تويت
هكذا حتى وصل الأمر إلى اليوم العاشر من محرم الحرام ذلك الشهرالذي كانت تعده الجاهلية قبل الإسلام من الأشهر التي يحرم القتال فيه وبعدها جاء الإسلام وأكد ذلك الأمر ولكنه استثناه في حالة الدفاع عن وجود الإسلام .ولكن بنو أمية اخترقوا كل تلك النواميس والأعراف التي كانت سائدة في الجزيرة العربية آنذاك ومن لف لفهم من أعراب الجزيرة الذين لم يتخلصوا من براثن الجاهلية التي استورثوها من آبائهم وأهوائهم التي زينها لهم الشيطان الرجيم في نفوسهم القذرة...
ارتكبوا أكبر جريمة سجلها التاريخ الإنساني السابق واللاحق في أرض كربلاء , حيث أنهم لم يتركوا أي وسيلة للقتل أو السلب أو النهب والتمثيل بالأجساد إلا ارتكبوها مع أهل البيت(عليهم السلام)حتى إن الإمام السجاد(عليه السلام) في أحدى رواياته جاء فيها ما معناه (إن الرسول لو أوصى بقتلنا والتمثيل بأجساد شهدائنا لما وجد بنو أمية وأتباعهم أكثر مما فعلوه معنا)...
والأدهى والأمر من ذلك عملت تلك الفرقة الضالة وبكل ما تملك من نفوذ على طمس معالم تلك الجريمة النكراء والتي يندا منها جبين الإنسانية من خلال الإعلام المضاد حتى تقلب الموازين لصالح فعلتها الشنيعة تلك وإعطائها الصبغة الشرعية .حتى تضيع كل جوانب الحدث.حيث لم يتركوا أي شاهد على ذلك الحدث إلا من خلال ما يسمحون هم به أوالترويج إليه والذي يخدم مصالحهم في ذلك الأمر أي أنهم استخدموا الإعلام المضاد والمكثف الواسع ضد ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) وأهدافها النبيلة .حتى أوهمو اكثيرا من الناس الذين حولهم من خلال الدعوة التي أطلقوها إن القوم من الخوارج أو الديلم الخارجين على طاعة ولي أمر المسلمين الفاسق يزيد(عليه اللعنة)ووضفوا لهذه الحملة الإعلامية سبي أهل بيت الرسالة (عليهم السلام) ومن كان معهم من النساء والأطفال بموكب سار بهم من أرض كربلاء متجهين بهم إلى الكوفة ومن ثم إلى بلاد الشام سبايا حتى يضفوا على عملهم المشروعية الشرعية والمصداقية في أذهان الناس الذين يتبعونهم ضننا منهم ومن خلال عملهم هذا طمس تلك الحقيقة وتضيع معالمها .
ولكن شاء الله تعالى وبحنكة وبسالة أئمة أهل البيت وبعلمه الذي علمهم الله تعالى . وأولهم الرسول الكرم (صلى الله عليه واله وسلم) وثانيهم أهل بيته (عليهم السلام) على إحباط وإفشال تلك المؤامرة وقد تبلورت تلك الاستعدادات الإعلامية واستضاء نورها في مجلس عبيد الله بن زياد(عليه اللعنة) في الكوفة على لسان الحوراءزينب(عليها السلام) التي رباها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) وأمها فاطمة الزهراء (عليها السلام) على تأدية ذلك الدور الرسالي الذي أشرنا أليه سابقاً ووفروا له كافة سبل النجاح من حيث تعليم الحوراء كل العلوم الدينية والحياتية من أخلاق وشجاعة ونبل وثبات وعزيمة وأقدام وتسامح وكل الذي تحتاجه في مسيرها على كربلاء وما سوف يحدث فيها من قتل وسلب ونهب وسبي وانتهاك حرمات ,ومن جانب آخرأشترط أمير المؤمنين(عليه السلام) على زوجها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب (رض)عند خطبته العقيلة أن لا يمنعها عن الخروج مع أخيها الإمام الحسين(عليه السلام) إلى كربلاء وتأدية ذلك الدور الذي سوف تلعبه في تلك المرحلة لأنها مهيئة إِليه منذ نعومة أضفارها وهو تحمل مسؤولية العيال بعد الواقعة وأعادتها إلى وطن آبائها وكذلك التصدي إلى الجانب الإعلامي للواقعة حتى يتحقق الهدف من الثورة التي قام بها أبا عبد الله الحسين(عليه السلام) .....
في الرواية :قيل لما كان الإمام العباس (عليه السلام) وزينب الحوراء (عليها السلام)وَلَدي الإمام علي (عليه السلام) صغيرين . قال الإمام علي(عليه السلام) للعباس قلواحد فقال واحد فقال قل اثنان قال استحي أن أقول باللسان الذي قلت واحد أن أقول أثنان فَقَبل الإمام علي(عليه السلام) عينيه ثم إلى زينب وكانت على يساره والعباس عن يمينه فقالت يا أبتاه تحبنا .قال نعم يا بنيّ أولادنا أكبادنا.فقالت يا أبتاه حبان لا يجتمعان في قلب المؤمن حب الله وحب الأولاد فالشفقة لنا والحب لله خالصا فأزداد علي(ع) بهما حباً وقيل بل القائل الحسين(عليه السلام)(1)
حتى قال الرواة في وصف دور العقيلة زينب(عليهاالسلام) أنها تشاطرت مع الإمام الحسين(عليه السلام) في ثورته التي قادها وهذا يكشف المستوى العلمي والأخلاقي والتربوي الذي تتميز به (سلام الله عليها) والذي اكتسبته من تربيتها التي عايشتها في كنف بيت الرسالة المحمدية الأصيلة والتي كانت السبب فينجاح دورها الإعلامي الذي تميزت به عن باقي أقرانها من نساء بيت الرسالة في واقعة الطف الشهيرة وحققت من خلال ذلك أهداف الثورة المنشودة التي رسمها الإمامالحسين(عليه السلام) .
ولو تابعنا كلامها (سلام الله عليها) وكلام الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) خلال مسير القافلة من أرض الوقعة يوم الحادي عشر من المحرم إلى الكوفة ولقاء أهلها الذين كانوا واقفين على جوانب الطرق وأعينهم تذرف الدمع عندها تحدثت الحوراء زينب (عليها السلام) معهم بحديث طويل بيّنت من خلاله حقيقة أنفسهم الأمارة بالسوء التي دفعتهم لقتل أبن بنت رسول الله (ص) الإمام الحسين وأهل بيته والثلة الطيبة من أصحابه .وما تؤول أليه نهايتهم التعيسة من ذلك العمل ... بكلمات واضحة ودقيقة ورصينة استطاعت أن تدخل الذعر في نفوس المستمعين مما أدى إلى وقوع الفوضى بين صفوفهم حتى وصلت إلى كل أزقة الكوفة وراحوا يندبون حظهم العاثر أمام الإمام علي بن الحسين وعمته وباقي الركب عندها استغلت الحوراء ذلك الأمر وقالت خطبتها الشهيرة فيهم والتي جاء فيها......
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ مسـتدرك الوسـائل /ج 15 ص 217
(أما بعد يأهل الكوفة يأهل الختل والغدر .فلا رقأت الدمعة ولاهدأت الرنة .إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلاَ بينكم .ألا وهل فيكم إلا الصلف والنطف وملق الإماء وغمز الأعداء أوكمرعى على دمنة أو كفضة على ملحودة ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون أتبكون وتنتحبون إي والله فأبكوا كثيراَ وأضحكوا قليلاَ فلقد ذهبتم بعارها وشنأتها .....).
ارتكبوا أكبر جريمة سجلها التاريخ الإنساني السابق واللاحق في أرض كربلاء , حيث أنهم لم يتركوا أي وسيلة للقتل أو السلب أو النهب والتمثيل بالأجساد إلا ارتكبوها مع أهل البيت(عليهم السلام)حتى إن الإمام السجاد(عليه السلام) في أحدى رواياته جاء فيها ما معناه (إن الرسول لو أوصى بقتلنا والتمثيل بأجساد شهدائنا لما وجد بنو أمية وأتباعهم أكثر مما فعلوه معنا)...
والأدهى والأمر من ذلك عملت تلك الفرقة الضالة وبكل ما تملك من نفوذ على طمس معالم تلك الجريمة النكراء والتي يندا منها جبين الإنسانية من خلال الإعلام المضاد حتى تقلب الموازين لصالح فعلتها الشنيعة تلك وإعطائها الصبغة الشرعية .حتى تضيع كل جوانب الحدث.حيث لم يتركوا أي شاهد على ذلك الحدث إلا من خلال ما يسمحون هم به أوالترويج إليه والذي يخدم مصالحهم في ذلك الأمر أي أنهم استخدموا الإعلام المضاد والمكثف الواسع ضد ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) وأهدافها النبيلة .حتى أوهمو اكثيرا من الناس الذين حولهم من خلال الدعوة التي أطلقوها إن القوم من الخوارج أو الديلم الخارجين على طاعة ولي أمر المسلمين الفاسق يزيد(عليه اللعنة)ووضفوا لهذه الحملة الإعلامية سبي أهل بيت الرسالة (عليهم السلام) ومن كان معهم من النساء والأطفال بموكب سار بهم من أرض كربلاء متجهين بهم إلى الكوفة ومن ثم إلى بلاد الشام سبايا حتى يضفوا على عملهم المشروعية الشرعية والمصداقية في أذهان الناس الذين يتبعونهم ضننا منهم ومن خلال عملهم هذا طمس تلك الحقيقة وتضيع معالمها .
ولكن شاء الله تعالى وبحنكة وبسالة أئمة أهل البيت وبعلمه الذي علمهم الله تعالى . وأولهم الرسول الكرم (صلى الله عليه واله وسلم) وثانيهم أهل بيته (عليهم السلام) على إحباط وإفشال تلك المؤامرة وقد تبلورت تلك الاستعدادات الإعلامية واستضاء نورها في مجلس عبيد الله بن زياد(عليه اللعنة) في الكوفة على لسان الحوراءزينب(عليها السلام) التي رباها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) وأمها فاطمة الزهراء (عليها السلام) على تأدية ذلك الدور الرسالي الذي أشرنا أليه سابقاً ووفروا له كافة سبل النجاح من حيث تعليم الحوراء كل العلوم الدينية والحياتية من أخلاق وشجاعة ونبل وثبات وعزيمة وأقدام وتسامح وكل الذي تحتاجه في مسيرها على كربلاء وما سوف يحدث فيها من قتل وسلب ونهب وسبي وانتهاك حرمات ,ومن جانب آخرأشترط أمير المؤمنين(عليه السلام) على زوجها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب (رض)عند خطبته العقيلة أن لا يمنعها عن الخروج مع أخيها الإمام الحسين(عليه السلام) إلى كربلاء وتأدية ذلك الدور الذي سوف تلعبه في تلك المرحلة لأنها مهيئة إِليه منذ نعومة أضفارها وهو تحمل مسؤولية العيال بعد الواقعة وأعادتها إلى وطن آبائها وكذلك التصدي إلى الجانب الإعلامي للواقعة حتى يتحقق الهدف من الثورة التي قام بها أبا عبد الله الحسين(عليه السلام) .....
في الرواية :قيل لما كان الإمام العباس (عليه السلام) وزينب الحوراء (عليها السلام)وَلَدي الإمام علي (عليه السلام) صغيرين . قال الإمام علي(عليه السلام) للعباس قلواحد فقال واحد فقال قل اثنان قال استحي أن أقول باللسان الذي قلت واحد أن أقول أثنان فَقَبل الإمام علي(عليه السلام) عينيه ثم إلى زينب وكانت على يساره والعباس عن يمينه فقالت يا أبتاه تحبنا .قال نعم يا بنيّ أولادنا أكبادنا.فقالت يا أبتاه حبان لا يجتمعان في قلب المؤمن حب الله وحب الأولاد فالشفقة لنا والحب لله خالصا فأزداد علي(ع) بهما حباً وقيل بل القائل الحسين(عليه السلام)(1)
حتى قال الرواة في وصف دور العقيلة زينب(عليهاالسلام) أنها تشاطرت مع الإمام الحسين(عليه السلام) في ثورته التي قادها وهذا يكشف المستوى العلمي والأخلاقي والتربوي الذي تتميز به (سلام الله عليها) والذي اكتسبته من تربيتها التي عايشتها في كنف بيت الرسالة المحمدية الأصيلة والتي كانت السبب فينجاح دورها الإعلامي الذي تميزت به عن باقي أقرانها من نساء بيت الرسالة في واقعة الطف الشهيرة وحققت من خلال ذلك أهداف الثورة المنشودة التي رسمها الإمامالحسين(عليه السلام) .
ولو تابعنا كلامها (سلام الله عليها) وكلام الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) خلال مسير القافلة من أرض الوقعة يوم الحادي عشر من المحرم إلى الكوفة ولقاء أهلها الذين كانوا واقفين على جوانب الطرق وأعينهم تذرف الدمع عندها تحدثت الحوراء زينب (عليها السلام) معهم بحديث طويل بيّنت من خلاله حقيقة أنفسهم الأمارة بالسوء التي دفعتهم لقتل أبن بنت رسول الله (ص) الإمام الحسين وأهل بيته والثلة الطيبة من أصحابه .وما تؤول أليه نهايتهم التعيسة من ذلك العمل ... بكلمات واضحة ودقيقة ورصينة استطاعت أن تدخل الذعر في نفوس المستمعين مما أدى إلى وقوع الفوضى بين صفوفهم حتى وصلت إلى كل أزقة الكوفة وراحوا يندبون حظهم العاثر أمام الإمام علي بن الحسين وعمته وباقي الركب عندها استغلت الحوراء ذلك الأمر وقالت خطبتها الشهيرة فيهم والتي جاء فيها......
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ مسـتدرك الوسـائل /ج 15 ص 217
(أما بعد يأهل الكوفة يأهل الختل والغدر .فلا رقأت الدمعة ولاهدأت الرنة .إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلاَ بينكم .ألا وهل فيكم إلا الصلف والنطف وملق الإماء وغمز الأعداء أوكمرعى على دمنة أو كفضة على ملحودة ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون أتبكون وتنتحبون إي والله فأبكوا كثيراَ وأضحكوا قليلاَ فلقد ذهبتم بعارها وشنأتها .....).
حسين منجل العكيلي
تعليق