله ؟
    و أين هي الحكمة التي جعلها الله عدلاً للكتاب ، و قد علمها ( صلى الله عليه و آله ) للناس ؟! فهل تجد في كتب المسلمين من هذه الحكمة ، و من تعليم للكتاب ، ما يكفي لتطبيق هذه الآية الكريمة ، و تجسيد معناها ، بالنسبة لمن عاشوا مع النبي ( صلى الله عليه و آله ) و عاصروه ؟! فضلاً عن الآخرين الذين لما يلحقوا بهم ـ و هم أجيال كثيرة جداً ، متعاقبة ، و متلاحقة إلى يوم القيامة ـ و هو مبعوث إليهم جميعاً أيضاً ، و هم جزء من مهمته و مسؤوليته . فكيف استطاع ( صلى الله عليه و آله ) أن يقوم بهذا الواجب ، و أن ينجز مهمته تجاههم . من تلاوة الآيات عليهم ، و تزكيتهم ، و تربيتهم ، و رعايتهم ، و تعليمهم الكتاب ، و تعليمهم الحكمة ، و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فيهم ، و وضع الإصر عنهم ، و الأغلال التي تكون عليهم ؟! و هو الأمر الذي يحتم عليهم مواجهة طواغيت العصور المتعاقبة ، و كُلّ الجبارين و العتاة ، فكيف واجههم ( صلى الله عليه و آله ) . و فرض الهيمنة الإيمانية عليهم ، و استفاد من الحديد و من البأس الشديد في أوقات الشدة ، و الخطر الداهم ، عبر الأجيال المتلاحقة ؟!
    قبل أن نجيب على هذا السؤال نقول :
    إذا كانت طبيعة هذا الدين تحتم فرض هيمنة قد تحتاج إلى الاستفادة من الحديد لأجل إنجاز المهمات الجسام ، و صيانة المنجزات ، و كان المتولي لفرض هذه السلطة في حياة النبي ( صلى الله عليه و آله ) كان الخلاف في أمر الإمامة و السلطة و الهيمنة قد ظهر بصورة عنيفة و قاسية ، بل كان أعظم و أخطر خلاف في الأمّة ، حتى ليقول الشهرستاني :
    ( و أعظم خلاف بين الأمّة خلاف الإمامة ، إذ ما سُلَّ سيف في الإسلام على قاعدة دينية ، مثلما سُلَّ على الإمامة في كُلّ زمان ) .
    و يقول البعض أيضاً : إنّ ترك أمر الإمامة من دون حلّ كان سبباً لأكثر الحوادث التي أصابت المسلمين ، و أوجدت ما سيرد عليكم من أنواع الشقاق و الحروب المتواصلة ، التي قلَّما يخلو منها زمن ، سواء أ كان بين بيتين ، أو بين شخصين .
    و إذا كان أمر الإمامة حساساً و خطيراً إلى هذا الحد ، فكيف يمكن أن نتصور أن يكون الله و رسوله ( صلى الله عليه و آله ) قد تركاه من دون حلّ ، خصوصاً و أنّ الله هو الذي يقول : ( وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) .
    الجواب القرآني :
    على أنّ الإجابة على ما طرح من تساؤل ، تتضح بصورة أتمّ بالعودة إلى القرآن الكريم حيث نجد فيه الإجابة الكافية و الوافية فهو تعالى يقول :

    ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ).
    فإنّ هذه الآية قد نزلت في مناسبة إعلان يوم غدير خم ، فيما رواه المسلمون بطرق كثيرة ، و متواترة .
    و قد أظهرت هذه الآية الكريمة : أنّ هذا البلاغ المطلوب يصادم توجهات كثير من الناس ، و أنّ نصيبه منهم هو الرفض الشديد إلى درجة احتاج النبي ( صلى الله عليه و آله ) معها إلى العصمة و الحفظ منهم .
    و أظهرت أيضاً : أنّه بلاغ شديد الخطورة ، بحيث لولاه لم يمكن للرسول ( صلى الله عليه و آله ) تهيئة سبل إنجاز مهمته ، التي هي أساس و عنوان رسوليته ( ... وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ... ) .
    و لاسيما بالنسبة لمن يأتون بعده ، مع أنّه مبعوث إليهم ، كما يشير إليه قوله تعالى : ( وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ... ) . و قد قلنا : إنّ تلك المهمات هي تلاوة الآيات عليهم ، و تزكيتهم ، و تعليمهم الكتاب و الحكمة ، و الخ . .
    بل أنّه ـ بدون هذا البلاغ ـ لا يكون قد حقق الإنجاز المطلوب منه حتى بالنسبة للأمم التي عاصرته ، بل و حتى بالنسبة للذين أسلموا معه ، و صاروا صحابته ، و الذين أظهر القسم الأعظم منهم الإسلام بعد فتح مكة في السنتين التاسعة و العاشرة ، أي قبيل وفاته ( صلى الله عليه وآله ) . حيث بدأت القبائل في سنة تسع توفد جماعات منها لإعلان الإسلام و الولاء ، فسميت تلك السنة بـ ( سنة الوفود ).
    ثمّ توفي النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، و لم يكن الإسلام قد تجذّر أو استحكم في قلوب الكثير من هؤلاء الناس . فحاول أهل مكة أن يرتدّوا عن الإسلام بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) لكن سهيل بن عمرو قام فيهم ، و نصحهم ، و ذكّرهم بوعد النبي ( صلى الله عليه و آله ) بأنّ كنوز كسرى و قيصر ستفتح لهم ، فثبتهم بذلك . و هذا موقف محمود و مشكور لسهيل .
    و لو إنّهم مضوا في ردّتهم لحدثت كارثة حقيقية على مستوى المنطقة بأسرها ، و بالنسبة لمستقبل هذا الدين . و لكن الله سلَّم ، و له المنة و الحمد

  • #2
    السلام عليكم موفقةبحق القرآن
    sigpic
    إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
    ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
    ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
    لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      ولله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


      انّ الاسلام يريد أن يصل بالانسان الى مايريده الله تعالى منه وهو السير نحو التكامل حتى يصل الى جنانه التي أعدها تعالى لهم..
      فهو عندما يضع القوانين والأسس الرصينة هي في الحقيقة لصالح الانسان لتجعله يسير في الطريق الصحيح، وهو الوصول الى الغاية التي خلق الله عباده من أجلها وهو ((ما خلقت الجنّ والانس إلاّ ليعبدون))..
      وهذه الأسس نظير المقرّرات التي توضع للطلبة في المدارس والجامعات (وكل بحسبه) فالهدف منها إيصال الطالب الى رتبة النجاح ليتبوء مقعداً نافعاً في المجتمع، وكلّما كان تطبيقه لتلك المناهج عالياّ حصل على مرتبة أعلى من النجاح فيكون مقعده بحسب الدرجة التي حصل عليها، وكذلك الجنان التي أعدت للمؤمنين فبقدر تطبيقهم لتعاليم الله والعمل بما يحب ويرضى تكون مرتبتهم ودرجتهم في الجنان، والله يضاعف لمن يشاء..
      ولكن من سار بطريق معوّج غير ما رسمه الله تعالى ونبيه الكريم (صلّى الله عليه وآله) وهو مصرّ عليه فبالتأكيد تكون نتيجته الخزي والعار وليس له مكان فيما أعده للمؤمينن المتقين..


      الأخت القديرة عطر الولاية..
      بارك الله بكم وجعلكم من المؤمنين المتقين العاملين بكتابه العزيز والسائرين على نهج نبيه الأكرم (صلّى الله عليه وآله)...


      تعليق


      • #4
        بارك الله بك
        (السلام على المعذب في قعرالسجون وظلم المطامير)اللهم أرزقني شفاعة المولى+ الحسين+ (عليه السلام)

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم
          الَلهّمّ صَلّ عَلَىَ محمدوآل مُحَّمدْ الَطَيبيِن الطَاهرين الأشْرَافْ وَعجَّل فَرَجَهُم ياكريم.
          حياكم الله تعالي جزيتم خيراً ً لوطأتكم المباركة

          وأسأل الله لأن يجعلكم معنا ، ويقنعك بما يوصلنا لعبوديته بكل ما يحب ويرضى ، وحتى يجعلنا مع أشرف خلقه وأكرمهم، وسادت العباد وأطهرهم ، والصادقون الطاهرون المصطفون الأخيار الأبرار

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
          x
          يعمل...
          X