وبعد انتقال الرسول(ص) إلى الرفيق الأعلى أخذت السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) على عاتقها ذلك الدور الاعلامي الذي يثبت أركان الدولة الإسلامية وذلك من خلال ضم مصيبتها في أبيها وأحداث السقيفة المشئومة في تاريخ الأمة وما تلاها من سلب حقها من أرث أبيها في فدك ولاعتداء على دارها وحرقه ثم كسر ضلعها الطاهر وإسقاط جنينها عند الباب من قبل تلك الثلة الظالمة الرعناء التي كانت مصدر الوثنية والعصبية في الجزيرة العربية .وأنتج عن ذلك خطبتان ألقتهما للأمة كشفت فيهما ما سوف تؤول أليه حال الأمة بعد خروجها عن خط الرسالة الإسلامية الصحيح من فساد فكري وعقائدي واجتماعي ,بعدها أخذت من وسيلة البكاء أداة ضغط على الناس حتى تذكرهم برسول الله(ص) ووصاياه حتى ضجت المدينة بسبب ذلك مما أضطر السلطة الحاكمة إلى مجابة الأمر وأقتلعوا الشجر التي كانت تستظل بها وولديها عن حرارة الشمس مما أضطر أمير المؤمنين إلى بناء دار سماها دار الأحزان بعيدا عن المدينة تقضي فيه الزهراء(عليها السلام) أكثر وقتها تشكو إلى الله تعالى وأبيها ما حل بها من تلك الأمة الظالمة ولكن القوم عمدوا إلى هدم ذلك المكان لأنه كان يشكل خطرا كبيرا على سلطتهم.وتقول الرواية إن السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) عندما حضرتها المنية (الموت) بسبب علتها التي فيها قالت لابنتها السيدة الحوراء زينب (عليها السلام) .
بنية إذا رأيت أخيك الحسين (علية السلام) وحيدا ًفي أرض المعركة قبلية في صدره ونحره .ولو تأملنا لسبب هذا الحديث المبكر فأنة يكشف عن المستوى الإعلامي الذي تحمله واقعة الطف في تاريخ الإسلامي
أما في حياة الإمام أمير المؤمنين علي(ع) فأن هذا الجانب بدأ واضحاً خلال مسيرة حياته العملية حيث أنه عمد على الاقتران من (فاطمة الكلابية ,أم البنين)والتي أختارها أخوه عقيل بن أبي طالب(رض) والتي كانت من أشرف أنساب العرب لتلد له أولاد يكونون في المستقبل أنصار ولده الإمام الحسين(عليه السلام) في واقعة الطف .ويذكر أنه أعد أولئك الأولاد إعدادا خاصا من حيث البناء الفكري والروحي والجسدي حتى يكونوا بمستوى المسؤولية اتجاه استجابتهم لنداء أخيهم الإمام الحسين للنصرة وعدم الخذلان.
ومن جانب آخر يروي لنا التاريخ إن الإمام علي(عليه السلام)عند مروره في أرض كربلاء سأل أحد أصحابه عنها !وهو يعرفها حق معرفتها ولكنه أراد أن يعلمهم بما سوف يجري على ولده وأهل بيته وأصحابه هناك حيث قال(هنا محط رحالهم) ثم بكى(هو بأبي وأمي) .وعندما سأل عن ذلك أسرد لهم ما يحدث يوم العشر من محرم الحرام في واقعة الطف على ولده الحسين وأهل بيته وأصحابه من أمة السوء .
وفي الرواية :عن عبد الله بن يحيى قال:دخلنا مع علي (عليه السلام) إلى صفين فلما حاذى نينوى نادى صبراً أبا عبد الله. فقال دخلت على رسول الله(ص) وعيناه تفيضان. فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما لعينيك تفيضان.أغضبك أحد قال لا بل كان عندي جبرئيل فأخبرني أن الحسين يقتل في شاطىء الفرات فقال هل لك أشمك في تراب من تربته قلت نعم فمد يده فأخذ قبضة من تراب وأعطنيها فلم أملك عيني عن فاضتا وأسم الأرض كربلاء فلما أتت عليه سنتان خرج النبي(ص) إلى سفر فوقف في بعض الطريق أسترجع ودمعت عيناه فسأل عن ذلك فقال هذا جبريل يخبرني عن أرض بشط فرات...الخ )(1).
(والعجيب أن ثلة كبيرة من جيش الإمام علي(عليه السلام) آنذاك كانوا ممن قاتل الإمام الحسين(عليه السلام) يوم العاشر من محرم) .
ومن خلال تلك الأحاديث والروايات والخطب التي كانت يلقيها الرسول(ص)والإمام ليُعرّف الناس بتلك الثلة الضالة الموجودة في كيان الأمة بقتلهم خليفة الله في الأرض لذلك ترى أن عدد من أصحاب النبي(ص) وأصحاب أمير المؤمنين(عليه السلام) كانوا من أنصار الإمام الحسين(عليه السلام) في تلك الواقعة . وهكذا في زمن الإمام الحسن(عليه السلام) حيث يروى أنه عندما حضرته المنية دخل عليه الإمام الحسين(عليه السلام) وهو يقذف بقايا كبده الطاهر في الطشت أثر السم الذي قدمته له زوجته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
1 ـ مثير الأحزان / ج1 ص 18
بنت الأشعث(عليهما اللعنة) في طشت وضع أمامه في باحة الدار ,عندها لم يستطيع الإمام الحسين السيطرة على مشاعره وهو يرى أخيه بتلك الشاكلة ففاضت عيناه بالدمع من شدة ما رأى من حال أخيه ولكن الإمام الحسن(عليه السلام) طلب منه الكف عن البكاء وتذكيره بما سوف يحدث عليه هناك في واقعة الطف ...
في الرواية عن جعفر بن محمد الصادق (ع) أن الحسين بن علي (ع) دخل يوماً إلى الحسن (ع) فلما نظر أليه بكى فقال له ما يبكيك يا أبا عبد الله قال أبكي لما يصنع بك فقال له الحسن (ع) أن الذي يؤتي إلى السم يدس ألي فأقتل به ولكن لا يوم كيومك يا أبا عبد الله يزدلف أليك ثلاثون ألف رجل يدعون أنهم من أمة جدنا محمد(ص) وينتحلون دين الإسلام فيجتمعون على قتلك وسفك دمك وانتهاك حرمتك وسبي ذراريك ونسائك وأنتهاب ثقلك فعندها تحل بني أميه أللعنه وتمطر السماء رماداً ودماً ويبكي عليك كل شيء حتى الوحوش في الفلوات والحيتان في البحار).
إن هذه الإشارة من الامام الحسن (ع) وما سبقتها من أشارات تركز وبشكل مكثف على أنشر حقيقة الطف في الشارع الإسلام. وشرح أبعادها وانعكاسها في الواقع الفردي والجماعي في حياه المجتمع .وحتى تكون الصورة واضحة المعالم . وبكل تفاصيلها للعامة والخاصة ركز أئمة أهل البيت (ع) على نشر ثقافة الطف بين الناس حتى تأخذ حيزاً كبيرا في تاريخ الأمة .وحتى تعي الأمة هول المصيبة التي تحدث على أهل البيت من أفراد يصرحون بانتمائهم إلى هذه الأمة ويدينون بدينها ويسيرون على شريعتها ,وتستمر ما بقيت الحياة شامخة في تاريخ الإنسانية .
بنية إذا رأيت أخيك الحسين (علية السلام) وحيدا ًفي أرض المعركة قبلية في صدره ونحره .ولو تأملنا لسبب هذا الحديث المبكر فأنة يكشف عن المستوى الإعلامي الذي تحمله واقعة الطف في تاريخ الإسلامي
أما في حياة الإمام أمير المؤمنين علي(ع) فأن هذا الجانب بدأ واضحاً خلال مسيرة حياته العملية حيث أنه عمد على الاقتران من (فاطمة الكلابية ,أم البنين)والتي أختارها أخوه عقيل بن أبي طالب(رض) والتي كانت من أشرف أنساب العرب لتلد له أولاد يكونون في المستقبل أنصار ولده الإمام الحسين(عليه السلام) في واقعة الطف .ويذكر أنه أعد أولئك الأولاد إعدادا خاصا من حيث البناء الفكري والروحي والجسدي حتى يكونوا بمستوى المسؤولية اتجاه استجابتهم لنداء أخيهم الإمام الحسين للنصرة وعدم الخذلان.
ومن جانب آخر يروي لنا التاريخ إن الإمام علي(عليه السلام)عند مروره في أرض كربلاء سأل أحد أصحابه عنها !وهو يعرفها حق معرفتها ولكنه أراد أن يعلمهم بما سوف يجري على ولده وأهل بيته وأصحابه هناك حيث قال(هنا محط رحالهم) ثم بكى(هو بأبي وأمي) .وعندما سأل عن ذلك أسرد لهم ما يحدث يوم العشر من محرم الحرام في واقعة الطف على ولده الحسين وأهل بيته وأصحابه من أمة السوء .
وفي الرواية :عن عبد الله بن يحيى قال:دخلنا مع علي (عليه السلام) إلى صفين فلما حاذى نينوى نادى صبراً أبا عبد الله. فقال دخلت على رسول الله(ص) وعيناه تفيضان. فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما لعينيك تفيضان.أغضبك أحد قال لا بل كان عندي جبرئيل فأخبرني أن الحسين يقتل في شاطىء الفرات فقال هل لك أشمك في تراب من تربته قلت نعم فمد يده فأخذ قبضة من تراب وأعطنيها فلم أملك عيني عن فاضتا وأسم الأرض كربلاء فلما أتت عليه سنتان خرج النبي(ص) إلى سفر فوقف في بعض الطريق أسترجع ودمعت عيناه فسأل عن ذلك فقال هذا جبريل يخبرني عن أرض بشط فرات...الخ )(1).
(والعجيب أن ثلة كبيرة من جيش الإمام علي(عليه السلام) آنذاك كانوا ممن قاتل الإمام الحسين(عليه السلام) يوم العاشر من محرم) .
لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
1 ـ مثير الأحزان / ج1 ص 18
بنت الأشعث(عليهما اللعنة) في طشت وضع أمامه في باحة الدار ,عندها لم يستطيع الإمام الحسين السيطرة على مشاعره وهو يرى أخيه بتلك الشاكلة ففاضت عيناه بالدمع من شدة ما رأى من حال أخيه ولكن الإمام الحسن(عليه السلام) طلب منه الكف عن البكاء وتذكيره بما سوف يحدث عليه هناك في واقعة الطف ...
في الرواية عن جعفر بن محمد الصادق (ع) أن الحسين بن علي (ع) دخل يوماً إلى الحسن (ع) فلما نظر أليه بكى فقال له ما يبكيك يا أبا عبد الله قال أبكي لما يصنع بك فقال له الحسن (ع) أن الذي يؤتي إلى السم يدس ألي فأقتل به ولكن لا يوم كيومك يا أبا عبد الله يزدلف أليك ثلاثون ألف رجل يدعون أنهم من أمة جدنا محمد(ص) وينتحلون دين الإسلام فيجتمعون على قتلك وسفك دمك وانتهاك حرمتك وسبي ذراريك ونسائك وأنتهاب ثقلك فعندها تحل بني أميه أللعنه وتمطر السماء رماداً ودماً ويبكي عليك كل شيء حتى الوحوش في الفلوات والحيتان في البحار).
إن هذه الإشارة من الامام الحسن (ع) وما سبقتها من أشارات تركز وبشكل مكثف على أنشر حقيقة الطف في الشارع الإسلام. وشرح أبعادها وانعكاسها في الواقع الفردي والجماعي في حياه المجتمع .وحتى تكون الصورة واضحة المعالم . وبكل تفاصيلها للعامة والخاصة ركز أئمة أهل البيت (ع) على نشر ثقافة الطف بين الناس حتى تأخذ حيزاً كبيرا في تاريخ الأمة .وحتى تعي الأمة هول المصيبة التي تحدث على أهل البيت من أفراد يصرحون بانتمائهم إلى هذه الأمة ويدينون بدينها ويسيرون على شريعتها ,وتستمر ما بقيت الحياة شامخة في تاريخ الإنسانية .
تعليق