فســحة الطريق
أولا: محاسبة النفس والوقوف على الأعمال التي كان يمارسها خلال حياته الماضية والتأمل بكل تفاصيلها اليومية، أن كانت صالحة ! ( وهذا لم يحصل إلا مع المعصوم لأن مشاغل الحياة اليومية وزحمة العمل وقلة التفقه وطول الأمل والحرص على حب الدنيا توقع الفرد المسلم بالكثير من المطبات التي لا يحمد عقباها ) عندها يحمد الله عز وجل ويثني عليه لأن تلك النعمة كلها من فضله ومنّهِ وتوفيقه . عندها يسجد لله شاكراً لأنعمه تلك عليه. بعدها يستمر في طريق عمل الخير لأن فيوضاته لا تنتهي حتى يزداد من الثواب والتوفيق .وإن وجد في صفحات حياته وقفات تستحق التأمل والمراجعة ، فيجب عليه أن يراجع تلك الأعمال ويقف على كل تفاصيلها لأن ذلك الوقت هو الأفضل والأنسب للمراجعة لعدم وجود ما يشغله من المال والولد وزحمة لدنيا . بعدها يأخذ بيد نفسه الأمارة بالسوء يتقدمها الهوى إلى طريق التوبة ويضعها بين يدي خالقها والتي طالما كانت بعيدة عنه طول الوقت الماضي طالباً منه العون والمدد في استرجاع إلى كل ذي حق حقه وأن يثبتها على ذلك الفعل في كل وقت ومكان . ثم يتوجه إلى ربه ويطلب الصفح والغفران بقلب ولسان متململ وعين باكية واستغفار لم ينقطع من تلك الذنوب ويطلب العفو منه سبحانه بكل ما يملك من توجه وخشوع وتضرع ورجاء وقلب خالص ونية خالصة لا تشوبها شائبة ويقسم على الله تعالى بحق الحسين (عليه السلام) أن لا يحرمه من نعمة غفران الذنوب وقبول التوبة لأننا نعرف كما تقدم بأن الدعاء عنده لا يرد . عندها يتحقق المراد من الزيارة .
ثانيا: إشغال النفس والقلب واللسان بقراءة ما يتيسر من القرآن الكريم والأدعية المأثورة والتسبيح والاستغفار وكل ما موجود من المأثور في وصايا أهل البيت (عليهم السلام) في تلك المواقف والأيام والساعات .
ثالثاً: أن يبتعد كل ما يسيء إلى أعماله الصالحة ، وهذه الأعمال كثيرة خاصة عندما يسمح الفرد لنفسه بالابتعاد عن الله تعالى ومغازلة الشيطان .
رابعاً : تعلم حسن العشرة ومرافقة الأخوان والحفاظ عليهم ومراعاة حسن الصحبة معهم . ومحاولة التعرف على أكبر عدد من المؤمنين في ذلك الموقف،والوقوف على فضائلهم وعاداتهم الحسنة وتقاليدهم النبيلة .
خامساً : يجب أن ينتهز الفرصة للاطلاع على الواقع الجغرافي والتاريخية للقرى والمدن ومعرفة تفاصيلها وذلك زيادة في المعرفة وتنقيص في الجهل .
سادساً : تقديم يد العون بكل ما يملك من عطاء الله تعالى له للمحتاجين والفقراء وخاصة لرفاق الدرب التي تنقطع فيهم سبل الحاجة .
سابعاً : لا ينسى الزائر شكر كل من قدم له يد العون حتى لو كان في مسألة , أو سؤال أو تحية .لأن من لم يشكر العبد لم يشكر الرب . وهنا كلمة الشكر لا تعني بذلك المصطلح المعبر عنه (شكراً) فقط ولكن أن تكّن كل الاحترام والتقدير والدعاء والثناء إلى كل من قدم لك خدمة . ونحن نعرف إن الخدمة التي تُقدم إلى زوار أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) من قبل الموالين له في الطرقات والمواكب لا تعد ولا تحصى لذلك يجب على الزائر أن يظهر تلك المعاني الإنسانية إلى من قدم له حتى تكون له دافع أكبر لخدمة الزائرين وحتى يعرف جميل صنعه معهم وإذا أمكنه الوقت للمشاركة في خدمة الزوار أو مد يد العون للعاملين في خدمة الزوار لكان هذا أفضل ولأكثر في الحصول على الثواب . ...........
تعليق