النفس الامارة بالسوء

[المستشاره]

إن مجاهدة النفس وإخضاعها للسير في سراط الله المستقيم، وكبح جماحها من أن تشذ عن طاعته سبحانه إلى معصيته وطاعة عدوه الشيطان الرجيم، إن تلك المجاهدة أمر شاق ولازم ومستمر.......إذا أراد الانسان النجاة في الدنيا والآخرة من مساخط الله وما يترتب عليها– من أن يحارب هذه النفس الأمارة بالسوء
وهو أمر مستمر كذلك ما دام الإنسان حياً، لأن النفس ملازمة له، وهي تأمره بما تهواه وتصده عما يأمره الله به في كل لحظة، فإذا انقطع عن مجاهدتها لحظة، أوقعته ولابد فيما فيه حتفه وهلاكه في تلك اللحظة.طيب ماذا عمن تاب ورجع الى ذنبه ؟

[الهادي]

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه تبارك وتعالى نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين

الاخت الفاضلة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

واضح ان التوبة هي الرجوع من الذنب والمعصية الى طاعة الله تبارك وتعالى .

وهناك شروط للتائب منها ترك المعصية والعزم على عدم فعلها مجدداً والندم على فعلها والذي يتوب ويرجع للذنب ثانياً اكيد لم ياتي بالتوبة النصوح ولم يحقق شرائط التوبة الحقيقية في نفسه ؟

ومن كان كذلك يصدق عليه قول الإمام الباقر عليه السلام الذي يرويه الشيخ الكليني في الكافي الشريف .

عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: التائب من الذنب كمن لاذنب له والمقيم على الذنب وهو مستغفر منه كالمستهزئ .

نعم ان الله غفور رحيم وتواب كريم لا يغلق بابه أمام التائبين ولايمنع غفرانه عن الوافدين حيث ورد عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام حديث يبين فيه مدى كرم الله تعالى وقبوله للتائبين حيث قال: يامحمد بن مسلم ذنوب المؤمن إذاتاب منها مغفورة له فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد التوبة والمغفرة، أما والله إنها ليست إلا لاهل الايمان قلت: فإن عاد بعد التوبة والاستغفار من الذنوب وعاد في التوبة؟ ! فقال: يا محمد بن مسلم أترى العبد المؤمن يندم على ذنبه ويستغفر منه ويتوب ثم لايقبل الله توبته؟ قلت: فإنه فعل ذلك مرارا، يذنب ثم يتوب ويستغفر [الله]، فقال: كلما عاد المؤمن بالاستغفار والتوبة عاد الله عليه بالمغفرة وإن الله غفور رحيم، يقبل التوبة ويعفو عن السيئات، فإياك أن تقنط المؤمنين من رحمة الله.