إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مواقف من كربلاء - علي الاكبر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مواقف من كربلاء - علي الاكبر

    بسم الله الرحمن الرحيم

    علي الأكبر (عليه السلام) هو شاب يافع وفي أول ريعان الشباب وانفتاحه على الدنيا، ممتلئ‏ بالحيوية والنشاط، ويمتلك القدرة الكافية للانخراط في الحياة الدنيوية بكل تفاصيلها، لكن من موقع كونه مؤمناً بالله سبحانه وتعالى، وملتزماً بأحكام الشريعة التي ملأت قلبه وعقله، فجعلته شاباً سوياً مستقيماً في سيرته وسلوكه، وتربى في حجر الإمام الحسين (عليه السلام) سبط النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فنهل من علوم آل محمد ما كان عوناً له على معرفة الصراط المستقيم في هذه الدنيا، فلم يعش الشباب لذةً وشهوةً ولهثاً وراء الشهوات والمغريات، وإنما عاشه التزاماً ووعياً وانفتاحاً على الله وعلى الحياة فصار بذلك قدوةً ونموذجاً للشباب المسلم المؤمن الرسالي الذي يعتبر أن الحياة هبةً ونعمة إلهية على الإنسان أن يتعامل معها من موقع المسؤولية والأمانة التي ائتمنه الله عليها، ولهذا لم يكن شبابه ولم تكن فتوّته وعنفوانه مانعاً عنده من الالتحاق بركب أبيه الإمام الحسين (عليه السلام) في طريقه لإصلاح الأمة الإسلامية وإنقاذها من الأخطار الكبيرة المحدّقة بها نتيجة الحكم الظالم الجائر المتسلط الذي كان بنو أمية يتسلّطون به على الأمة المقهورة المظلومة وقد سار في ركب الجهاد لا بسبب أنه ابن الحسين‏(عليه السلام) وإنما بصفته ثائراً يريد أن يجاهد في سبيل الله من أجل تحرير أمثاله من الشباب الذين لم يدركوا أبعاد المؤامرة الأموية ضد الإسلام كدين وضد المسلمين كأمة.

    وهكذا وصل علي بن الحسين (عليه السلام) إلى أرض الكرب والبلاء، أرض الامتحان الإلهي للمؤمنين الصادقين، وخاصة منهم الشباب الذين ينظرون الدم المتساقط من أجساد الشهداء مع الحسين (عليه السلام) ومع كل ذلك نرى علياً بن الحسين (عليه السلام) يندفع إلى ميدان القتال ضارباً عرض الحائط كل الوسوسات الشيطانية التي تريد إغواءه بالشهوات والملذات الدنيوية لكي ينسحب وينهزم، وكان قد سأل أباه أثناء الطريق إلى كربلاء «أولسنا على الحق يا أبتاه» قال الإمام الحسين (عليه السلام) : «بلى» قال علي بن الحسين (عليه السلام) «إذن لا يهم أوقعنا على الموت أم وقع الموت علين» وقد لاحت أمامه فرصة لإنقاذ نفسه عندما بادره رجل من جيش الأمويين بالقول: إن لك قرابة من أمير المؤمنين يزيد من جهة أمك، ونحن نريد أن نرعى الرحم فإن شئت أمناك، لكن نفس ذلك الشاب الولهة والعاشقة لله والمطيعة لإمامها وسيدها الحسين (عليه السلام) والمستوعبة والواعية لدورها وهدفها في الدنيا والآخرة لم توهن تلك الدعوة إلى النجاة من الموت عزيمته ولم تضعف توجهه، ولم تهزم قراره، فأجاب ذلك المنادي بقوله (عليه السلام) «إن قرابة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أحق أن ترعى» ثم هجم على الجيش المعادي وهو يرتجز شعراً:

    أنا علي بن الحسين بن علي نـحن ورب البيت أولـى بـالـنبي‏

    تالله لا يـحـكم فينا ابن الـدعي أضرب بالسيف أحامي عن أبي‏

    ضرب غلامٍ هاشمي قرشي‏

    بتلك الروحية الإيمانية الصلبة، وبذاك الوعي الرسالي المنفتح، وبالعزم المحمدي العلوي الحسيني انطلق إلى أرض المعركة مجندلاً الأبطال وقاهراً الفرسان، لم ترعبه كثرتهم ولم يخف من قوة سيوفهم، وظل يقاتل إلى أن سقط شهيداً في الميدان ففاضت روحه الشريفة شهيداً في سبيل دين الله وعظمة الإسلام، فصار خالداً بخلود كربلاء والحسين (عليه السلام)، وكُتِبَ اسمه في ديوان الخالدين كرمز من الرموز الإلهية الكبيرة التي كلما مرَّ الزمان عليها كلما زادها تألُّقاً ووهجاً نورانياً يهتدي به السائرون في خط الجهاد، لأنه صار من موقع فتوته وعنفوان شبابه الحجة البالغة لله سبحانه وتعالى على كل الشباب من أمثاله الذين لا يرقون إلى مقامه العالي حسباً ونسباً وعلماً ووعياً وإدراكاً ويقيناً.

    وبذلك اقترن اسمه بتلك المعركة الخالدة، فصار يذكر كلما ذُكِرَ الحسين (عليه السلام)، وليس بعد هذا الشرف شرف، ولا بعد تلك الكرامة كرامة.

    فالسلام على الحسين، وعلى علي بن الحسين، وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين، ونسأل الله تعالى أن يوفّقنا للجهاد في سبيله، وللقتل شهداءً تحت راية وليّه الأعظم أرواحنا لمقدمه الفداء .

  • #2
    ولد علي الأكبر عليه السلام يوم الحادي عشر من شعبان عام 33هـ، وأبوه الإمام الحسين عليه السلام، وأمّه لَيلى بنت أبي مُرَّة بن عروة بن مسعود الثقفي.

    كان عليه السلام من أصبحِ الناس وجهاً، وأحسنِهِم خُلُقاً، وروي أنّه كان يشبه جَدّه رسول الله صلى الله عليه وآله في المنطق والخَلق والخُلق.
    ورَوى الحديث عن جَدِّه علي بن أبي طالب عليه السلام وهو صغير السنِّ، مِمَّا يدل على تعلّقه بالعلم والكمال منذ الصغر
    sigpic
    إحناغيرحسين *ماعدنا وسيلة*
    ولاطبعك بوجهي"بابك إ تسده"
    ياكاظم الغيظ"ويامحمدالجواد "
    لجن أبقه عبدكم وإنتم أسيادي

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X